الأمة الديمقراطية هي الحل لأزمة الشرق الأوسط (2)
روناهي نودا/عبير محمد
قيمت عضوة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي فوزة اليوسف الركيزة السياسية في الأمة الديمقراطية وقالت السياسة في شمال وشرق سوريا تستند على الأمة الديمقراطية، لذا فقد أحدث مفهوم السياسة الديمقراطية تغييرات وتحولات في السياسة.
فوزة اليوسف: السياسة تدار من قبل المرأة والشعب
قامشلو الركيزة السياسية تقوم على قليل من القيود والكثير من الحرية، وتهدف إلى مفهوم ديمقراطي ومتكافئ وشامل. تم العمل بهذه الركيزة مع ثورة روج آفا وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية، وحتى الآن فهي تبرز الشعوب التي تم اعتبارها غير موجودة على الساحة السياسية.
السياسة التي يتم تنفيذها معزولة عن الشعب
تقول عضو الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، فوزة اليوسف في العالم وفي الشرق الأوسط، يمكن للمرء أن يقول بشكل عام أن نظام التحيز الجنسي هو السائد في السياسة. إذا نظرت إلى العالم اليوم، ستجد أن عدد الأشخاص في البرلمانات والسياسة والرئاسة يخضع في الغالب لحكم الرجال. هذا هو السبب في أن هذه السياسة التي تهيمن على العالم تقوم على الحرب. أيضاً عندما يقرأ المرء تعريف السياسة من الكتب، نرى أنه تم تعريفه وفقاً لوعي الرجال. يقول البعض أن السياسة ذات وجهين والبعض الآخر يقول إنه فن الخداع. هناك العديد من التعريفات للسياسة، عندما يستمع الشخص إلى تلك التعريفات، يظهر وعي الرجل الزائف والمخادع أساساً. اليوم السياسة معزولة عن الناس والمجتمعات. لقد تم استغلال السياسة من قبل الطبقات الحاكمة والمتسلطة. لهذا السبب لا يمكن للمرء أن يقول إن السياسة التي يتم تنفيذها في العالم هي سياسة محبة للحرية وديمقراطية. فحيث يوجد اضطهاد وتحكم، لا يوجد مجتمع لديه الإرادة. لقد وقعت السياسة في أيدي الأثرياء والشركات الكبرى في العالم والجيش والسلطة والاستخبارات. لذلك احتل الرجال السياسة وخلق وعي الرجل الحاكم والعسكري والأثرياء احتكاراً. السياسة تستخدم كأداة.
السياسة يجب أن تدار من قبل المرأة والشعب المضطهد
وعن أهمية الركيزة السياسية في مفهوم الأمة الديمقراطية، تقول لقد طرح القائد عبد الله أوجلان تعريفاً جديداً للسياسة في مرافعته الخامسة ويقول السياسة هي فن التخطيط وتنظيم النفس بشكل أفضل. فهي ترتبط إلى حد كبير بالحياة اليومية. كشعب ونساء، يجب إنشاء سياسة شعبية وتحررية ضد جميع الهجمات والسياسات. تم غزو السياسة من قبل الرجال وأصبحت النساء أكبر ضحاياها. كيف ننقذ ونحرر هذه السياسة من طغيان الرجل السلطوي؟ ما حدث في ثورة 19 تموز في شمال وشرق سوريا هو أننا نحرر السياسة التي كانت القوى الحاكمة تحتكرها. أراد القائد أوجلان إخراج السياسة من أيدي الرجل الكلاسيكي والحاكم وإعطائها للرجال والنساء المضطهدين، وأكد على أن السياسة يجب أن تدار من قبل كل من النساء والشعب المظلوم. بالطبع إذا قمنا بإدارة السياسة، فهذا لا يعني أننا نتصرف مثل السلطات. علينا أن نجري تغييرات في مفهوم السياسة وتطبيقها.
ثورة المرأة تمثل جوهر الثورة الاجتماعية
وأكدت فوزة اليوسف على أن المرأة كانت قادرة على المشاركة في السياسة في الثمانينيات والتسعينيات بجهود القائد عبد الله أوجلان في سوريا، وخاصة في روج آفا. في شمال وشرق سوريا، شاركت النساء في السياسة حتى قبل الثورة، ولكن لم تستطعن المشاركة بشكل فعلي بسبب الحكم الفردي السائد في سوريا. في روج آفا منذ الثمانينيات والتسعينيات، كانت النساء تشاركن في السياسة. كما كانت هناك مشاركة للمرأة في الأنشطة العسكرية والتي هي جزء من السياسة. لقد أظهرت مستوى سياسي خطير للغاية في المجتمع. يمكن للمرأة ممارسة السياسة ويمكننا القول إن بإمكانها ممارسة أكثر السياسات حرية وديمقراطية. ومع ذلك، فإن الأحزاب السياسية الكردية لم تمنح النساء الفرصة للتعبير بنشاط عن أفكارهن. بعد عام 2011، لم تعد المرأة تعتبر السياسة على أنها سلبية أو سرية، فقد أتيحت لها فرصة لترسيخ نفسها سياسياً. كانت أعمال ونشاطات مؤتمر ستار موجودة قبل الثورة، لكنها كانت في الخفاء ولم تكن تستطيع الوصول إلى جميع النساء. لكن بعد عام 2011، تمكنت النساء من بناء مؤسساتهن ومنظماتهن الخاصة والمشاركة في الأنشطة السياسية وأخذن زمام المبادرة وأصبحن رواداً. كان ما يميز نساء شمال وشرق سوريا هو أنهن استفدن من تجارب النساء العالميات. في أماكن أخرى، حدثت ثورة المرأة بعد الثورة العامة، ولكن في شمال وشرق سوريا انطلقت ثورة المرأة أولاً. قال القائد أوجلان إن ثورة المرأة يجب ألا تحدث بعد الثورة الوطنية. فثورة المرأة تمثل جوهر الثورة الاجتماعية. إذا أردنا إحداث التغيير والتحول، يجب أن تكون المرأة نشطة فيها.
الركيزة السياسية أحدثت تغيرات وتحولات
وأوضحت فوزة اليوسف أنه مع مشروع الأمة الديمقراطية وفي الركيزة السياسية، شارك كل من تم تهميشهم في السياسة السياسة في شمال وشرق سوريا تستند إلى الأمة الديمقراطية، لذا فإن مفهوم السياسة الديمقراطية أحدث تغييرات وتحولات. من جانب المكونات، احتلت جميع الأعراق مكانها في المجلس. من حيث الدين، عبرت جميع الأديان في المنطقة عن آرائها وعاداتها وتقاليدها بحرية وشاركت في المجلس. بلغت نسبة النساء المشاركات في المجلس 50%، يتمتع الشباب بالسلطة والدور الأكثر ديناميكية في السياسة. أما وفقاً لتعريف السلطات، كل الهياكل والتكوينات السابقة لا تفهم السياسة ولا يمكنهم ممارستها يجب أن يتخذ البعض القرارات وهم يقومون بتنفيذها، تم إهمال وتهميش الأشخاص الذين لديهم الكثير من المعرفة، كل هؤلاء الأشخاص انضموا إلى السياسة.
كل فئات المجتمع تأخذ مكانها في المجلس
وركزت فوزة اليوسف على دور المجالس في العملية السياسية بعد الثورة تشكلت مجالس المدن والمقاطعات مما أحدث تغييرات كبيرة. لذلك، في سياستنا ستظهر بالتأكيد أشياء كثيرة تعلمناها من الدولة. ومع ذلك، فقد يخرج أطفالنا البالغون من العمر 7 سنوات الآن من جامعتنا، ولم يروا السياسة التي كانت تديرها الدولة. بل رأوا أنه في المجلس لا يشارك الرجال فقط بل النساء أيضاً. هذا خلق نظرة جديدة وثقافة جديدة بمرور الوقت. الآن يرى مجتمعنا مقاتلة من وحدات حماية المرأة، أو امرأة سياسية، ويخلق ذلك تأثيراً إيجابياً على المجتمع. عومل الكرد والسريان والعرب مثل النساء، واستُبعدوا من القرار والمناقشة. الآن هناك مجالس محلية في القرى والمدن ويحل فيها مئات الأشخاص مكانهم.
يمكن للناس مناقشة واتخاذ قراراتهم بأنفسهم
وحول أهمية السياسة الديمقراطية والأكاديميات السياسية تقول نريد تطبيق سياسة ديمقراطية مباشرة. نريد أن تكون السياسة منفتحة على المجتمع ونتخذ جميعاً القرارات معاً. أولاً، نريد بناء وعي السياسة الديمقراطية. ثانياً، نريد بناء نظامنا وفقاً للسياسات الديمقراطية. كلما بنيت نظاماً سياسياً ديمقراطياً، زادت قدرتك على البناء، لأنها مرتبطة ببعضها البعض. تم افتتاح العديد من أكاديميات السياسة الديمقراطية وأكاديميات المجتمع الديمقراطي. الان فتحت الحركات والمنظمات النسائية دورات سياسية. اليوم، ومن أجل تطوير السياسة الديمقراطية، فإن دور الأكاديميات مهم للغاية. من يفكر بذهنية الدولة القومية لا يستطيع التعامل بشكل ديمقراطي مع المجتمع، لماذا؟ لأن نهج الدولة في التعامل مع الناس هو إن المجتمع لا يفهم شيئاً، ويعتبره غبياً. حسب نظامنا نقول إن كل شخص لديه وعي ويمكن للجميع مناقشة واتخاذ القرارات.
ولفتت إلى أنه مع الثورة ظهرت القوة الخفية للمجتمع مثل البركان في ثورة روج آفا تم الكشف عن مدى قوة الأهالي أولئك الذين تم نسيانهم وحدوا كل قوتهم وأظهروا مدى فاعليتهم ودورهم الكبير. المجتمع قوي جداً، لكنه لا يدرك قوته. عندما وجد الأساس، ثار مثل البركان الكبير. وعندما سنحت الفرصة للمرأة التي تم قمعها أثرت في العالم كله.
تأثير المرأة أحدث تغييرات وتحولات في المجتمع
وأضافت مع الثورة، وجدت النساء الفرصة للتحرك والدخول في كافة المجالات. لقد أبرزت تلك الفرصة قوة المرأة وتأثيرها الذي أحدث تغييرات وتحولات في المجتمع. أصبحت المرأة نموذجاً للحياة وبديلاً جديداً. لقد مهدت الطريق لنظام سياسي جديد. مع الحرب ضد داعش تم الكشف عن الكثير من الأشياء الخفية والمقنعة. وسقط القناع الذي كان يرتديه الرجل الرجعي. أصبح نضال المرأة الكردية علامة فارقة في المجتمع وإرثاً للنساء. لقد أعطى صعود المرأة مثل هذه الرسالة للمجتمع وقالت (إنني كنت الحلقة الأضعف في المجتمع، لكني قاتلت ضد عدو مثل داعش وانتصرت)، وهذا يعني أنه إذا فازت المرأة، فسوف ينهض المجتمع أيضاً. وهذا الأمر فتح الطريق أمام الثورة الاجتماعية. إن حقيقة وحدات حماية المرأة عسكرية بقدر ما هي سياسية. هناك حياة حرة في فلسفة YPJ، ولن يتم الحفاظ على فلسفة الحياة الحرة وتحقيقها إلا من خلال الحياة السياسية والديمقراطية. في الأساس، هذا كله هو نظام المرأة. مع تطور نظام المرأة، سيتراجع نظام التحيز الجنسي. لقد استقر عالمنا أيضاً على النظام المتحيز جنسياً، فهو لا يريد أن يتطور نظام المرأة.
نظام المرأة تأسس وبرز في روج آفا
وعن نظام المرأة في الثورة النسائية، توضح اليوم في شمال وشرق سوريا وإلى جانب النظام العام، يتطور أيضاً نظام المرأة. اليوم، نظام الرئاسة المشتركة هو في مضمونه نظام المرأة. إذا بنت المرأة نظامها المستقل في الإدارة الذاتية، فهذا يحدد نظام المرأة. إذا نظمت النساء أنفسهن اليوم في النظام السياسي والثقافي والاقتصادي والقانوني والدبلوماسي في شمال وشرق سوريا، فهو نظام المرأة. إنها تقوم بإضفاء الطابع الديمقراطي على نفسها، على نظام الإدارة الذاتية. اختلافنا عن الثورات الأخرى هو أننا لم نترك ثورة المرأة خلف الثورة العامة وأردنا بناء نظام مستقل في النظام العام لضمان أنفسنا. إذا لم نقاتل كل يوم، إذا لم نقم بإعداد النساء والمجتمع، فسنعود للخلف.
السلطة لا تريد تطوير إرادة الشعب والمرأة
ولفتت فوزة اليوسف إلى أن النظام الحاكم يقوم بهجمات كبيرة على السياسات الديمقراطية، من المهم جداً نشر وتنظيم السياسة الديمقراطية في العالم وفي الشرق الأوسط. يجب أن ندعو نساء أخريات ونشارك هذا النظام مع الجميع ونعد تأسيسه. كلما روجنا للسياسات الديمقراطية من حولنا، نضمن ثورتنا أكثر. النظام الحاكم يشن هجوماً كبيراً على السياسة الديمقراطية ولا يريد أن تتطور إرادة الشعب والمرأة. يفعلون ما في وسعهم لتدمير هذه السياسة. وهذا هو سبب الهجوم على الإدارة الذاتية والنساء السياسيات والقياديات. كان هناك سببان لاستشهاد يسرى وريحان، أحدهما إنهن كن نساء قياديات ومناضلات، والآخر هو إنهن كن تمثلن الإدارة الذاتية. لقد استهدفوا موضوعين من خلال هذا الهجوم.
وأوضحت أن حماية الثورة مرتبطة بإرساء الديمقراطية في المنطقة أمامنا العديد من المهام الهامة. وكلما عززنا نظام المرأة والنظام السياسي الديمقراطي في منطقتنا، سنعمل أيضاً على بناء الوعي، إذا فعلنا ذلك فسنحدث تغييرات على المستوى العالمي أيضاً. سنكون قادرين على ضمان أساس الثورة والأمة والسياسة الديمقراطية. وعكس ذلك، سنواجه العديد من الأخطار الجسيمة. إذا لم نقم بإضفاء الطابع الديمقراطي على الشرق الأوسط، فلن نتمكن من إنقاذ ثورتنا. دفاعنا وثورتنا يعتمدان على دمقرطة السياسة الإقليمية. وبهذا الرأي والاعتقاد، كنساء في المنطقة وكسياسيات، نحتاج إلى العمل بهذه الحقيقة والوعي.
النجاح بالتأكيد حليف المرأة
في نهاية حديثها هنأت فوزة اليوسف بذكرى ثورة 19 تموز أهنئ جميع الأمهات والنساء وشعب المنطقة بالذكرى الحادية عشرة لثورة التاسع عشر من تموز. لقد قدمنا الكثير من التضحيات، بالطبع الثورة الاجتماعية والثورة التي تبني قيماً عظيمة في داخلها لن تقبل أبداً بإبادتنا وتدميرنا. سننظم أنفسنا بطريقة قوية ونعزز قوتنا الدفاعية. لنكن مثابرين وأصحاب ارادة. سوف ندفع ثمناً باهظاً، وأكبر ثمن هو العبودية. من أجل أن نعيش بحرية وفخر وكرامة، يجب ألا نخاف من التكاليف. يجب أن نقول لأصدقائنا وأعدائنا بإرادة وتصميم عظيمين أننا لن نتخلى عن هذا النضال. إنهم يصرون على تدميرنا، وسنصر على وجودنا ومستقبل ثورتنا. نريد الحرية، وهم يريدون الاستبداد، نريد الشرف، بينما هم يفرضون علينا العار. يجب أن نفخر بكفاحنا. بمناسبة هذا اليوم، أحيي جميع أمهات الشهداء والعاملين والمقاتلات الذين قدموا التضحيات ويسيرون بعزم كبير في مسيرة الحرية هذه وأقول إن النصر هو بالتأكيد لنا.
غداً: 'يمكن ضمان الاقتصاد المستقل من خلال عمل المجتمع'
[1]