$عفرين تحت الاحتلال (207): قرية “كوركا/كوركان تحتاني”- ذبح مسن، مع “لجنة رد الحقوق” تُعاد المظالم، اعتقالات تعسفية، سرقات واسعة$
كثرت في الآونة الأخيرة نسبياً الشكاوى المقدّمة من مواطني عفرين أمام ما تسمى ب”لجنة رد الحقوق في عفرين” المقرّبة من ميليشيات “الجبهة الشامية” والتي تتخذ من مبنى في مجمع “إنعاش الريف” قرب دوار كاوا- مدخل عفرين الشرقي مقرّاً لها، عسى ولعل أن يستردوا ممتلكاتهم وحقوقهم المنهوبة؛ ولكن يكتنف عملها المزاجية والتسويف والإطالة وخلق العراقيل والرشاوى والانحياز لصالح المسلّحين والمستقدمين وإن كان بشكلٍ جزئي، ورد الشكوى أو إهماله إن كان الطرف الآخر أحد متزعمي الميليشيات أو لا تُنفذ قراراتها، والأسوأ في الأمر تعرّض المشتكين للمزيد من الانتهاكات بُعيد التحقيق في دعاويهم؛ وبذلك لا يدخل عمل اللجنة إلاّ في مجال تلميع صورة الاحتلال وميليشياته المرتزقة.
فيما يلي نوثق انتهاكات وجرائم مختلفة:
= قرية “كوركا/كوركان تحتاني- Kurkê jêrîn“:
تتبع ناحية مابتا/معبطلي وتبعد عن مركزها ب/8/كم، مؤلفة من حوالي /75/ منزلاً، وكان فيها حوالي /500/ نسمة سكّان كُرد أصليين، بقي منهم حوالي /50 عائلة= 175 نسمة/ والبقية هُجّروا قسراً، وتم توطين حوالي /15 عائلة = 100 نسمة/ من المستقدمين فيها.
أثناء العدوان على القرية تم تدمير مبنى معصرة الزيتون العائدة لأولاد المرحوم “شكري حيدر”، وأصيب منزل “حبش عزيز” بأضرار جزئية.
تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة السلطان محمد الفاتح” ومتزعمها المدعو “دوغان سليمان- أبو إسلام” المنحدر من حي الهلك بمدينة حلب وتركماني موالي لحكومة تركيا، التي تتخذ منزل المرحوم “شكري حيدر” مقرّاً عسكرياً؛ بُعيد اجتياح القرية سرقت معظم محتويات المنازل، من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز وشاشات التلفاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها، ومجموعة توليد كهربائية منزلية، وأفرغت حوالي عشرة منازل حتى من الأبواب والنوافذ، وسرقت أيضاً آلات معصرة الزيتون العائدة ل”حسين جَويه”، وكامل آلات مخبز آلي في موقع “ريشيه”؛ وسُرقت ثلاث سيارات، استعيد اثنان منها بعد دفع أصحابها لأتاوى مالية.
وبُعيد اجتياحها للقرية في 22-02-2018م، قتلت المواطن “بكر أحمد بكر /78/ عاماً” ذبحاً، أحد المسنين الثلاثة المتبقين في القرية لوحدهم أثناء الحرب، حيث عثر الأهالي العائدون في الأسبوع الثالث من شهر آذار 2018م على جثمانه مرمياً في حقلٍ للزيتون بجوار القرية ورأسه مفصولاً وملقىً داخل منزل “المرحوم جميل عثمان”، وأعيد دفنه فيما بعد من قبلهم في مقبرة القرية. علماً أنه لم يتم إخبارنا بوقوع هذه الجريمة إلاّ مؤخراً، بعد مرور أكثر من أربعة أعوام، بسبب الخوف وإحجام الأهالي عن الحديث حول الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها الميليشيات تجنباً لعقوباتٍ أشد.
وقد قطعت معظم الأشجار الحراجية والسنديان المعمّرة في موقع مزار “مرادا- Mûrada” وفي مقبرة القرية، وفرضت أتاوى مختلفة على مواسم الزيتون والسمّاق وغيرها، حيث تفرض 30% على انتاج أملاك الغائبين.
هذا، وتعرّض أهالي القرية المتبقين لمختلف صنوف الانتهاكات، من اختطاف واعتقال تعسفي وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، فلا يزال الشقيقان القاصران “جوان /15/ عاماً و فرهاد /13/ عاماً ابني عبد الله شكري أصلان” قيد الاحتجاز التعسفي منذ اعتقالهما من منزل والدهما بمدينة عفرين في أواسط حزيران 2021م.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– منذ أسبوع، المواطنين “حسن محمد /45/ عاماً، محمد رسول /50/ عاماً” من أهالي قرية “كوركا تحتاني”- مابتا/معبطلي، وأفرجت عنهما بعد سجن يومين مع فرض غرامة مالية عليهما.
– بتاريخ 17-07-2022م، المواطنين “مدحت مراد محمد /63/ عاماً، جميل مراد محمد /55/ عاماً، مصطفى فريد جمال /20/ عاماً، أحمد علي بريمكو /60/ عاماً، عادل خليل بكر /60/ عاماً” من أهالي قرية “داركير”- مابتا/معبطلي، بعد مداهمة منازلهم وتفتشيها ومصادرة هواتفهم الخليوية، وبتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزالوا رهن الاحتجاز التعسفي.
= انتهاكات أخرى:
– منذ عشرة أيام، أقدم أحد المقربين من ميليشيات “فرقة السلطان محمد الفاتح” المسيطرة على قرية “عربا”- مابتا/معبطلي على سرقة خيمة مجالس العزاء ومستلزماتها الخاصة بعموم القرية، بعملية احتيال، مدعياً وفاة زوجته وحاجته للخيمة.
عُقد اجتماعٍ بتاريخ 18-07-2022م من قبل ما تسمى ب”لجنة رد الحقوق المشتركة في عفرين” مع عددٍ من أهالي ست قرى “حج حسنا فوقاني، حج حسنا تحتاني، رمضانا، روؤتا، تترا، كفر صفرة” التي تُسيطر عليها ميليشيات “لواء سمرقند”، لبحث شكاوى تقدّم بها بعض الأهالي لاسترداد ممتلكاتهم وحقوقهم المسلوبة، وبعد شرحهم لمضامينها وبيان المواطن “علي بلال /60/ عاماً” من “حج حسنا” لمسروقاته (600 كغ سمّاق و 200 دولار)، انتفض في وجهه المدعو “عبد الهادي فتح الله – أبو مهند” مسؤول أمنية “سمرقند” في بلدة كفرصفرة، وطرد أعضاء اللجنة، واستدعى مسلّحيه ليطلقوا الرصاص في الهواء، واعتدوا على “بلال” والمشتكين الحاضرين (بينهم المسن محمد إيمو من قرية رمضانا) بالضرب والاهانات، وسط حالةٍ من الرعب.
وفي اليوم التالي عُقد اجتماع آخر بحضور المدعو “ثائر معروف” متزعم “سمرقند” لفلفة الأمور وتطويق الشكاوى.
– علمنا من مصدرٍ خاص أنّ الميليشيات في مدينة عفرين وقرية “عين دارا” جنوبها قد استولت على معظم ممتلكات وعقارات “أولاد محمد نجار” منذ بداية الاحتلال في آذار 2018م، رغم تواجد بعضهم هناك؛ حيث تُنقل بضائع مختلفة (عدد وآلات صناعية وأدوات ومستلزمات زراعية وغيرها) تباعاً إلى إدلب لبيعها، لاسيما تم نقل محتويات مستودع واحد مساحته بحدود /600/ م2 ب/125/ سيارة شاحنة، وقد اتصل أحد المتورطين في العملية بأحد أولاد نجار وفاوضه على تسليمهم بضائعهم مقابل دفع مليارين وخمسمائة مليون ليرة سورية، دون أن يوافق الأخير على ذلك.
– ليلة الثلاثاء 19-07-2022م، قصفت قوات الاحتلال التركي قرية “ميّاسة”- شيروا الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري بعدة قذائف، أدت إلى وقوع أضرار مادية وإصابة المواطنة “زلوخ حمشو” بجروح متفاوتة.
إن تحقيق العدالة واستعادة الحقوق والممتلكات واستتباب الأمان والاستقرار في المنطقة لا يتأتى عبر لجان تشكلت من قبل نفس الجهات التي مارست الانتهاكات وارتكبت الجرائم ولا تزال، بل عبر إنهاء الاحتلال والميليشيات المرتزقة وعودة المنطقة إلى السيادة السورية وإدارة اهاليها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]