$عفرين تحت الاحتلال (187): قرية “باصوفان” الإيزيدية- جرائم ممنهجة، “فيلق الشام” لا يقل عن “العمشات” إجراماً، اعتقالات تعسفية، قطع أشجار وغابات$
باعتبار أنّ المغدور هذه المرّة كان من المستقدمين وله قبيلة تسأل عنه، اضطّرت ميليشيات “فيلق الشام” للاعتراف باقتراف الجريمة في مقرّ أمنيتها، واستنفرت القوى الأمنية للتحقيق فيها؛ ولكن مثلها من الجرائم المرتكبة بحق الكُرد السكّان الأصليين تُغلق وتسجّل أغلبها ضد مجهول.
فيما يلي انتهاكات وجرائم موثقة:
= قرية “باصوفان- Basûfan“:
من القرى الإيزيدية الكبيرة في جبل ليلون وتبعد عن مركز مدينة عفرين ب/35كم/ جنوباً وتتبع لها إدارياً، مؤلفة من حوالي /300/ منزلاً، وكان فيها حوالي /2000/ نسمة سكّان كُرد إيزيديين أصليين، أثناء العدوان نزحوا جميعاً، ولم يعود منهم سوى /75 عائلة= 200 نسمة/، والبقية هُجّروا قسراً، وتم توطين حوالي /150عائلة= 1000 نسمة/ من المستقدمين فيها. قُبيل وأثناء العدوان تم قصف القرية ومحيطها بالطيران والمدفعية حوالي عشر مرات، حيث تضرر المنزل القديم العائد للمرحوم الشيخ “جمو علي أوسو” بشكلٍ جزئي.
سابقاً كانت القرية تابعة للإدارة الذاتية وتقع على حدود التماس مع ما يسمى ب”الجيش الحرَ”، حيث تعرّضت للقصف والاعتداء لأكثر من مرّة، ففي 27 نيسان 2016م وقعت أضرار مادية وضحايا قتلى وجرحى من أهاليها.
تسيطر على القرية ميليشيات “فيلق الشام” التي اتخذت من منزل المواطن “سليمان جعفر” مقراً عسكرياً، واستولت على منازل المُهجَّرين قسراً وسرقت ما فيها من محتويات، وسرقت من بقية المنازل مؤن وأواني نحاسية وأسطوانات الغاز وشاشات التلفاز وأدوات وتجهيزات كهربائية وغيرها.
واستولت على كامل المخبز الآلي الحديث مع مجموعة توليد كهربائية، وبجانبه كامل المنزل، العائدين لأولاد المرحوم “عز الدين شيخو”.
وقامت بالحفر داخل القرية في عدة أماكن وفي موقع “كفر لاب”- شرقيها، أمام أعين الأهالي، بحثاً عن الآثار التاريخية وسرقتها.
هذا، وتعرّض المتبقون من أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، منها القتل والاختطاف والاعتقالات التعسفية والتعذيب والاهانات والابتزاز المادي وغيره، حيث اعتقل العشرات منهم، بينهم نساء، وتعرضوا للتعذيب الشديد، مثل المواطنة “غزالة منان سلمو /50/ عاماً” التي اعتقلت من قبل الفيلق بتاريخ 4/12/2020م، واقتديت إلى سجنه الخاص في قرية “إيسكا”، ولا يزال مصيرها مجهولاً إلى الآن، وذلك ضمن حملة اعتقالات شنّها في القرية بُعيد تعرّض سيارة أحد متزعميه بذاك التاريخ لانفجار لغم أرضي قرب قرية “بعيه” المجاورة. وفي 30/3/2020م، تعرّض المواطن “دلكش عمر عربو” لرصاصٍ حيّ أطلقته عناصر الفيلق لأنه رفض أوامرهم بإخلاء منزله، حيث شُفي من الإصابة. وأثناء عودة المواطنة “غزالة أوسو بنت جمو علي /69/ عاماً” إلى القرية بعد النزوح في ربيع 2018م، تم استهدافها من قبل حاجز الميليشيا في قرية “كباشين” فأصيبت بطلق ناري وشُفيت منه فيما بعد، بينما تم توطين عوائل من المستقدمين معها في منزلها عنوةً.
كما تعرضوا لاضطهاد ديني، حيث تم تخريب مزار “شيخ علي” الإيزيدي وسط القرية من قبل الفيلق في أول يوم رمضان المصادف ل24 نيسان 2020م، وسرقت محتوياته، بالتكبيرات وبحجة أنه يعود للكفار؛ وفيما بعد جرى ترميم قبة المزار قبيل زيارة “نصر الحريري- رئيس الائتلاف السوري السابق” في محاولةٍ لتجميل وجه الاحتلال؛ ونكايةً بالأهالي تم تحويل منزل “حنان ناصر عربو” إلى مسجد، ويُجبر الأهالي أحياناً على ارتياده، كما تم تخريب بعض قبور موتى القرية، خاصةً تلك التي كُتب عليها باللغة الكردية.
وقد اتخذ الجيش والاستخبارات التركية من فيلا (بناء طابقي) لأبناء المرحوم “نبي موسى نبو” مقرّاً عسكرياً وقام بقلع حوالي ألف شجرة زيتون وعنب وغيره من حوله عائدة ل”أولاد المرحوم جمو علي أوسو، محمد علي قرنو، علي حسن أوسو، عائلة مِرجو” لأجل إنشاء طوق أمني، كما قلع ألف شجرةٍ زيتون وتين ولوز وجوز أخرى عائدة ل”قدري سليمان، موسى سليمان، جمعة جمو، سليمان جعفر، بكري جعفر، علي جعفر، حسين حسين، ناصر حسن نبو” بغاية إنشاء قاعدة عسكرية. وقطعت الميليشيات حوالي ألفي شجرة مثمرة متنوعة أخرى في محيط القرية، بغاية التحطيب والتجارة.
وبسبب الاحتلال سقط من أبناء القرية شهداء مدنيين:
– “نزار سليمان عربو /35/ عاماً، “سلمو بطال سلمو /50/ عاماً”، في 7/2/ 2018م، أثناء خدمتهما في مركز للأسايش.
– الطفلة “رولافا بنت خالد محمد علي قارنو /10/ عاماً” من مُهجَّري “باصوفان”، بتاريخ 23/9/2021م، في مشفى بحلب، بسبب انفجار لغمٍ أرضي في قرية “الأحداث”- شمالي حلب قبل يوم.
– “خليل سوري أوسو /33/ عاماً”، في 2/8/2019م، نتيجة تعرّضه لانفجار لغم أرضي قرب قرية “برج القاص”، أثناء عودته من مناطق النزوح في الشهباء إلى قريته.
= “فيلق الشام” لا يقل عن “فرقة السلطان سليمان شاه” إجراماً:
بتاريخ 24/2/2022م خرج المدني “عبد الرزاق طراد العبيد – مواليد معزراف 1977م”- محردة (مستقدم من ريف حماه- قبيلة النعيم)، من قرية “جلمة”- مكان إقامته، ليذهب إلى جنديرس؛ اختفى ولم يعود، وصباح اليوم التالي أخبرت ميليشيات “الشرطة العسكرية في جنديرس” ذويه باستلام جثته، وتبين أنه كان محتجزاً لدى أمنية ميليشيات “فيلق الشام” بتهمة التخابر مع الإدارة الذاتية- شرق الفرات، وقد فقد حياته تحت التعذيب؛ حيث استنفر أبناء القبيلة وتوترت الأوضاع في الناحية والقرية، وسط استنفار عسكري في عفرين وجنديرس.
ويُذكر أنّ الفيلق لا يقل عن “فرقة السلطان سليمان شاه” ومتزعمها “محمد الجاسم- أبو عمشة” الذي ذاع صيته في الفساد والاجرام، حيث كتبنا عنه سابقاً في تقريرين (119- 5/12/2020م، 155- 24/7/2021م)، وأشرنا إلى أنّ كبار قادته السياسيين (منذر سراس- أبو عبادة، هيثم محمود رحمة، محمد نذير الحكيم) أعضاء بارزين في تنظيم الإخوان المسلمين وفي هيئات الائتلاف السوري المعارض- استنبول، وأكّدنا على وجود سجون سرّية له، أبرزها في بلدة ميدان أكس- راجو وفي مدجنة المرحوم “فاروق عزت مصطفى” بقرية “إيسكا”- شيروا، يتعرض فيهما المختطفون والمعتقلون للتعذيب الشديد وللإخفاء القسري أو الاحتجاز القسري المديد دون محاكمات ولو شكلية أو توكيل محامين، حيث قبل شهر قام الفيلق بإحالة بعض المعتقلين في “إيسكا” من بينهم “حسن شكري سيدو /36/عاماً المحتجز منذ 16/11/2018م” إلى “الشرطة العسكرية في جنديرس”، وهناك المواطن “علي خليل خليل /42/ عاماً” من أهالي قرية “جلمة” محتجز فيه قسراً منذ سنة وتسعة أشهر رغم أنه لم يكن على علاقة بالإدارة السابقة. بالإضافة إلى الكثير من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبه الفيلق، حيث ذاع صيت “صليل الخالدي و الرائد هشام الحمصي” في ميدان أكبس” بالفساد والانتهاكات و “عبد الله حلاوة و عبدو عثمان” في “باسوطة و برج عبدالو” بمعمل المخدرات.
ولايزال مصير “غزالة منان سلمو منذ 4/12/2020م، شاكر شيخو شيخو منذ 16/2/2022” المعتقلين المخفيين قسراً لدى الفيلق مجهولاً.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– منذ شهر، المواطن “محمد حمو حموكو /67/ عاماً” من أهالي بلدة بعدينا، من قبل شرطة راجو، بسبب احتفائه بمنشور على صفحة تواصل اجتماعي عن سقوط الثلج وحلول البياض بدلاً عن الظلم والظلام، وهو لا يزال محتجزاً في راجو، ولا تتمكّن أسرته من دفع مبلغ الغرامة المالية /2/ ألفي ليرة تركية لأجل الإفراج عنه؛ ويُذكر أن نجله “محمد حموكو بن محمد /22/ عاماً” قد اعتقل في استنبول منذ عامين ونصف بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وحوكم عليه بالسجن أربعة أعوام.
– بتاريخ 11/2/2022م، المواطنين “محمد حميد حبيب /60/ عاماً أطلق سراحه بعد خمسة أيام، ونجله حبيب محمد حبيب /24/ عاماً، وابن شقيقه محمد فوزي حبيب /26/ عاماً، فرهاد علي بريمو /31/ عاماً” من أهالي قرية “شاديره”- شيروا، من قبل الشرطة العسكرية في جنديرس، حيث تعرّضوا للتعذيب الشديد، وأُطلق سراح الجميع بعد فرض غرامة مالية /2000/ ليرة تركية على كل واحدٍ منهم.
– بتاريخ 13/2/2022م، المواطنين “حسين إبراهيم حجو /67/ عاماً، محمد حيدر محمد /60/ عاماً للمرة الثانية وأُفرج عنه في 17/2/2022م، شكري حسين باكير /58/ عاماً للمرة الرابعة، صلاح منان شيخو /55/ عاماً” من أهالي قرية “قده”، من قبل شرطة راجو وبالتعاون مع ميليشيا “فرقة الحمزات”، بُعيد اعتقال المواطنة “آسيا حسين موسى /60/ عاماً” لثلاثة أيام، وهي التي اعتقلت سابقاً لأربعة أشهر في صيف 2018م بحجة مشاهدتها في صورة على صفحات التواصل الاجتماعي وهي واقفة بقرب جثث لعناصر من الميليشيا قُتلوا في القرية أثناء الهجوم عليها. وفي 21/2/2022م، اعتقل من ذات القرية المواطنين “محمد شيخو معمو /65/ عاماً، جميل عبدو شيخو /63/ عاماً، حسن علي مراد /58/ عاماً”، من قبل شرطة راجو، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزالوا محتجزين.
– بتاريخ 16/2/2022م، المواطن شاكر شيخو شيخو /35/ عاماً” من أهالي قرية “جلمة”- جنديرس، من قبل ميليشيات “فيلق الشام”، ولا يزال مصيره مجهولاً.
– بتاريخ 17/2/2022م، المسن “يوسف أصلان عبد العزيز” من أهالي قرية “سيمالكا”- موباتا/ معبطلي، المقيم في مدينة عفرين من قبل الشرطة، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
– بتاريخ 19/2/2022م، المواطن “محي الدين خالد نعسان /43/ عاماً” من أهالي قرية “علمدار”- راجو، من قبل “الشرطة العسكرية” في حي الأشرفية بعفرين، بتهمة المشاركة في الحراسة الليلية، ولايزال محتجزاً.
= قطع الأشجار والغابات:
– قطعت ميليشيات “لواء سمرقند” شجرتي سنديان رومي معمّرتان (أكثر من 250 عاماً)، الأولى بالكامل في موقع “خرابه شيخا- Xirabê Şêxa” – شمالي بلدة كفرصفرة، والثانية في جنوبي البلدة بشكلٍ جائر.
– بالمقارنة بين صورتين التقطا من قبل غوغل إيرث في (أيلول 2017م قبل الاحتلال والقطع، آب 2020م بعد الاحتلال والقطع) لغابة مزار “قازقلي”- جنديرس، بمساحة تقريبية /6/ هكتار، يتبين بوضوح مدى القطع الواسع الذي طالها على أيادي الميليشيات، وباعتبار القطع مستمر من تاريخ الصورة الثانية إلى الآن (أكثر من عامين ونصف)، تكون الغابة قد أُبيدت.
= فوضى وفلتان:
– بتاريخ 22/2/2022م، اعتدت مجموعة من ميليشيات “الشرطة العسكرية في عفرين” على مركز ل”الشرطة المدنية في عفرين، بسبب خلاف وتدافع بين عنصر من الأولى مع عناصر المركز، حيث أطلقت الرصاص الحي رغم وجود المدنيين في المركز، فأصيب عنصرين وامرأة بجروح.
إنّ أهالي السجناء المخفيين والمحتجزين قسراً لدى “فيلق الشام” يناشدون للكشف عن مصيرهم وإطلاق سراحهم فوراً، حيث هناك خشية كبيرة على حياتهم، لما لهذه الميليشيات من صيت عن التعذيب والقتل.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]