$عفرين تحت الاحتلال (254): اعتداء جديد على عائلة “بيشمرك”، استهداف المدنيين، اعتقالات تعسفية، فوضى السلاح واستخدامه، إحصاءات أمنية$
عدا عن خلق واردات مالية للميليشيات عبر فرض غرامات باهظة على المعتقلين الكُرد، واستفزازهم وممارسة المزيد من الضغوط عليهم وعلى ذويهم بغية دفعهم للهجرة، تواصل سلطات الاحتلال الاعتقالات التعسفية بحقهم بشكلٍ حثيث عبر أدواتها من الميليشيات والجهاز “الأمني – القضائي” المُؤَسس من قبلها، بتُهم مختلفة، معظمها أفعال ذات طابع مدني وغير قتالي مارسها مدنيون أثناء الإدارة الذاتية السابقة ومضى عليها ما بين (5 – 11) سنةً.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= اعتداء على شاب من عائلة شهداء نوروز جنديرس:
مساء الأحد 23-07-2023م، اعتدت مجموعة مسلّحة على الشاب “نظمي أشرف عثمان /16/ عاماً- يعمل حلاقاً” في الطريق الواصل بين بيته ومحل عمله بمدينة جنديرس بالضرب المبرح، بأخمص الأسلحة والحجارة، بعد وضع السكين على رقبته وتهديده بالذبح، ومحاولة دهسه بالسيارة، فأدى ذلك إلى إصابته بكسور وجراح في ذراعيه وبأذية في عموده الفقري ورضوض في عموم جسده، حيث أسعف إلى مشفى في بلدة عقربات- إدلب الواقعة تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام” لتلقي العلاج؛ وحتى الآن لم يتم ملاحقة واعتقال الجناة.
يُذكر أن الشاب “نظمي” ينتمي إلى عائلة “بيشمرك” التي سقط منها أربعة شهداء جراء الجريمة التي ارتكبتها عناصر ميليشيات “جيش الشرقية” ليلة نوروز 2023م في جنديرس، والتي نالت استنكاراً واسعاً واحتجاجاً جماهيرياً كردياً على الأرض، لاسيّما وأنّ ذويهم يتمسكون بحقهم ومصرّون على المطالبة بالقصاص من المجرمين، وقد ردد المعتدون على “نظمي” عبارات شوفينية أثناء الاعتداء وقالوا: نحن الشرقية وهذا هو الثمن، وذلك في محاولةٍ لثني العائلة عن متابعة قضبة الشهداء والتنازل عن حقوقها.
كما أنّ “هيئة تحرير الشام” استغلّت الحدث، لتعزز نفوذها في جنديرس، حيث أرغمت “جيش الشرقية” منذ ثلاثة أيام على إغلاق مقرّاتها الأمنية الثلاثة داخل جنديرس، واستولت عليها دون إعلان وتواجد رسمي.
= استهداف المدنيين:
تواصل قوات الاحتلال التركي قصف مناطق ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، والتي تكتظ بمُهجري عفرين:
– ففي 23-07-2023م، قصفت محيط قرية “بينيه/أبين”- جبل ليلون بالمدفعية، أدى إلى وقوع أضرار مادية وإصابة الشابة “هيفين حمو شرو /20/ عاماً” من أهالي قرية “قيباره”- عفرين بشظية في قدمها، حيث أنها مقيمة في “بينيه” منذ نزوحها عن قريتها إبّان العدوان على المنطقة واحتلالها في 2018م.
– وفي 28-07-2023م، استهدفت قرية “كوندي مزن”- جبل ليلون بالسلاح المتوسط، فأصيب الطفل “خليل محمد أوسو /14/ عاماً” بجروح، وأسعف إلى مشفى بلدة الزهراء المجاورة.
– وفي 29-07-2023م، قصفت مدينة تل رفعت بالمدفعية، حيث أصابت إحدى القذائف موقع منهلٍ لتوزيع المياه، فأصيب سائق أحد الصهاريج “آزاد حسين كلّ ده دو /35/ عاماً” من أهالي قرية “جلا”- راجو بجروح. يُذكر أن والده المسن “حسين عبد الله كل ده دو /74/ عاماً” قد استشهد في 02-12-2023م مع تسعة آخرين أغلبهم أطفال في مجزرةٍ ارتكبها الجيش التركي وميليشياته بقصف “تل رفعت” في حينه.
= اعتقالات تعسفية:
تُشرف الاستخبارات التركية بشكلٍ مباشر وتُدير كافة عمليات الاعتقال التي تطال الكُرد في المنطقة وتعدّ قوائم بأسماء المستهدفين، لتصل إلى أنقرة حالاً تحت اسم “قوائم الإرهاب”؛ وقد اعتقلت سلطات الاحتلال:
من أهالي بلدة “بعدينا”- راجو:
1- بتاريخ 26-07-2023م، المواطن “محمد محمد فاتي سني /45/ عاماً- يعمل صيدلاني”، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو”، بتهمة ملفّقة.
2- بتاريخ 26-07-2023م، المواطنين “سعيد عبدو عثمان /65/ عاماً، حميد حميد كنجو /25/ عاماً”، من قبل “شرطة راجو”، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
يُذكر أنه ورد خطأً في تقريرنا السابق إطلاق سراح المواطن “إسماعيل عارف علو” الذي اعتقل في 16-07-2023م، بل نُقل من سجن “شرطة راجو” إلى سجن “ماراته” المركزي بعفرين، ولا يزال محتجزاً فيه.
كما أنّ محكمة الاحتلال فرضت على “أحمد بكر علي /43/عاماً” بالسجن عاماً وعلى “محمد نظمي حمدي /44/ عاماً” بالسجن ستة أشهر مع غرامات مالية، اللذين اعتقلا بتاريخ 01-05-2023م من قبل “شرطة راجو” بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وهما محتجزان في سجن “ماراته” المركزي.
من أهالي قرية “ديرصوان”- شرّا/شرّان:
1- المواطن “حسين مصطفى حدك /50/ عاماً- يعاني من إعاقة في ظهره”، منذ حوالي أربعة أشهر، بتهمة ملفّقة، ولا يزال محتجز تعسفياً في سجن أعزاز، حيث صادرت ميليشيات “فرقة السلطان مراد” سيارته (جيب شفرولية) وتستخدمها في مركز ناحية بلبل، مع سرقة /15/ ألف دولار أمريكي لدى مداهمة منزله.
2- المواطن “علي نواف عبد العزيز /40/ عاماً- كان يعمل حلاقاً”، من منزله منذ شهرين، واقتيد إلى سجن أعزاز بتهمة ملفّقة، إلى أن أُطلق سراحه في 28-07-2023م، بعد دفع ذويه ل/5/ آلاف دولار بين رشاوي وغرامات مالية.
من أهالي قرية “عبودان”- بلبل، المواطن “علي رشيد قاسم /45/ عاماً”، منذ سنتين، بتهمة ملفّقة، ولا يزال محتجز تعسفياً في سجن راجو الأسود، حتى دون محاكمة صورية.
من أهالي قرية “كوكان”- مابتا/معبطلي، منذ أسبوعين تقريباً، المواطن “خليل عبدو بن عارف /35/ عاماً”، من قبل ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، بعد ثلاثة أيام من عودته من وجهة النزوح- حلب إلى دياره ومراجعته لها لأجل “تسوية وضعه”، حيث تم تسليمه إلى ميليشيات “الشرطة المدنية في معبطلي”، ثم نُقل إلى سجن “ماراته” المركزي.
من أهالي قرية “جلمة”- جنديرس، بتاريخ 24-07-2023م، المواطنين “محمد مصطفى بنفشة /30/ عاماً، عبد الرحمن حسين عليكو /35/ عاماً، خالد رسول كل خلو /28/ عاماً، جمعة مصطفى عوان /27/ عاماً“، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية في جنديرس”، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، حيث أُطلقت سراح ثلاثة منهم بعد فرض غرامات مالية عليهم، ولا يزال “بنفشة” قيد الاحتجاز التعسفي.
من أهالي قرية “شيخوتكا”- مابتا/معبطلي، منذ عشرين يوماً، المواطن “فاروق زكريا رشو /25/ عاماً”، من قبل “شرطة معبطلي” واقتياده إلى سجن “ماراته” المركزي، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.
وبتاريخ 27-07-2023م، أطلقت سلطات الاحتلال سراح المواطن “حسين رشيد حمزة” من أهالي بلدة “كفرصفرة”، الذي اعتقل بتاريخ 15-07-2023م، بعد فرض غرامة مالية /300/ دولار أمريكي عليه.
= فوضى وفلتان:
– مساء 27-07-2023م، تم إطلاق الرصاص بكثافة في عرسٍ لأحد أولاد عم متزعم ميليشيات “لواء الشمال” المدعو “أبو عبد الله الزربة” بقرية “هوبكا”- راجو، فسقط الرصاص على المنازل في القرية وببلدة راجو القريبة منها، في وقتٍ يعتاد فيه الناس النوم على أسطح المنازل بسبب حرّ الصيف، فيما لم تحرك سلطات الاحتلال ساكناً، حيث أنها لا تمنع إطلاق الرصاص في المناسبات وبين المدنيين، بل إنّ حمل السلاح واستخدامه العشوائي من قبل عناصر الميليشيات ومعظم المدنيين المستقدمين الذين تم توطينهم في المنطقة أمرٌ مباح.
= انتهاكات أخرى:
– خلال الأسبوع الفائت، قامت أمنية ميليشيات “فيلق الشام” بإجراء إحصاء سكّاني وإعداد بيانات شخصية وعائلية أمنية في قرى “جقماق كبير وصغير، علمدارا، جنجليا”- ناحية راجو وغيرها من قرى وبلدات تقع تحت سيطرتها في الناحية والتي يتزعمها فيها المدعو “صليل الخالدي”، لصالح الاستخبارات التركية، بحجة تدقيق توزيع المساعدات؛ بغية متابعة أدق التفاصيل عن الكُرد – السكّان الأصليين – المتبقين وعن أبنائهم وأقربائهم الذين يقيمون خارج المنطقة.
تعدّ الاعتقالات التعسفية بحق الكُرد في عفرين مخالفة جسيمة للقانون الإنساني الدولي، وللدستور وقانون العقوبات السوري، فعلاوةً على أنّ أفعالهم لم تكن جرائم ضد أشخاص أو المجتمع والدولة، فإنها مشمولة بالتقادم المسقط قانوناً.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]