$عفرين تحت الاحتلال (245): اعتقالات تعسفية، سرقة الآثار، إبادة البيئة، فوضى وافتتاح مسجد جديد، التعدي على المسنين$
رغم الحجم الهائل للتعدي على الغابات الطبيعية والاصطناعية وعلى حقول الزيتون والأراضي الزراعية التي تُشكل المصدر الرئيسي لعيش السكّان الأصليين بالقطع الواسع والحرائق والرعي الجائر، والذي يرتقي إلى مستوى إبادة البيئة التي تشكِّل جريمة ضد الإنسانية، وكذلك التنقيب عن الآثار وسرقتها على نحوٍ واسع وغير مشروع والتعدي على المواقع التاريخية والمزارات الدينية وتخريبها، كجرائم حرب، ومخالفات جسيمة للقانون الدولي الإنساني والعهود الدولية، ترتكبها جماعات “الجيش الوطني السوري” المسلّحة خلال خمس سنوات من الاحتلال التركي للمنطقة… لم يَلقَ هذان الجانبان أي اهتمام أو تحقيقٍ موثق من قبل “لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا“، في الوقت الذي تتوفر فيه التقارير والصور والشهادات والأدلة حولهما بكثرة.
فيما يلي وقائع عديدة عن الأوضاع السائدة:
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– بُعيد عودته من حلب- وجهة النزوح إلى دياره في 16-03-2023م، المواطن “محمود عكيل /68/ عاماً” من أهالي قرية “قورنيه”- بلبل، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأفرجت عنه في 8-5-2023م، بعد فرض غرامة مالية عليه عدا عن الفدية والاحتجاز في ظروف قاسية والتعرّض للتعذيب.
– بتاريخ 06-05-2023م، المواطنين “أدهم مراد سلمان، عبد القادر عثمان رشيد” من أهالي قرية “حج خليل”- راجو، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو”، بحجة أنهما قاما بتصوير عمليات توزيع مساعدات غذائية من قبل “منظمة إغاثية”، ولا يزالا قيد الاحتجاز التعسفي.
= سرقة الآثار:
لا يُخفى على أحد، أنه منذ احتلال #عفرين# في 2018م، لم يبقَ – على كثرتها – موقعٍ تاريخي أو مزار ديني إيزيدي وإسلامي إلّا وتعرّض للحفر والنبش على نطاقٍ واسع وباستخدام أجهزة التنقيب والآليات الثقيلة، بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها من قبل ميليشيات “الجيش الوطني السوري” المرتبط بالائتلاف السوري – الإخواني وأمام أعين سلطات الاحتلال التركي وبمشاركة استخباراتها في الكثير من الحالات، وأنّ تركيا أصبحت ممراً لنقل الآثار المسروقة وبيعها، ولقد تم نشر مئات الصور والتقارير عن هذا الأمر، لا سيّما وأن المقارنة بين صور غوغل إيرث في سنوات متعاقبة تُظهر بوضوح حجم تلك الاعتداءات التي تُشكل جريمة بحق الممتلكات الثقافية لمنطقة عفرين وسوريا وللحضارة البشرية، ورغم أنها مخالفة جسيمة للقانون الدولي الإنساني والمواثيق الأممية لم تحظَ باهتمام “لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا” وبالتوثيق في تقاريرها الرسمية؛ منها:
– منذ عشرة أيام، تقوم ميليشيات “فيلق الشام” بحفر وتجريف تل “كُوفيجيه –Guvîjê” جنوب شرقي قرية “جلا”- راجو بالآليات الثقيلة، بعد قلع عشرات أشجار الزيتون المزروعة على سفح التل الذي تبلغ مساحته حوالي /1.5/ هكتار.
– استمرار الحفر في قلعة النبي هوري بالآليات الثقيلة، من قبل ميليشيات “جيش النخبة” التي يتزعمها “العقيد معتز رسلان- قائد الفيلق الأول في الجيش الوطني السوري”، ويؤكد على ذلك نشر مقطع فيديو للموقع بتاريخ 06-05-2023م من قبل ناشط إعلامي معارض مقيم في عفرين، والذي قال: للأسف تغيرت ملامح المكان بشكل كامل بسبب عمليات الحفر والتنقيب المستمرّة دون توقف!
– بالمقارنة بين صورتين لغوغل إيرث (04-09-2019م ، 20-03-2022م)، يظهر بوضوح حجم التجريف والحفر الذي تعرّض له تل “ناصر/Nêsir“ الواقع مقابل مفرق قرية “عدما/أدمانلي”- راجو ويبعد عن النهر الأسود/الشريط الحدودي مع تركيا ب/300/م، والذي مساحته حوالي /1.66/ هكتار وكان سفحه مزروعاً بحقول الزيتون والعنب العائدة لأولاد المرحوم “ثوران عدما” وبعض أشجار السنديان المعمّرة، وكذلك الحفر ضمن حقل زيتون بجوار التل جنوباً وبمساحة /0.23/ هكتار؛ وذلك من قبل ميليشيات “فيلق الشام” التي يتزعمها “منذر سراس/أبو عبادة- عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري” بصفة “القائد العام” و “فضل الله الحجي/أبو يامن” بصفة “القائد العسكري”.
= التعدي على الغابات وقطع أشجار الزيتون:
– في قرية “كفردلي تحتاني“- جنديرس، التي تُسيطر عليها ميليشيات “فرقة الحمزة”، في 16-04-2023م تم قطع /15/ شجرة زيتون ل”محمود زينو” و /5/ أشجار ل”صلاح عبدالرحمن زينو” و/4/ أشجار ل”كمال منان عبد الرحمن” بشكلٍ جائر، وقبلهم بفترةٍ قصيرة /30/ شجرة ل”أنور خليل عبد الرحمن”، بغية التحطيب والتجارة.
– أكّد “الدفاع المدني في عفرين” على أنّ فرقه، بتاريخ 07-05-2023م، قد أخمدت حريقاً في حرش قرية “مروانيه”- جنديرس رغم وعورة الطريق وصعوبة الوصول؛ وبالتدقيق في الصور المنشورة من قبله يتبين بوضوح حجم القطع الواسع للغابة سابقاً، حيث الجذوع وبقايا الحطب ظاهرة، مما يرجح فرضية التعمد في إضرام الحريق لأجل التغطية على عمليات القطع من قبل ميليشيات “الجيش الوطني السوري”، خاصةً وأن الموقع بعيد عن الطرقات المأهولة ودرجات الحرارة لاتزال متدنية، فليس هناك من أسباب اندلاع تلقائي.
= فوضى وفلتان:
– في 06-05-2023م، وقع توتر عسكري وتحشيد للمسلّحين بين أبناء عشيرتي “الهيب والعكيدات” المستقدمين، في مدينة عفرين وناحية شرّا/شرّان، على خلفية قيام عناصر من “الهيب” بالاعتداء على مسن من “العكيدات” وإهانته ونشر صوره على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اقتحمت سيارات مدججة بالمسلّحين من “العكيدات” بلدة شرّان، للمطالبة بتسليم الفاعلين، إلى أن عُقد صلح بين الطرفين.
= افتتاح مسجد:
في 28-04-2023م، أعلنت “دائرة الإفتاء والأوقاف والشؤون الدينية في عفرين” افتتاح “مسجد الإمام الشافعي” بالمدينة، والذي بُني على محاضر عقارية من الممتلكات الخاصة في حي الأشرفية؛ وذلك في إطار حركة دينية متشددة نشطة تشهدها المنطقة منذ احتلالها في 2018م من قبل تركيا برفقة جماعات سورية مسلّحة مرتزقة وأخرى جهادية إسلامية متطرفة.
= انتهاكات أخرى:
– ليلة 06-05-2023م، داهمت مجموعة مسلّحة ملثّمة منزل المسن الكردي “فوزي خليل حبش /70/ عاماً” في قرية “كَريه”- بلبل، وقامت بضرب الزوجين وحبسهما في غرفةٍ، ثم سرقة مبالغ مالية وجهازي هاتف خليوي واسطوانات غاز.
– في 09-05-2023م، اعتدى مستقدمون على المسن الكردي “ميرزا داوود” من أهالي قرية “كيمار”- شيروا والشاب الذي يعمل معه، وذلك أمام محله وسط شارع راجو بمدينة عفرين، بسبب خلاف مادي.
من واجب “لجنة التحقيق الدولية” ومؤسسات الأمم المتحدة المعنية بسوريا، والمنظمات المدنية والحقوقية المهتمة بالممتلكات الثقافية والبيئية والزراعية، إيلاء الاهتمام بها وكشف الجرائم والتعديات التي ترتكب بحقها في منطقة عفرين المحتلة على نحوٍ واسعٍ وممنهج.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]