رسالة محبة و لحظة مراجعة فيلية
عندما نتناول قضايا الكورد الفيليين ، ونحاول مناقشتها بطريقة معرفية سياسية واضحة لم نكن نبغي سوى مواكبة العملية السياسية التي ابتعدنا عن ممارستها بسبب التيه والاخطاء والتفرق والتشتت “هذا لايعني انه لم يكن عمل وجهد ” مع التقدير لكل صغيرة وكبيرة خرجت وساهمت بحد الامكان من بعض التنظيمات والهيئات والاحزاب في سبيل الدفاع عن تطلعات هذا المكون بعيداً عن المسميات انها جهود مشكورة ونثني عليها بالامكانات البسيطة ودعم البعض من المسؤولين ، وعندما نضع الخطوط تحت السلبيات ونحاول إظهار الاخطاء من اجل التذكير وتحاشي تكرارها ونحكم البناء المستقبلي و حتى تكون نقطة الارتكاز والانطلاق،لاشتقاق الرؤى والممكنات، لبعث فكرة المشاركة الفعالة في العملية السياسية تحت ظل الهوية والثقافة الخاصة من جديد، والسعي لاحياء قيمها وربطها مع ممكنات الواقع ، فمن الواضح اننا نحتاج إلّا تعريف تاريخي لهوية وخصوصيات ألامّة الفيلية وماهيتها رغم معرفة الجميع بالمأساة التي مرت بها وعنوان ومحتوى تكونها التاريخي حفظاً لهذه الماهية في كل الأطوار والمراحل والذي لسنا في صدده الان ، ومن هنا لنعترف اننا مقصرون ، هناك اليوم ، واقعٌ مؤلم، و هناك حقيقة لا يمكن انكارها وهي إنّ مساحة المناورة أصبحت ضيقة ومفقودة امام الحركة بهذه المرحلة والفترة الزمنية القصيرة قد لا تسوعب الجهد، وهذا الموضوع لم يعد بخافي على احد، ونقطة الصفر تبدء بخطوة مدروسة وصحيحة وخصوصاً بعد سقوط الصنم وانتهاء فترة البعث الشوفيني الدامي ونحن لن نضعها بعد ، وبعد تاسيس الكثير من التنظيمات والحركات والاحزاب عن هذه الطائفة ، و أفكاراً لا تتماهى مع مسيرة المرحلة الذي عاشته و الركض الغير حقيقي تحت يافطة الكورد الفيليين الكثيرة ومن الاراء والمواقف ذات النزعة الشخصية والمناطقية عند البعض منها او افتقارها الى تجربة العمل الحزبي والتنظيمي والصراعات والانشقاقات ، بل الذين أشترتهم الأموال أصبحوا ادوات بيد الاحزاب ذات الاهداف الاخرى والتي ساهمت في تشتيت وتمزيق هذا المكون ومستمرة في مسيرتها ، ولم تبقى إلا جهود فردية لا تفيد في التصفيق وهي التي نراهن عليها وتعمل بصمت اليوم لغد مشرق، ولهذا فإن مساحة المناورة لاحياء المشروع الفيلي، اصبح يمر بمخاضٍ عسير، نتيجة لعدّة متغيرات عشنا تفاصيلها جميعاً، ليس أوّلها ولا أخِرها إن وقتنا الحاضر، وقتٌ ارتفع فيه الصراع الى مستوى المذهبيات وصراع القوميات والطوائف والأفكار المتطرفة، ولم تعد فيه مساحة لمناورة واسعة لصمود المشروع الخاص بهم ، وفق معطيات الواقع المعاش، والطموح الذي يوصل الى بناءه من جديد .ولكن يجب ان يبقى الامل في الاختيار للافضل وعلينا العمل مثنى وفرادا لكسب الوقت المتبقي لحين موعد الانتخابات والمحدد ب 12 ايار 2018.ولا نتعكس على الكوتا فقط انه استحقاق وليس هبة من احد وهو ما كان يجب ان يكون قبل هذا التاريخ وقد ادركه البرلمان اخيراً.
“والكتل السياسية كافة امام مسؤولية وطنية بمنح المكون الفيلي استحقاقهم الوطني في تعديل قانون الانتخابات، عبر منحه 3 مقاعد وفق نظام الكوتا حسب نسبة السكان في ومحافظاتهم اهمها بغداد وديالى بعد واسط” لا يعني الجلوس على التل يجب التحرك من اجل ايصال افراد اخرين بسماتهم العلمية والثقافية والاجتماعية المعروفة في الوسط الفيلي ففي كل موسم وقبيل كل انتخابات يتراكض البعض لاستحكام المناصب والاخر للحصول على كرسي في البرلمان دون اي استعداد قبلي (اي انت وربك ياموسى ) على العكس من الانشطة والاحزاب المسجلة للانتخابات التي بدأت انشطتها منذ المرحلة السابقة والاعتماد على الاسم لا الرسم كما يقال وتراكض المرشحين نحوالمدن المختلفة لتوزيع الوعود والقاء الخطب الرنانة عن حلف الدم ليس لديهم الا كلمة سوف نعمل .. والشيء الوحيد الذي ينفذونه هو تخصيص مساحات اضافية للجوع والمعاناة والبطالة واشباع بطونهم بالحرام، نحن لسنا بحاجة سوى الى لم الشمل والتنازل عن الذات وعمل جمعي من اجل قضية المظلومية الفيلية وابعاد التراب عن ملفاتها و لنبذ الخلافات فيما بين ،
ولنعمل على ما يمليه الضمير ولنعي ونتمسك بوصايانا التوحيدية فقوتنا في وحدتنا ولن يضيع حق وراءه مطالب املا ان تلقى كلماتي صدى ووقعا في القلوب .والمشاركة الفعالة بعملية نزيهة وشفافة وشمول شريحة واسعة من ابناء المجتمع العراقي للمشاركة في الانتخابات لغرض الارتقاء بالعملية الديمقراطية ومنح الكرد الفيلية مقعد لهم في محافظة واسط ليست بمنة من احداً انما استحقاق لهذه الطائفة العزيزة .
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي فيلي
[1]