$عفرين تحت الاحتلال (237): قرية استيطانية بأموال فلسطينية، مساعدات في مهب السرقات، استيلاء على أراضي وإتاوات جديدة، قطع أشجار الزيتون$
زار مدينة جنديرس مؤخراً، الشيخ علي قره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وبرفقته الشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري- استنبول وآخرون، في محاولة لتجميل وجه حكومة أنقرة التي وصفها في مقطع فيديو ب”حكومة رسمية وطنية إسلامية تقوم بواجبها في تركيا”، متناسياً أن تلك الحكومة التي تحتل عفرين كان حضورها صفراً في مواجهة تداعيات الزلزال.
= مشروع قرية استيطانية جديدة:
اليوم السبت 11-03-2023م، عبر صفحتها على الفيس بوك، أعلنت “جمعية العيش بكرامة- فلسطين 48” عن إطلاق مشروع بناء “قرية سكنية مكوّنة من 100 بيت لعائلات الأيتام والأرامل، وذلك في الشمال السوري (منطقة #عفرين# ) … على أرض مكفولة من حيث البنية التحتية ومعدات الحفر والتجهيز من قبل جمعية تركية موثوقة… مساحة كلّ بيت 40مترمربع… تكلفة كلّ بيت 6700 شيكل = 1900 دولار أمريكي“، وأضافت “لقد تمت الموافقة بفضل الله على اتمام المشروع، بالإضافة الى الحصول على عشرات الدونمات لبناء البيوت في القرية”؛ كما أوضح “الناشط الإسلامي النفسي إبراهيم خليل” من مواطني القدس والذي زار شمالي سوريا بعد الزلزال وأبرز مروجي المشروع، عبر صفحته، أن القرية ستقام على “مساحة عشر دونمات”، وبأنه خلال أقل من عشر ساعات ترويج هذا اليوم جمع كلفة البناء (عبر حساب مصرفي إسرائيلي) من تبرعات “فلسطيني 48”.
هذا، ويأتي تنفيذ هذا المشروع استغلالاً لتداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد، برعاية حكومة العدالة والتنمية- تركيا وشبكات الإخوان المسلمين، لأجل بناء المزيد من القرى الاستيطانية النموذجية في منطقة عفرين المحتلة، سعياً وراء ترسيخ التغيير الديمغرافي ضد الكُرد سكّانها الأصليين.
يُذكر أن “جمعية العيش بكرامة” قد تبرعت بأموال بناء قرية “بسمة” الاستيطانية – جنوبي قرية “شاديره”- شيروا في عفرين، وبتنفيذ “جمعية الأيادي البيضاء”، وتسعى للمساهمة في المزيد من المشاريع.
= تداعيات الزلزال:
– قامت ميليشيات “فيلق الشام” بتشييد مخيم اصطناعي (حوالي /350/ خيمة) بحضور شكلي من المستقدمين، في موقعٍ بين قريتي “تل سلور، مدية Midê” – جنوبي جنديرس، لأجل الاستحواذ على المساعدات، رغم الحاجة الحقيقية لآلاف العوائل المنكوبة إلى الخيم بالدرجة الأولى؛ ولكنها اضطّرت لفك المخيم وإلغائه مؤخراً بعد افتضاح أمره.
– منذ أسبوع، حضرت “جمعية شفق” إلى قرية “جلمة” – جنديرس لأجل تقديم مساعدات إلى حوالي /100/ عائلة متضررة من الزلزال، ولكن نتيجة تجمُّع المسلّحين والمستقدمين في القرية وخلق الفوضى، امتنعت الجمعية عن التوزيع.
– تم تشييد مخيم (حوالي /200/ خيمة) غربي قرية “محمدية”- جنوبي جنديرس، باسم “المخيم الكويتي” ضمن حقل زيتون، بإشراف ميليشيات “فيلق الشام”، ومعظم ساكنيها أتوا بعد الزلزال من بلدة “آطمة”- إدلب؛ تم قطع المساعدات عن المخيم مؤخراً ولم تتمكن “الشرطة العسكرية في جنديرس” من ترحليهم إلى بلدتهم.
– بعد استقبال “مؤسسة برزاني الخيرية” بشكلٍ احتفالي، يوم الخميس 23-02-2023م، وتوزيع المساعدات على القاطنين في قرية “برج عبدالو”- شيروا، وفي اليوم التالي مباشرةً، قام المدعو “سيف أبو بكر” متزعم ميليشيات “فرقة الحمزة” بإغلاق مكتب مجلس القرية المحلي، والتحقيق مع أعضائه “عمر رشيد كلو، طاهر كلاحو، جمعة جمعة” من قبل “أسايش الحمزات” في بلدة “باسوطة”. رغم أنّ كافة عوائل المسلّحين والمستقدمين (حوالي /75/) قد حصلوا على المساعدات، بينما حوالي /30/ عائلة من الكُرد سكّان القرية الأصليين (من أصل حوالي /90/ عائلة متواجدة في القرية، /50/ غائبة مهجَّرة قسراً) و /10/ عوائل كردية نازحة إلى القرية من مدينتي جنديرس وعفرين لم تصلهم المساعدات، فيما تم إيداع قسم من المساعدات في مستودعٍ للحمزات.
– أواخر الشهر الفائت، وصلت إلى بلدة “بلبل” حوالي /200/ خيمة كمساعدات للمتضررين من الزلزال، إلّا أنّ متزعم “الشرطة المدنية في بلبل” استولى عليها وقام بتوزيعها على المقرّبين منه من عناصر وأقرباء، وحرمان المحتاجين الحقيقيين منها.
= في ناحية راجو:
– مؤخراً، استولى “المكتب الاقتصادي لميليشيات أحرار الشرقية” ومتزعمه المدعو “أبو حدو/المنحدر من الغوطة” على قطعتي أرض في بلدة راجو، عائدتين للمواطن “حنيف محمد جميل”، رغم رفضه، تحت التهديد بالقتل، وقاموا بتسويتهما بهدف بناء وحدات سكنية فيهما لصالحهم؛ الأولى حوالي (4000م2) تقع بجوار مقرّ “الشرطة المدنية في راجو” (مبنى البريد والزراعة سابقاً)، والثانية حوالي (3000م2) تقع جنوبي مدرسة راجو الابتدائية القديمة.
كما أقدم شقيق “أبو حدو” على تنصيب خيم في محضر (حوالي 500م2) وسط بلدة راجو- قرب طريق سوق الخضرة عائد للشقيقين “مراد و أحمد بكر”، تمهيداً للاستيلاء عليه، ولدى اعتراضهما على ذلك، تهجّم عليهما وأشهر في وجهما سلاحه أمام جمعٍ من المدنيين.
– ميليشيات “أحرار الشرقية” المسيطرة على قرية “حج خليل”، لم تبقي أية أعمدة حديدية خاصة بشبكة الكهرباء العامة وغيرها وكراسي الجلوس الحديدية على رصيف مدخلها، إلّا وسرقتها، وكذلك كراسي ومحتويات حديقة القرية الحديدية والشبك الحديدي لسور مبنى البلدية الذي تتخذه “الشرقية” مقرّاً عسكرياً، حيث تُعامل شوارع القرية ومداخلها بالإهمال والتخريب، بينما كانت القرية معروفة بجمالها وخدماتها البلدية سابقاً.
= قطع الأشجار:
– وفق مصدر محلي ومقطع فيديو منشور ومتداول، مؤخراً، أقدمت ميليشيات “فرقة الحمزة” المسيطرة على قرية “كاوركا/كاوركان”- جنديرس على قطع حوالي (/40/ شجرة زيتون بشكلٍ جائر وبعضها بالكامل- عائدة ل”محمد طاطو”، /35/ شجرة عائدة ل”عائلة نَفو”).
= انتهاكات أخرى:
– مؤخراً، أقدم المدعو “صبحي بكور – أبو سفيان/المنحدر من خان شيخون/إدلب” مسؤول اقتصادية ميليشيات “فرقة الحمزات” بجرد الممتلكات الزراعية للغائبين من أهالي قرى وبلدات “عين دارا، باسوطة، كفيريه، برج عبدالو، كفرزيت” جنوبي عفرين والتحقيق مع الذين يديرونها وحاملي الوكالات عن أصحابها، وأبلغتهم بفرض إتاوة 55% على انتاج مواسمها القادمة، ومن يرفض ذلك ينزع يده ويُسلّم الحقل لمستثمر من جانبه؛ وكان منذ شهرين قد جرد حقول الزيتون (حوالي /5/ آلف شجرة) في قرية “تلف” وحددها بالدهان ووضع إشارة على جذوعها تمهيداً لفرض إتاوة أعلى من السابق في الموسم القادم.
– بتاريخ 06-03-2023م، ليلاً، داهم مسلّحون ملثّمون منزل المواطن “أومر قارديش” في قرية “غزاوية”- شيروا التي تسيطر عليها ميليشيات “فيلق الشام”، بحجة تفتيش المنزل، فقاموا بتهديد أفراد العائلة المتواجدين وسرقوا منهم ألف دولار أمريكي و/5/ تنكات زيت زيتون وهواتف ذكية.
– منذ أسبوع، بحجة أن أولادهم خارج البلاد، قامت “أسايش فرقة الحمزات” في بلدة “باسوطة” بالتحقيق مع المواطنين “علي مستو، عمر علو، حسن بنفشه، فادي حسن” من أهالي قرية “برج عبدالو” – شيروا المجاورة، لأجل جرد أملاكهم الزراعية والاستيلاء على قسمٍ منها أو فرض إتاوة 55% على انتاج مواسمها القادمة.
– في إطار مساعي الاحتلال التركي وأعوانه، لقضم المزيد من الأراضي والحقول الزراعية وتحويلها إلى تجمعات سكنية استيطانية، لأجل تمليك المستقدمين بعقارات ثابتة وإبقائهم في المنطقة بشكلٍ دائم، هناك حركة شراء نشطة من قبل التجار الغرباء عن المنطقة وبوساطة سماسرة محليين؛ مؤخراً، قام تجار من بلدة عنجارة- ريف حلب الغربي بشراء حقل زيتون (325 شجرة) يقع شمالي طريق بافلور- يلانقوز شمالي جنديرس وعائدة ل”نبيه خليل مراد”، وحقل آخر (200 شجرة) يقع قبل مقبرة مدخل بلدة “كفرصفرة”- جنديرس وعائدة ل”عبد الحنان مراد حاج عبدو”، وهما من مُهجّري “كفرصفرة”.
إن مواصلة بناء القرى الاستيطانية النموذجية في منطقة عفرين ترسيخاً لوقائع ومجريات التغيير الديمغرافي الممنهج، دون السعي لإعادة المستقدمين/المُهجّرين من المحافظات السورية الأخرى إلى مواطنهم الأصيلة… سياسة خطيرة على مستقبل البلاد والعباد، وبابٌ للفتنة بين مكوناتها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]