$عفرين تحت الاحتلال (269): زيارة سيادية لوالي هاتاي، إتاوات على موسم الزيتون والتقليم، قطع أشجار الزيتون، الاستيلاء على منازل في “بعدينا”، مداهمات وسرقات، حصار مهجري عفرين في “الشهباء” واستهداف مدنيين من الجيش التركي$
في تأكيدٍ جديد على احتلال عفرين من قبل تركيا بالمعنى الحرفي للكلمة، بتاريخ 06-12-2023م، زار مصطفى ماساتلي والي هاتاي التركية ونائبيه المنطقة، وافتتح مشفى وحضر “حفل تخريج دفعة جديدة من شرطة الأمن العام”، وزار “مركز يونس إمره الثقافي التركي” و “غرفة صناعة وتجارة عفرين” التي يُرفع فيها العلم التركي وصور أردوغان وأتاتورك في إشارةٍ واضحة لسيادية الرموز التركية.
وبتاريخ 26-11-2023م، في محاولةٍ تضليلية أخرى، أطلقت “وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة” منشوراً كتابياً- مرئياً عن “حماية بساتين الزيتون وإعادتها إلى أصحابها في منطقة عفرين”، في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات “جيشها الوطني” فرض إتاوات باهظة على مواسم الزيتون منذ عام 2018م، بالإضافة إلى الاستيلاء على ملايين أشجار الزيتون بين كامل المحصول أو تحصيل 50% من الإنتاج الصافي دون السؤال عن تكاليف الخدمة الزراعية، علاوةً على السرقات الواسعة التي تطال الحقول بمختلف الأشكال، وكذلك الاستمرار في القطع الجائر والشبه الكامل لمئات آلاف الأشجار بغية التحطيب والتجارة.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– بتاريخ 25-11-2023م، المواطن “محمد حسن محمد /30/ عاماً” من أهالي قرية “تل سلور”- جنديرس، مدة يومين، بُعيد عودته من وجهة النزوح- مدينة حلب إلى قريته.
– بتاريخ 03-12-2023م، المواطن “فرهاد زكي حمكرو /35/ عاماً” من أهالي قرية “كُورزيليه”- شيروا، نتيجة وشاية كيدية، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.
– منذ أسبوع، المواطن “صلاح حمو زينو /47/ عاماً” من أهالي قرية “داركير”- مابتا/معبطلي، ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي.
= موسم الزيتون:
– في قرية “نازا”- شرّا/شرّان، أقدمت ميليشيات “فيلق الشام” على سرقة كامل محصول حوالي /50/ شجرة زيتون عائدة ل”إبراهيم خليل/أبو نظمي” الواقعة أمام معصرة القرية، في وضح النهار وأمام الناس، وفرضت عليه إتاوة /3/ تنكات زيت (الواحدة 16 كغ صافي)، كعقاب له لقيامه بفضح اللصوص أمام الملأ.
– في قرية “جيا/جبلية”- راجو المهجرة بالكامل ويستحلها الجيش التركي (حوالي 250 عنصر) ويسيطر على جوارها ميليشيات “الفرقة التاسعة” منذ آذار 2018م، فرض الحاجز المسلّح للفرقة إتاوة شوال زيتون (80 كغ) من محصول كلّ /50/ شجرة زيتون (انتاجها حوالي /15/ شوال)، بالإضافة إلى استيلائها على حوالي /800/ شجرة زيتون عائدة لمهجّرين قسراً، عدا السرقات التي طالت حقول الزيتون ليلاً من قبل مجموعة مسلّحة.
– مؤخراً، بالإضافة إلى فرض إتاوة عينية (5% من كامل انتاج الزيت) وإتاوات نقدية على أشجار الزيتون، وبحجة حراسة الحقول، قامت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه – العمشات” بتحصيل إتاوة جديدة (250 تنكة/صفيحة زيت 16 كغ) من أهالي بلدة مابتا/معبطلي.
– ميليشيات “فرقة المنتصر بالله” فرضت إتاوات، /50/ شوال زيتون و/70/ تنكة زيت 16 كغ صافي على أهالي قرية “حبو (28 عائلة متبقية)”- مابتا/معبطلي، و /55/ تنكة على قرية “شيتانا (14 عائلة)” المجاورة، و/60/ تنكة على قرية “ساريا (20 عائلة)” المجاورة.
– كتبنا في تقريرنا السابق عن فرض ميليشيات “أحرار الشرقية” إتاوة جديدة على حقول الزيتون لقاء السماح لأصحابها بتقليم أشجارها بعد القطاف، وقد وصلتنا مقاطع صوتية لمسؤول في المكتب الاقتصادي لدى الشرقية يؤكد على ذلك، لاسيّما أنه يبلغ مسؤولي القطاعات في ناحية راجو (أبو تيم باسل، أبو علي بقرية فرفرك، أبو أحمد بقريتي شديان وسورك، أبو فاروق ببلدة راجو وما حولها، صاحب الصوت/كتخ)، بمنع كساح (تقليم) أي حقل مدار بالتكليف، قبل مراجعة المكتب؛ ويؤكد على عدم تسريب الصوتيات خارج غرفة الواتس آب الخاصة بهم.
= قطع أشجار الزيتون:
مع قدوم فصل الشتاء تكثر وتتوسع عمليات قطع الغابات الطبيعية والاصطناعية في عفرين، والتي تطال حقول الزيتون أيضاً، بغية التحطيب وصناعة الفحم والتجارة، حيث هناك أضرار كبيرة وقعت ولا تزال على الغطاء النباتي والبيئة، وعلى الأراضي بسبب انجراف التربة على نحوٍ غير مسبوق:
– في جبال بلدة “بعدينا” وجبل هاوار، وصولاً إلى جبال قرى “شيخ بلال، موسكه” وغيرها بناحية راجو، الخاضعة لسيطرة ميليشيات “اللواء 112، المنتصر بالله، أحرار الشرقية، الفرقة التاسعة، فرقة الحمزة” يتم قطع ما تبقى من الغابات الطبيعية وقلع الجذوع والجذور بمختلف الأدوات، من قبل المسلحين والمقربين منهم من المستقدمين، مما ينذر بإبادة تلك الغابات والقضاء كلياً على فرص إنباتها من جديد.
– خلال الأشهر الأخيرة، في قرية “جيا/جبلية”- راجو، أقدم مسلحون على قطع عشرات أشجار اللوز وللمهجّرَين قسراً “محمد علي رشيد علي” /80/ شجرة زيتون ولابن عمه “محمد علي” /50/ شجرة زيتون بالكامل من الجذور باستخدام مختلف الأدوات.
– مؤخراً، في قرية “كفردله تحتاني”- غرب مدينة عفرين، أقدمت ميليشيات “فرقة الحمزة” على قطع /9/ أشجار زيتون ل”عبد الرحمن تكه من كفردله فوقاني” من الجذوع و /18/ شجرة له على نحوٍ جزئي، و /24/ شجرة ل”منان رشيد عبدو/مريض الفراش من ماراته” من الجذوع.
– منذ أسبوعين، في قرية “فقيرا”- جنديرس، أقدم مسلحو ميليشيات “فرقة الحمزة” على قطع /25/ شجرة زيتون ل”عزيز رشيد حمو” و /25/ شجرة ل”يوسف رشيد أوسو” و /25/ شجرة ل”أحمد مامد” بشكلٍ شبه كامل، ومنها من الجذوع.
– بتاريخ 25-11-2023م، في قرية “كفرزيت”- جنوب مدينة عفرين، أقدم مسلحو ميليشيات “فرقة الحمزة” على قطع حوالي /20/ شجرة زيتون ل”مراد نبي كله خيري” بشكلٍ شيه كامل.
– منذ أسبوع، غرب بلدة “ميدانكي”- شرّا/شرّان، أقدمت ميليشيات “فرقة الحمزة” على قطع /40/ شجرة زيتون عائدة للمحامي “عبد القادر عبد الرحمن” و /100/ شجرة عائدة ل”نوري محمد جبر، محمد محمد جبر، نوري حسن طوبال”، على نحو شبه كامل.
– يوم الجمعة 08-12-2023م، في قرية “كفرشيل”- غرب مدينة عفرين، أقدمت ميليشيات “فرقة الحمزة” على قطع حوالي /30/ شجرة زيتون عائدة ل”عبد العزيز جمو” بشكل شبه كامل، وبعضها من الجذوع.
= في بلدة بعدينا- راجو:
– منذ أسبوعين، قام المدعو “أسامة رحّال/أبو حسن أوباما” معاون متزعم ميليشيات “لواء 112” بنقل أحد المستقدمين وأسرته وقطيع مواشيه من مبنى “مزرعة المرحوم مصطفى عبدو جعفر” إلى مبنيين متجاورين في مفرق البلدة (معمل القرميد العائد للمهجر قسراً “قادر حنان تنبل”، مبنى معصرة “غسان عمر حسن” المتواجد في البلدة)، ومنعهما من استيفاء أية أجور؛ كما قام بنقل قطيع مواشيه ورعيانه من قرية “خازيانه”- مابتا/معبطلي إلى مبنى “مزرعة جعفر”، حيث أنّ المباني الثلاثة مستولى عليها منذ عام 2018م، وقطعان المواشي تفلت بين حقول الزيتون، دون أن يجرأ أحداً من أصحابها على المنع أو الشكوى لدى أية جهة.
– منذ أسبوعين، بعد أن قام المواطن “عمر عثمان” باستضافة والدته العجوز “زكية” أرملة المرحوم رشيد عثمان في بيته هذا الشتاء، أقدم مسلّح من ميليشيات “لواء 112” للاستيلاء على منزلها وإسكان أسرته فيه.
– منذ حوالي ستة أشهر، عادت المواطنة المسنّة “زهيدة حسين حسين /68/ عاماً” من وجهة النزوح – حلب إلى بلدتها، ولم تتمكن من إعادة منزلها الذي يستولي عليه أحد المستقدمين المقرّبين من ميليشيات “لواء 112” منذ 2018م ويمتنع عن إخلائه، فاضطّرت للسكن لدى شقيقتها في مدينة عفرين.
– أحد المستقدمين المقرّبين من ميليشيات “لواء 112” المستولي على منزل المرحوم فخري جميل مصطفى منذ 2018م، يمتنع عن إخلائه وتسليمه لأرملة المرحوم المسنّة “خديجة عزت بري” وابنتها العزباء اللتين اضطّرتا للسكن في منزل أحد أقربائهما، رغم مطالبتهما المتكررة للمنزل، بقصد إعادة إعماره والسكن فيه، لأنه قد تهدّم جزئياً بالقصف أثناء العدوان على المنطقة.
= انتهاكات أخرى:
– في الرابعة من صباح 22-11-2023م، أقدمت مجموعة مسلّحة على مداهمة منزل المواطن “محمد حنان داده من أهالي قرية كفردله تحتاني ويعمل منتج ألبسة” في حي الأشرفية بمدينة عفرين، وانهالت بالضرب المبرح عليه وعلى صهره “سمير عبد الرحمن سيدو” وعلى النساء وأفراد أسرتيهما، وسرقت /7/ هواتف خليوية ومبالغ مالية ومصاغ ذهب.
– ليلة 26-11-2023م، في قرية “كوندي مزن”- غرب مدينة عفرين التي تُسيطر عليها ميليشيات “فرقة الحمزة”، أقدم مسلحون على مداهمة منزل المواطن الكردي “محمد حنان الملقب ب حمدوك /53/ عاماً” وإشهار السلاح على رأسه، وسرقة مبلغ مالي ومصاغ ذهب، فتقدّم “حمدوك” بشكوى دون جدوى.
– ليلة الجمعة 08-12-2023م، أقدمت مجموعة مسلحة على سرقة معظم محتويات محل بقالية (سكر، شاي، بن… تُقدر قيمتها ب/1500/ دولار) ل”أحمد محمود قاسم” داخل قرية “برج عبدالو”- شيروا، رغم وجود حاجز مسلح لميليشيات “فرقة الحمزة” على مسافة قريبة بمفرق القرية، ولم يكن مسؤول القرية من “الحمزة” مستعداً لسماع الشكوى والتحقيق في الواقعة إلّا بعد صلاة الجمعة.
= وعلى الجانب الآخر:
– نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على منطقة الشهباء – ريف حلب الشمالي المكتظة بمهجري منطقة عفرين وتضم خمسة مخيمات للنازحين، والتي تُدار من قبل “هيئة إدارة محلية” تابعة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، خاصةً منع دخول المحروقات منذ 20 تشرين الثاني الماضي، توقفت معظم المؤسسات عن تقديم خدماتها، الكهرباء ومياه الشرب والمدارس وآليات النقل والبلديات وغيرها، وتوقف توزيع مازوت التدفئة، كما توقف مشفيا تل رفعت وفافين ومراكز صحية عن تقديم خدماتها إلّا للحالات الإسعافية، ومحطة توليد الأكسجين تعمل في حدودها الدنيا، أما إدخال المواد الغذائية والأدوية وبقية مستلزمات الحياة اليومية فتلك القوات تفرض إتاوات باهظة عليها، وإذا استمر منع المحروقات فسيتوقف ما تبقى من خدمات خلال مدة قصيرة.
– بتاريخ 03-12-2023م، نتيجة قصف قرية “بينيه/Bênê”- جبل ليلون الخاضعة لسيطرة الجيش السوري من قبل الجيش التركي، أصيب المواطن “عيسى حسو كتو /74/ عاماً” من أهاليها بجروح بليغة، وهو بالعناية المشددة.
– وأيضاً بتاريخ 05-12-2023م، ونتيجة قصفٍ مماثل لقرية “حربل”- منطقة الشهاء بريف حلب الشمالي، أصيب المواطن “آزاد خليل حمادة /38/ عاماً من مهجري عفرين بجراح في ساقه، وتضررت سيارته.
وفق كلّ الممارسات والخطابات والوقائع والقوانين الدولية، تعتبر حكومة أنقرة و”الحكومة السورية المؤقتة” وغطائها السياسي الائتلاف السوري- الإخواني، مجتمعةً، مسؤولة عن الأوضاع السائدة في عفرين، خصوصاً عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة فيها منذ العدوان عليها واحتلالها في عام 2018م، وكذلك عن تغيير هندستها الديموغرافية التي ترتقي إلى مستوى التطهير العرقي بحق الكُرد كإثنية متمايزة.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]