$عفرين تحت الاحتلال (240): التفاف حول مجزرة جنديرس، تفكيك أسوار القاعدة التركية في قرية “درويش”، اضطّهاد الإيزديين، فوضى وانتهاكات$
منذ وقوع مجزرة #جنديرس# عشية عيد نوروز مساء 20 آذار، التي توصف بجريمةٍ ضد الإنسانية، تحاول سلطات الاحتلال وأدواتها من الالتفاف حول أسبابها ونتائجها، بتصغيرها كمشكلة آنية عابرة ناجمة عن “شجار”، وإنكار انتماء الجناة إلى إحدى تشكيلات “الجيش الوطني السوري”، والتستر على كلّ الانتهاكات والجرائم المختلفة التي وقعت بحق المنطقة وأهاليها منذ خمس سنوات؛ وضمن حيثيات “التحقيق” حضر “قاضي وست عناصر من الشرطة العسكرية” من هياكل الاحتلال يوم الإثنين 27-03-2023م إلى منزل الشهداء الأربعة في جنديرس وبعد الاستماع إلى عددٍ من ذويهم والمغادرة، ثلاثة من عناصر الشرطة أجبروهم على توقيع أوراق بيضاء في محاولةٍ مكشوفة ومفضوحة لأجل تغيير إفاداتهم ومطالبهم؛ كما اجتمع “عبد الرحمن مصطفى رئيس حكومة الائتلاف المؤقتة وعدد من وزرائه” في 29-03-2023م مع أشخاصٍ من جنديرس وعفرين وأعطى وعوداً “لمحاسبة الجناة وتلبية المطالب” دون أن يكون هناك أدنى ثقة به و ب”مؤسساته وميليشياته” لدى أهالي عفرين بتنفيذ أدنى المطالب من قبيل “القصاص من المجرمين” و “إخراج المسلّحين من الأماكن المأهولة بالسكّان المدنيين”.
= قرية “درويش-Dêrwîş ” المُهجّرة:
لازال حوالي (/57/ عائلة= 180 نسمة من أصل /400/ نسمة سكّان كُرد أصليين كانوا في القرية قبل الاحتلال) من أهالي قرية “درويش”- راجو المتبقين في المنطقة مشتتون بين مدينة عفرين وقرى “راجو، مؤسكِه، جوقِه، آفرازِه، كفردلِه”، وممنوعون من العودة إلى قريتهم أو زيارتها، إلّا في حال دفن ميتٍ في مقبرتها أو زيارتها أحياناً، منذ بداية الاحتلال عام 2018م، بسبب إنشاء قاعدة عسكرية تركية في موقعٍ شرقي القرية بمساحة تُقدر ب/6.5/ هكتار وسيطرة ميليشيات “فرقة الحمزة و أحرار الشرقية” عليها، حيث أُلحقت أضرار كبيرة بالقرية وممتلكاتها الزراعية.
رغم أنّ الجيش التركي خلال الأسبوعين الأخيرين، قام بفك ونقل الجدران الإسمنتية المسبقة الصنع من سور القاعدة، دون أن نتمكن من معرفة السبب والغاية ووجهة النقل.
= اضطهاد الإيزديين:
بداية الاحتلال عام 2018م، كانت قد اعتدت ميليشيات “أحرار الشرقية” على الشقيقين الإيزديين “شيخو عارف شيخو، حيدر عارف شيخو” من أهالي قرية “قيبار” – عفرين وثلاثة من أبنائهما، بالاعتقال والتعذيب مدة أسبوع وفرض فدى مالية عليهم لقاء إطلاق سراحهم، وسرقت منهم سيارتين (فان صالون حديث، شاحنة هونداي كبيرة) واستولت على خمسة منازل وأربعة محلات لهم تقع في مدخل مدينة عفرين الشرقي قرب كازية “صبري”، فاضطروا للسكن في منزل للعائلة بالقرية؛ وبعد ثلاث سنوات من المطالبات ورفع الدعاوى تمكنوا من استرجاع المحلات ومنزلين؛ إلّا أنّ الحقد بقي قائماً في نفوس المسلّحين المستولين على المنازل، وقام أحدهم مؤخراً بإطلاق الرصاص فوق رؤوس الشقيقين وتهديدهما، فلجأ الشقيقان في 30-3-2023م بوساطة أحد المعارف إلى المدعو “الشيخ أحمد عبد الكريم زيوك- رئيس مجلس أبناء الثورة السورية” بمقرٍّه على طريق “ترنده” جنوبي المدينة، عسى أن يكفّ بلاء المسلّح عنهما، وهما ميسوري الحال ويعملان في مجال تجارة الأعلاف، فاضطّرا صاغرين لقبول إملاءات “الشيخ” والنطق بالشهادتين، وليعلن الشيخ “دخولهما إلى الإسلام” ويعتبر الأمر من إنجازاته “الثورية الدينية”، حيث تم تصويرهما في مقطع فيديو منشور ومتداول.
وذلك في سياق حركة دينية إسلامية متشددة نشطة تشهدها المنطقة، والتي تعمل بكامل الحرية في ظلّ الاحتلال التركي، في الوقت الذي تُقمع فيه الحريات العامة على نحوٍ ممنهج، ويتعرّض فيه الإيزديون إلى اضطهاد مزدوج.
= اعتقال تعسفي:
– بتاريخ 29-03-2023م، اعتقل المواطن “صلاح محمد حمو/عائلة جلو /44/ عاماً” من أهالي قرية “ديكيه” – بلبل ومقيم في مدينة عفرين، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية في عفرين”، على خلفية مشاركته في احتجاجات جنديرس، وأطلقت سراحه في اليوم التالي.
= فوضى وفلتان:
– بتاريخ 26-03-2023م، على خلفية التنازع على تحصيل الأتاوى وآجار محلات مستولى عليها في بلدة “كوتانا”- بلبل وعائدة لسكّانها الأصليين، أطلق أحد المسلّحين وهو شقيق المدعو “أبو راتب” من جماعة عدنان خويلد (أبو وليد العزة)/بني عز- عشيرة الموالي الرصاص على مسلّح آخر من جماعة المدعو “أبو عماد” التركمان، فأسعف إلى تركيا، وسط ترويع المدنيين، حيث أنّ الجماعتين من ميليشيات “فرقة السلطان مراد”. وقد أدى ذلك إلى استنفار الجانبين لعناصرهما المسلّحة في ناحية بلبل.
– بعد أن سافر المسن “سفر أحمد جولاق /75/ عاماً” من قريته “كوتانا”- بلبل إلى حلب بقصد العلاج، أقدم مسلّحون من “فرقة السلطان مراد”، مؤخراً، على سرقة كافة محتويات منزله من مفروشات وغيرها، رغم أنه أسكن عائلةً من المستقدمين في إحدى غرف داره العربي، عسى أن تحميه، ولكن دون جدوى!
= انتهاكات أخرى:
– منذ شهر، قام المكتب الاقتصادي لميليشيات “فرقة السلطان مراد” في ناحية بلبل ومتزعمه عدنان الخويلد/وليد أبو العزة، بفرض /1.5- 2/ دولار أمريكي على كل شجيرة عنب في موقع “سدّ عشونة” ومحيطه والتي يُقدر عددها بحوالي /2500/، على من يديرون حقول العنب من الأهالي والعائدة لأقربائهم الغائبين.
– بتاريخ 31-03-2023م، أقدمت ميليشيات “فيلق الشام” على اعتقال الشقيقين “سعيد محمد جاسم /64/ عاماً، جاسم محمد جاسم /53/ عاماً” من عائلة “شيخي عرب”- المكوّن العربي في مدينة جنديرس، لساعات في مقرّها الأمني، وضربهما وإهانتهما، بعد أن اعترضا على عودة مستقدمين سابقين إلى منزل متهدم نتيجة الزلزال ومن ميراث والدهما في الحي القديم بالمدينة ومستولى عليه منذ بداية الاحتلال عام 2018م، ومحاولتهما منعهم من إعادة بنائه والاستيلاء عليه مجدداً.
يُذكر أن المستقدمين الذين تم توطينهم في المدينة منذ بداية الاحتلال، يحاولون العودة إلى المنازل التي استولوا عليها، والتي تضررت من الزلزال وهناك إمكانية لإصلاحها وترميمها، وكأنها من ممتلكاتهم الخاصة؛ حيث أنّ مدينة جنديرس أصبحت مطوّقة بحزامٍ من مخيمات المستقدمين، في سياق مساعي تركيا وأعوانها لإبقائهم بشكلٍ دائم، فعلاوةً على نتائج الزلزال المدمّر وقعت أضرار جسيمة على الممتلكات الزراعية.
جريمة جنديرس لم ولن تكون الأخيرة، قبلها خلال خمسة أعوامٍ من الاحتلال اُرتكبت الآلاف من الانتهاكات والجرائم الموثقة منها وغير الموثقة ولا تزال مستمرّة، دون أي رادعٍ أخلاقي أو سياسي أو قانوني، ودون محاسبة أحدٍ عليها، فلن تجدي الإجراءات الشكلية أو الترقيعية نفعاً ولن تضع لها حدّاً، بل إنّ مفتاح الحلّ هو إنهاء حالة الاحتلال والميليشيات وخروج الجيش التركي إلى حدوده الدولية وعودة عفرين إلى إدارة أبنائها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]