$عفرين تحت الاحتلال (169): قرى “آفراز، گوبك، گولكيا”، اعتقالات تعسفية، نهب وأتاوى لموسم الزيتون، فوضى وحركة دينية متشددة$
رغم كل تلك الموبقات المرتكبة في منطقة عفرين ولاتزال، والفوضى والأزمات التي تعيشها مناطق النفوذ والاحتلال التركي شمالي سوريا وانتشار الإرهابيين فيها وتحويل عشرات آلاف مسلحي (مدعي الثورة) إلى مرتزقة تحت الطلب، على مرأى ومسمع العالم… تواصل حكومة العدالة والتنمية ورئيسها أردوغان تهديداتها باحتلال مناطق أخرى، غير آبهةٍ بمواقف المجتمع الدولي وبما يترتب على أي عدوانٍ جديد من مآسي وأزمات إضافية للشعب السوري.
فيما يلي نوثق جزءٌ آخر من تلك الموبقات:
= قرى “آفراز، گوبك، گولكيا- Avraz, Gobekê, Gulîka“:
ثلاثة قرى متلاصقة على السفح الجنوبي لجبل هاوار، تتبع ناحية مابتا/معبطلي وتبعد عن مركزها ب/11/كم، مؤلفة من حوالي /225/ منزل، كان فيها حوالي ألف نسمة سكّان كُرد أصليين، هُجِّرَ منهم قسراً /15 عائلة = 75 نسمة/، وتم توطين حوالي /50 عائلة = 300 نسمة/ من المستقدمين فيها. وهناك مخيمٌ مشيّد بالقرب منها على مساحة /1/كم2، ويضم حوالي /385 عائلة = 2300 نسمة/ من المستقدمين، ومزود بكافة الخدمات.
سيطرت ميليشيات “لواء الشمال” على القرى الثلاثة واتخذت من منزل “مدثر شعيب سليمان” في “آفراز” مقرّاً عسكرياً، واستولت على حوالي /25/ منزلاً مع محتوياتها، وسرقت جرارين زراعيين عائدين للمواطنين “خليل عبدو داوود، كمال نعسان” وسيارتين (بك آب هونداي وصالون كرنفال) ل”محمد حسين” وسيارة بك آب تويوتا ل”عنايات حمو” ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) ل”زعيم قدور”، ومحوّلة شبكة الكهرباء العامة وقسم من كوابلها، وأعمدة وكوابل شبكة الهاتف الأرضي.
واستولت على حوالي /3/ آلاف شجرة زيتون، منها عائدة ل”عائلة حنك، عائلة مدور، منان شيخ نعسان”، وعلى مبنى معصرة “محمد علي شيخو” ووضعت فيها آلات لتُشغلها لصالحها كلَّ موسم، وعلى منزله في “آفراز”، رغم أنه مقيم في مدينة عفرين، وعلى مبنى مدجنة ل”محمد حميد جعفر” ومبنى معمل بيرين قديم ل”حميد شكري مصطفى” الكائنين في مفرق القرية، وتستخدمهما لتربية المواشي وإسكان عوائل رعاتها. وتفرض إتاوة 40% على انتاج الزيتون من أملاك الغائبين.
ومنذ عامين قامت لأكثر من مرّة وحالياً بتجريف وحفر تل “آفراز” بالآليات الثقيلة بحثاً عن الآثار والكنوز وسرقتها، وأدى أيضاً إلى قلع عشرات أشجار الزيتون العائدة ل”عائلة شيخ معم”، وكذلك حفرت في مواقع حول مقبرة القرية بالقرب من التل.
وقطعت أشجار السنديان والزيتون في مزارٍ شمالي القرية، وتواصل قطع الأشجار الحراجية من جبل هاوار، لتستمر في صناعة الفحم والاتجار به، حيث هناك على أرض البيادر بين قريتي “آفراز و گوليكا” حوالي /25/ أوجاقاً للفحم، بالإضافة لقطع مئات أشجار الزيتون بشكلٍ جائر كلّ عام.
وتعرّض أهالي القرى الثلاثة لمختلف الانتهاكات، من اختطاف واعتقالات تعسفية ترافقاً بالتعذيب والإهانات والابتزاز المادي وتشغيل الرجال دون دفع الأجور وغيره من الممارسات اللاإنسانية، منها اعتقال العشرات بينهم نساء بتهم جائرة، ومنهم لأكثر من مرّة، مثل المواطن “شيرهاد أوسو بن ديان /35/ عاماً” من أهالي قرية “ژاريه”- بلبل الذي انتقل للعيش في “آفراز” قرية زوجته منذ عشر سنوات، واعتقل أواخر 2018م، وتعرّض للتعذيب الشديد بحجة أن أشقائه وأقربائه منضوين في صفوف وحدات حماية الشعب، فهُجِّر قسراً إلى حلب وأصيب بمرضٍ عضال توفي على إثره، علاوةً على ذلك قامت الميليشيات بسلب جراره الزراعي في القرية الذي كان في حوزة “عصمت حنان” والد زوجته.
هذا وقد استشهد من مواطني قرية آفراز المدنيين:
– “عمر حج حسن عمر /35/ عاماً” في مجزرة حي المحمودية بمدينة عفرين بتاريخ 16-03-2018م، نتيجة قصف الجيش التركي.
– “مصطفى عبدو شاهين /60/ عاماً”، بتاريخ 22-05-2018، بالرصاص الحي أثناء مداهمة منزله ليلاً في حي المحمودية بمدينة عفرين من قبل ميليشيا مسلحة.
– “كاميران منان علي بن نبي /45/ عاماً” بتاريخ 16-12-2018م، في حادث تفجير سيارة “فان” داخل سوق الهال عفرين.
– “عكيد محمّد شيخ حسن /25/ عاماً”، في ظروف غامضة، حيث عُثر على جثمانه أواسط شهر كانون الثاني 2019م قرب قريته.
– “محمد حنيف مسلم /33/ عاماً”، خريج كلية الشريعة بدمشق، عصر الثلاثاء 28-04-2020م، نتيجة تفجير كبير أمام السوق الشعبي في شارع راجو بعفرين.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– بتاريخ 23-10-2021م، المحامية “نجاح عمر عروس /51/ عاماً” من أهالي قرية “كؤرا” – راجو، من قبل شرطة الناحية، بحجة ظهورها في مقطع فيديو لوقفة احتجاجية ضد العدوان التركي أمام مبنى العدالة في عفرين أثناء الإدارة الذاتية السابقة، وذلك بعد عودتها من حلب إلى القرية بداية الشهر الجاري لزيارة والديها العجوزين المريضين، حيث توفي والدها قبل وصولها بيوم؛ وتم نقلها إلى سجون عفرين.
– بتاريخ 25-10-2021م، المواطنين “حنان موصلي وابنتيه نوجين و نسرين، أحمد موصلي، محمد أمين موصلي” من أهالي بلدة شرّا/شرّان من قبل “الشرطة العسكرية”، بعد تفتيش منازلهم وهواتفهم الخليوية، واقتادتهم إلى عفرين، لتطلق سراحهم بتاريخ 28-10-2021م، دون توجيه أية تهمة لهم
– بتاريخ 26-10-2021م، المواطن شكري محمد عبدو /65/ عاماً” من أهالي قرية “ساريا”- مابتا/معبطلي، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأطلقت سراحه بتاريخ 28-10-2021م.
– بتاريخ 27-10-2021م، المواطنين “أيمن محمد علي كيفو /27/ عاماً، زوجته بنفشة محمد نور كيفو /25/ عاماً وأم لطفلين، شقيقته الفتاة نوفين محمد علي كيفو /25/ عاماً” من أهالي قرية غزاوية – شيروا، من قبل الشرطة العسكرية في عفرين، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
= موسم الزيتون:
تتواصل السرقات والأتاوى، وحصر بيع وشراء زيت الزيتون بسعر متدنٍ (37 دولار أمريكي وما دون للصفيحة الواحدة /16/ كغ صافي، أقل من السعر الرائج في الأسواق السورية بحوالي /20/ دولار) وزيتون المائدة بسعر (3-6 ل.ت ≈ 1-2 ألف ل.س/كغ، بأقل من السعر الرائج في الأسواق السورية بحوالي ألف ل.س)؛ كما:
– أبلغت ميليشيات “فيلق المجد” أهالي قرية “كيلا”- بلبل (70 عائلة) بفرض إتاوة /300/ صفيحة زيت زيتون (16 كغ صافي)، وأهالي قرية “زركا”- راجو ب/130/ صفيحة.
– أبلغت ميليشيات “فيلق الشام” أهالي قرية “ديكِه”- راجو بفرض إتاوة /150/ صفيحة زيت زيتون (16 كغ صافي).
– أقدمت مجموعة من ميليشيات “فرقة الحمزة”، منذ عشرة أيام، على نهب ثمار الزيتون من حقل (230 شجرة) عائد للمهجّر قسراً “عدنان رشيد قره جول” من أهالي قرية “ساتيا”- مابتا/معبطلي والواقع قرب بئر گوركا المجاورة، وأشهرت السلاح في وجه والده المسن “رشيد قره جول” لدى ذهابه إلى الحقل ومحاولته منع السرقة، وطردته.
– أقدم المدعو “أبو فرحان” متزعم ميليشيات “فرقة السلطان مراد” في قرية “كفروم”- شرّا/شرّان، منذ أسبوع، على نهب ثمار الزيتون من حقل (150 شجرة) عائد للمُهجَّر قسراً “يوسف رشيد عبدو”، رغم أنه قد وكّلَ شقيقه “محمد” بإدارة أملاكه والذي كان يقدم الخدمات والمصاريف للحقل على مدار عامين.
= فوضى وفلتان:
بتاريخ 24-10-2021م، مجموعة مسلحة من ميليشيات “فرقة السلطان سليماه شاه”- العمشات المتمركزة في ناحية شيه/شيخ الحديد وليس لها نفوذ في مدينة عفرين حاولت اختطاف المستقدم “أحمد النايف” تاجر الخضار والفاكهة من وسط سوق الهال عفرين، إلاّ أنّ مجموعة من ميليشيات “الفرقة 51- الجبهة الشامية” تصدّت لها ومنعتها، فوقعت اشتباكات بين الطرفين أدت إلى مقتل عنصر من العمشات وجرح خمسة آخرين منهم.
= متفرقات:
– في تأكيدٍ آخر على وجود معمل للمخدرات في قرية “برج عبدالو”- شيروا تحت سيطرة ميليشيات “القوات الخاصة- فيلق الشام” المنضوية في “الجيش الوطني السوري” المرتبط بالائتلاف السوري- الإخواني والموالي لتركيا والتي يتزعمها المدعو “عبد الله حلاوة”، نشر المجلس المحلي في عفرين على صفحته الفيس بوك في 26-10-2021م خبراً بأن “مديرية الصحة في عفرين بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية” قامت “بإتلاف المواد المخدرة التي تم ضبطها في مصنع لإنتاج المواد المخدرة في ريف عفرين”؛ ويُذكر أن ميليشيات “الشرطة العسكرية في جنديرس” قد اقتحمت المعمل في 03-10-2021م بعد اشتباك مع حرّاسها، ولم تكشف بَعد سلطات الاحتلال عن تفاصيل تحقيقاتها وعن عائدية المعمل وطاقته الإنتاجية ونوعية المواد الأولية والإنتاج وطرق ووجهات البيع والشراء.
– في إطار الحركة الدينية المتشددة والنشطة في عفرين، افتتحت “دائرة الأوقاف والإفتاء والشؤون الدينية في بلبل”، بتاريخ 22-10-2021م، مسجد في قرية “قورنِه” وآخر في موقع “ريشيه” ببلدة بلبل والعلم التركي مرفوع عليهما، اللذين تم بناؤهما من قبل “جمعية الأيادي البيضاء- تركيا” وبتمويلٍ من “جمعية العيش بكرامة- فلسطين 48″؛ وكانت الدائرة قد قامت بتاريخ 08-09-2021م بتكريم طلاب وطالبات متفوقين في الحلقات القرآنية خلال فصل الصيف.
إن المجتمع الدولي أمام امتحان آخر لكبح جماح أردوغان ونظام حكمه في التدخل السافر والمريب بالشأن السوري، وفي رعايته للتنظيمات الإسلامية المتطرفة، وفي استخدام المرتزقة ضد الكُرد في سوريا والعدوان على مناطقهم.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]