$عفرين تحت الاحتلال (168): قرية “معملا”، وفاة امرأة بعد الضرب، إخفاء قسري واعتقالات تعسفية، استيلاء على الزيتون، حفر تل أثري، فوضى وفلتان، انفجار لغم$
على خطى سياسةٍ ممنهجة في نهب ثروات عفرين وحرمان أهاليها من أرزاقهم، حيث مصدرها الرئيسي زيت الزيتون، يواصل الفريق التجاري الاستخباراتي التركي حصر شرائه به وبسعرٍ متدنٍ (37 دولار أمريكي وما دون للصفيحة الواحدة /16/ كغ صافي، أقل من السعر الرائج في الأسواق السورية بحوالي /20/ دولار)، في وقتٍ تفصل فيه سلطات الاحتلال المنطقة عن الداخل السوري وتُحاصرها وتفرض فيها عملتها النقدية للتداول اليومي والتجاري.
فيما يلي جملة من الانتهاكات والجرائم:
= قرية “معملا- Me´imila“:
تتبع ناحية راجو وتبعد عن مركزها ب/17/ كم، مؤلفة من حوالي /450/ منزل، وكان فيها حوالي ألفي نسمة سكّان كُرد أصليين، نزحوا جميعاً في الأيام الأولى من الحرب على المنطقة، وعاد منهم حوالي /350 عائلة= ألف نسمة/ معظمهم من كبار السن، وتم توطين /20 عائلة= 110 نسمة/ من المستقدمين فيها.
سيطرت على القرية ميليشيات “فرقة السلطان محمد الفاتح” وسرقت معظم محتويات المنازل من مؤن وأواني نحاسية وأدوات وتجهيزات الطاقة الكهربائية وأسطوانات الغاز وشاشات التلفاز وغيرها، ومدخرات من زيت الزيتون وعشرات المواشي، وجرارات زراعية وسيارات ودراجات نارية، منها سيارتان ل”حسين ألوكو، محمد عثمان بريمو”، وتم إرجاع بعضها بعد دفع أتاوى مالية، وكذلك ترانس وكوابل من شبكة الكهرباء العامة.
وقامت بإحراق منزلي “أحمد صبري شوقي، محمد فارس فارس” بما فيها عمداً، واتخذت من مبنى البلدية ومنزل “محمد محو حنان” مقرّين عسكريين.
واستولت على حوالي /1500/ شجرة زيتون من أملاك المهجَّرين قسراً، منها /300/ شجرة ل”بكر ألوكو”، وتفرض نسبة /3-5/% على انتاج مواسم الزيتون و /50%/ على تلك العائدة للغائبين، وتحصر بيع تنكات زيت الزيتون الفارغة بمندوبها وبسعر أعلى من السوق بألف ليرة سورية، وكذلك تحصر شراء السمّاق في موسمه بمندوبها وبسعر أقل من السوق بألفي ليرة، حيث عاقبت صيف هذا العام المواطن “مصطفى رشيد زينكي” لأنه تجرأ على شراء كمية من السمّاق ونقلها إلى خارج القرية، بالضرب والغرامة.
وأقدمت على قطع معظم الأشجار الحراجية في الجبال المحيطة بالقرية (شكت، بَنا بلنك، زناري قلحفتاريه، بَنا سور، ريشيا دزا، بنا حوش…)، والقطع الجائر ل/300/ شجرة زيتون عائدة ل”أحمد رفعت جعفر” عام 2020م، وقطع شجرة صنوبرية معمرة في حقل زيتون عائد لعائلة الشهيد “عبد الحميد زيبار”، بغية التحطيب والتجارة.
تعرّض أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات، من اختطاف واعتقالات تعسفية ترافقاً بالتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، حيث اعتقل العشرات بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، منهم الشاب “دوزيار أحمد كردي /25/ عاماً” منذ أوائل تشرين الأول 2019م والذي نُقل إلى تركيا بتهمة “التورط في خطف /60/ جثة- حسب إعلان وزارة الداخلية التركية/وكالة الأناضول 20-11-2019م” لقتلى “عين دقنه” من عناصر “الجيش الحرّ” بشاحنة “لودر” والتجوال بها في شوارع #عفرين# في نيسان 2016م؛ الأمر الذي يُعدُّ مخالفة للمادة /49/ من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص على “حظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي والترحيل للأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال… أيّا كانت دواعيه”، إن كان بحق المدنيين أو المقاتلين. علماً أن “دوزيار” شاب مدني ولم يخدم في صفوف القوات الأمنية والعسكرية لدى الإدارة الذاتية السابقة.
وفي أواسط نيسان 2020م، أقدمت هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) في إدلب على إعدام الشاب “بطال حسن حسن /24/ عاماً” من أهالي القرية، بعد أن اعتقلته السلطات التركية في ولاية هاتاي قبل ذاك التاريخ بحوالي سبعة أشهر وسلّمته إلى “النصرة” في معبر “باب الهوى”؛ إذ كان الشاب وأسرته قد لجأوا إلى تركيا في عام 2012م بعد تدهور الأوضاع في حي الشيخ مقصود بحلب مكان إقامتهم قبل النزوح.
= وفاة امرأة بعد الضرب:
بتاريخ 13-10-2021م، فارقت المواطنة نعمت بهجت شيخو – مواليد قرية “قوبيه/حمشلك”- راجو عام 1988م الحياة في مشفى “ابن سينا” بمدينة عفرين، إثر استفحال حالتها المرضية، نتيجة الضرب والخوف الذي لحق بها، في مقرّ ميليشيات “الشرطة العسكرية” قرب ساحة “آزادي” وسط عفرين، بعد أن تم جلبها من عيادة الطبيب الذي قصدته بغاية المعالجة وكانت حامل بشهرها السادس، وذلك بُعيد إلقاء القبض على زوجها “خليل نعسان موسى” من أهالي قرية “دُمليا”- راجو مع شابين آخرين من قريته “عبدو عمر عبدو، مصطفى نامي عبدو” الذين كانوا متوقفين في الشارع لحظة انفجار سيارة مفخخة على بعد /1/كم غرباً داخل المدينة، ظهيرة الإثنين 11-10-2021م، بحجة أن الأخير استخدم هاتفه الجوّال في تلك اللحظة وأُثيرت حولهم الشبهات، حيث تعرّضوا للتحقيق والتعذيب، وأُطلق سراحهم جميعاً في ذات اليوم بعد أن ساءت حالة المرأة، ليقوموا بإسعافها إلى المشفى.
هذا، وينتاب ذوي المغدورة وزوجها والشابين الآخرين قلقٌ شديد من أن يُعتقل أحدهم ويتعرض للتعذيب من جديد على خلفية انتشار خبر اعتقالهم ووفاة المرأة بسببه، رغم أنهم تجنبوا عن الإدلاء بأي تصريح أو تقديم شكوى حول ذلك.
= إخفاء قسري واعتقالات تعسفية:
– لا تزال المواطنة “آرين محمد دلي حسن /25/ عاماً- متزوجة منذ سبعة أشهر وحامل” من أهالي قرية “كيمار”- شيروا قيد الإخفاء القسري لدى ميليشيات “الشرطة- الأمن السياسي” في عفرين، دون تواصل مع ذويها أو توكيل محامي أو تقديمها لمحاكمة، والتي اختطفت/اعتقلت تعسفياً من قبل ميليشيات “فرقة الحمزة” بتاريخ 12-09-2021م؛ يُذكر أن “آرين” اختطفت سابقاً من قبل ذات الميليشيات في شباط 2020م وأخفيت قسراً في مقرّها (مبنى الأسايش سابقاً في حرش المحمودية) بمدينة عفرين، وكانت ضمن مجموعة من النساء اللواتي أُخرجن منه بعد سيطرة ميليشيا “جيش الإسلام” على المقرّ في 28-05-2020م، وأطلق سراحها فيما بعد من سجن ماراتِه بتاريخ 23-12-2020م.
واعتقلت سلطات الاحتلال:
– منذ أكثر من عشرين يوماً، المواطن “محمد رشيد محمد /44/ عاماً” من أهالي قرية “قوبيه/حمشلك”- راجو، دون بيان السبب.
– بتاريخ 07-10-2021م، المواطنين “عماد جمعة بن عثمان، آزاد عثمان بن حسين، يكبون ملات علي بن أنور” من موظفي شركة مياه الشرب في عفرين، و “رشيد دودخ بن محمد” من موظفي سد ميدانكي، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأطلقت سراحهم – ما عدا يكبون علي- بعد أيام وفرض غرامة مالية عليهم؛ وفي 17-10-2021م المواطن “رشيد حمو بن حسن /53/ عاماً من أهالي قرية كمرش” من موظفي الشركة بذات التهمة، وأفرجت عنه بعد يوم وفرض غرامة مالية عليه.
– بتاريخ 12-10-2021م، المواطنة “ألماسة خليل حاج عبدو /27/ عاماً” من أهالي بلدة “كفرصفرة”- جنديرس، بحجة أنها كانت مدرّسة لدى الإدارة الذاتية السابقة، ولا تزال قيد الاحتجاز.
– بتاريخ 17-10-2021م، بعد استدعائهنَّ إلى مركز ناحية مابتا/معبطلي، المواطنات “مزكين محمد /28/ عاماً، سوزان فاضل /33/ عاماً” من أهالي قرية “بريمجة” و “ليلاف حميد مصطفى /27/ عاماً” من أهالي قرية “مست عشورا”، بحجة أنهنّ عملن مدرِّسات أثناء الإدارة الذاتية السابقة، وأفرجت عنهنَّ بعد يوم من الاحتجاز وفرض غرامات مالية.
– بتاريخ 17-10-2021م، دفعة ثانية من مواطني قرية “معملا”- راجو، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وعددهم تسعة، بينهم “رشيد رشيد زيبار /56/ عاماً، أحمد محمد خليل زيبار /45/ عاماً، صلاح أحمد إبراهيم /38/ عاماً، صبري محمد فارس “35/ عاماً، عصمت حسن ألوكو /35/ عاماً، حسين محمد إبراهيم /67/ عاماً، قازقلي أمين فارس /45/ عاماً”، وأطلق سراحهم بعد يومٍ من الاحتجاز في راجو وفرض غرامة مالية على كل واحدٍ منهم /1200/ ليرة تركية، على أن تستكمل إلى ألفي ليرة تركية لدى إصدار قرار الحكم.
= موسم الزيتون:
تتواصل السرقات وفرض الأتاوى على انتاج موسم الزيتون في المنطقة، ففي بلدة مابتا/معبطلي وقرى “حسيه/ميركان، بريمجه، شيتكا، مست عشورا، رجا، جومزنا، علي جارا، معسركيه، خازيانيه، شكتكا، ترموشا، أرنده، مستكا”، مع قرب الموسم، وضعت ميليشيات “الجبهة الشامية” يدها على كافة حقول الزيتون العائدة للغائبين، حتى من وكّل أحداً، ونهبت انتاجها دون أن تبقي ولو جزءاً من الانتاج لتعويض مصاريف عامين من الخدمات والمستلزمات الزراعية.
وفي قرى “ماراتِه، بابليت، كفرشيل، خلنير، گازيه، گوندي مزن” فرضت الجبهة إتاوة 33% على انتاج الزيت من أملاك كافة الغائبين.
= حفر تل برج عبدالو:
منذ أسبوعين تواصل ميليشيات “القوات الخاصة- فيلق الشام” التي يتزعمها المدعو “عبد الله حلاوة” حفر ونبش تل “برج عبدالو” الأثري بالآليات الثقيلة وبإشراف الاستخبارات التركية، بحثاً عن الكنوز والآثار وسرقتها، حيث تم تجريف وحفر التلّ للمرة الأولى في صيف 2019م. ويُذكر أن ذات الميليشيات كانت تدير معملاً للمخدرات في قرية “برج عبدالو”- شيروا، جرى اقتحامه من قبل “الشرطة العسكرية في جنديرس” بتاريخ 03-10-2021م، ولم تُعلن بَعد سلطات الاحتلال عن نتائج تحقيقاتها ومن هم المسؤولون عن المعمل وطرق ووجهات بيع منتوجها.
= حريق في غابة:
أفاد “الدفاع المدني في عفرين” بأن فرقه قد أخمدت يوم السبت 16-10-2021م حريقاً قد اندلع في غابةٍ حراجية بقرية “خازيان”- مابتا/معبطلي، تُقدّر مساحتها ب/2/ هكتار والخسائر بحوالي /300/ شجرة؛ يُذكر أن القرية تقع تحت سيطرة ميليشيات “الجبهة الشامية”، والمسلحون يتعمدون في قطع الأشجار بغية التحطيب والتجارة، وأحياناً في إضرام النيران بالغابات للتغطية على القطع الواسع أو لأجل قطع المزيد من الأشجار بحجة أنها أصبحت يابسة.
= فوضى وفلتان:
نتيجة الحمل العشوائي والشائع للسلاح لدى من تم توطينهم في منطقة عفرين:
– بتاريخ 16-10-2021م، وإثر مشاجرة بين بعض المستقدمين في بلدة ميدان أكبس- راجو وإطلاق الرصاص، قُتل الشاب “فواز رضوان باكير” المنحدر من مدينة حمص.
– منذ ما يقارب عشرة أيام، وإثر مشاجرة بين بعض المستقدمين أمام فرن/مخبز آلي في مدينة جنديرس، أصيب الشاب “زكريا عبد الحميد الباز” المنحدر من قرية “عرجون- القصير”- ريف حمص بعدة طعنات سكين وجرح آخرين، فتوفي متأثراً بجروحه البليغة بتاريخ 20-10-2021م في إحدى المشافي التركية.
= انفجار لغمٍ أرضي:
بتاريخ 17-10-2021م، نتيجة انفجار لغم أرضي قرب قرية “تل سوسين”- منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي من مخلفات الميليشيات المسلحة، أصيب أربعة قاصرين من مُهجًّري عفرين بجروح متفاوتة، وهم “ديار محمد عبدو /15/ عاماً، سرحد محمد طاري /14/ عاماً، نابو جمعة عربو /14/ عاماً، إسحاق إبراهيم طاري /13/ عاماً”، حيث أسعفوا إلى مشفى “آفرين” ببلدة فافين لتلقي العلاج، ونُقل “نابو” إلى حلب لأن إصاباته كانت بليغة.
إنّ تركيا تشن حرباً اقتصادية متواصلة ضد أهالي عفرين، إلى جانب حربها العسكرية والسياسية، على شكل إرهاب دولة ضد مكون إثني أصيل يعيش على أرضه التاريخية في دولةٍ جارة وعضو في الأمم المتحدة.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]