ب. د. #فرست مرعي#
الكريسماس بالإنكليزية Christmas وكلمة Christmas مكونة من مقطعين: المقطع الأول هو Christ ومعناها: (المخلِّص) وهو لقب للسيد المسيح، والمقطع الثانى هو mas وهومشتق من كلمة فرعونية معناها (ميلاد) مثل (رمسيس) معناها (ابن) وأصلها “(رع) أو (را) – مسيس“، وجاءت هذه التسمية بسبب التأثير الدينى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى القرون الأولى للمسيحية بحسب موقع الأنبا تكلا.
وميلاد السيد المسيح (عليه السلام) أو تجسده حسب العقائد المسيحية، يحتفل به في ثلاث مناسبات هي: عيدالميلاد تذكار الميلاد الجسدي، وعيد رأس السنة وهو عيد الميلاد حسب الشرع اليهودي وأساس التقويم الميلادي، وذكرى ختان السيد المسيح؛ وعيد الغطاس وهو الميلاد الروحي.
تعود قصة اختلاف تاريخ الميلاد إلى عيد الشمس الذي كان يحتفل به الوثنيون يوم 25 ديسمبر/ كانون الاول الذي هو عيد مهرا- ميثرا- إله الشمس. بينما كان المسيحيون الأوائل يحتفلون بعيد الميلاد يوم 7 يناير/ كانون الثاني، وكان المسيحيون الأوائل يقصدون عيد الشمس للمشاركة بأفراحه مع المحتفلين، إلا أنه مع اشتداد عود المسيحية بعد تنصر الإمبراطور الروماني قسطنطين (306 – 337م) منع القائمون على المسيحية الغربية المشاركة بعيد الشمس لوثنيته واستبدلوه بعيد الميلاد، بينما بقي الشرقيون يحيون الميلاد يوم 7 يناير/ كانون الثاني. ونتيجة لذلك الخلاف اتفقت الكنيستان الشرقية والغربية على توحيد العيد بالموعد الذي اعتمدته الكنيسة الغربية، على أن يتم اعتماد التقويم الشرقي بأعياد الفصح في الربيع!.
غير أن الكنيسة الغربية لم تفِ بالتزامها باعتماد التقويم الشرقي لأعياد الفصح بعد أن ربحت إقرار الكنيسة الشرقية بموعدها لعيد الميلاد ونتيجة ذلك انقسمت الكنائس الشرقية بين ملتزم بالتحديد الجديد للميلاد يوم 25 ديسمبر/كانون الأول مثل: الكنيسة اليونانية والأرثوذكسية الأنطاكية، فيما تراجعت بقية الكنائس الروسية والأرمنية والأشورية والكلدانية والسريانية عن التزامها وعادت لاعتماد التاريخ السابق لعيد الميلاد يوم 7 يناير/ كانون الثاني.
لذلك يحتفل المسيحيون الكاثوليك في 25 ديسمبر/ كانون الاول من كل عام بعيد الميلاد المجيد (الكريسمس - الكريسماس)، ويحتفل معهم الكنائس الشرقية المرتبطة بالطقس الكاثوليكي، مثل: الكنيسة المارونية، والكنيسة اللاتينية، والكنيسة الكلدانية، والكنيسة السريانية الكاثوليكية، وكنيسة الروم الكاثوليك، والكنيسة الارمنية الكاثوليكية، وفيما بعد انضمت الكنيسة الاشورية – وكنيسة المشرق القديمة، فقد تميزت الكنيسة الاخيرة بقصدها الحفاظ على التقاليد التي ورثتها عن كنيسة المشرق، ونتج الانقسام الذي قسم كنيسة المشرق إلى قسمين بشكل رئيسي عن التغييرات المثيرة للجدل التي أدخلها البطريرك (شيمون الثالث والعشرون إيشاي)، وكان أكثرها وضوحًا هو قرار استبدال التقويم اليولياني التقليدي بالتقويم الكريكوري اعتباراً من 2010م.
بينما يحتفل به المسيحيون الأرثوذكس وبعض الطوائف الشرقية الارثوذكسية غير الخلقدونية، مثل: الكنيسة السريانية الارثوذكسية، وكنيسة الروم الاثوذكس، والكنيسة الارمنية الارثوذكسية، والكنيسة القبطية الارثوذكسية، في السابع من يناير/ كانون الثاني؛ فما هوالسبب في الإختلاف بين مسيحيي الغرب والشرق في تاريخ الإحتفال بأعياد الميلاد (الكريسماس) حيث تحتفل به الكنائس الغربية في 25 ديسمبر/ كانون الاول من كل عام، بينما تحتفل به الكنائس الشرقية في 7 يناير/ كانون الثاني من كل عام.
والتقويم الرومي أو اليولياني بالإنكليزية: Julian Calendar هو تقويم فرضه الامبراطور الروماني (يوليوس قيصر) في سنة 46 ق. م ودخل حيّز التنفيذ سنة 45 ق. م. يحاول التقويم اليولياني محاكاة السنة الشمسية ويتكون من 365,25 يومًا مقسمة على 12 شهرًا.
واستمر استخدام التقويم اليولياني في الكنائس الأرثوذكسية حتى القرن العشرين إذ قامت هذه الكنائس باعتماد التقويم اليولياني المعدّل سنة 1923، ولا يزال هذا التقويم مستخدمًا في أديرة جبل آثوس (ويعرف أيضا بالجبل المقدس يقع في شمال اليونان ويعتبر منطقة سكنية، حيث يقيم هناك رهبان من مختلف الكنائس الأرثوذكسية، يحتل الجبل أقصى شرق النتؤات الثلاثة لشبه جزيرة كالسيديس، والتي تقع بدورها ضمن مقاطعة مقدونيا المطلة على بحر إيجة).
وتجدر الإشارة إليه أنه قبل إعتماد التقويم اليولياني، كان التقويم الشمسي يعتبر أن السنة مُقسمة إلى 365 يوماً، في حين أن السنة تتألف في الواقع من 365.25 يوماً (تحديداً 365 يوماً، و5 ساعات، و49 دقيقة)، ولذلك كان التقويم القديم يختلف عن الواقع بمقدار ربع يوم كل سنة، أو يومٌ كاملٌ كل أربع سنوات، أو 25 يوماً كل 100 سنة، ويؤدي تراكم الأخطاء في حساب التوقيت على مدى 700 سنة إلى أن يحل فصل الصيف (مثلاً) في شهر ديسمبر/ كانون الاول، بدلاً من أن يحل في يونيو/ حزيران.
لذلك قرر يوليوس قيصر، بناءً عى نصيحة الفلكي (سوسيجينيس)، أن يضيف يوماً للتقويم كل أربع سنوات، وتُسمّى السنة التي تحوي اليوم الإضافي السنة الكبيسة، في حين تُسمى أي سنة أخرى بالسنة البسيطة، وقلّص هذا الإجراء الأخطاء في حساب الزمن إلى حد كبير، إلى أن قام البابا كريكوري الثالث عشر بتصحيحاته الإضافية عام 1582.
والسبب في ذلك هو قيام البابا كريكوري الثالث عشر(1572 – 1585م) في إصلاح التقويم، وإصدار التقويم الكريكوري بمساعدة ودعم من الكاهن الفلكي (كريستوفر كلافيوس)، ومن الأسباب الموجبة للإصلاح هو أن متوسط طول السنة في التقويم الجولياني – اليولياني الذي كان متبعًا لحينه، أطول نسبيًا من السنة الفلكية، بحيث كان تاريخ الاعتدال الربيعي، أي اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، يقع في 10 مارس/آذار بدلًا من 21 مارس/ آذار.
وكان ذلك بعد تصحيحه من قبل ملاحظات (كلافيوس ويوهانز كيبلر)، وتم تغيير الجدول الزمني، عندما قال البابا كريكوري أن اليوم التالي ل 4 اكتوبر/ تشرين الأول عام 1582م سيكون 15 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1582م، لذلك اصدرت البابوية أمراً ل (بين غافيسيماس) من أجل اصدار الجدول الزمني الجديد في 24 فبراير/ شباط عام 1582م، وفي 15 اكتوبر/ تشرين الأول عام1582، حل هذا الجدول الزمني محل تقويم جوليان - يوليان، الذي يستخدم منذ عام 45 قبل الميلاد، وأصبح استخدامه عالمياً اليوم، ولشهرة الجدول الزمني الذي وضعه البابا كريكوري الثالث عشر، فقد سمي هذا الجدول الزمني بالكريكوري – الغريغوري.
في البداية كان جميع المسيحيون يحتفلون بعيد الميلاد في25 ديسمبر/ كانون الاول، إلا أن الإختلاف الحالي بين الكنائس الغربية والشرقية يعود لإختلاف التقويم الذي تستخدمه كل كنيسة حيث تستخدم الكنائس الغربية التقويم الكريكوريGregorian Calendar نسبةً الى البابا كريكوري الانف الذكر، بينما تستخدم الكنائس الشرقية التقويم اليوليانيJulian calendar.
والآن يوجد إختلاف 13 يوم بين التقويمين وهو الفرق الذي نجده بين التاريخين 12/25، و7/1 وهو إختلاف ناتج عن خطأ في عدد السنين الكبيسة في التقويم اليولياني الذي كانت تستخدمه كل الكنائس قبل إعتماد الكنيسة الغربية للتقويم الكريكوري عام 1582م، والذي صحح خطأ التقويم اليولياني - الجولياني، ولم تعتمد الكنائس الشرقية التقويم الكريكوري واستمرت في استخدام التقويم اليولياني الأقدم وذلك بسبب الصراع العقائدي والإثني واللغوي بين الكنيستين الغربية والشرقية ابتداءً من عام1054م، عندما حدث الانشقاق الكبير بين الكنيستين.
وفي سبتمبر عام 1752 يوجد 11 يوما مفقودة من التقويم فما السبب؟ ففي هذا الشهر تحولت بريطانيا العظمى من التقويم الروماني الجولياني - اليولياني الى التقويم الكريكوري.
وسنة التقويم اليولياني أطول من سنة التقويم الكريكوري، ب 11 يوم، لذلك أمر الملك بشطب هذه الأيام من الشهر. وهذا يعني ان العمال اشتغلوا في ذلك الشهر 11 يوما أقل وتقاضوا راتب الشهر كاملا من هنا جاء مفهوم الإجازة براتب مدفوع paid leave، ففي التقويم اليولياني كان شهر ابريل/ نيسان أول شهر في السنة، أما في التقويم الكريكوري فإن شهر يناير/ كانون الثاني أول شهر في السنة.
وبعد ان تغير التقويم بقي بعض الناس بقبول الأمر الواقع، واستمروا بالاحتفال بالأول من ابريل/ نيسان كرأس للسنة الجديدة، وعندما وجد الملك ان الأوامر العادية لم تجد نفعا، أصدر قرارا باعتبار ان من يحتقل ب 1 ابريل/ نيسان كرأس السنة يسمى مغفلا، ومن هنا جاءت تسمية 1 ابريل ب Fool's Day، وهو اليوم المتعارف عليه بكذبة ابريل/ نيسان.
لذلك لاحظ بابا الفاتيكان (كريكوري الثالث عشر) أن يوم الاعتدال الربيعي وقع في 11 مارس/ آذار بدلاً من 21 مارس/آذار، بفارق عشرة أيام، فكلف الراهب (اليسيوس ليليوس ) ليقوم بتعديل التقويم اليولياني، فتم الاتفاق على حذف ثلاثة أيام كل 400 سنة وأن تكون السنة القرنية (التي هي من مضاعفات 100) سنة بسيطة إلا إذا قبلت القسمة على (400) بدون باقٍ، وهكذا نام الناس يوم الخميس 4 أكتوبر/ تشرين الاول 1582م واستيقظوا يوم الجمعة 15 أكتوبر/ تشرين الاول 1582م. ولولا مكانة البابا الدينية ما كان هذا الأمر ليقبل عند مجموع الناس. ولذلك قاومت الدول غير الكاثوليكية هذا التقويم. حتى استقر الأمر عليه في القرن العشرين فقبلته كل الدول مدنيًا.
ولكن القيادات الدينية لم تقبل هذا التعديل في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، والكنائس الأرثوذكسية الرومية وغير الخلقدونية، واستمروا على استعمال التقويم اليولياني، الذي أصبح الفرق بينه وبين التقويم الكريكوري حاليًا 13 يومًا. لذلك فحسب التقويم الكريكوري المستعمل يعيد المسيحيون الشرقيون في 7 يناير/ كانون الثاني مع أن الجميع يُعَيد في 25 ديسمبر/ كانون الاول ولكن كل حسب تقويمه.
أما (بابا نويل) أو سانتا كلوز Santa Claus فهو شخصية خيالية ترتبط بعيد الميلاد توجد عند المسيحيين، معروفة غالباً بأنها لرجل عجوز سعيد دائما وسمين جداً وضحوك يرتدي سترة يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء ويغطي وجهه لحية ناصعة البياض، وكما هو مشهور في قصص الأطفال فإن بابا نويل يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز، وبعض الأقزام.
هل حصلت على هدية من بابا نويل؟، وهل تمنيت الحصول على هدية منه في يوم من الأيام؟ هل تشعر بالسعادة عندما تري شخص يرتدي ملابسه أو تشاهد فيلمًا من أفلامه؟ هل لبست القبعة الحمراء الخاصة به من قبل؟ إذا كانت إجابتك نعم فأنت من ضحايا تزوير التاريخ، فالشئ الذي لا يعرفه الكثير منا أن الرجل الضحوك السمين الذي يقضي حياته مسافراً لإسعاد الأطفال في مختلف أرجاء الأرض ما هو إلا شخص مسيحي مستنسخ عن الإله النورماندي الاسكندنافي (أودين).
أما بابا نويل بالفرنسية فهو أبو الأعياد وهو اللقب الذي أطلق على نيكولاس أسقف مدينة (ميرا) والذي أطلقت عليه الكنيسة بعد ذلك لقب قديس سانت نيكولاس أو سانتاكلوز فهذا الرجل كان أحد الأساقفة الداعمين لبدعة تأليه السيد المسيح ( عليه السلام) والقول بأنه إلٰه ابن إلٰه وشارك في المجمع المسكوني الاول الذي عقد في مدينة نيقية (أزنيك التركية الحالية) بزعامة الامبراطور قسطنطين الكبير عام 325م، وهذا الشخص نفسه قام في ذلك المجمع بالاعتداء علي القسيس (آريوس) الذي نادى بالتوحيد وحصل علي تأييد من كل مسيحيي العالم، فقام بضربه بطريقةٍ وحشيةٍ أثناء عرض أدلته بأن اللَّٰه واحد والمسيح ليس ابن الله، وبدلًا من المناقشة المتحضرة تهجم بكل سفالة على آريوس؛ الأمر الذي دفع الحاضرين لطرده من المجمع وتم سجنه بعد ذلك، قبل أن يخرج مجددًا ويمارس إرهابه تجاه المسيحيين الموحدين ويدمر الكنائس الموحدة في المناطق التي كان هو أُسقفاً عليها ويقتل ويعذب كل الموحدين.
وبالطبع تم إخفاء تلك الحقائق عن المسيحيين فقررت الكنيسة لاحقًا ابتكار صورة مزورة عن قديسها المزيف لخداع المسيحيين منذ نعومة أظافرهم علىٰ حب هذا الشخص الذي حرَّف دين المسيح الأصلي، فقامت الكنيسة بسرقة شخصيةٍ أسطورية موجودة في التراث الإسكندنافي ل إلهٍ زحل الوثنيٍ يتمثل في رجل أبيض اللحية يسميأودين كان يطير حسب الأسطورةٍ بمركبة في الشتاء ويوزع الهدايا يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، فسرقت الكنيسة من أودين كل شيءٍ من عربته الطائرة وهداياه حتى طريقة طيرانه ولحيته البيضاء ولزقوها بقديسهم المزعوم نيكولاس الذي كان في حقيقة الأمر يقتل ويعذب كل الموحدين.[1]