#زاخو# في العلاقات البهدينانية - ال#بوتان# ية.
المصدر: كتاب:#مقدمة في تاریخ زاخو خلال العهد العثماني 1515-1918م#، ص.101-102
للكاتبین؛ 1. نزار أيوب گولی، 2. غسان وليد الجوادي
تميزت العلاقات بهدينان مع إمارة بوتان بعدم الاستقرار أحيانا وحدوث توترات، وكانت مدينة زاخو مسرحاً للصراع بين إمارة العمادية وإمارة بوتان، مما أدى في كثير من الأحيان إلى تدهور وضعها الاقتصادي والاجتماعي.
لا توجد معلومات حول علاقات امارتي بهدينان و بوتان عند سيطرة الأمير حسن ابن سيف الدين على زاخو، حيث جعلت هذه الخطوة من بوتان جارة تحد بهدينان من جهة الشمال الغربي وكانت الاهمية الاستراتيجية لزاخو جعلتها مركز للصراع بين الامارتين، كما ان السيطرة البهدينانية على زاخو لم تكن على إمارة سنديان التي احتفظت بحكمها في المناطق الجبلية الواقعة في شمال وشمال شرق المدينة ولاشك ان وجود العداوة بين الامارتين سنديان و بهدينان كانت عاملا آخر اذكت لهيب الصراع بين امارتي بهدينان و بوتان.
لم تشهد مدينة زاخو و منطقتها في مستهل القرن السادس عشر اية صراعات بين الامارتين ويعود السبب وراء ذلك إلى ان بوتان كانت خلال هذه الفترة خارجة عن حكم امرائها، ففي عام 1508م توجه عدد من أمراء الكورد من بينهم أمير بوتان شاه علي بك ابن بدر بك إلى تبريز للقاء الشاه اسماعيل الصفوي وتقديم الولاء له، إلا ان الأخير أمر بالقاء القبض عليهم وعين أمراء من القزلباش في اماكنهم، وقد عين اولاش بك استاجلو أميرا على جزيرة بوتان
وفي عام 1515م اتحد أمير بهدينان سلطان حسين ابن سيف الدين مع أمير بوتان بدر بك ابن شاه علي بك وتمكنا من انتزاع المنطقة الواقعة بين جزيرة بوتان والموصل من السيطرة الصفوية جبراً وقهراً و دخلت العلاقات بين الامارتين مرحلة جديدة بعد تولي الأمير سلطان حسين ابن حسن بك الحكم في بهدينان، حيث كان أمير بوتان يظهر الحقد و الكراهية لهذا الأمير بسبب منزلته العالية التي كان يتمتع بها أمير بهدينان لدى السلطان العثماني، حيث رفض أمير بوتان أن يقدم بهدينان عليه في الدخول إلى مجلس السلطان، ولم يقف عداوة بدر بك لأمير بهدينان عند هذا الحد بل حاول قتل أمير هكاري زينل بك الذي كان قد حصل على براءة سلطانية للحكم في إمارة هكاري بتزكية من أمير بهدينان ، ونتيجة هذه التصرفات قام الوزير (رستم باشا في 1555 بعزله من منصبه وعين اخاه ( ناصر بك أميرا على جزيرة بوتان وهرب بدر بك إلى بلدة سنجار إلا انه تمكن من إعادة حكمه بعد عامين فقط.
لا تشير في المصادر المتوفرة ما يشير إلى قيام بدربك طيلة فترة حكم الأمير سلطان حسين بك من الإقدام على أية عمل معادي لبهدينان وذلك بسبب الدعم الكبير الذي كان يتلقاها أمير البهديني في الدولة العثمانية ولكن بعد وفاة الأمير مباشرة بدأت التدخلات البوتانية في إمارة بهدينان من خلال تأليب العشائر على حكام بهدينان في زاخو.
ففي عام 1574م عندما قامت عشيرتا زبیران و گوليان بالتمرد كتب السلطان رسالة إلى والي دياربكر ذكر فيها بانه أرسل إلى عدد من الأمراء الكورد للمشاركة في جهود اخماد التمرد وكان من بين هؤلاء أمير بدر بك البوتاني.
ويبدو ان السلطان لم يكن يعرف ان بدر بك انما هو المحرك الرئيسي للتمرد و أول من أشار إلى وجود دور الأمير بوتان في تلك التمردات هو قاضي سنجق سندي سليماني مولانا محمد حيث ذكر للسلطان معلومات مهمة عن حجم التمرد وخطورته، حيث أشار إلى ان ثلاثة آلاف شخص من عشيرتي سندي و سليفاني يشاركون في التمرد وتمكنوا من تهديم قلعة شرانش و وحرق قرية بيدار و منعوا بهرام بك من الدخول إلى سنجقه. وتحدث عن معركة مباشرة بين قوات الأمير قباد بك والعشائر وذكر ان رجال العشائر اتبعوا الاسلوب العسكري الدارج انذاك حيثوا تقدموا إلى المعركة صفاً وراء صف، وقد ذكر القاضي المذكور ان بدر بك هو الذي دبر هذه المؤامرة على الأمير قباد بك. [1][2]