محمد عيسى
كشف رئيس أكاديمية سنجار والناشط السياسي الإزيدي مراد إسماعيل، المقيم في تكساس الأميركية، أنه لم يتبق في #عفرين# سوى أقل من ألفي إزيدي بعد تهجير الآلاف منهم في السنوات الخميس الأخيرة، مؤكداً أن الانسحاب الأميركي من العراق وسوريا سيضّر بالأقليات ويفسح المجال لإعادة تشكيل داعش لنفسه كقوة عسكرية بإمكانها السيطرة على المناطق في ظل تواجد آلاف الخلايا النشطة في البلدين الجارين.
حول السبب الذي يجعل تنظيم داعش ينشط مجدداً في حال خروج القوات الأميركية من العراق، قال إسماعيل، لشبكة رووداو الإعلامية، الخميس (11 -01-2024)، إن عودة داعش ممكنة بعد الانسحاب الأميركي، لأنه لا يزال هناك الآلاف من خلايا التنظيم نشطون في سوريا والعراق، وما زال التنيظم يملك السيطرة في بعض المناطق السورية وأخرى في العراق.
وأشار إلى أن هنالك أكثر من 9 آلاف عنصر من داعش معتقلين في سجون قوات سوريا الديمقراطية، مبيناً أن الانسحاب الأميركي سيخلق خللاً أمنياً، وبإمكان هؤلاء المساجين إعادة تشكيل قوة عسكرية ومعاودة السيطرة على المناطق.
الانسحاب الأميركي سيضرّ بالأقليات
واستبعد رئيس أكاديمية سنجار، أن يكون أي من البلدين (سوريا والعراق)، مستعدين لفرضية الانسحاب الأميركي، أو السيطرة على الثغرات الأمنية بشكل كامل.
السياسي الإزيدي، أوضح أن التواجد الأميركي والغربي جيد بالنسبة للأقليات المتواجدة في سوريا والعراق، مثل الكورد أو الأقليات الدينية، لافتاً إلى أن الانسحاب الأميركي سيضعف من قدرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من محاربة تركيا أو الحكومة السورية أو الجماعات الإسلامية في عفرين وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري.
ورأى إسماعيل أن هجمات المقاومة الإسلامية في العراق على أربيل، ستكون بوتيرة أعلى على مناطق إقليم كوردستان حال عدم تواجد القوات الأميركية.
الوجود الإزيدي في عفرين انتهى
حول الضرر الذي قد يخلفه الانسحاب الأميركي على الإزيديين، لفت إلى أن الإزيديين شهدوا الإبادة الجماعية على يد داعش إلى جانب أقليات أخرى، وفي حال غياب الاستقرار في المنطقة، سيلحق الأذى بهم، خاصة أن مناطق سنجار وغيرها حدودية، خاصة في ظل تواجد فصائل مسلحة غير حكومية.
وفي عفرين التابعة لروجآفا والواقعة منذ 2018 في يد فصائل الجيش الوطني السوري للمعارضة السورية والقوات التركية، أكد إسماعيل وهو سياسي إزيدي، أن أبناء جلدته لا يمكنهم العيش في تلك المنطقة الكوردية، وكذلك غيرها من المناطق التي تسيطر عليها الجمعات الإسلامية، لذلك يشكل الانسحاب الأميركي خطراً من الإضرار بتلك الأقليات أو أن تشهد مناطقهم حرباً جديدة.
وبيّن عدم وجود فرق في التعامل بين تلك الفصائل الإسلامية المتشددة وتنظيم داعش مع الإزيديين، كاشفاً أن أكثر من 30-40 ألف إزيدي هاجروا من عفرين، ولم يتبق سوى 1000-2000 إزيدي في عفرين، ويعيشون ظروفاً صعبة تحت حكم الفصائل المتطرفة، لذا فالوجود الإزيدي في عفرين انتهى، حسب قوله.
داعش قادر على إعادة تشكيل نفسه
من جانب آخر، ورجّح أن يكون هنالك 10-15 ألف عنصر في داعش نشط بسوريا والعراق، وأكثر من 10 آلاف عنصر معتقلون في سجون قسد، وبالتالي فإن زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة قد يفسح المجال لهروب قيادات داعش من السجون وإعادة تشكيل مجموعات مسلحة.
رئيس أكاديمية سنجار، حذّر من مخيم الهول، خاصة في ظل تنشأة الأطفال والمراهقين على فكر التنظيم، مضيفاً أنهم مستعدون للتجنيد في صفوف داعش.
مراد إسماعيل، أشار إلى أن إيران تحاول استخدام أدواتها في البلدين من أجل إخراج أميركا، لأن الهدف الرئيس لطهران ليس غزة بل هو إفراغ سوريا والعراق من القوات المتحالفة مع أميركا والغرب من أجل أن تحلّ محلّها، وفق تعبيره.
ودعا إسماعيل إلى تقوية أواصر العلاقات مع الحكومة الأميركية التي باتت منشغلة بعدة جبهات، منها إسرائيل وغزة، وأوكرانيا وروسيا، وتايوان والصين، والتأكيد للكونغرس أن الانسحاب الأميركي قد يكرر تجربة طالبان في سوريا والعراق، علماً أن بقاء القوات الأميركية في مصلحة الكثير من العراقيين، وفق رأيه.
بخصوص مدى إمكانية أن تؤدي الهجمات على القواعد الأميركية إلى حصر الولايات المتحدة في زاوية ضيقة، لفت الناشط السياسي الإزيدي إلى أن قوة تلك الجماعات المسلحة على الساحة العراقية واستحواذهم على القرار السياسي بالبلد في تنامٍ، مستدركاً في الوقت نفسه أن واشنطن لن تسمح باستمرار سيطرة هذه الجماعات على العراق وسوريا واليمن. [1]