$عفرين تحت الاحتلال (230): قرية “شاديره” – تغيير ديموغرافي واسع، اعتقالات تعسفية، قطع الزيتون بشكلٍ واسع، قاعدة تركية جديد$
منطق سلطات الاحتلال التركي ومرتزقتها ميليشيات “الجيش الوطني السوري” هو إباحة وتدمير ممتلكات #عفرين# عموماً، وما الإمعان في قطع أشجار الزيتون – مصدر الرزق الرئيسي للأهالي – على نحوٍ واسع وجائر هذا الشتاء إلّا تأكيدٌ على ذلك وتُعبّر عن مدى الحقد الدفين في نفوسهم، رغم كلّ المناشدات والفضائح الإعلامية التي تدعو لوقف الانتهاكات والجرائم المختلفة.
فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:
= قرية “شاديره/شيح الدير – Şadêrê“:
من قرى شيروا وتتبع ناحية مركز عفرين وتبعد عنه ب/20/كم جنوباً، مؤلفة من حوالي /120/ منزلاً، وكان فيها حوالي /700/ نسمة- أغلبهم إيزيديين، بقي منهم بعد الاحتلال /65 عائلة = 200 نسمة/ والبقية هجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /400 عائلة = 2400 نسمة/ من المستقدمين فيها وفي خيمٍ بمحيطيها وفي قرية “بسمة” الاستيطانية جنوبيها.
في 04-10-2021م، افتتحت قرية “بسمة” الاستيطانية النموذجية التي أُطلق بناءها في شباط 2021م، حيث مرحلتها الأولى كانت من /8 وحدات سكنية = 96 شقة، كل شقة 50م2/ ومسجد ومدرسة ومركز صحي وبنية تحتية كاملة (مياه شرب وكهرباء وشبكة طرق وصرف صحي)، بتمويل جمعية كويتية؛ وذلك على قطعة أرضٍ عائدة للمواطن “زياد حبيب” من أهالي قرية “شاديرِه”، الذي أجبر على بيعها بموقع “وادي شاديرِه- تاقلكِه”- جنوبي القرية. وفي 29-03-2022م تم تجهيز المرحلة الثانية من القرية بواقع (8 وحدات سكنية جديدة مكونة من 125 شقة سكنية)، فيما تستمر أعمال بناء /6/ وحدات أخرى.
تُسيطر على القرية ميليشيات “فيلق الشام”، التي استولت على حوالي /40/ منزلاً مع كافة محتوياتها وأسكنت فيها المستقدمين، وسرقت من بقية المنازل المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها، وسيارتين لعائلتي “أحمد ناصر شمو، مالك رشاد”، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة وبعض أعمدتها، وكوابل وأعمدة شبكة الهاتف الأرضي.
وقد استولت على أملاك عائدة لمهجرين قسراً، وتفرض أتاوى مختلفة على المواسم الزراعية. وقامت بحفر العديد من المواقع في محيط القرية بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها. كما تعرّض مزار “الشيخ ركاب” الإيزيدي في القرية إلى التخريب والتدمير على يد الميليشيات مرّتين، في الأولى أوائل صيف 2019م، تم تخريب قسم من الجدار الجنوبي للمزار والحفر بالقرب من الضريح، وفي الثانية بتاريخ 20/30-10-2019، دُمّر بشكل أوسع، حيث أُزيل الضريح وحُفر تحته بحثاً عن الكنوز الدفينة وسرقتها.
وهناك رعي جائر لقطعان المواشي بين الحقول الزراعية والبساتين وحقول أشجار الفاكهة، ولدى اعتراض الأهالي على ذلك، يقوم الرعيان بالتعدي أو بإطلاق الرصاص الحي لترويعهم ومنعهم من تقديم الشكاوى بحقهم إلى الجهات المعنية.
في أيار 2020م، استولت الميليشيات على محطة (ملك عام) ضخ مياه الري من سدّ قرية “كفيريه” السطحي على نهر عفرين، وبدأت بفرض آجار باهظة على ري كل هكتار من الأراضي الزراعية في “شاديره” وجوارها، بينما في السابق كانت لجنة أهلية تدير المحطة وتأخذ من المزارعين سعر الكلفة.
هذا، وتعرّض المتبقون من أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، من قتل واختطاف واعتقال تعسفي وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره. لا سيّما أن المواطن “نوري جمو عمر شرف /63/عاماً”، بتاريخ 13-08-2020م ليلاً، قُتل في ظروف غامضة، بعد مداهمة منزله من قبل مجموعة مسلحة. وكان المغدور قد اختطف في وقتٍ سابق أوائل شهر تموز 2019م على يد ميليشيات “فيلق الشام” التي أُفرجت عنه بعد فرض وتحصيل فدية مالية كبيرة من ذويه.
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 04-01-2023م، اعتقلت الاستخبارات التركية وميليشيات “شرطة معبطلي” المواطنين “عدنان محمد رشيد /60/ عاماً، ماهر محمد شيخ سيدي /46/ عاماً” من أهالي قرية “شيخؤتكا”، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأُطلقت سراحهما بعد أربعة أيام سجن في عفرين وفرض غرامات مالية عليهما. كما اعتقلت بتاريخ 09-01-2023م المواطنة “فريدة رشو بنت عبدو /55/ عاماً” من القرية، بذات التهمة، وأُطلقت سراحها في عفرين بعد ثلاثة أيام سجن وفرض غرامة مالية عليها.
– بتاريخ 07-01-2023م، اعتقلت الاستخبارات التركية وميليشيات “شرطة بلبل” المواطن “محمد صلاح حسين /25/ عاماً”، وبتاريخ 09-01-2023م المواطنين “إبراهيم منان خليل /42/ عاماً، محمد عصمت شيخو /24/ عاماً”، من أهالي قرية “كيلا”، بعد مداهمة منازلهم، وذلك بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا زالوا قيد الاحتجاز التعسفي.
– بتاريخ 12-01-2023م، اعتقلت الاستخبارات التركية وميليشيات “شرطة راجو” المواطنة “مريم محمد شيخو /19/ عاماً” من أهالي قرية “قاسم”، وأطلقت سراحها في اليوم التالي، وذلك بحجة أنها كانت ضمن الفرقة الفولكلورية المدرسية أثناء الإدارة الذاتية السابقة، علماً أنها كانت طفلةً في حينها.
= قطع أشجار الزيتون:
بعد أن انحسرت مساحات الغابات الطبيعية والاصطناعية بسبب القطع الممنهج الواسع والحرائق المفتعلة، وتدهورها بنسبة حوالي 60% من مساحاتها الإجمالية (الطبيعية /18500/ هكتار+ الاصطناعية /21000/ هكتار= 39500 هكتار) في المنطقة، توجّهت الميليشيات والمستقدمون نحو القطع الواسع لأشجار الزيتون خلال الشتاء الجاري، إن كان بالقطع الكلي أو الجزئي الجائر، حيث تتوارد صور ومقاطع فيديو يومية عنه، مثل:
– قطع جائر لحوالي /15/ شجرة ل”أولاد المرحوم حيدر كنجو” من أهالي قرية “كفردله فوقاني” و /10/ أشجار ل”مجيد كمال” من أهالي قرية “جولاقا”، في موقعٍ محازٍ لطريق عفرين جنديرس، قرب قرية ” تلف” والمطار الزراعي.
– قطع جائر لحوالي /20/ شجرة عائدة لأبناء عائلة إيبو في قرية “كورزيليه” – شيروا التي تسيطر عليها ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه”، ولم يستفد أحدهم من شكوى تقدّم به أمام النيابة العامة و”الشرطة العسكرية في عفرين”.
– في قرية “ماراته” غربي مدينة عفرين، تقوم ميلشيات “فرقة الحمزات” بقطع أشجار الزيتون ليلاً بشكلٍ واسع وعشوائي، عُرف منها (/15/ شجرة ل”إبراهيم إبراهيم عشبوك”، /9/ أشجار ل”أوسمان إبراهيم عشبوك”، /6/ أشجار ل”أحمد نامي”، /20/ شجرة ل”عبد الرحمن حسين”)، وكذلك /10/ أشجار ل”عبدو عَشكه” من أهالي قرية “كوندي مزن” المجاورة؛ كما تقوم “اقتصادية الحمزات” في “ماراته” بزراعة الشعير والعدس والجلبان في حقول الزيتون لصالح متزعميها، وإن كان أصحابها موجودين أو غائبين، دون أن يجرؤ أحدهم على الاعتراض أو تقديم شكوى.
– ميليشيات “فيلق الشام” تقطع أشجار الزيتون في قرية “جنجليا” – راجو بشكلٍ عشوائي، عُرف منها حوالي /120/ شجرة ل”أولاد المرحوم بلال رشيد، حسين شيخو، عبد الله علي درويش، حسين عوني حبش”، ودون أن تفيد الأهالي شكاويهم لدى سلطات الاحتلال.
كما تقوم ميليشيات “فرقة الحمزات” بقلع ما تبقى من غابات وادي “سارسين” الطبيعية الممتدة من بلدة “راجو” إلى سهول “شديا” غرباً، وذلك بالآليات الثقيلة، بغية التحطيب وصناعة الفحم والاتجار بهما.
= بناء قاعدة عسكرية تركية:
بتاريخ 08-01-2023م، أحضر الجيش التركي المتمركز في مبنى الثانوية السابقة غربي بلدة “راجو” بعضٌ من أصحاب حقول الزيتون في التل الأثري بمدخل البلدة وطلب منهم التخلي عنها والموافقة على بناء قاعدة عسكرية فيها، فطلبوا إعطاؤهم مهلة؛ وبعد أيام حضرت إليهم ميليشيات “الشرطة المدنية في راجو” وهددتهم وأنذرتهم بضرورة الموافقة على الطلب؛ علماً أن تلك الحقول تتضمن حوالي /300/ شجرة وهي عائدة ل”أولاد المرحوم عزت عبدو دويكه، عمر بلال نعسان” من أهالي قرية “عتمانا”.
= فوضى وفلتان:
صباح الإثنين 09-01-2023م، وبعد تحشّداتٍ ليلية، وعبر قرية “جلمة” جنوبي عفرين إلى جنديرس وجبال قازقلي وناحية شيه/معبطلي، نقلت “هيئة تحرير الشام” الإرهابية رتلاً من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة من إدلب، لتعزز وجودها هناك ولتضغط على ميليشيات “فرقة السلطان مراد” بقبول شروطها في إدارة معبر “حمران” – جرابلس من قبل ميليشيات “حركة أحرار الشام- القاطع الشرقي” الموالية للهيئة والذي هددت فرقة السلطان مراد بالسيطرة عليه، كما توترت العلاقة بين ميليشيات “فرقة الحمزات” و”أحرار الشام” بتاريخ 13-01-2023م في قريتي “فقيرا و جولاقا” – جنديرس على خلفية ذات المشكلة.
– صباح الثلاثاء 10-01-2023م، انفجرت عبوة ناسفة بجوار منزل قرب دوار القبّان – طريق ترنده جنوبي مدينة عفرين، فوقعت أضرار مادية دون إصابات بشرية.
إنّ الصّمت حيال قطع الزيتون والغابات هو الجرم بحدّ ذاته، فالواجب الإنساني والوطني وحتى الديني يفرض على كلّ ذي بصيرة التحرك العاجل لوقف هذا الاعتداء الشنيع.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]