المحنة واحترام شخصيتنا الفيلية
ان اعدائنا يتربصون بنا ومن معهم من الذيول والمأجورين يستغلون الفرص الان وفي هذه الظروف وبكل السبل الرخيصة للايقاع بنا ويسعون لمسخ الهوية الثقافية لنا بوسائل دنيئة لغرض ترويج المثل الدخيلة وابعاد مجتمعنا عن هويته .كيف يمكننا ان نتجاوز مشاعر الحزن والاسى التي تعصر قلب أي انسان يمتلك الحد الادنى من الشعور والاحساس بمعاناة الكورد الفيليين الى جانب ابناء الشعب والآن في ظل الدستور
” يتساوون جميعاً لان ظاهرة التمييز التي وضعتها الانظمة السابقة قد انتهت، ويجب ان تنتهي كل مظاهر التمييز وان تسود المفاهيم الديمقراطية وتعاد الحقوق الى اصحابها مادام هناك دستور وقانون فلا وجود بعد اليوم لظاهرة التمييز بين العراقيين حيث الدستور يساوي بينهم جميعا “…وهناك قلق يسود خواطر الجميع ممكن مشاهدته في بعض التجمعات الانتخابية للمرشحين التي لا تتعدى خطابات يتحدثون بلغة الفتنة فيها والندوات التي لا تلمس فيها الاطرالثقافية والاجتماعية والسياسية بل تشم منها رياح التسقيط والسب والقذف لا يعبرون عن مصالح الكرد الفيليين اساساً وهم معروفون من لدن الغالبية والذين يبحثون عن مصالحهم الذاتية ويتسلقون محنتهم في هذا الوقت ولا تنطلي هذه المحاولات المكشوفة والمفضوحة علينا جميعاً ولا يمثلون إلا انفسهم رغم كل المغريات والمكاسب المسحوتة وجهات اخرى تكتوي الماً في المجتمع وعن قرب وهم يتكلمون بحرص عن هذه الاخفاقات والافات لاحساسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم لانهم جزء لايتجزء من هذا المكون وهم اكثر حرصاً على ثبات القيم الحقة وعدم رواج الانحرافات التي تؤدي الى سقوط ثوابتنا الاصيلة …والان اصبح معلوماً عند الجميع والقلق على اشده لمستقبل غير واضح المعالم اذا استشرت تلك الظواهر بالنمو ودون ان يقف العقلاء من كبار القوم امامها بمسؤولية وفي هذه الوهلة المهمة من التاريخ و الانتخابات على الابواب لقطع دابر من شجعتهم بعض الجهات المائلة للشمولية والاحتكارية والاستعلائية لدى بعض النشطاء من الكرد الفيلية وانعكس ذلك بتصور البعض انه لوحده يعرف الحقيقة كلها والاخرون على خطا مُبين او انه لوحده المؤهل لتسنم واحتكار التصدي والقيادة وله لوحده الحق الكامل فقط في عموم العراق. وهناك البعض الذي يريد اما كل شيء له مرة واحدة او لا شيء على الاطلاق ويرفض المكاسب الجزئية التراكمية. الظاهرة الاكثر ضررا على الكرد الفيلية هي قيام بعض النشطاء بقول السوء وتسقيط البعض امام البعض الاخر مما يعطي انطباعاً سلبياً لدى الاخرين. المهم على هؤلاء ان يعرفوا بأن هذه ليست مسائل شخصية بل قضايا عامة تؤثر سلبا على قضيتنا ومدى قدرتنا على استرجاع حقوقنا وصيانة مصالحنا الان وفي المستقبل. واذا لم يتم وضع حدا لها فسنبقى نراوح في اماكننا ولا نستطيع تحقيق اي حقوق وصيانة اية مصالح لمكوننا الكردي الفيلي. لان البعض من السياسيين المتنفذين في العراق ينظرون لقضيتنا بانها قضية ثانوية غير مهمة. كما ان هذه التصرفات والتوجهات والتصريحات تتسبب ايضا في خلق انطباعات سلبية بان جميع نشطاء الكرد الفيلية هم هكذا، انانيون “يُغَلِّبون مصالحهم الشخصية على المصالح العامة المشتركة”
النتيجة هي استمرار التضييق على الكورد الفيلية والتماطل في اعادة حقوقهم من قبل السلطات والقوى السياسية العراقية المتنفذة، التي تعلن في اللقاءات واثناء المؤتمرات الموسمية عن تعاطفها مع الكورد الفيلية لما حل بهم من مآسي وويلات، والتي تصرح في المناسبات منذ 2003 بان الكورد الفيلية اخوة لهم وبانها تتبنى قضيتهم وتدافع عن حقوقهم ومصالحهم. ولكن السلطات والقوى السياسية المتنفذة تقوم عمليا في نفس الوقت بتحجيمهم والتضييق عليهم وتقف غير مبالية بمصالحهم الاساسية وحقوقهم الانسانية والدستورية والقانونية والسياسية والاقتصادية والثقافية متى ما انتهت الانتخابات وظهرت النتائج . علينا ان نعرف ارادتنا وثقافتنا وتاريخنا الناصح ونتميز بالانصاف والاعتدال والاحترام . والابتعاد عن الاساءة لبعضنا مقابل حفنة من المال الحرام.
عبد الخالق الفلاح
كاتب واعلامي فيلي
[1]