=KTML_Bold=الحلقة المفقودة عن أصل الحضارة السومرية=KTML_End=
الكاتب: نور الدين حسين
دليل علمي آخر يضاف إلى مجموعة من الأدلّة التي تؤكّد بأن السومريين وفدوا من جبال كُردستان إلى جنوب العراق و نقلوا معهم ثقافتهم و حضارتهم ).
(الحضارة الحثية: Hittite Civilization – أسلاف الكُرد).
▪︎ تدل المعطيات العلمية و الأدلّة الأركيولوجية المكتشفة في ملاطية، الجزء الشمالي من كُردستان، و التي تعود إلى فترة 5000 عام ق.م على وجود أوّل حضارة مدنيّة في التاريخ و قبل ظهور الحضارة السومرية من قبل السكان المحليين في الجغرافيا التاريخية لكردستان و المعروفة بإسم بلاد الرافدين و تسمى أيضًا الهلال الخصيب الذهبي و جاءت تلك الحضارة كنتيجة طبيعية لحالة الإستقرار و التمدّن بعد اكتشاف أصول الزراعة و تدجين الحيوانات البرية.
يقول الباحث الأكاديمي و المؤرخ الأمريكي: Harry. G.Nickles :
“تاريخيًّا؛ تعتبر كُردستان فئة بحد ذاتها. ما يجعل كُردستان فريدة من نوعها هو حدث قديم في تاريخ الغذاء و الإنسانية: تدجين النباتات و الحيوانات. و وفقًا لجميع الأدلّة الأثرية المتاحة، حدث هذا الإنجاز العظيم هنا لأوّل مرّة. لقد أعطت للإنسان أوّل مصدر غذائي يمكن الإعتماد عليه و التحكم فيه بالإضافة إلى ذلك، وفّرت الأساس الذي بُنيَت عليه كل الحضارات: القرى و المدن و الأمم و الإمبراطوريات و الكتابة و الأدب و القانون و العلوم”.
▪︎ لقد سلّطت نتائج البحث العلمي في هذا الموقع الضوء على الآثار الأولى لتطوّر البشرية كمنظومة إجتماعية معقّدة و دولة ذات مؤسسات قبل عصر الوثائق المكتوبة. إنّ هياكل الصروح المكتشفة و العديد من الأختام المتنوعة المكتشفة تدل على أن ملاطية “أرسلان تبه: الإسم التركي بعد عملية التتريك” كانت مركزًا إداريًّا و تجاريًّا للحثيين، أسلاف الكُرد.
بحسب المصادر فإنّ المدينة كانت تسمى آنذاك بإسم: “ميليتيا” و “ميليد” و قد تمّ تتريك إسم الموقع بأرسلان تبه حيث تعني كلمة أرسلان: الأسد و تبه: أي التل حيث أخذت المدينة إسمها من تماثيل الأُسُود المحفورة في المنطقة.
▪︎ شهدت المدينة عصرها الذهبي في العصر النحاسي المتأخر. فعند بناء ما يسمى بمجمع القصر؛ تمّ تزيين جدران ممر القصر بالزخارف المطبوعة و الجداريات و يدل وجود العديد من الأختام المتنوعة في مختلف أنحاء المبنى على كثافة الأنشطة الإدارية و كثرة المسؤولين العاملين في المبنى. و من بين القطع الأثرية الرائعة المعروضة في متحف ملاطية أقدم السيوف و الرماح في العالم حيث تعود لفترة العصر البرونزي القديم حوالي: 3200-3000 ق.م.
تعتبر هذه الأعمال المصنوعة من سبائك الزرنيخ و بعضها مطرّزة بالفضة رائعة جدًّا من وجهة نظر أركيولوجية بأشكالها الفريدة و تقنيات الإنتاج التي تنتمي إلى تلك الحقبة. فضلًا عن ذلك، كانت جدران أحد المباني “ربما معبدًا” تتميز بأشكال ملوّنة و لوحات بارزة منحوتة تصوّر القوة و السلطة. و من بين القطع الأثرية المكتشفة، عدد كبير من الفخاريات المشابهة لمواقع أخرى عديدة في بلاد الرافدين.
أي أن نتائج الأبحاث الأركيولوجية تدل على أنّ هذا الموقع تميَّز بولادة نظام الدولة و الإنتقال من البنية الإجتماعية القائمة على المساواة إلى البنية الهرمية. و في أعمال التنقيب التي تمت في السنوات الماضية تم إكتشاف أوّل نفق لتصريف مياه الأمطار و قصر مبني من الطوب و اللُّبُن و منحوتات لِأُسُود و ملوك و أكثر من 2000 ختم متنوع.
▪︎ صرّحت رئيسة لجنة التنقيب في الموقع الأثري البروفيسورة:
Francesca Balossi Restelli
بأنّ إدراج هذا الموقع على القائمة الدائمة للتراث الثقافي لليونسكو كان أفضل نتيجة توقّعوها في دراساتهم.
▪︎ كان موقع ” ميليد:أرسلان تبه” الأثري بمثابة مستوطنة من 5000 عام ق.م إلى القرن الحادي عشر الميلادي.
– نورالدين ابو حسين حسين
13/10/2023.
London.
===========================
– المصادر والمراجع العلمية:
– Melid, Reallexikon der Assyriologie, Accessed 12 Dec 2010.
– Historical Dictionary of the Hittites, pp 185-186.
– UNESCO adds 6000 – year old “Lion Hill in Turkeys Malatya to list.
Daily Sabah 26/July/2021. Retrieved 27/July/2021.
– Louis de Laporte, Malatya, La Ville et le Pays de Malatya, Review HITTITES, et Asian, vol 2 no.12 Pp 119-254, 1933.
[1]