2023 عام نضال المرأة الإيزيدية بروح ثورة المرأة Jin jiyan azadî
هيفي إيزدا
كان للمرأة الايزيدية في عام 2023 موقف موحد من النضال ضد كافة الهجمات والحرب الخاصة والنفسية، وضد سياسة التدخل الثقافي والإرادة الحرة.
شنكال تنتقم المرأة الإيزيدية للفرمانات على أساس توسيع وتعزيز نضالها وتنظيمها، وتطالب بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، وتسأل عن مصير الأسيرات، وتحمي ثقافتها وعقيدتها وهويتها وتمنع الهجرة وتشجع على العودة إلى إيزيدخان.
ترك نضال المرأة عام 2023 بصماته على كافة التطورات، السياسية والعسكرية والدبلوماسية والاجتماعية والثقافية، والسلطة الذكورية المهيمنة، وكان رواد مصادر هذا النضال النسائي من المقاتلات في صفوف الكريلا.
عام نضال المرأة ومقاومتها
عام 2023 مليء بالمقاومة والنضال من أجل حرية الشعب والمرأة، وعام التمرد والانتفاض ضد الظلم، حيث ضحى المئات من قادة الشعب بحياتهم، ففي شنكال وفي جميع أنحاء كردستان، استهدفت قيادات الإيزيديين وقتلوا في أرض إيزيدخان نتيجة تعاون حزب الديمقراطي الكردستاني والدولة التركية المحتلة.
ولم تخضع المرأة الإيزيدية وكل إيزيدخان بل أظهروا موقفهم وقدموا الرد اللازم في المكان والزمان المناسبين ضد حرب الإبادة الجماعية، وسياسة التجاهل، ودعوات الاستسلام، ونهج التعاون والخيانة مع المحتل التركي، وشاركت النساء في أنشطة مختلفة خلال العام، واستقبلت المرأة الإيزيدية العام العاشر للنضال في عام 2023 بناءً على تجربة 9 سنوات من النضال التي عاشتها بعد الفرمان.
إن حركة المرأة الإيزيدية، المرتكزة على حماية المنجزات وبناء شنكال المستقل والديمقراطي مع الإيمان بأن الحرية تتحقق عبر النضال والمقاومة، أخذت زمام المبادرة في جميع الأعمال والأنشطة في شنكال، وكان لها دور نشط في المجال السياسي والدبلوماسي، وعقدت ورش عمل ومؤتمرات في شنكال وإقليم كردستان وبغداد ولبنان، وشاركت في عدد منها وما يلي أهم الأنشطة التي قامت بها حركة المرأة الإيزيدية:
ناضلت الإيزيديات من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان
أصبح عام 2023 عام النضال العالمي ضد العزلة المشددة المفروضة على القائد أوجلان والمطالبة بالحرية الجسدية له ففي شنكال، وفي إطار النضال ضد العزلة وضمن مبادرة حان وقت الحرية التي أطلقتها الإدارة الذاتية لشنكال للتعريف بفكر الأمة الديمقراطية وطريقة حل أزمات العراق أقيمت ورشة عمل تحت عنوان حل مشاكل العراق يكمن في مشروع الأمة الديمقراطية.
واحتجت الإيزيديات والعربيات على سياسات الدولة التركية في فرض العزلة المشددة على القائد أوجلان، من خلال تنظيمهن العديد من الأنشطة كالمسيرات والندوات والاجتماعات والدورات التدريبية وإصدار البيانات.
وتم الاحتفال بعيد ميلاد القائد أوجلان وصدر قرار تعزيز حملة حان وقت الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان وزرعت حركة المرأة الإيزيدية آلاف الأشجار في قرية وناحية ومركز شنكال.
ولإدانة المؤامرة الدولية أقامت نساء شنكال معرضاً لصور وكتب القائد أوجلان، وقرأن خلاله كتبه وناقشن أهمية أفكاره وفلسفته.
وفي 10 تشرين الأول/أكتوبر، تم الإعلان عن حملة الحرية للقائد أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية في 75 دولة من أجل المطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، وفي شنكال بتاريخ 23 تشرين الأول/أكتوبر، وبمشاركة كافة المنظمات والمؤسسات والهيئات التابعة للإدارة الذاتية، انطلقت مبادرة الحرية للقائد أوجلان، والاستقلال لشنكال وشارك الأهالي في شنكال بشكل فعال في المبادرة ولا تزال الحملة مستمرة.
وفي 25 تشرين الأول/أكتوبر، تم نصب خيمة لمدة ثلاثة أيام بقيادة المجالس الشعبية في المنطقة العربية لدعم مبادرة الحرية للقائد أوجلان، والاستقلال لشنكال، وذكرت المشاركات أنهن ستناضلن حتى نيل القائد أوجلان حريته ولذات الهدف نظمت المرأة العربية مسيرة يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر، عبرت فيها عن ارتباطها بالقائد أوجلان.
دافعت النساء عن قادتهن
في عام 2023، هاجم الاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل متكرر قادة شنكال، وقتل عدد منهم، وأعلنت نساء شنكال والمجتمع بأكمله عن رفضهم للإبادة الجماعية.
وتم إحياء الذكرى العاشرة لمجزرة باريس، التي قُتلت فيها ثلاث ناشطات كرديات في حركة حرية المرأة، وهن ساكينة جانسيز، فيدان دوغان، وليلى شايلمز، بندوات ومسيرات وبيانات، وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لناكيهان أكارسال، تم إعلان بيان الاستذكار بمشاركة عشرات النساء.
وفي الذكرى الثانية لمقتل الشابة الكردية الإيرانية جينا أميني، أحيت الإيزيديات والعربيات ذكراها ببيان، وتمت إدانة سياسات وجرائم السلطات الإيرانية ضد المرأة.
وتم الاحتفال بيوم المرأة العالمي في 8 آذار/مارس في كافة قرى ونواحي ومدن شنكال، واستقبلت النساء يومهن العالمي بشعار Jin jiyan azadî نحو ثورة المرأة، احتفلت النساء بعيد نوروز ويوم 4 نيسان/أبريل بحماس 8 آذار/مارس.
وعقدت حركة حرية المرأة الإيزيدية مؤتمر مع المرأة، الحياة، الحرية نحو ثورة المرأة في شنكال في 23 نيسان/أبريل. ونظم المؤتمر بمشاركة ايزيديات وعربيات والعديد من الضيفات من أوروبا وإقليم كردستان والعراق، وتم تقييم نضال المرأة من أجل الحرية في كردستان والشرق الأوسط والعالم، وتناول المؤتمر تجربة نضال المرأة الايزيدية، واختتم فعالياته بالتأكيد على تعزيز النضال وحماية منجزات ثورة المرأة.
وفي 12 آب/أغسطس، عُقد مؤتمر للنساء من خلفيات ومعتقدات مختلفة في إقليم كردستان في مدينة السليمانية تحت قيادة حركة حرية المرأة الأيزيدية (TAJÊ)، ووجهت النساء رسالة في المؤتمر مفادها أنه من أجل الاهتمام بإنجازات المرأة وهزيمة الذهنية الذكورية يجب توحيد النساء.
وانعقد في 18-19 آب/أغسطس مؤتمر المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العاصمة اللبنانية بيروت، بقيادة جمعية جين النسائية وجمعية نوروز الاجتماعية ومبادرة نون لحرية القائد أوجلان، وشارك في المؤتمر 80 وفداً من تونس والأردن والعراق ولبنان والسودان وتركيا وفلسطين ومصر وسوريا وإيران بالإضافة إلى شنكال وإقليم شمال وشرق سوريا، ووجهت في المؤتمر دعوة لإنقاذ الإيزيديات المختطفات.
وفي قرية خلف في شنكال، تم تنظيم فعالية نصب خيمة بهدف دعم مقاومة إقليم شمال وشرق سوريا ضد هجمات الإبادة الجماعية تحت شعار كل مكان هو روج آفا، وفي كل مكان توجد مقاومة، وقادت حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJE) ومجلس المرأة العربية وحركة الشباب هذه الفعالية وأرسلت رسالة مفادها أنهم سيكونون مع ثورة الشعوب في إقليم شمال وشرق سوريا حتى النهاية.
وبمناسبة الذكرى التاسعة لتحرير شنكال في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، أقيمت الاحتفالات في كافة القرى والنواحي ومدينة شنكال، بقيادة حركة المرأة الايزيدية والشابات وفرقة ستيا نخسشان، وخلال الاحتفالات، تم استذكار الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحرير شنكال، ووعدوا بحماية المنجزات التي تحققت في شنكال.
أيضاً بمناسبة الذكرى التاسعة لتحرير شنكال في 10 تشرين الثاني/نوفمبر، أقامت حركة المرأة الإيزيدية ووحدات حماية المرأة YJŞ وللمرة الأولى ورشة عمل المرأة والحماية تحت شعار ناضلنا مع Jin jiyan azadî وحررنا شنكال، ونحميها بنضالنا، ونظمت الورشة بمشاركة نساء عربيات وايزيديات، وخصصت الحركة النسائية الورشة وأهدتها لجميع الذين قتلوا دفاعاً عن شنكال.
وافتتحت حركة المرأة الايزيدية العشرات من الدورات التدريبية للايزيديات في اكاديمية الشهيدة بنفش آغال خلال العام، وفي الوقت نفسه اقيمت دورات تدريبية للنساء والرجال في كافة مجالس وقرى ونواحي شنكال.
وأرسلت اللجنة الدبلوماسية لحركة المرأة الإيزيدية رسالة إلى الدول التي اعترفت بالإبادة الجماعية، وفي الوقت نفسه، تم إرسال رسالة إلى الأفغانيات لدعمهن.
وقادت حركة المرأة الإيزيدية وحركة الشابات وستيا نخسشان واللجنة الدبلوماسية جميع الأنشطة التي تم تنفيذها خلال العام بشكل فعال، وعلى أساس توسيع عمل ونشاط ونضال المرأة الإيزيدية، تم تنفيذ العمل بشكل مشترك.
وفي إطار مبادرة مع Jin jiyan azadî استقلال حر خلال العام ومن أجل الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، ومن أجل مقاومة الكريلا أقيمت أنشطة تدريبية وندوات ومسيرات وأصدرت البيانات، وفي مواجهة الحرب الخاصة التي تُشن ضد الشابات، واتخذن موقفاً وبدأن في إظهار تصميمهن على تصعيد النضال.
طقوس ومراسم أعياد ايزيدخان
هناك العشرات من الأعياد التي يحتفل بطقوسها ومراسيمها في المجتمع الإيزيدي، ويعتمد تقليد الأعياد الإيزيدية على تاريخ يمتد لآلاف السنين، وفي كل موسم من فصول السنة يتم الاحتفال بالأعياد الإيزيدية وتم الاحتفال بعيد باديزم، أول أربعاء من نيسان، جمعة والعيد الإيزي والعشرات من الأعياد خلال العام، ولكل واحد من هذه الأعياد خصائص مختلفة، لكن السمة المشتركة بينهما هي أن الجميع يجتمع، ويحتفلون معاً بأفراح الحياة على طاولة طعام واحدة، ويتم استقبال هذه الأعياد والاحتفال بمشاعر صادقة.
في عيد جمعة هذا العام، ولأول مرة بعد تقليد دام آلاف السنين، قامت النساء بوضع هلال قبة خاتونة فخران على أكتافهن ووضعه على قمة قبة خاتونا فخران.
إحياء ذكرى الفرمان
في شنكال، تم إحياء ذكرى فرمان 3 آب/أغسطس 2014 بالعديد من الأنشطة، فتم تنظيم زيارات للمقابر الجماعية ومسيرات وبيانات واجتماعات استذكاريه بقيادة حركة المرأة الإيزيدية، وظهرت رسالة مشتركة في جميع الأنشطة، وذكرت الإيزيديات أنهن نظمن وصعدن النضال في السنوات التسع الماضية، وطالبن أن يتم تقديم مرتزقة داعش إلى العدالة ومعاقبتهم، وأكدن أنهن ستواصلن النضال القانوني على المستوى الدولي.
وبمناسبة الذكرى العاشرة للفرمان وفي 15 آب/أغسطس والذكرى الثانية لسيطرة طالبان على أفغانستان، أطلقت حركة حرية المرأة KJK حملة للنساء الإيزيديات والأفغانيات في الفترة ما بين 3-15 آب/أغسطس، ورحبت الإيزيديات بهذه الحملة، وأعلن مشاركتهن في الحملة من خلال الأنشطة والمسيرات والبيانات ودعمهن للمرأة الأفغانية.
في الذكرى العاشرة لهذا الفرمان، تم عرض الفيلم الوثائقي الذي يحكي قصة قائدة وحدات حماية المرأة في شنكال (YJŞ) هيزا في جميع أنحاء شنكال، الفيلم الذي يظهر كل آلام وجروح وصراخ الإيزيديات في الفرمان في شخصية هيزا، كان له تأثير كبير على نساء شنكال في المقام الأول وعلى كل إيزيدخان، وأعلنت النساء أنهن ستصعدن نضالهن ضد الألم الذي تعرضن له والانتقام للفرمانات.
وعلى مدار العام، تم إنقاذ شقيقتين هما بسه وعلياء خضر خلف شمو، اللتين تم أسرهما خلال الفرمان، من قبل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة وإعادتهما إلى شنكال، عادت كل من الفتاة الإيزيدية التي تدعى فريال خضر وشاب يدعى روجين حداد، إلى شنكال بعد أن تم إنقاذهما في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر.
وفي الذكرى التاسعة للفرمان، عاد الآلاف من الشنكاليين الذين كانوا محتجزين في مخيمات إقليم كردستان إلى شنكال وأصبحت عودة الناس رد على الفرمان.
يذكر أنه في فرمان 3 آب/أغسطس 2014، شهد المجتمع الإيزيدي أسوأ إبادة جماعية وقتل مرتزقة داعش آلاف الإيزيديين ودفنتهم في مقابر جماعية وحتى الآن، لم يتم فتح العديد من المقابر الجماعية إلا في سيبا شيخ خضر وتل عزير، وبذلك ما تزال العشرات من القبور في انتظار فتحها، وتناضل الأمة الإيزيدية وخاصة النساء لحل هذا الملف.
فازت إرادة الشعب في الانتخابات
وأجريت انتخابات مجالس المحافظات في العراق في 18 ديسمبر/كانون الأول، وكان لهذه الانتخابات أهمية كبيرة بالنسبة لشنكال، وتحت قيادة حركة المرأة الإيزيدية، شاركت النساء في الانتخابات، ولأول مرة في شنكال، فاز المرشح الذي رشحته الإدارة الذاتية لشنكال، وقد رحبت النساء وكل سكان إيزيدخان بهذا الفوز في الانتخابات.
وفي عام 2023، ترك نضال المرأة بصماته على كل التطورات في شنكال، وشاركت المرأة في العمل والأنشطة في كافة مجالات الحياة بلونها وإرادتها وإيمانها وثقافتها، احتضنت المرأة الإيزيدية والعربية نضال 2023 معاً.
[1]