نبذة تأريخية عن #الكورد والآشوريين# و العلاقة بينهم (10) – أسلاف الكورد: الخوريون – الميتانيون 5. إنهيار الإمبراطورية الميتانية
د. مهدي كاكه يي
في الحلقة السابقة تم الحديث عن تأسيس الإمبراطورية الميتانية في القرن الخامس عشر قبل الميلاد و كانت إمبراطورية قوية وكبيرة في المنطقة، تمتد حدودها من بحيرة وان شمالاً الى أواسط بلاد ما بين النهرَين جنوباً ومن بحيرة أورمية وجبال زاگروس شرقاً الى البحر الأبيض المتوسط غرباً، حيث أنها ضمت سوريا الحالية ووصلت نفوذها الى فلسطين و أصبحت آشور جزءً من هذه الإمبراطورية. في هذه الحلقة نتابع الأحداث والتطورات التي حصلت لهذه الإمبراطورية الى أن سادها الضعف و إنهارت بعد حُكمٍ دام حوالي 200 عاماً (1475-1275 قبل الميلاد). سقوط الإمبراطورية الميتانية حصل نتيجة الصراع على السلطة الذي نشب بين أفراد العائلة الميتانية الحاكمة وكذلك نتيجة الغزوات التي تعرضت لها من قِبل جيرانها المصريين و الحثيين والآشوريين.
تشير المكتشفات الأثرية الخورية إلى أنه كان للميتانيين دور كبير في ظهور العلاقات الدبلوماسية بين دول الشرق الأدنى القديم، حيث أنهم أقاموا علاقات متينة مع فراعنة مصر وتبادلوا الرُسل والهدايا معهم. في بداية تأسيس مملكة ميتاني، كانت مصر الدولة المنافسة الرئيسة للميتانيين عندما كان الملك الفرعوني (ثوتموس الثالث Thutmose III) في الحكم. بعد معارك قليلة للميتانيين ضد الفراعنة في سبيل السيطرة على غرب كوردستان، عقد الميتانيون معاهدة سلام مع مصر و تم تشكيل تحالف بين الطرفَين لحماية مصالحهما من التهديدات التي كانت تُشكّلها الإمبراطورية الحثية التي ظهرت في المنطقة آنذاك.
تتويجاً للعلاقة الودية التي سادت بين الملوك الميتانيين و فراعنة مصر، الفرعون المصري (أمنحتب الثالث Amenhotep III) (حكمَ عام 1391 – 1353 قبل الميلاد) تزوّج (گيلوهيپا Gilu-Hepa)، التي كانت أخت الملك الميتاني (توشراتا Tushratta) (حكمَ من حوالي عام 1382 الى عام 1342 قبل الميلاد) (مصدر 1). كما أن الفرعون المصري (أمنحتب الرابع Amenhotep IV)، (حكمَ من عام 1353 الى عام 1337 قبل الميلاد) والذي غيّر إسمه فيما بعد الى (أخناتون)، تزوج إبنة الملك الميتاني (توشراتا) والتي كان إسمها (تادوهيپا Tadu-Hepa) (1370-1330 قبل الميلاد). (تادوهيپا) هي نفسها (نفرتيتي Nefertiti)، الملكة الفرعونية الشهيرة في التأريخ بجمالها ودورها المحوري في حُكم مصر الفرعونية (مصدر 2، 3). (نفرتيتي) تعني باللغة المصرية القديمة (الجميلة قد أتت). يوجد تمثال (نفرتيتي) في متحف برلين في ألمانيا.
تأثّر الفرعون أخناتون بالمعتقدات الدينية الخورية الشمسانية التي كانت زوجته (نفرتيتي) تؤمن بها، حيث قام مع زوجته بنشر هذه المعتقدات الدينية في مصر وأوجدا ديناً توحيدياً يؤمن بإله واحد وهو (آتون) أي (قرص الشمس). فرضَ (أخناتون) عبادة الإله (آتون) بدلاً من الإله (آمون) وبذلك قام بثورة دينية كبرى التي إنعكست بدورها على الحياة في مصر، خاصةً الحياة الثقافية والفنية فيها. هكذا بدأت تسود المعتقدات الدينية الخورية في مصر الفرعونية. بعد إيجاد الدين الجديد، غيّر الفرعون (أمنحتب الرابع) إسمه الى (أخناتون) الذي يعني الروح الحيّة لِآتون. كما أن زوجته (تادوهيپا) قامت بدورها بتغيير إسمها بعد إيجاد الدين الجديد إلى نفرنفراتون نفرتيتي الذي يعنى آتون يشرق لأن الجميلة قد أتت.
عند وفاة الملك (شوتارنا)، كانت مملكة ميتاني قد أنهكها الصراع على السلطة الذي نشب بين أفراد العائلة المالكة. (توشراتا) إبن الملك (شوتارنا) إستلم الحكم بعد موت أبيه، إلا أن المملكة قد إنتابها الضعف بشكل كبير و التهديدات الحثية والآشورية قد إزدادت. في نفس الوقت، العلاقات الدبلوماسية الميتانية - المصرية سادها الفتور، حيث كان المصريون خائفين من النمو المضطرد لقوة الحثيين والآشوريين.
في منتصف القرن الرابع عشر، إستعادت الإمبراطورية الحثية قوتها تحت حكم ملكها (سوپلوليوما الأول I Suppiluliuma)، الذي قام بغزو الممالك التابعة للميتانيين في غرب كوردستان وعيّن حكاماً موالين للحثيين محل الحكام الذين كانوا يحكمون تلك الممالك.
في العاصمة واشوكاني، إندلع صراع جديد على السلطة بين أفراد العائلة المالكة الميتانية. الحثيون و الآشوريون قاموا بتأييد أشخاص مختلفين في الأسرة الميتانية الحاكمة الذين كانوا يطالبون بالجلوس على العرش الميتاني. في النهاية قام الجيش الحثي في نهاية القرن الرابع عشر قبل الميلاد بغزو العاصمة واشوكاني وتمّ تعيين (شاتيوازا Shattiwaza) إبن الملك (توشراتا Tushratta) ملكاً لمملكة ميتاني، حيث كان تابعاً للحثيين. عندئذ إنكمشت مملكة ميتاني و أصبحت تضم وادي الخابور فقط.
بمجئ حُكم الملك الآشوري (إريبا أداد الأول Eriba-Adad I) (1390-1366 قبل الميلاد)، تقلص النفوذ الميتاني في بلاد آشور بشكل كبير. بدأ الملك الآشوري (إريبا أداد الأول) بالتدخل في المعارك المريرة التي إندلعت بين الملك الميتاني (توشراتا Tushratta) و أخيه (أرتاتاما الثاني Artatama II) و بعد ذلك إندلع القتال بين هذا الأخير وبين إبن أخيه (شوتارنا الثاني Shuttarna II) الذي نصب نفسه ملكاً على مملكة ميتاني وتقدّم في نفس الوقت بطلب المساعدة من الآشوريين لتثبيت حكمه. حينئذٍ ظهرت مجموعة من أفراد العائلة المالكة الميتانية المؤيدة للتحالف الميتاني- الآشوري. إستطاع الملك الآشوري (إريبا أداد الأول) أن يقضي على النفوذ الميتاني في بلاد آشور، بل أصبح له نفوذ في البلاد الميتانية وأخذ يتدخل في شئون مملكة ميتاني (مصدر 4).
الملك الآشوري (آشور أُباليت الأول (1365-1330 قبل الميلاد) هاجم الملك الميتاني (شوتارنا) و قام بِضم مملكة ميتاني للدولة الآشورية و بذلك أنهى الدور السياسي للميتانيين في المنطقة بعد حُكمٍ دام حوالي 200 عاماً و جعل مملكة آشور أكثر قوة ونفوذاً (محمد امين زكي: خلاصة تاريخ الكرد وكردستان – تاريخ الدول والإمارات الكردية في العهد الإسلامي. ترجمة محمد علي عوني، الجزء الثاني، 1945، صفحة 14؛ جرنوت فلهلم: الحوريون تأريخهم وحضارتهم، ترجمة فاروق إسماعيل، دار جدل، حلب، الطبعة الأولى، عام 2000 م، صفحة 44).
بعد أن إحتلال الآشوريين لمملكة ميتاني، قام الآشوريون بترحيل قسم من سكان الإمبراطورية الميتانية، الذين معظمهم كانوا من الخوريين، من مناطقهم و تم إستخدامهم كأيدي عاملة رخيصة في بلاد آشور. هناك وثائق إدارية آشورية تشير الى أنه كان يتم توزيع الشعير على الرجال الخوريين المستأصلين المُرحّلين من مملكة ميتاني. على سبيل المثال، الحاكم الآشوري (ميلي ساه Meli-Sah) الذي كان حاكماً لمدينة (ناهور Nahur)، إستلم الشعير ليقوم بتوزيعه على الخوريين المُرحّلين من مدينة (شودوهو Shuduhu) لإستعماله كبذور وغذاء لأنفسهم ولثيرانهم.
بنى الآشوريون خطاً من التحصينات الحدودية على نهر البليخ لمواجهة الحثيين. يقول الملك الآشوري (توكلتي-آبل-إشرَّ الأول) في ذكرى حملته العسكرية ضد مملكة (كاتموهو) الخورية ما يلي: قطعتُ رؤوسهم (رؤوس جنود العدو) ووضعتُهم على الخوازيق مثل كوم الحبوب حول مدنهم (الدكتور صفوان سامي سعيد: التشبيه في الحوليات الملكية الآشورية. مجلة القادسية للعلوم الإنسانية عدد 2، عام 2009، المجلد الثاني عشر، جامعة الموصل، العراق).
تم حُكم مملكة ميتاني تحت الإحتلال الآشوري من قِبل الوزير المُهيب (لي إپادا Ili-ippada) الذي كان من أفراد العائلة المالكة و الذي لقّب نفسه بملك هانيگالبات. أقام هذا الملك في المركز الإداري الآشوري الذي كان قد تم بناؤه حديثاً في تل سابي الأبيض (تەپە سپی) الواقع في وادي نهر البليخ في غرب كوردستان. بالإضافة الى السيطرة الآشورية على مملكة ميتاني سياسياً وعسكرياً، يبدو أن الآشوريين كانوا يهيمنون أيضاً على التجارة في هذه المملكة، حيث لا تظهر أسماء خورية أو ميتانية في السجلات الشخصية التي تعود الى عهد الملك الآشوري شلمنصر.
في عهد الملك الآشوري (توكولتي نينورتا Tukulti-Ninurta) (حوالي 1243-1207 قبل الميلاد)، حدثت مرة أخرى العديد من موجات ترحيل الخوريين من شرق مملكة ميتاني الى بلاد آشور وقد يكون الغرض من هذا الترحيل هو إستخدامهم كأيدي عاملة في بناء قصر جديد الذي كان الآشوريون يريدون بناءه. كما أن الكتابات الملكية تشير الى حصول غزوٍ لمملكة ميتاني من قبل الحثيين و من الممكن أنه حصلت إنتفاضة جديدة من قِبل الميتانيين ضد الإحتلال الآشوري أو على الأقل أن الميتانيين قد دعموا الغزو الحثي و لهذا السبب تم ترحيلهم. هناك دلائل تدعم نظرية إنتفاضة الميتانيين ضد الإحتلال الآشوري، حيث تم العثور على آثار الدمار في بعض الحفريات للمدن الميتانية التي تشير الى أن تلك المدن الميتانية قد تعرضت للهدم والسلب أثناء حصول تلك الإنتفاضة، إلا أنه مع ذلك لم يتمكن علماء الآثار من تحديد تأريخ حصول ذلك السلب والهدم بدِقة. تل السابي الأبيض الذي كان مقراً للحكومة الآشورية في مملكة ميتاني في عهد الملك الآشوري شلمنصر، كان مهجوراً بين عام 1200 وعام 1150 قبل الميلاد.
في عهد الملك الآشوري ( آشور نيراري الثالث Ashur-nirari III) (حوالي عام 1200 قبل الميلاد، بداية إنهيار العصر البرونزي)، قام الفريجيّون (الفريجيون كانوا من الشعوب الهندوآرية و أسسوا مملكة فريجيا في وسط غرب الأناضول) و آخرون بغزو و تدمير الإمبراطورية الحثية، التي كانت ضعيفة آنذاك بسبب هزائمها أمام الآشوريين. فقدَ الآشوريون مؤقتاً بعض أجزاء مملكة ميتاني، حيث إحتلها الفريجيّون، إلا أن الآشوريين إستطاعوا أن يهزموا الفريجيين ويُعيدوا السيطرة على مستعمراتهم الميتانية مرة أخرى، ومع ذلك إستطاع الخوريون الإحتفاظ بمملكة (كاتموهو Katmuhu) ومملكة (پاپهو Paphu). (پاپهو) تعني (مواطِن بلاد الجبل) و هذا دليل آخر على الأصل الجبلي للخوريين، حيث أن موطنهم هو جبال زاگروس الكوردستانية.
في الفترة الإنتقالية للعصر الحديدي المبكر (1200 – 1000 قبل الميلاد)، قامت القبائل السامية الآرامية الغازية بالقضاء على الميتانيين، حيث إختفى إسم الخوريين وقام الخوريون بتأسيس مملكة أخرى هي مملكة (أورارتو) (مصدر 5).
بعد سقوط مملكة ميتاني، إستمرت اللغة والثقافة الخورية في الممالك الآشورية والحثية الى أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد، إلا أنه بعد هذا التأريخ أصبحت اللغة الآرامية هي السائدة في مملكة ميتاني و بدأ إستخدام اللغة الخورية يواجه المعوقات خلال فترة الإمبراطورية الآشورية الجديدة (عام 934-609 قبل الميلاد)، إلا أن اللغة الأورارتية إستطاعت أن تبقى حيّة في المملكة الأورارتية التي قام بتأسيسها أحفاد الخوريين. تشير نقوشات عائدة للملك الآشوري (أداد-نيراري الثاني Adad-nirari II) و (شلمنصر الثالث Shalmaneser III) بأنه في الفترة الممتدة من القرن العاشر الى القرن التاسع قبل الميلاد كان لا يزال في ذلك الوقت يتم إستخدام مصطلح مملكة ميتاني كمصطلح جغرافي.
في عهد الإمبراطورية الميتانية، كان الخوريون يُشكلون المجموعة السكانية الأكثر عدداً (جورج رو: العراق القديم، ترجمة وتعليق حسين علوان حسين، بغداد، وزارة الثقافة والإعلام، الطبعة الثانية، 1986). بالرغم من الخضوع السياسي للخوريين، إستمر الوجود الإثني والثقافي الخوري في سوريا الحالية و في (كزوادنا Kizzuwadna). كان الحثيون متأثرين بالثقافة و اللغة والمعتقدات الخورية، على سبيل المثال، النقوشات في (يَزلكايا Yazlkaya) تشير إلى أن الآلهة الخورية أصبحت رسمياً آلهةً للإمبراطورية الحثية وكانت الملِكات الحثيّات لهن أسماء خورية وأن الأشعار الحثية تتضمن الأساطير الخورية، بإستثناء إمارة (هاياشا Hayasha) الواقعة في الجبال الأرمنية، التي يبدو أن الوجود الخوري الإثني إختفى فيها في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد. كما أن اللغة الحثية أخذت الكثير من الكلمات الخورية، من ضمنها أغلب المصطلحات الدينية.
تذكر الدكتورة پاكزه رفيق حلمي بأنه من خلال الدراسات اللغوية المقارنة يمكن إعتبار اللغة الخورية بدايةً لظهور الأسرة اللغوية الآرية والتي ظهرت في الألف الثاني قبل الميلاد (روشنبيرى نوێ، 1986) و يذكر الدكتور جمال رشيد أحمد بأن أغلب مفردات اللغة الخورية تُستعمل الآن في اللغة الكوردية الحالية وعلى نطاق واسع (الدكتور جمال رشيد أحمد: دراسة لغوية حول تأريخ بلاد الكورد، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1980، صفحة 99). من هنا يظهر بأن لغة الميديين (لغة الآڤێستا) واللغة الكوردية الحالية هي إمتداد للغة الخورية، حيث يذكر المفكر الكوردستاني مسعود محمد في بحثه المنشور في كتابه المعنون لسان الكُرد الصادر في عام 1987، الى أن الكتاب المقدس للديانة الزردشتية (آڤێستا)، مكتوب بِلغة كوردية قديمة، حيث أن اللهجة الموكريانية هي نفسها لغة الآڤێستا و لا يزال الموكريانيون في شرق كوردستان محافظين على لُغة الآڤێستا و يتكلمون بها. كما أنه تم العثور على مفردات سوبارية التي هي مفردات تمت كتابة الرسالة الميتانية بها، وعليه فأن اللغة الخورية – الميتانية هي إمتداد للغة السوبارية، حيث أن الخوريين هم أحفاد السوباريين (مصدر 6). كما يذكر جورج رو بأن الخوريين - الميتانيين والكاشيين ينتمون الى مجموعة عرقية لغوية واحدة (الهندو اوربية)، أي أنهم آريون ((جورج رو: العراق القديم، ترجمة حسين علوان حسين، بغداد، 1984، صفحة 306).
يقول العلامة محمد أمين زكي بأن المستشرق جنسن يذكر بأن لفظ ميتاني كان لقباً خاصاً بالأسرة المالكة فقط، بينما الإسم سوباري كان الإسم الدال على الشعب وكانت بلادهم تُسمى هاني گالبات، حيث أنها مذكورة في نصوص وثائق من ضمن آلاف الوثائق السوبارية والميتانية التي تم إكتشافها في منطقة كركوك وفي (بوغازكوي) (محمد امين زكي: خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التارخية حتى الآن. ترجمة محمد علي عوني، الجزء الأول، الطبعة الثانية، 1961، صفحة 97). من جهة أخرى يذكر البروفيسور كمال مظهر أحمد بأن الخوريين إمتزجوا بالآريين القادمين الى كوردستان و لذلك يُطلَق على المملكة الخورية إسم مملكة ميتاني، حيث أن الميتانيين كنية مشتقة كانت تُطلق على الآريين (الدكتور كمال مظهر أحمد: كركوك وتوابعها - حكم التاريخ والضمير - دراسة وثائقية عن القضية الكردية في العراق، وزارة الثقافة، كوردستان، 2004، صفحة 10).
1. Betsy M. Bryan: The Egyptian Perspective on Mittani. In: Amarna Diplomacy. Chapter 6, the Johns Hopkins University Press, 2002, pp. 71-84.
2. Freed, R. E., D'Auria, S., Markowitz, Y. J. (1999). Pharaohs of the Sun: Akhenaten, Nefertiti, Tutankhamen (Museum of Fine Arts, Leiden).
3. Tyldesley, Joyce (1998). Nefertiti: Egypt's Sun Queen. Penguin. ISBN 0-670-86998-8.
4. Roux, Georges. Ancient Iraq. p. 229. Penguin Books, 1966.
5. Sayce, Archibald H. The Kingdom of Van (Urartu). In: Cambridge Ancient History. Vol. ii, p. 172.
6. Speiser, E. A. Introduction to Hurrian (1940 - 1941). The Annual of the American Schools of Oriental Research, Vol. 20, Introduction to Hurrian, pp. 1-230, published by The American Schools of Oriental Research.
mahdi_kakei@hotmail.com
[1]