$عفرين تحت الاحتلال (219): اقتتال الميليشيات وتدخل “النصرة” وضحايا قتلى وجرحى، قرية “كَريه”- سرقات واستيلاء$
على خلفية اغتيال الناشط محمد أبو غنوم وزوجته في مدينة الباب، بتاريخ 07-10-2022م، من قبل مجموعة تنتمي لميليشيات “فرقة الحمزة”، هاجمت ميليشيات “الجبهة الشامية” على مقرّات ومراكز “الحمزة” في المدينة، وواصلت مع أعوانها في “الفيلق الثالث- الجيش الوطني السوري” الهجوم عليها في قرى “عين دارا، باسوطة، برج عبدالو” بمنطقة #عفرين# ، فتداعت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” لمؤازرة “الحمزة” ومهاجمة “الشامية” في قرى “مستكا، أرنده، ترموشا”- شيه/شيخ الحديد واستولت على قرى أخرى وصولاً إلى بلدة معبطلي فأخرجت “الشامية” منها نهائياً مساء 12-10-2022م؛ ومن محوري “غزاوية- جنوبي عفرين، ديربلوط- جنوبي جنديرس” دخلت أرتال قوات “هيئة تحرير الشام- النصرة، المصنفة على لوائح الإرهاب العالمي” قادمةً من إدلب دون ممانعة ميليشيات “فيلق الشام- الإخوانية”، لتقاتل قوات “الفيلق الثالث”، وخلال يومين سيطرت على مدينة عفرين وريفها الجنوبي ومدينة جنديرس وقراها ومعبر حمّام مع تركيا، حيث أخرجت “الشامية” وحلفائها، إلى أن انحصرت الاشتباكات بين “الشامية” و “النصرة” في قرية “كفرجنة”- شرّا/شرّان على تخوم منطقة أعزاز مدة يومين، حتى وقّع الطرفان، صباح السبت 15-10-2022م، على اتفاقٍ بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات وبنود أخرى بخصوص التواجد والسيطرة؛ وقد تم إنهاء وجود ميليشيات “لوائي الوقاص وسمرقند” من قرى “كفرصفرة، مروانية، آنقلة” وغيرها، وهرب متزعمو ميليشيات أخرى، كما قُتل وأصيب العشرات من الأطراف المتقاتلة؛ كلّ ذلك وسط قلق وخوف المدنيين والتزامهم البيوت، وانتظار سكّان عفرين الأصليين ما ستقدم عليه “النصرة” خاصةً في مجال رد الحقوق ومكافحة السرقات ومنع الأتاوى وتخفيف الفوضى والانتهاكات ولو نسبياً، حسب ما تدعي.
وأفادت “الشامية” أنها عثرت على مساجين بينهم نساء داخل سجن الزراعة بمقرّ “فرقة الحمزة” بمدينة الباب بعد السيطرة عليه، دون أن تكشف عن هويتهم ومصيرهم، ونشرت مقطع فيديو عن بشاعة السجن وسوئه، الذي أخفي فيه سابقاً العشرات من المعتقلين الكُرد؛ كما هرب العشرات من سجن “ماراته”- عفرين، ولم تتوفر تفاصيل أخرى عنه.
يُذكر أنّ “النصرة” قد أزالت كافة السواتر الإسمنتية من داخل مدينة عفرين عدا تلك التي تحيط بمبنى السراي القديم الذي يقيم فيه الوالي التركي، وأنّ الاستخبارات التركية هي الحاضر الغائب في هذه المعمعة، حيث تضبط الوقائع وفق خطط مرسومة؛ لاسيما وأنّ “يوسف ضياء أرباجيك –Yusuf Ziya Arpacık أحد أركان “الحركة القومية التركية- MHP” ومن رجال مؤسسها “ألب أرسلان تركيش” ومتزعم “اتحاد الرياح- Rüzgar Birliği” أحد مكونات “الذئاب الرمادية” الذي ظهر له صور ونشاطات في آذار 2022م بالمناطق السورية المحتلة من قبل تركيا، قد حضر مجلس عزاء “أبو غنوم” وبرفقته (سيف أبو بكر- متزعم فرقة الحمزة، محمد الجاسم- متزعم فرقة السلطان سليمان شاه، معتز رسلان- متزعم جيش النخبة والفيلق الأول)، ونشر صورة في صفحته تجمعه مع “أبو بكر و الجاسم” (من أمسيات الباب- 09-10-2022م) واصفاً جماعتهما ب”سلاح جيش طوران”!
فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:
= ضحايا قتلى وجرحى:
نتيجة تلك الاشتباكات سقطت قذائف على قرى “عين دارا، كورزيليه، آشكان شرقي، خالتا، كفرجنة” فوقعت أضرار مادية، حيث استشهد من المستقدمين امرأة في قرية “برج عبدالو” وطفل في “ترنده”، وأصيبت أربعة منازل في قرية “كورزيليه”- شيروا واستشهدت المسنة “حنيفة موسى أولو (أم نوري) /75/ عاماً” صباح 13-10-2022م بعد إصابتها مساء اليوم السابق بجراح بليغة، كما أصيبت المواطنة “روشين محمد حنان /30/ عاماً” وطفليهما “دلفين /9/ أعوام” و”محمد /7/ أعوام” من أهالي “كورزيليه” في منزلهم ب”عين دارا” بجروح، وأصيب المسن “إبراهيم شيخ بدري /73/ عاماً” برصاصتين في ساقه بقرية “خالتا”- جنديرس.
= قرية “كَريه/صاغر أوبه سي- Kerê“:
تتبع ناحية بلبل وتبعد عن مركزها ب/20/كم، مؤلفة من حوالي /135/ منزلاً، وكان فيها حوالي /750/ نسمة سكّان كُرد أصليين، جميعهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /70 عائلة = 180 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /29 عائلة = 200 نسمة/ من المستقدمين فيها. ونتيجة تفجير ألغام أرضية بُعيد اجتياح القرية تم تدمير /7/ منازل ل”فخري إبراهيم بن خليل، عصمت حبش بن محمد، أحمد حبش بن محمد، بكر حبش بن محمد، جميل عثمان بن حنان، جميل عمر بن حسن، صلاح أحمد بن محمد” بشكلٍ كامل، وتدمّر منزل “حنان مختار بن طاهر” بشكلٍ جزئي نتيجة القصف.
تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة السلطان مراد” التي تتخذ من منزل “حنان إبراهيم بن محمد” مقرّاً عسكرياً، ومنزل “عبدو محمد بن عبدو” للحاجز العسكري على الطريق العام.
وبُعيد اجتياح القرية سرقت معظم محتويات المنازل من المفروشات والمؤن والأواني النحاسية والأدوات والتجهيزات الكهربائية وتجهيزات الطاقة الكهرضوئية وغيرها، و/4/ سيارات ل”صالون حسن عمر بن عمر- أُجبر على توقيع عقد التنازل، بك آب هونداي المرحوم أحمد حبش بن محمد، بك آب مازدا حسن عثمان بن خلو، شاحنة قلاب رشيد إبراهيم بن منان”، وسيارتين استعيدتا بعد دفع أتاوى مالية كبيرة، وجرارين زراعيين مع ملحقات ل”رشيد إبراهيم بن منان، المرحوم أحمد حبش بن محمد”، ودراجة نارية ل”محمد محمد محمد”، وكافة أجزاء باص ركاب مركون في القرية ل”صبري إبراهيم بن علي” ليبقى هيكلاً.
وكذلك سرقت كوابل شبكة الكهرباء العامة وحطّمت محوّلاتها الثلاث لسرقة نحاسها، وأعمدة شبكة الهاتف الأرضي والكبل الضوئي لخطها الرئيسي مع إلحاق أضرار بالأنبوب الرئيسي لمياه الشرب، ومعظم عدادات المياه من المنازل.
واستولت الميليشيات على حوالي /4700/ شجرة زيتون وألفي شجيرة عنب من أملاك الغائبين، حيث ألغت الوكالات ولازالت تنهب انتاجها ولم تعيد أي حقل رغم الشكاوى العديدة المقدمة للجانب التركي والمجلس المحلي و”لجنة رد الحقوق” التي ارتضت بوليمة غداء ورشاوى مقدّمة من المدعو “أبو عثمان” متزعم “اقتصادية الفصيل” في 08-04-2021م لتغض النظر. بالإضافة إلى إتاوة /1-5/ تنكة زيت زيتون (16كغ صافي) على كلّ عائلة إذا كان الموسم جيداً – حوالي /170/ تنكة إجمالاً، وحوالي /60/ تنكة إذا كان الموسم ضعيفاً.
وحال وصولها للقرية في 2018م، أضرمت النيران بحقول للزيتون وكروم عنب بمحاذاة الطريق العام (/100/ زيتون مع /250/ عنب للمرحوم حسين عمر بن مراد، /70/ زيتون للمهجر قسراً خليل مختار بن بكر)، وفيما بَعد قطعت /30/ شجرة زيتون معمرة ل”عصمت إبراهيم بن خليل” من الجذوع، وكافة الأشجار الحراجية المعمرّة في مزاري “سينك، بطال” شمال شرقي القرية – مساحة الواحد نصف دونم؛ بالإضافة إلى الرعي الجائر لحوالي /500/ رأس غنم بين الحقول والأراضي الزراعية.
وبتاريخ 05-07-2019م، أضرم المدعو “دكتور” أحد متزعمي “السلطان مراد” النيران بحوالي /50/ شجرة زيتون و /125/ شجيرة عنب بجانب الطريق العام وعائدة للغائب “حسين جعفر مراد”.
هذا، وتعرّض المتبقون من الأهالي لمختلف صنوف الانتهاكات، من اختطاف واعتقال تعسفي وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيرها، حيث اعتقل العشرات بينهم أربع نساء لمدد مختلفة (أيام- شهور) مع غرامات مالية.
وقد استشهدت الشابة “سلطانة علو بنت محمد /21/ عاماً” من أهالي قرية “كيلا تحتاني” المجاورة، بتاريخ 10-04-2018م، في منزل شقيقتها زوجة “صلاح أحمد بن محمد” في “كّريه” نتيجة انفجار لغم وانهيار المنزل.
= اعتقالات تعسفية:
منذ عشرة أيام، اعتقال المواطن “آزاد حسن شعبو /30/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا” لمدة أسبوع، من قبل ميليشيات “شرطة راجو”، بحجة مشاركته بالحراسة الليلية أثناء الإدارة الذاتية السابقة مع فرض غرامة مالية عليه.
= موسم الزيتون:
– استباقاً لتغيرات ميدانية وخوفاً من فقدان السيطرة على قطاعات النفوذ، يستعجل متزعمون للميليشيات مستولون على عشرات آلاف الزيتون في ناحيتي راجو ومعبطلي بقطاف الثمار منها؛ فالمدعو “أسامة رحال- أبو حسن أوباما المنحدر من قرية معللي – جبل الزاوية/إدلب” نائب عبد الكريم قسوم متزعم ميليشيات “اللواء 112” المستولي على حوالي /7/ آلاف شجرة زيتون من أملاك أهالي قرية “خازيانه”- مابتا/معبطلي، والمدعو “أبو خالد الجبلي المنحدر من قرية جوزف- جبل الزاوية/إدلب” متزعم آخر لتلك الميليشيات قام بإعادة جرد أملاك بلدة “بعدينا” لوضع اليد على حقول زيتون أخرى أو فرض إتاوات عالية على انتاجها بالإضافة إلى الحقول المستولى عليها سابقاً (/200/ شجرة ل”المرحوم علي رشيد علي”، /150/ شجرة ل”حسين مراد حبش”، /90/ شجرة ل”محمد حبش حبش”، /100/ شجرة ل”خليل عبد الله”، /80/ شجرة ل”المرحوم حسين عثمان حجي”)، حيث منع المسنة “فيدان مقداد حنان” أرملة المرحوم صبري أحمد من قطاف ثمار /200/ شجرة في “بعدينا” بحجة أنها عائدة لابنيها الطبيبين المُهجرين قسراً “خليل و آزاد”؛ وكذلك المدعوان “صليل الخالدي و الرائد هشام الحمصي” متزعمي ميليشيات “فيلق الشام” في ناحية راجو يتابعان قطاف عشرات آلاف الأشجار المستولى عليها من أملاك قرى وبلدات “ميدان أكبس، قره بابا، خراب سلوك، ميدانا” على وجه السرعة وقاما بتشغيل معصرتي “مسلم شيخو (مرجانة)، يحيى دندش (أبو هشام)” في “ميدان أكبس” لصالحهما على غرار الأعوام السابقة.
– في قرية “داركير”- مابتا/معبطلي، عدا عن مئات أشجار الزيتون المستولى عليها، تفرض ميليشيات “فرقة الحمزات” إتاوة /1/ ليرة تركية على كل شجرة زيتون لدى منح موافقة القطاف، و 25% على انتاج أملاك الغائبين الموكّلين، وتنكة زيت واحدة (16كغ زيت صافي) على كل عائلة (بحدود 200 تنكة إجمالي) بحجة حراسة حقول الزيتون.
– بلّغت ميليشيات “فرقة السلطان مراد” أغلب قرى ناحية بلبل بعدم قطاف الزيتون قبل 22-10-2022م، بينما اللصوص من مسلحيها والمستقدمين المقرّبين منها يمارسون سرقاتهم بشكلٍ متواصل، علماً أن الموعد الطبيعي للقطاف هو 15-10-2022م، خاصةً من الأشجار غير الحاملة بكثرة.
– ميليشيات “لواء الوقاص” ومتزعمها المدعو “ثائر معروف” فرضت إتاوة 5% على كامل انتاج زيت الزيتون الصادر عن معاصر قرى “مروانية فوقاني وتحتاني، آنقله، سناره، هيكجه، آشكان غربي”- ناحيتي جنديرس و شيخ الحديد لغاية سيطرة قوات “هيئة تحرير الشام” برفقة ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” على مقراتها وطردها بتاريخ 13-10-2022م.
فهل قوات “هيئة تحرير الشام” التي دخلت المنطقة منذ أيام، ستضع حداً لهذا الفساد؟
= انتهاكات أخرى:
– أوائل تشرين الأول الجاري، وقعت اشتباكات بين أفراد مجموعة مسلّحة من ميليشيات “الجبهة الشامية” بسبب الخلاف على توزيع الحصص من الآثار والكنوز الدفينة التي تم إخراجها من محيط تل قرية “ترنده”- جنوبي عفرين الأثري أواسط الشهر الماضي، فأدت إلى إصابات بينهم، وتواردت أنباء عن مقتل مسلّحين.
– المدعو “أبو نصر” المسؤول الجديد للحاجز المسلّح لميليشيات “فرقة السلطان مراد” على الطريق العام وسط قرى “كَريه، عشونة، زفنكيه”- بلبل يفرض إتاوة شهرية /75/ ليرة تركية على كلّ عائلة كردية- دون المستقدمين- في القرى الثلاث بإجمالي حوالي /9500/ ليرة تركية، بحجة قلة راتبه وحاجة أسرته للمعيشة!
– في وادي “جرقا” بين قريتي “زركا، علمدار”- راجو، تقوم ميليشيات “فيلق المجد” بقلع الأشجار الحراجية بالبلدوزر من الجذوع لأجل صناعة الفحم في مركز مشيد بالوادي.
في ظلّ الواقع المأساوي للمناطق المحتلة في شمالي سوريا من قبل تركيا، الصراع والتقاتل بين ميليشيات “الجيش الوطني السوري” المرتبط بالائتلاف السوري – الإخواني والموالي لأنقرة يعكس حالة الانفلات الأمني والفوضى الهائلة السائدة فيها ويفضح أكذوبة “منطقة أردوغان الآمنة”، وما إناطة أدوار ب”هيئة تحرير الشام” إلاّ تعبيرٌ عن التغطية التركية على تنظيمٍ مصنف على قائمة الإرهاب.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]