=KTML_Bold=خالد عيسى: العشائر العربية في كردستان سوريا=KTML_End=
نود أن نضيف إلى معلومات بعض من نشاركهم الانتماء إلى الوطن السوري بعضاً من المعلومات حول وجود بعض العشائر العربية في بعض مناطق كردستان سورية. ومنذ البداية، نريد أن نبيّن للذين يجهلون اللغة الكردية، بأن كلمة كردستان التي لازالت تثير حفيظة البعض، تعني (باللغة الكردية) بكل بساطة موطن الأكراد.
كي لا يقال بأن مصادر بحثنا موالية للأكراد, نعتمد في تدوين هذه المقالة على المعلومات التي يوافينا بها محمد طلب هلال في دراسته الشهيرة عن الجزيرة عام 1963، والمعروف بعدائه للأكراد و بقية القوميات غير العربية.
فيقول المسؤول السوري البعثي المذكور إن “الشريط الشمالي للجزيرة آهل و مسكون بالأكراد”، “و من هذا نفهم أن أماكن و مواطن العشائر العربية هي المناطق الجنوبية، و هي بخطوطها العريضة، الشمر في العراق، و الجبور في الوسط، والبكارة في الغرب، على سفوح جبل عبد العزيز، و تتراوح بقية العشائر بين العشائر المذكورة تلك، كطي، و الشرابيين، و الحرب و غيرها من بقية العشائر الصغيرة من العرب”.
“هذا و أن أحوال هذه العشائر عموما غير حسنة ماديا عدا مشايخهم، ونسبة التعليم فيهم لا يتجاوز بشكل عام 4%، و هم بأكثريتهم لم يستقروا بعد في الأرض، و لم يألفوها عدا عشيرة الجبور حيث هم أخبر قليلا من بقية العشائر بالزراعة خاصة منهم من كانت أراضيهم سقي من الخابور و هؤلاء لا يشكلون شيئا هاما في هذه الناحية.
أما بقية العشائر, فهم بين البداوة و الحضر”. “إن البعض لا يزال يعيش حياة البداوة في النقلة و الترحال
من شمر و بعض البكارة”.
ومن أهم العشائر العربية المتواجدة في الجزيرة هي:
1- عشيرة شمر:
يقول محمد طلب هلال “لقد وفدت هذه العشيرة من الحجاز (منطقة نجد) المعروفة من جبل شمر من أكثر من 300 سنة, حيث استوطنت في المنطقة الممتدة من بغداد إلى الرقة”
و نجد أن السيد محمد طلب هلال يناقض نفسه عندما يقول بأن هذه العشيرة استوطنت بينما يؤكد بأن هذه العشيرة مازالت متنقلة. ثم أن تاريخ تواجد عشيرة الشمر في المنطقة يعود إلى بداية القرن العشرين و بشكل خاص بعد سيطرة فرنسا و بريطانية على المنطقة.
مهما يكن من أمر، فلا ينكر أحد، بما فيهم محمد طلب هلال، بأن هذه العشيرة هي بالأصل عشيرة حجازية و ليست سورية.
تنقسم هذه العشيرة إلى قسمين رئيسيين، شمر الخرصة بزعامة عائلة دهام الهادي، و شمر الزور بزعامة عجيل عبد الكريم.
و يقترح محمد طلب هلال على السلطات “أن تساعد هذه العشيرة و تستقر في الأرض العربية لأنها حصن منيع ضد التسرب الكردي و خاصة في شمال الجزيرة”، و القصد بالأرض العربية هنا طبعا هو الأرض الكردية الواقعة ضمن حدود الدولة السورية.
2-عشيرة طي:
يقول محمد طلب هلال “أساس هذه العشيرة من اليمن، نزحت عدة مرات إلى نجد في الحجاز منذ حوالي (500) سنة تقريبا حيث أقامت ما يقارب القرن و النصف، تركت نجد بعدها و بعد ما سمي (بحرب القبائل) حيث وفدت إلى العراق و أقامت ما يقارب الخمسين سنة، حيث جرى بينها و بين بعض العشائر حروبا دامت حوالي عشرة سنوات سميت بالحرب المستديرة (أي الحرب المستمرة ) التي لا تزال رحاها تدور، حيث انتصرت فيها طي و استقرت، و بعدها انقسمت العشيرة إلى قسمين قسم سكن في العراق، و لا يزال فرع منه بلواء بغداد، و القسم الأخر سكن الجزيرة بالقرب من نصيبين”.
من الثابت تاريخيا بأن وجود الطي في محافظة الحسكة يعود تاريخة إلى بداية الاحتلال الفرنسي للجزيرة. من العائلات القوية في هذه العشيرة هي عائلتي عبد الرزاق النايف و عبد الرزاق الحسو.
3-عشيرة الشرابيين:
“يقال بأن هذه العشيرة من أقدم العشائر العربية التي سكنت الجزيرة، ذات عدد وافر لو اجتمعت مع بعضها إلا أنها عاشت في الجزيرة متفرقة”. “لم تستثمر هذه العشيرة قدمها في الجزيرة لتثبيت كيانها و احتلال الأرض”.
“هذه العشيرة نصف حضرية يعيش أفرادها من تربية المواشي و الفلاحة بالأجرة، حيث يعتنون بصورة خاصة بتربية البغال و البقر. يشكون الفقر دائما، و فعلا هم فقراء لا يهتم شيوخهم بهم مثل شيوخ الشمر. يتعاطى قسم كبير منهم اللصوصية و هذا معروف عنهم و يكاد يكون صفة بارزة لهم”، و الكلام الممنقول هنا دوما لمحمد طلب هلال.
يلاحظ المؤرخون بأنه لا يذكر التاريخ حدوث خلافات مسلحة كبيرة بين هذه العشيرة و العشائر الكردية.
4- عشيرة الجبور:
“يقال بأن هذه العشيرة وفدت من اليمن، حيث مرت عبر تسيارها بجبل العرب في حوران، و منها إلى حلب فالجزيرة حيث استوطنت على ضفاف الخابور بحوالي (20) كم جنوب مدينة الحسكة”. لازالت زعامة هذه العشيرة في يد عائلة عبد العزيز المسلط.
5- عشيرة البكارة:
“انحدرت هذه العشيرة من بكارة الزور التي تنزل على ضفاف نهر الفرات في منطقة دير الزور، حيث تتمركز في سفوح جبل عبد العزيز الشمالية في الجزيرة منذ مدة، ليست بالقصيرة، أخذت بفلاحة الأرض و زراعتها في الجزيرة”.
و هذا مايؤكد بأن استيطان هذه العشيرة في الجزيرة حديث العهد، و يعود إلى بداية الاحتلال الفرنسي للجزيرة.
يقول محمد طلب هلال في عام 1963 “لا تتجاوز نسبة من يعرفون القراءة و الكتابة في عموم العشائر العربية ال 5% و غالبا ما كان هؤلاء من الموسرين في زعماء تلك العشائر”.
إن البحث في التاريخ يؤكد بأن هجرة العشائر العربية إلى كردستان سورية تعود إلى عهد قريب.
كما يؤكد التاريخ بأن العشائر العربية المتواجدة في المناطق الكردية قد جاءت من شبه الجزيرة العربية، وهذا ما لم يستطع إثبات عكسه الملازم الأول رئيس الشعبة السياسية في القامشلي محمد طلب هلال.
نستغل هذه المناسبة لنكرر لأخوتنا العرب ولغيرهم من أبناء القوميات المتواجدة في سورية، بأن الأغلبية الساحقة من الشعب الكردي في سورية لاتبغي الاّ امكانية التمتع بحق المساواة وبحقه في المساهمة في تقوية الوطن السوري عن طريق المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في البلاد. فلنكن عرباً وأكراداً وأرمناً وكلدوآشوريين ووو… كل السوريين جميعاً شركاء أعزاء في هذا الوطن.
مراجع هذا المقال
محمد طلب هلال, المنظر والسياسي البعثي الذي شغل الكثير من المناصب الأمنية والسياسية والوزارية منذ بداية 1963 وحتى نهاية التسعينات.
[1]