تحولت فلسفة Jin Jiyan Azadî إلى خارطة طريق لحركات المرأة (3)
دلال ساري
النساء الكرديات اللواتي جعلن من فلسفة Jin Jiyan Azadî خارطة الطريق لهن، ولعبن دوراً ريادياً في سبيل تحرير الأجزاء الأربعة من كردستان؛ تقمن بنسج نضالٍ مشترك مع نساء العالم في ظل حركة حرية المرأة.
مركز الأخبار يتطور نضال المرأة في شمال كردستان يوماً بعد يوم في كافة المجالات، ضد ممارسات حزب العدالة والتنمية الذي يضيق الخناق على الحقوق والحريات ويسعى للقضاء على حرية التعبير، كما أن النساء اللواتي قدن الثورة في روج آفا لعبن دوراً ريادياً في الانتفاضة الشعبية في شرق كردستان، لقد جعلت النساء الكرديات فلسفة Jin Jiyan Azadî خارطة طريق، وتقمن بنسج نضال مشترك مع نساء العالم.
النساء غيرن لون الانتفاضة في جيزي
إن جهود المحاولات المبذولة لحماية المساحة المعيشية للسكان في منطقة جيزي في اسطنبول في حزيران/يونيو 2013، وجدت الرد على صداها في تركيا وشمال كردستان وتحولت إلى مقاومة، واصلت النساء مقاومتهن في جيزي كما تفعلن في كل الأماكن الأخرى.
كانت النساء تردن على هجمات قوات الأمن باستخدام قذافة رمي الحصى أحياناً، وكن تقفن في وجه مدافع الماء الحارق من المدرعات من طراز TOMA أحياناً أخرى، إن اللواتي قمن بمحو العبارات والكلمات الجنسية والشتائم الذكورية المكتوبة على جدران حديقة جيزي بطلائها باللون البنفسجي، غيرن لون الانتفاضة بشعاراتهن وعباراتهن، ولكن ومع كل هذا تجاهلت حكومة حزب العدالة والتنمية هذا الاعتراض الذي أثير من خلال الاحتجاجات السلمية في الشارع واعتبرته جرماً وحاولت قمعها وإيقافها باستخدام العنف.
أصبحت النساء رائدات في ثورة روج آفا
مع الحرب الأهلية التي بدأت في سوريا عام 2011، بدأت روج آفا عملية إعادة البناء وفق نموذج ديمقراطي وبيئي وتحرري نسائي قائم على قوتها الذاتية وبقيادة الحركة الكردية.
بعد بدء الثورة، ازدادت الهجمات على أراضي روج آفا بعد إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية فيها في كانون الثاني/يناير 2014، وفي أيلول/سبتمبر من ذات العام هاجمت مرتزقة داعش مقاطعة كوباني التي تضم أكبر عدد من السكان الكرد من بين مقاطعات روج آفا الأخرى، وبعد هجوم داعش اندلعت حرب دفاعية في كوباني، وظهرت حينها المقاومة التاريخية في القرن ال 21 والتي لن تنسى، في اليوم ال 134 للمقاومة أي في 26 كانون الثاني/يناير 2015، تم تحرير مركز المدينة من المرتزقة، كانت مقاومة مدينة كوباني يتم دعمها والتضامن معها من خلال القيام بمظاهرات جماهيرية حاشدة في أجزاء كردستان الأربعة وأوروبا والعالم، انتهى احتلال داعش في شمال وشرق سوريا بشكل كامل في 23 آذار/مارس 2019.
أثناء محاولة إعادة بناء الحياة الاجتماعية في روج آفا، شهدت السلام والحرب واحدة تلو الأخرى. واستمراراً للنضال من أجل إعادة بناء الحياة، تواصل حركة المرأة الكردية نضالها القومي والجنساني معاً، وشاركت في كافة المجالات بخبراتها السابقة.
المرأة تكتب القوانين!
مع كل هذه التغييرات والتحولات، بدأت النساء اللواتي لم يكن بإمكانهن مغادرة منازلهن من قبل، المشاركة في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية والعسكرية، وشكلت كتائب نسائية في مناطق عفرين وكوباني والجزيرة، وحاربت حركة المرأة الكردية الذهنية الذكورية من خلال تطوير سياسة من أجل تغيير العلاقات الاجتماعية في المجالين العام والخاص.
ومن خلال ثورة روج آفا قامت النساء بتقوية منظماتهن المستقلة، وشاركن في كافة المستويات في الإدارة الذاتية، ومن خلال المشاركة في دراسات القانون الجديدة بنسبة تمثيل تبلغ 50% لتحقيق أحلامهن في الحرية والمساواة، لم تدافع النساء عن حقوقهن فحسب بل دافعن عن الديمقراطية أيضاً، ومع نظام الرئاسة المشتركة حققت المرأة أبرز الخطوات وهو إقرار قانون للحقوق المدنية خاصة بالنساء من جميع الأعراق، وقامت بحظر تعدد الزوجات وزواج الأطفال.
نساء روج آفا اللواتي لا تقتصر إنجازاتهن على الحقوق القانونية، تتخذ معايير قانونية مناسبة في مجلس عدالة المرأة الذي أنشأته من أجل تقييم السلبيات في المجتمع وتحليلها من وجهة نظر المرأة، كما أن المنظمات النسائية فقط هي المخولة لاتخاذ القرارات المتعلقة بالمرأة في الحياة الاجتماعية، كما تقمن ببناء علاقات مختلفة مع تركيا وشمال كردستان والشرق الأوسط والدول الأوروبية من أجل تبادل الخبرات.
وتواصلن من تصعيد مقاومتهن لإقامة حياة حرة على الرغم من الهجمات وعمليات الحظر والتهديدات بالحرب والاحتلال، وفيما يلي بعض الأمثلة على الإنجازات والتطورات في عملية إعادة البناء التي تقودها النساء، مع ثورة روج آفا التي تعد كأنفاس للنساء في جميع أنحاء العالم:
تم تأسيس دار المرأة في روج آفا، يتم من خلال فروعها المنتشرة في جميع أنحاء شمال وشرق سوريا، تنظيم دورات تدريبية حول تاريخ المرأة، والمساواة بين الجنسين، ومؤسسة الأسرة الديمقراطية، والدفاع عن النفس بالإضافة إلى حل المشكلات التي تواجهها المرأة.
أسست حركة الشابات.
أسست حركة المرأة الكردية مؤتمر ستار في عام 2005، وهي حركة نسائية كردية ولكن لا توجد فيها أي قيود على العضوية فيها، بإمكان أي شخص يقبل الميثاق الانضمام إليها.
انتخبت إلهام أحمد رئيسة مشتركة لمجلس النواب.
تأسست مبادرة المرأة السورية باقتراح من مؤتمر ستار، وتشارك النساء الكرديات والعربيات والآشوريات في المبادرة، ولا ينتمي إلى أي حزب معين.
أنشأ المجلس التشريعي بحيث يمنح النساء نسبة 40%، ويعود ذلك إلى وجود عدد كبير من الفئة الشابة والمكونات الأخرى.
في ديريك بمحافظة قامشلو في شمال وشرق سوريا قام قسم المرأة في بلدية الشعب بتطوير العديد من المشاريع لتمكين المرأة في المنطقة من احتلال مكانة أكبر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، تم تنفيذ العديد من المشاريع مثل المطاعم ودور الحضانة والتدريب على الكمبيوتر وافتتاح روضات الأطفال.
أنشأ قسم نسائي في بلدية ديريك التابعة لمدينة قامشلو، في كل شهر تجتمع جميع نساء البلدية معاً لاتخاذ القرارات بشأن العمل.
تم تشغيل النساء فقط في مطعم جارجيلا Çarçêla الذي افتتحته بلدية ديريك، لتدرن المطعم وتعملن فيه بأنفسهن، في الوقت الذي يعمل الرجال في أغلبية المطاعم المتواجدة في السوق.
نفذ مشروع روضة الأطفال Kulîlkên Rojava في ديريك، يتم قبول الأطفال من عمر 4 أشهر حتى 4 سنوات، ومع استمرار رعاية الأطفال ونموهم المعرفي، تم توفير فرص عمل للنساء اللواتي بدأن العمل في روضة الأطفال، ومع مشروع Hêviyên zarokan يتم تنفيذ العديد من الأنشطة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 6 سنوات.
في عام 2013، زارت حليمة يوسف مسؤولة العلاقات الخارجية في مؤتمر ستار في روج آفا، تركيا لتبادل الخبرات حول أساليب مكافحة العنف ضد المرأة، وعقدت اجتماعات مع العديد من منظمات المرأة في تركيا، وقالت كانت هذه المرة الأولى، لكنني أعتقد أن صلاتنا وعلاقاتنا ستستمر من الآن فصاعداً.
أنشأ منهاج العمل المشترك لمنظمات المرأة في شمال وشرق سوريا.
تم تأسيس أكاديمية شمال وشرق سوريا لعلم المرأة.
عقد المؤتمر التأسيسي لمجلس المرأة في شمال وشرق سوريا، بمشاركة 150 مندوبة تحت شعار اتحاد المرأة الحرة هو ضمان لسوريا ديمقراطية، وقد حضر المؤتمر ممثلين عن المنظمات النسائية من شرق كردستان وجنوب كردستان وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وفي البيان الختامي للمؤتمر تم اتخاذ قرار إنشاء مجلس المرأة وتم التأكيد على أن المجلس سيكون جسراً مشتركاً بين جميع النساء في شمال وشرق سوريا.
يستمر النضال من أجل الحرية في إيران
بعد ثورة 1979 في إيران، قالت حكومة الملالي إن ملابس النساء يمكن أن تعرض الدين والمجتمع للخطر، وكخطوة أولى قامت بحظر دخول النساء المباني العامة دون الحجاب الإجباري، فبدأت النساء على الفور في النضال ضد هذه الممارسة، وبالرغم من هذا فقد أصبح الحجاب إلزامياً للمرأة في كافة المجالات.
أولئك الذين استمروا لفترة طويلة بالتدخل فيما ترتديه النساء قاموا بتطبيق الاحتجاز التعسفي والاعتقالات على اللواتي لم تلتزمن بقواعد الحجاب.
طوال 44 عاماً ناضلت النساء دوماً ضد سياسات الحكومة الإيرانية المعادية للمرأة، فالمرأة التي لا تقبل الحجاب الإجباري قاومت دوماً ولم تلتزم بقواعد الحجاب، في إيران حيث تستند جميع القوانين إلى الشريعة واصلت النساء نضالهن من أجل الحرية ضد الممارسات التمييزية وغير المتكافئة، مخاطرين بالموت إذا جاز التعبير.
شهدت إيران في الثالث عشر من أيلول/سبتمبر الماضي، مقتل جينا أميني البالغة من العمر 22 عاماً في الحجز من قبل دوريات الإرشاد المعروفة باسم شرطة الأخلاق في طهران، خرد رد الفعل الأول من مدينة سقز التي ولدت فيها جينا أميني، ولأنها كانت شابة كردية أصبحت الاحتجاجات في المدن الكردية أكثر حدة، وسرعان ما انتشرت الاحتجاجات التي بدأت في المدن الكردية في جميع أنحاء إيران.
المقاومة التي قادتها حركة المرأة الكردية، والتي بدأت بشعارات Jin Jiyan Azadî، سأقضي على قتلة أختي، الموت للظالم، سواء كان ملكا أو مللا، تحولت إلى نضال من أجل الحرية، وبدأ الشعب الإيراني انتفاضة كبيرة بعد مقتل جينا أميني.
فعاليات غير مسبوقة في التاريخ
شهدت إيران أشكالاً عدة من فعاليات للنساء غير مسبوقة في التاريخ، حيث شاركت النساء في الاحتجاجات دون الحجاب في الشوارع وقمن بحرق الحجاب، وهي تعتبر عقوبة جنائية لعدم التستر، كادت المرأة في إيران أن تدخل التاريخ بمثال الشجاعة الكبيرة ضد الحكومة التي لا تتردد في قتل شعبها، أقدم النظام الإيراني على قتل المئات من الأشخاص ومن بينهم أطفال في محاولة لقمع المقاومة باستخدام العنف.
إن النساء اللواتي أشعلن انتفاضة لا رجعة فيها على النظام الإيراني، قمن بتنظيم مظاهرات تضامنية في تركيا وشمال وشرق سوريا وحول العالم، وهنا بعض الأمثلة على تلك الفعاليات:
في نزاعات الشوارع قالت النساء للرجال الواقفين على الهامش أيها الآغوات تقدموا إلى الساحة لا تتوقفوا هناك.
تناوبت النساء المشاركات في الاحتجاجات في إيران، المجتمعات حول النار التي قمن بإيقادها، على الرق وإلقاء حجابهن في النار.
قامت نساء في تركيا وشمال وشرق سوريا والشرق الأوسط وأوروبا والدول الإفريقية بقص شعرهن وحرق الحجاب تضامناً مع النساء في إيران، وقمن بترديد شعار Jin Jiyan Azadî خلال الاحتجاجات.
منح الاتحاد الكندي للصحفيين من أجل حرية التعبير CJFE جائزة حرية الصحافة للصحافيين الإيرانيين المسجونين نيلوفر حميدي وإلاها محمدي اللتان خاطرتا بحريتهما وحياتهما لفضح معاملة النظام الإيراني العنيفة تجاه المرأة.
[1]