جميل عبدو
صرح الناشط والمحامي إبراهيم شيخو، إن دولة الاحتلال التركي تفرض التتريك على مدينة #عفرين# بالقوة، وقال إن أكثر من 900 ألف مدني اختطفوا منذ الاحتلال
قال الناشط والحقوقي إبراهيم شيخو، إن دولة الاحتلال التركي شنت هجماتها في 20 كانون الثاني عام 2018 على مدينة عفرين بهدف تغيير التركيبة السكانية وتحويلها إلى منطقة تابعة لتركيا، وإذا استمر الوضع في عفرين على هذا النحو، فلن تكون هناك منطقة كردية باسم عفرين أو جياي كورمنج.
وأشار شيخو في بداية حديثه إلى أن عفرين احتلت من قبل دولة الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها في آذار 2018، وقال: لكن قبل ذلك كانت عفرين تُعرف بمدينة السلام وكان يعيش فيها حوالي 900 ألف نسمة، إلى جانب ذلك، كان يعيش في عفرين حوالي 200 ألف لاجئ نزحوا إلى عفرين واستقروا فيها بسبب الحرب السورية، كما وكانت المدينة متطورة اقتصادياً وكان الأمن فيها مستتب، ومن الناحية التعليمية، أصبحت اللغة الكردية لغة التعليم بشكل عام على مستوى روج آفا كردستان، ولم تسر دولة الاحتلال هذه المكتسبات والتطورات، أن مدينة عفرين هي منطقة كردية وكردستانية وتصل نسبة الكرد فيها إلى حوالي %97.
اختطفت مرتزقة الاحتلال التركي 6 ألاف مدني خلال 6 سنوات
ولفت شيخو إلى ما يجري في عفرين من اختطاف أهلها الأصليين، وقال قبل هجمات 20 كانون الثاني 2018، صرح الرئيس التركي أردوغان أن نسبة الكرد في عفرين هي 35%، لقد أدركنا هدفه من ذلك من خلال تهجيره لأهالي عفرين الأصليين، كان يوم 18 آذار بمثابة صفحة سوداء جديدة لمنطقة عفرين، وحينها وصف صحفي عربي كان أحد اللاجئين السوريين ذلك اليوم بأنه يوم دخول الجراد للمدينة، وكان هذا الوصف تعبيراً لعمليات النهب والسرقات التي تمت في عفرين، وقال ذلك للصحفي أيضاً إنه عندما رأى جيش الاحتلال التركي وقواته المسلحة يدخلون عفرين والقرى المحيطة بها، كانوا يسرقون محلات الناس وممتلكاتهم بطريقة لا توصف، كما وتتعرض أهالي عفرين دائماً للانفجارات والسرقة والقتل والاعتقال، وخلال 6 سنوات من الاحتلال واختطف أكثر من 9 ألاف مدني بينهم أكثر من 2000 امرأة، بالإضافة إلى أن مصير 3000 مدني مجهول حتى الأن.
التغيير الديمغرافي في أعلى مستوياته
وتحدث إبراهيم شيخو عن عملية التغيير الديمغرافي التي تطبقها دولة الاحتلال التركي في عفرين، ويقول قبل الهجوم على عفرين أدعى أردوغان إن نسبة الكرد في عفرين هي 35% وبعد احتلال عفرين أراد استيفاء تلك النسبة وإخلاء سكان عفرين الأصليين، ومن بين مدن روج آفا كردستان كانت عفرين فقط التي تبلغ نسبة الكرد فيها 97%، لذلك أراد أردوغان إجراء تغيير ديمغرافي، لذلك بدأ عام 2018 بفرض اللغة التركية في عفرين وتم تعليق الصور ورفع الأعلام التركية في كل مكان، كما وتم حظر الثقافة الكردية في عفرين إلى حدّ كبير، وكانوا يريدون إحداث تغيير جذري في المنطقة، وخلال زلزال 6 شباط صرح أحد الصحفيين أن عفرين لم تتبقى لديها أي طابع كردي وأن الناس يشعرون وكأنهم يسيرون في شوارع أفغانستان، جميع النساء يرتدين ملابس سوداء، إضافة إلى وجود الأجنبيات، وعلى الرغم من المشقة والمصاعب التي يتعرض لها أهالي عفرين إلا أن أهالي عفرين الذين يسكنون عفرين ما زالوا يرتدون ملابسهم الأصلية، بعض المرتزقة التابعين للاحتلال التركي يقفون أمام مدارس الفتيات في عفرين ويذمون الفتيات اللاتي لا يرتدين الملابس السوداء، مما يُجبر الفتيات على ارتداء تلك الملابس السوداء.
ارتفعت نسبة العرب في عفرين 77 بالمئة
وأكمل الناشط إبراهيم شيخو حديثه قائلاً جميعاً نعلم أن أحد الأهداف الأساسية لتركيا من احتلال عفرين هو التغيير الديمغرافي، لذلك قبل احتلال عفرين كان 97% من سكان عفرين من الكرد، و2% من سكان عفرين كانوا من المكون العربي، وكان يعيش في عفرين حوالي 25 عائلة أرمنية ونحو 1000 شخص من المسيحيين، وكان هناك أيضاً منازل علوية وإيزيدية، لذلك يمكننا القول أنه خلال فترة الإدارة الذاتية كانت جميع الأديان والمعتقدات مُصانة في عفرين، ولكن بعد الاحتلال تعرضت مراكز الإيزيديين للقصف بالطائرات الحربية ودمرت بالكامل كما ونهبت منازل العلويين بالإضافة إلى نهب الكنيسة المسيحية أيضاً، لذلك عندما نزح أكثر من 300 ألف شخص من أهل عفرين الأصليين، بقيت نسبة الكرد في عفرين حوالي 23%، وقدم بعض الناشطين في عفرين بعض الاحصائيات وذكروا أن عدد أهالي عفرين الحقيقيين يبلغ حوالي 193 ألف نسمة حالياً، إلى جانب ذلك، استوطن في عفرين نحو 647 ألف شخص من العرب والتركمان المحيطين بها، واستمراراً لعمليات التغيير الديمغرافي والاحتلال التركي تمت أيضاً تغيير أسماء شوارع ومناطق عفرين، كساحة آذادي التي أطلق عليها اسم ساحة أتاتورك بالإضافة إلى ذلك تم تغيير اسم دوار الوطني إلى دوار غصن الزيتون، كما وتم تدمير تمثال كاوا الحداد.
وأصبحت اللغتان التركية والعربية اللغتين الرسميتين في عفرين عوضاً عن اللغة الكردية الرسمية للسكان الأصليين، كما وأزالوا أبراج شركتي الهاتف السورية MTN وSyriatel واستبدالهما بأبراج شركة Turkcell، ومن الناحية المالية فقد تم حظر الليرة السورية وتم استبدالها بالليرة التركية، وتم افتتاح البوابة الحدودية لقرية الحمام التابعة لناحية جندريسه بشكل رسمي وكانت جميع عمليات النهب والسرقة تمر عبر تلك البوابة إلى تركيا، وبما أن طبيعة عفرين قريبة من طبيعة هاتاي فإن تركيا تستخدم ذلك التشابه حسب مصلحتها لجعل عفرين منطقة تركية مثل هاتاي، وإذا تحدثنا عن مستوى التغيير الديمغرافي فيمكننا القول أن مستوى التغيير الديمغرافي في عفرين أعلى من أي مكان آخر في الأراضي المحتلة، بعد 6 سنوات من الاحتلال في عفرين، تم افتتاح مركز الثقافة والفن الذي يحمل اسم يونس إمراه، وفي الاحتفال بافتتاح المركز تم الكشف عن أن عفرين كانت مدينة الكرد والعرب والأتراك على مر التاريخ، لكن كما نعلم لم يكن هناك أي تواجد للأتراك في عفرين منذ التاريخ، ولهذا السبب يريدون جعل الناس هناك يعتقدون أن هناك أتراك في عفرين من خلال ذلك المركز، تركيا تريد تنفيذ السياسة التي طبقتها في كركوك تطبيقها في عفرين أيضاً.
تم بناء أكثر من 35 مستوطنة في عفرين
وقال إبراهيم شيخو عن بناء المستوطنات أو بناء البيوت للمستوطنين في عفرين مع احتلال عفرين انتقل إلى عفرين الكثير من الأشخاص المنتمين إلى مرتزقة دولة الاحتلال التركي، ومع ذلك تم بناء مئات المخيمات غير المنظمة والمتفرقة، وعندما ينظر المرء فقط إلى وسط مدينة عفرين، سوف يشهد على نصب آلاف الخيام، وحتى قطعوا اشجار الغابة في حي المحمودي بعفرين ونصب الخيام عوضاً عنها، كمت وتم بناء المستوطنات بمساعدة منظمات من دول الخليج العربي مثل قطر والكويت وبعض التنظيمات الفلسطينية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، وقد قامت هذه التنظيمات بتمويل بناء المستوطنات في عفرين بمساعدة تركيا، وحتى الآن تم بناء أكثر من 35 مستوطنة خلال 6 سنوات، بالنسبة للقانون الدولي ليست جريمة إذا كانت مساحة بيوت المستوطن أقل من38 متراً مربعاً وأن يكون السقف مصنوعاً من التوتياء لأنه يمكن إزالته بسهولة، لكن في عفرين يتم بناء منازل من 3 طوابق ومساحة أرضيتها تصل إلى60 متراً مربعاً وحتى لو عاد أهالي عفرين إلى أرضهم فإن آثار التغيير الديمغرافي ستبقى في عفرين، لذلك إذا لم يتم حل النزاع في سوريا ولم يعود جميع السوريين العرب والتركمان إلى ديارهم، فلن يكون هناك شيء اسمه جياي كورمنج في عفرين، وبعد أن أنهت دولة الاحتلال عملية التغيير الديمغرافي بدأت الأن بسياسة تتريك مدينة عفرين.
بعد عام 2018 أصبحت تركيا دولة منتجة لزيت الزيتون
ولفت الناشط إبراهيم شيخو إلى سرقة الزيتون وقال: كما تعلمون قبل احتلال عفرين كان هناك حوالي 18 مليون شجرة زيتون ومليون شجرة صنوبر ومئات الهكتارات من الغابات في عفرين لكن بعد احتلال عفرين تم استهداف المنطقة الطبيعية عفرين وتم قطع أكثر من 500 ألف شجرة زيتون عمرها حوالي 100 عام ويباع حطبها في إدلب وتركيا وأماكن أخرى مقابل 100 إلى 150 دولار أمريكي، بالإضافة إلى إحراق عشرات الغابات في عفرين، وكانت يبلغ إنتاج الزيتون حوالي 250 ألف سنوياً، وكات تستخرج ما يصل إلى 275 ألف طن من الزيتون وحوالي 50 ألف طن من زيت الزيتون، وفي عامي 2019-2018 تم الكشف بالوثائق عن سرقة زيتون عفرين وكيف يُنقل إلى تركيا عن طريق تجار مثل تامر كريدي الذي ينتمي إلى مرتزقة الاحتلال التركي.
وعندما تم نقل زيت عفرين إلى تركيا، نقلتها تركيا إلى إسبانيا، كما أن سعر زيت الزيتون في تركيا الآن بخس جداً، وهو بسبب سرق زيت زيتون عفرين.
وتابع شيخو حديثه، قائلاً مجموعة العمشات التي تسيطر على ناحية شيه، استولت على 250 ألف شجرة زيتون العائد ملكيتها للأهالي المهجرين في الشهباء ومناطق أخرى، كما ويفرض غرامة مالية قدرها 20 دولاراً على كل شجرة واحدة يمتلكه الأهالي هناك، وأيضاً عندما يعصر الزيتون في المعصرة يفرضون الضرائب مرة أخرى على الأهالي من 100 إلى 200 دولار أمريكي بحجة أنهم يحمون حقول الزيتون، كما ويأخذون الضرائب على حواجزهم أيضاً، ولم تكتفي المرتزقة بذلك وإنما يفرضون مرة أخرى على الأهالي في عفرين الذين يحصدون موسهم 2 دولار أمريكي على كل شجرة، وجمعوا أيضاً حوالي 100 ألف دولار من كل قرية تحت مسمى تقديم الخدمات وإذا لم يدفع السكان فإنهم يتعرضون لكل أنواع أساليب التعذيب بالإضافة إلى ذلك استولت مجموعة السلطان مراد على 145 ألف شجرة زيتون في ناحية بلبلة ومجموعة صقور الشمال استولت على 25 ألف شجرة زيتون في ناحية شرا، أي إلى جانب السرقات يأخذون الأموال من الناس بطرق مختلفة.
ودعا الناشط والمحامي إبراهيم شيخو كافة المحامين والناشطين إلى التحرك العاجل من أجل عفرين وأنهى حديثه كالآتي التغير الديمغرافي في عفرين في عهد النظام السوري كان بحدود %25 لكن بعد احتلال الدولة التركية ومرتزقتها للمنطقة، وصلت نسبة التغيير الديمغرافي إلى %80، وبالتالي فإن الوضع في عفرين خطير للغاية، إذا استمر الحال على هذا النحو، لن يكون هناك منطقة كردية باسم عفرين، سنرى عفرين وكأنها أفغانستان، أملنا من الناشطين القانونيين ومنظمات حقوق الإنسان والسياسيين هو اتخاذ خطوات عاجلة لوضع حد لهذا الاحتلال. [1]