مظفر مزوري
الثورة الكوردية في العراق لطالما كانت ومنذ بدايات تشكيل الدولة العراقية تدافع عن حقوق الشعب الكوردي, كما حافظت هذه الثورة على الاخوة الكوردية العربية، كما وحافظ الزعيم الخالد ملا مصطفى بارزاني على هذا المبدأ خلال قيادته حركة التحرر الكوردية، وبالتالي جذب انتباه المئات من المفكرين والاكاديميين العرب فضلاً عن الجنسيات الاخرى.
المفكر والاكاديمي اليساري العربي #عبدالحسين شعبان# كان ضيفاً في برنامج ما فوق الخلافات، لهسهرووی ناكۆكییهكانةوه الذي يعرض على شاشة كوردستان24 ويقدمه الكاتب الصحفي ومدير عام مؤسسة كوردستان24 أحمد الزوايتي، وتحدث ضيف البرنامج عن علاقته بالقضية الكوردية، وتعرفه على الزعيم الخالد ملا مصطفى بارزاني، وموقف الشخصيات العربية من القضية الكوردية.
وقال الدكتور عبدالحسين شعبان في مستهل حديثه في البرنامج ان الحزب الشيوعي العراقي أصدر سنة 1957 في إحدى الصحف بياناً بمناسبة عيد نوروز، من هنا أصبحت على دراية بالقضية الكوردية، ومن هنا اتخذت خطوات لانخرط أكثر في القضية الكوردية لافهم الحقوق والمطالب الكوردية.
وأضاف بعد انتصار ثورة 14 تموز 1958 نوقش حدث مهم في العراق وهو القضية الكوردية، مشيراً الى أنه تم نشر عدد من صور القادة العراقيين في المدن العراقية، وكان من بينها صورة الزعيم ملا مصطفى بارزاني، الذي عاد في وقت لاحق في اكتوبر 1958 من الاتحاد السوفييتي عبر جمهورية مصر العربية الى العراق، وعودته الى العراق كان دليلاً على دعوة البارزاني للاخوة الكوردية العربية، والذي كان يدعو اليه سنوات العشرينات والثلاثينيات من القرن الماضي قبل الذهاب الى الاتحاد السوفييتي، مؤكداً ان البارزاني ورغم كل الخلافات والمعارضة ضده وضد القضية الكوردية في العراق، إلا أنه دافع عن شعاره للتآخي بين الكورد والعرب.
ولفت الدكتور الى أن اليسار والحزب الشيوعي كان لهما نظرة أشمل للقضية الكوردية، التي اعتقدت أنه بدون ضمان الديمقراطية لا يمكن للكورد تحقيق حقوقهم والسعي من أجلها، مضيفاً ان الحزب الشيوعي عمل في هذا السياق في مؤتمره الثاني عام 1956 على حل هذه القضية بالتفصيل وجعلها قضية مركزية من خلال ربط حركة التحرر الكوردية بالحركة القومية العربية المطالبة بحق تقرير المصير والاستقلال، وهو أمر أساسي بنيت عليه الرؤية المركزية القائمة على رؤية الاخوة الكوردية العربية، للاعتراف بحق بعضهم البعض في تقرير المصير، والتوحد في النضال المشترك ضد خصوم الشعبين الكوردي والعربي وضد تحالف بغداد، وضد النظام الملكي والاستعمار البريطاني.
وأوضح الدكتور عبدالحسين شعبان أن نضاله في صفوف البيشمركة بدأ خلال ثورة أيلول العظيمة، وكان انضمامه لصفوف البيشمركة الكوردستانية كان من وجهة نظر يسارية يؤمن بها، وأضاف ان نضال البيشمركة الكوردستانية مر بمرحلتين، إحداها كانت بعد عام 1961 وخاصة عندما تعرضت منطقة بارزان للقصف من قبل الحكومة العراقية، وللتوضيح فإن منطقة بارزان قد تعرضت للقصف 17 مرة من قبل الحكومة العراقية، مؤكداً أنه في حينها رفعت شعارات مطالبة بحقوق الكورد، وكان يعمل على تنفيذ هذه الشعارات والمطالب، ومن جهة أخرى كان يطالب الحكومة العراقية بوقف القصف على بارزان، ومن جهة ثانية طالب الملا مصطفى بارزاني بايقاف الحرب وإعطاء الكورد حقوقهم المشروعة، مشدداً على أن الحقوق الكوردية هي حقوق عادلة ويجب الاعتراف بها.
من جهة أخرى سلط الدكتور عبدالحسين شعبان الضوء على أنهم قاموا بتسجيل قصائد الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري عام 1964 في الاذاعة العراقية، وكانت إحدى قصائد الجواهري تمتدح كوردستان وشعبها والزعيم الخالد ملا مصطفى بارزاني، يقول في إحدى أبياتها، قلبي لكوردستان يهدى والفم، ولقد يجود بأصغريه المعدم، باسم الامين المصطفى من أمة، بحياته عند التخاصم تقسم، وكان للقصيدة تأثير بالغ في حينها.
وأشار الدكتور في حديثه الى أنهم تمكنوا مع خمسين شخصية كوردية وعربية بينهم عرب عراقيين ومن الدول العربية الاخرى مثل سوريا والسعودية وغيرهم عام 1992، مناقشة الفيدرالية والكونفدرالية والحكم الفدرالي وحق تقرير المصير وحقوق المواطنة والعديد من المفاهيم الاخرى، خصوصاً وأن السؤال هنا كان هل يمكن للكورد أن يشكلوا كياناً في العراق؟ وماذا سيكون رد الدولة العراقية؟، في الواقع لا تزال هذه المفاهيم قيد المناقشة في العراق بعد كل هذه السنوات.
وأضاف بإمكان الكورد الاعتماد على الفن والثقافة والفلكلور والموسيقى للتقارب مع العالم العربي، وان يدعو الفنانين العرب الكبار الى كوردستان، ليروا الوضع الحقيقي لكوردستان والقاء نظرة على شعب كوردستان وقضيته العادلة.
وسلط المفكر العراقي عبدالحسين شعبان الضوء على لقائه بالزعيم الراحل الملا مصطفى بارزاني، وقال زرت كوردستان في ايار عام 1970 والتقيت بالرئيس مسعود بارزاني في قرية بسرين، ومن ثم توجهنا الى كلالة والتقيت بفرنسوا حريري ومن ثم التقيت بالزعيم الراحل الملا مصطفى بارزاني، وقال مبتسماً كنت أنظر في عيني البارزاني الخالد، وهما العيون التي ذكرها الشاعر الكبير الجواهري في قصيدته، مضيفاً أنه أخبره بكل الاحداث التي كانت تجري في بغداد وجنوب العراق، خاصة عندما شنت الحكومة العراقية حملة ضد اليسار والقوى القومية العربية الاخرى.
وأضاف الدكتور في الوقت الذي كنت فيه جالساً مع الزعيم ملا مصطفى بارزاني، جاء عزيز شريف وزير العدل العراقي آنذاك وحل ضيفاً على الزعيم ملا مصطفى بارزاني، وطلب مني البارزاني الخالد أن أخبر صالح اليوسفي بكل الاحداث التي نقلتها له، وتابع قائلاً طلب بارزاني الخالد من صالح اليوسفي أن يوصل رسالة الى السلطات العراقية، فكتب اليوسفي الرسالة، وفي نهاية الرسالة كتب بارزاني الآية القرآنية لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ونشرت الرسالة في صحيفة طريق الشعب لاحقاً وترجمت الى عدة لغات، لانها كانت أول إشارة سلبية وكانت ضد ممارسات الحكومة العراقية منذ اتفاق 11-03- 1970، مؤكداً ان بارزاني الخالد ملا مصطفى أدرك بذكائه ودهائه أن أموراً سلبية ستحصل في المستقبل، وبعد فترة وجيزة جرت محاولة لاغتياله.[1]