$عفرين تحت الاحتلال (235): سرقات وعشوائية وغياب العدل في توزيع المساعدات، مخيمات اصطناعية، حصار ومعابر مغلقة أمام المنكوبين$
سرقات وعشوائية وغياب العدل في توزيع المساعدات الإنسانية التي تصل إلى عفرين إبّان الزلزال، في ظل الفوضى الإدارية وسطوة الميليشيات وأساليب الغش والتحايل العديدة، وسلطات احتلال غائبة ومتنصلة عن واجباتها المختلفة في مواجهة الكارثة، بل وتفرض حصاراً على المنطقة، لتنحرم المجتمعات المحلية من مساعدات وطنية وبرامج دولية وأممية قد توضع للتعافي المبكر من آثار الزلزال.
= جنديرس:
– لم تصل بَعد المساعدات الإنسانية للكثير من سكّان مدينة جنديرس الأصليين الذين آثروا البقاء قرب منازلهم، خاصةً الخيم، لا سيّما وتم تأسيس العديد من المخيمات في محيطها والتي معظم آويها من المستقدمين، منها حوالي /200/ خيمة بإشراف ميليشيات “فيلق الشام” على أرض زراعية شرقي التل/جنوب شرقي المدينة (/2/ هكتار لأولاد المرحوم أحمد خجي/معمو، /3/ دونم لأولاد المرحوم مصطفى أوسو) رغم اعتراض أصحابها، بل وقامت بضرب وتهديد أولاد “معمو”، وجنوبي التل /50/ خيمة على أرض الملعب بجوار المقبرة وحوالي /100/ خيمة ضمن حقول الزيتون؛ وأيضاً حوالي /200/ خيمة بإشراف ميليشيات “نور الدين الزنكي” شرقي طريق تل سلور على أرض /4/ هكتار عائدة لأولاد المرحوم “إسماعيل عرب”؛ و بإشراف ميليشيات “جيش الشرقية” /200/ خيمة على أرض زراعية لأولاد المرحوم “محمود حسيب محمود” وحقل زيتون ل”حسين إبراهيم عبدو” على طريق حمام غربي جنديرس، و/50/ خيمة شمالي طريق حمام، وحوالي /500/ خيمة بدءاً من طريق حمام غرباً باتجاه قرية “يلانقوز” شمالي المدينة.
– في قرية “هيكجه” – جنديرس، افتتحت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه – العمشات” مخيماً يضم /437/ خيمة بتمويلٍ قطري حسب “مجلس شيخ الحديد المحلي”، على أرضٍ زراعية بجوار القرية؛ وقامت “العمشات” بإجبار عشرات عوائل المستقدمين القاطنين في قرى تابعة لجنديرس وفي بلدة “شيخ الحديد” وقرى تابعة لها على النزوح إلى المخيم بحجة أن مساكنها متصدعة أو متضررة؛ وذلك لأجل استكمال أركان مشروعها المصطنع وبالتالي استمرار تدفق المساعدات عليها، لتسرق منها ما تشاء.
للوهلة الأولى يُعدّ إيواء المتضررين من الزلزال واجباً إنسانياً ملحاً، ولكن مشاريع وخطط الميلشيات وحكومة الائتلاف المؤقتة وراعييهم حكومتي أنقرة وقطر لا تخلو من سياسات عدائية ضد الكُرد سكّان المنطقة الأصليين ومساعي ترسيخ التغيير الديموغرافي في المنطقة، وإلّا لماذا لا تقام المخيمات على أراضٍ غير صالحة للزراعة وهي واسعة وعلى بُعد كيلومترات قليلة من الأماكن – الأراضي التي بنيت عليها حالياً؟ ولماذا يُحرم الكُرد داخل جنديرس من الخيم ويُدفعون للنزوح؟ علماً أنّ المدينة بحاجة لترحيل الأنقاض وإعادة الإعمار وليس تكديس خيم المستقدمين في محيطها وربما تحويلها إلى كتل اسمنتية خلال مدة ليست بطويلة.
= بلدة ميدان أكبس:
تتبع ناحية راجو وتبعد عن مركزها شمالاً ب/21/ كم، مؤلفة من حوالي /500/ منزل، وكان فيها حوالي /2500/ نسمة سكّان كُرد أصليين قبل الاحتلال، بقي منهم /128 عائلة= 400/ نسمة فقط، وهُجِّر الآخرون قسراً، وتم توطين حوالي /600 عائلة = 3500 نسمة/ من المستقدمين فيها.
بسبب الزلزال تهدم منزلٌ بطابقين عائد ل”مصطفى مسلم كورجي”، فتوفيت زوجته “سعدت سينه بلال /40/ عاماً”، ومنزل “المرحوم مسلم شيخو مرجانة” فأدى إلى وفاة شابين قاصرين من المستقدمين المستولين عليه، والطابق الثاني العلوي من منزل “مصطفى زليحه/شيخو”، وأضرار جزئية في عشرات المنازل، وقد قامت ميليشيات “فيلق الشام” بهدم مئذنة مسجد البلدة (طولها 25 متراً ومشيدة منذ حوالي 25 سنة) بتفجيرها من الداخل في 22-02-2023م، بعد ظهور تصدع فيها حسب قولها، فسقطت وتسببت بأضرار كبيرة بالمسجد ومحلات وبمنزل مجاور بطابقين ل”ماهر شيخو” .
بالنسبة للمساعدات الإنسانية، إلى الآن لم تصل إلى البلدة، بينما معظم ساكنيها بحاجة إليها، خاصةً وهم ينامون خارج المنازل خوفاً من وقوع زلزال آخر.
= قرية إيسكا:
تقع على بعد /35/ كم من مركز مدينة عفرين جنوباً، وهي مؤلفة من حوالي /310/ منازل، وكان فيها حوالي ألفي نسمة سكّان كُرد أصليين قبل الاحتلال، بقي منهم /120 عائلة = 500 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /190عائلة = 1200 نسمة/ من المستقدمين فيها.
تسبب الزلزال في هدم حوالي /10/ منازل بشكلٍ شبه كامل، و /80/ منزلاً أصيب بأضرار جزئية وتصدعات، ولازال معظم سكّان القرية ينامون خارج المنازل خوفاً من زلزال جديد.
تلقى المستقدمون إعانة مالية ألف ليرة تركية لكل أسرة وبطاقة معونات من إحدى الجمعيات الخيرية، ولكن السكّان الأصليين لم يتلقوا إلى الآن أية مساعدات إنسانية، إلاّ القليل بمبادرة فردية.
= فوضى وفلتان:
رغم هول كارثة الزلزال، تعم المنطقة الفوضى بأشكالها، إحداها حمل السلاح واستخدامه بشكلٍ عشوائي؛ ففي قرية “زعره” – بلبل التي تُسيطر عليها ميليشيات “فرقة المعتصم”، وقعت اشتباكات بين طرفين من المستقدمين القاطنين فيها، يوم الجمعة 24-02-2023م، بسبب الخلاف على تقاسم المساعدات؛ فأدت إلى مقتل وجرح البعض، لم نتمكن من الحصول على اخبار دقيقة عنها.
= متفرقات:
– تم تأسيس مخيم اصطناعي في أرض المطار الزراعي السابق – طريق عفرين جنديرس وبجوارها أرض مجبل إسمنتي سابق لشركة الري، قرب مفرق قرية “تلف”، يضم حوالي /200/ خيمة، من قبل متزعمي ميليشيات “فرقة الحمزات، فرقة السلطان سليمان شاه” (سيف أبو بكر، محمد الجاسم)؛ 70% من ساكنيها من أبناء عشيرة الموالي (مستقدمين قاطنين في قرى تلف و كفرزيت و كوكان و بربنه و كوليان…)، وأغلبهم ليسوا من متضرري الزلزال في مدينتي عفرين وجنديرس، وهناك أُسر تستحوذ على أكثر من خيمة واحدة؛ وذلك من أجل الحصول على المعونات وتقاسمها باستمرار.
– عدا المخيمات السابقة، تم تأسيس مخيمات شبه اصطناعية في مدينة عفرين، جنوبي حي المحمودية وعلى جانبي الأوتوستراد الغربي وفي الكراج وعلى أرض البازار، معظم ساكنيها من المستقدمين القاطنين في المنازل ومخيمات سابقة وأغلبهم غير متضررين من الزلزال بشكل مباشر، والكثير منهم يغادرها لينام في الليل بمساكنهم الأولى، وبعض العائلات تستحوذ على أكثر من خيمة؛ بغية الحصول على المعونات باسم الزلزال، وتمكين متزعمي الميليشيات من سرقة قسمٍ منها.
– بتاريخ 15-02-2023م، بعد أن دعت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” متضرري الزلزال في قري “مروانية، آنقله، سنارة، هيكجه، بلدة شيخ الحديد” وغيرها للحضور إلى ساحة قرية “هكيجه” لأجل منحهم مساعدات مقدمة من قطر، وبعد جلسة التصوير المعتادة، تعمّدت خلق الفوضى، فوزّعت فقط حمولة ثلاث شاحنات وأفرغت محتويات سبع شاحنات في مستودعات خاصة بها.
– في بلدة “بعدينا”، يقوم قسم من عوائل المستقدمين بتصوير منازل متهالكة أو مهدمة جزئياً نتيجة القصف التركي أثناء العدوان على المنطقة في عام 2018م، وتُقدّم الصور للجهات المعنية على أنها نتيجة الزلزال وأنهم من متضرريها، لأجل الحصول على المعونات.
– لم تصل بَعد المساعدات الإنسانية إلى القريتين الصغيرتين “كمرش، كُريه”- راجو، رغم تهدم حوالي /18/ منزل بشكل شبه كامل وتضرر أكثر من /20/ منزل في القريتين بأضرار جزئية، وأهاليها بحاجة ماسة للمعونات والخيم خاصةً؛ ومن أسباب تضرر تلك المنازل بشكلٍ زائد التصدعات التي أصابتها نتيجة قصف القريتين أثناء العدوان التركي على المنطقة.
يُذكر أن المدعو “وائل السعيد” مسؤول في أمنية قطاع ناحية راجو لميليشيات “فرقة الحمزات” وقريبيه المدعويين “أبو أنس و أبو خالد”، وهم مستقدمون من قرية “معرة حرمة”- إدلب، يقومون بقطع الغابات الحراجية الطبيعية في وادي سارسين وجبال شديا- غربي راجو باستمرار، ولديهم مركز لبيع الحطب في قرية “كمرش”، بغية التجارة.
– مساء الجمعة 24-02-2023م، دخلت شاحنة مساعدات مرسلة من محافظة إدلب إلى جنديرس، وحاول موزعوها تقديمها إلى سكّان المدينة، ولكن دون جدوى بسبب تدخل المسلّحين وجموع المقرّبين منهم من المستقدمين واستحواذهم على تلك المساعدات عنوةً، بل وإطلاق بعضهم عبارات الشتم ضد الكُرد.
إنّ الكارثة الزلزالية وكافة المناشدات المحلية والدولية والإنسانية والحقوقية لم تؤثر بَعد على عقلية وسلوكيات سلطات الاحتلال التركي وميليشياته وحكومة “إدلب” وحكومة دمشق كي تفتح المعابر بين مناطق سيطرتها أمام تنقل المدنيين وتبادل البضائع والمساعدات الإنسانية والطبية، وهو أمرٌ ملح وعاجل في التخفيف عن معاناة وفاجعة الشعب السوري عموماً، حريٌ بالقوى الدولية الفاعلة على الساحة السورية ومجلس الأمن الدولي إلزام فتحها بموجب القرار /2254/ المجمع عليه.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]