مشاهير الكرد في التاريخ الإسلامي الحلقة السابعة عشرة الأسرة التيمورية هجرات الكرد
د. أحمد الخليل
ثمة أسر كردية كثير انطلقت من كردستان خلال فترات مختلفة، وتوجّهت معظمها غرباً، نحو بلاد الشام ومصر، وجنوباً نحو مدن العراق والحجاز، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، فوصلت إلى اليمن والسودان جنوباً، وإلى ليبيا وتونس غرباً، بل ربما وصلت إلى الجزائر والمغرب، وعبرت مضيق طارق إلى الأندلس (إسبانيا).
وقد مر بنا في حلقة سابقة أن العبقري الموسيقي ذرياب (زر آب ) Zair Ab، انتقل من الشمال الكردي إلى بغداد، وهاجر منها إلى الأندلس، وكذلك فعل الأديب الناقد أبو علي القالي، والذي أرجّح أنه كردي الأصل، وسأفرد له حلقة مستقبلاً، وذكر المؤرخ العلامة محمد أمين زكي في كتابه (خلاصة تاريخ الكرد وكردستان) أن ثمة قبيلتين كرديتين هاجرتا إلى المغرب الأقصى (المملكة المغربية) في قرون سابقة، وتشيع في الوسط الجزائري عبارة (ليالي وِلْد الكرد)، ولعل المقصود به: (ليالي الطرب)، وذكر لي الزميل التونسي الأستاذ عُبيد عُمُرّي (محاضر للغة الإنكليزية في جامعة الإمارات) أن في مدينته (قابس) أسر كردية، تعرف بكنية (الكردي).
وكعادتي في تفحّص الأسماء والسِّحَن، كنت أتحدث ذات يوم مع الأخ السوداني الدكتور أحمد سمير خليل (طبيب داخلية في مدينة العين – الإمارات)، فذكرت له أني أرى سحنته غير إفريقية وغير سودانية، وأنه أشبه بسكان غربي آسيا، فذكر أنه من مدينة الخرطوم (عاصمة السودان) وأن أصل أسرته من تركيا، وكنيتها (لاز)، ومعروف أن (اللاز) شعب غير تركي، ويقع موطنه في شمالي تركيا قرب البحر الأسود، وعلمت منه أن زوجته من أسرة كردية في الخرطوم، وكنية الأسرة هي (الكردي).
وعلمت من المصادر التاريخية والدينية أيضاً أن ثمة عدداً من الأسر الكردية أقامت في كل من مكة والمدينة المنوّرة بالحجاز. أما انتشار الأسر الكردية في حواضر كل من سوريا والأردن وفلسطين ولبنان ومصر فهو أشهر من أن تساق الأدلة عليه.
لماذا هاجر الكرد؟!
وأسباب هجرات الكرد من ديارهم إلى البلدان والحواضر المجاورة لبلادهم كردستان عديدة، منها:
1 – كانت بلاد الكرد – وهي جبلية في معظمها – موطناً للقلاقل والاضطرابات والتمردات والثورات على السلطات الحاكمة عبر العصور، ونكتفي بذكر أن جبال (إقليم كردستان – العراق)- وهو جزء مما يسمى بإقليم الجبال في المصادر الإسلامية- كانت مقراً لثورات الخوارج على الخلافة الأموية، وأن ثورة بابك الخُرَّمي الخطيرة على الخلافة العباسية إنما كان مقرها في جبال كردستان، وتلك المنطقة واقعة الآن في شمالي العراق وغربي إيران وشرقي تركيا، فكانت بعض الأسر الكردية تهاجر إلى مواطن أكثر أمناً في البلاد المجاورة.
2 – قيام الكرد أنفسهم بالتمرد إثر التمرد، وبالثورة تلو الثورة، على السلطات، وحينما كانت تلك التمردات والثورات تخفق، كانت السلطات الحاكمة تمارس الانتقام، فكانت الأسر المشاركة في التمردات والثورات تهاجر بعيداً، لتكون بمنجاة من العقاب.
3 – وقوع بلاد الكرد على طريق الغزاة القادمين من وسط آسيا، وكان أولئك الغزاة من العنصر الطوراني (التركي)؛ أقصد الغُزّ (الأُوغوز)، والخُوارزميين بقيادة جلال الدين، والمغول بقيادة هولاگو، والسلاجقة بقيادة طُغْرُل بگ، والتتار بقيادة تيمور لِنگ، والعثمانيين، كان هؤلاء يندفعون نحو مراكز الحضارة في العراق وآسيا الصغرى، والشام ومصر، طمعاً في السلطة والثروات، وبغية احتلال الأرض، وتكوين الدول والإمبراطوريات، وما كانوا يستطيعون تحقيق استراتيجيتهم تلك إلا باجتياز بلاد الكرد، ولم يكن الكرد متساهلين معهم، بل كانوا يتصدون لهم بقوة، وكانت بلادهم تصبح ساحة للحروب والدمار، وكان بعضهم يضطر من ثم إلى الهجرة بحثاً عن العيش والملاذ الآمن.
4 – حرمان بلاد الكرد – في معظم العهود الإسلامية – من مراكز الحضارة ومن المؤسسات الثقافية، فكان الكرد الراغبون في العلم مضطرين إلى التوجه جنوباً نحو العراق، وغرباً نحو الشام ومصر، والاستقرار هناك.
5 – مشاركة الكرد في الحركة الثقافية، وفي الأحداث العسكرية، وخاصة خلال الحروب المعروفة باسم (الحروب الصليبية)، منذ العهد الزنكي، وقد وصلت تلك المشاركة إلى القمة في العهد الأيوبي، واستمرت في العهدين المملوكي والعثماني؛ وكان من الطبيعي أن يحدث الانتشار الكردي في معظم حواضر غربي آسيا بما فيه شبه الجزيرة العربية، وفي مصر والسودان وفي شمالي إفريقيا، وكان الكرد حينذاك إما حكاماً وولاة، وإما ضباطاً وجنوداً، وإما علماء وطبقات إقطاعية، وقد استقر أولئك الكرد المهاجرون في مواطنهم الجديدة، واندمجوا فيها على مر القرون.
دعوة إلى البحث
وكم يكون مفيداً لو أن الباحثين الكرد المقيمين في المهاجر شمّروا عن سواعد الجِد، وقاموا بالتنقيب في أسماء الأسر العريقة في حواضر البلدان المذكورة! إن هذا التنقيب سيفصح ولا ريب عن حقائق قد تكون مذهلة، منها أن عدداً لا بأس به من الشخصيات الوطنية والسياسية والعسكرية والدينية والثقافية في تلك الحواضر إنما يرجعون إلى أصول كردية، وأنهم كانوا مخلصين لمواطنهم الجديدة تلك، يبذلون في سبيلها الجاه والمال والعمر، ويشاركون بنشاط في معركتي التحرير والتعمير.
ويمكن لمن يود القيام بهذه المهمة الجليلة أن يستعين بالوسائل الآتية:
– قراءة المصادر المهتمة بتاريخ الشعب الكردي عامة، وبالقبائل الكردية خاصة.
– قراءة المصادر الجغرافية القديمة والحديثة التي تذكر مواطن الكرد.
– استعراض أسماء الأسر العريقة في كل حاضرة وألقابها.
– استعراض أسماء الشخصيات المشهورة في كل حاضرة: دينياً، وثقافياً، وسياسياً، وعسكرياً، ووطنياً بشكل عام، والتفرس في ألقابها.
– مراجعة المؤلفات الخاصة بتاريخ كل حاضرة.
– مراجعة المؤلفات الخاصة بتاريخ ذلك القطر، ولا سيما المؤلفات التي دُوّنت بدءاً من العصر الأيوبي إلى العصر الحديث.
الجد الأكبر: تيمور
إن هذه جملة من الوسائل والطرائق التي تعين على تحديد هوية كثير من مشاهير الكرد في المهاجر خاصة، وقد وجدتُ فيها فائدة كبرى، وها أنا ذا أقف عند واحدة من الأسر الكردية في المهجر، إنها أسرة كردية استقرت في مصر، وأخلصت لموطنها الجديد، شأنها في ذلك شأن بقية الأسر الكردية في مهاجرها، وكانت لها صولات وجولات في ميادين الفكر والأدب؛ ألا وهي الأسرة التيمورية.
فماذا عنها؟!
إن جدّ الأسرة التيمورية هو محمد كاشف، أصله من كردستان الجنوبية (إقليم كردستان – العراق)، من ولاية الموصل في العهد العثماني، وهو أول من وفد إلى مصر من هذه الأسرة في عهد محمد علي باشا، ويبدو أنه كان أحد قوّاد جيشه الكبار، إذ ساعده في حملته للقضاء على المماليك، وخاصة في (مذبحة القلعة) الشهيرة، وكأنه كان ينتقم للسلطان تَوْران شاه، آخر السلاطين الأيوبيين في مصر، إذ كان المماليك قد غدروا به، وقتلوه أشنع قتلة سنة (648 ﮪ/ 1250 م).
وترقّى محمد كاشف بعد ذلك في سلّم المناصب الرفيعة، حتى صار والياً على بلاد الحجاز. أما لقبه ( تيمور ) فكلمة تركية الأصل، مصاغة من كلمة ( دَمِرْ ) التركية، وتعني بالعربية ( حديد )، وكان هذا اللقب ُطلق عادة على الرجال الأقوياء والشجعان، وذوي الإرادة الفولاذية. ونتناول في حلقتنا هذه أربعة من مشاهير هذه الأسرة، بحسب سنة الميلاد، وهم:
– الأديبة والشاعرة عائشة التيمورية.
– الأديب والمفكر أحمد تيمور باشا.
– الأديب والقاص محمد تيمور.
– الأديب والقاص محمود تيمور.
1
الأديبة عائشة التيمورية
( 1840 – 1902 م )
عائشة عِصمة التيمورية هي كريمة إسماعيل تيمور باشا، وأخت أحمد تيمور، وهي من نوابغ مصر، ولدت بالقاهرة سنة ( 1840 م)، ونشأت نشأة كريمة في كنف أسرتها العريقة، وشجّعها والدها على انتهاج طريق الأدب، ورتّب لها الأساتذة، لتعليمها العربية والتركية والفارسية، فقرأت دواوين الشعراء، ونظمت الشعر بهذه اللغات الثلاث.
وقد تزوّجت من محمد توفيق بگ الإسلامبولي، وانتقلت معه إلى الآستانة (إستانبول) عاصمة السلطنة العثمانية، ولعله كان من الموظفين الكبار، ورجعت إلى مصر بعد وفاة زوجها، وكان والدها قد سبق زوجها إلى الانتقال للعالم الآخر، فعكفت على الأدب، ونشرت بعض المقالات في الصحف، فعلت شهرتها على الصعيد الثقافي، ومن مؤلفاتها:
– حِلْية الطِّراز ( ديوان شعرها، طبع سنة 1885 م).
– شكوفه (ديوان شعر بالفارسية والتركية طبع سنة 1894 م).
– مرآة التأمل في الأمور (موضوعات اجتماعية نثرية).
———————–
2
الأديب والمفكر أحمد تيمور باشا
( 1871 – 1930 م )
نشأته وثقافته:
هو أحمد بن إسماعيل بن محمد كاشف تيمور، عالم بالأدب، باحث، ومؤرخ مصري، كردي الأصل، ولد في القاهرة سنة (1871 م)، وهو من بيت فضل ووجاهة، مات أبوه وعمره ثلاثة أشهر، فربّته أخته عائشة، وسُمّي حين ولد ( أحمد توفيق )، ودُعي في طفولته ب ( توفيق )، ثم اقتصروا على تسميته ب ( أحمد )، واشتهر باسم ( أحمد تيمور ).
وتلّقى أحمد تيمور مبادئ العلوم في مدرسة فرنسية، ثم أخذ العلم على كبار العلماء، أمثال العالم المفّكر الزاهد الشيخ حسن الطويل، إذ جعل مزرعته مستراحاً للشيخ يستجّم فيها كل أسبوع، فيتدارسان أشعار المعلّقات، ويوّضح الشيخ ما يتعسّر على أحمد تيمور من غوامض المنطق والأصول والأدلة العقلية والنقلية، ثم اتصل أحمد تيمور بالعلامة الشيخ محمد عبده، وجعل داره ملتقى لتلاميذه.
شخصيته ومكانته العلمية:
يقول العلامة الشيخ محمد أبو زهرة:
” كنا نشدو في طلب العلم، وعالمان عظيمان يتردّد اسمهما في مجالس العلم، وأحدهما لا نكاد نلقاه، وهو أحمد تيمور … والآخر أحمد زكي، وأما أحمد تيمور فإنه كان قد ارتضى … ألا يكون إلا في الندوات الخاصة، التي لا يحضرها إلا عِلية العلماء … فقد ظهر اسمه بين أوساطنا يتردّد بالإكبار والتقدير، فتُذكر مكتبته وما حوت، وتُذكر إسلامياته، وتُذكر علاقته بالعلماء، ومدارساته معهم، وانصرافه للعلم الإسلامي، وجمْع كل الآثار التي تناولها بيده، سواء أكانت مخطوطة أم مطبوعة، وتركه المناصب العليا، ليتفرغ لعلم الإسلام، وإحياء مآثر علومه، ونشرها بين الناس في هَدْأة العالم، واطمئنان المتثبّت “.
ويضيف الشيخ أبو زهرة قائلاً :
” وكانت تنشر له مقالات مسلسلة عن أعلام عصره في إحدى المجلات الأدبية، فكنت ألمح القصص، ودقة الخبر، واتصال السند في لفظ بيّنٍ من السهل والممتنع، لا يعلو عن العامة، ولا ينبو عن آذان الخاصة “.
وكان أحمد تيمور من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، وتتسم كتاباته بسمات ثلاث نادراً ما تتوافر في كتابات الأدباء والباحثين:
– الأولى هي الدقة، فكأن اللفظ قد وضع قدر المعنى، فلا يتسّع لسواها.
– والثانية الإيجاز من غير إخلال.
– والثالثة جمال العبارات جمالاً هادئاً.
وذكر الزركلي أن أحمد تيمور كان رضيّ النفس، كريماً، متواضعاً، فيه انقباص عن الناس، توفيت زوجته وهو في التاسعة والعشرين من عمره، فلم يتزوج مخافة أن تسيء الثانية إلى أولاده، وانقطع إلى مكتبته ينقّب ويؤلّف، وكانت تضم حوالي / 15000 / خمسة عشر ألف كتاب في قرابة ( 18 ) ألف مجلد، غالبها مخطوط، وجميعها مجلد تجليداً جيداً. وأضاف الزركلي:
” وكانت لي معه – رحمه الله – جلسة في عشية السبت من كل أسبوع، يعرض عليّ فيها ما عنده من مخطوطات، وأحمل ما أختار منها، ثم أردّه في الأسبوع الذي يليه “.
وقد فجع أحمد تيمور بوفاة ولده الأديب القاص محمد تيمور، فجزع عليه، ولازمته نوبات قلبية انتهت بوفاته في مطلع صيف ( 1930 م)، وأهدى مكتبته الضخمة- وكانت كنزاً تاريخياً وعلمياُ ثميناً- إلى دار الكتب المصرية في القاهرة.
من مؤلفاته:
لأحمد تيمور ما يزيد على سبعة وعشرين مؤلفاً، أغلبها مطبوع، وبقي قسم منها مخطوطاً، ونذكر من مؤلفاته:
– الآثار النبوية.
– أبو العلاء نسبه وأخباره.
– التصوير عن العرب.
– الحب والجمال عند العرب.
– لهجات العرب.
– ضبط الأعلام.
– السماع والقياس. .
– معجم الفوائد.
– اليزيدية ومنشأ نحلتهم.
– الأمثال العامية.
– معجم تيمور الكبير في الأمثال العامية.
– تراجم المهندسين العرب.
– أعيان القرآن الرابع عشر.
– ذيل طبقات الأطباء.
– نظرة تاريخية في حدوث المذاهب الأربعة.
———————–
3
الأديب القاص محمد تيمور
( 1892 1921 م )
هو ابن الأديب أحمد تيمور باشا،ولد سنة ( 1892 م)، وترعرع في أحضان الأسرة التيمورية، وهو أديب، ناثر، ناظم، قصصي، نال الشهادة الثانوية في القاهرة، ثم توجه إلى برلين لدراسة الطب، وسافر بعدئذ إلى فرنسا لدراسة القانون، ومكث فيها ثلاث سنوات.
وعاد محمد تيمور إلى مصر، وانضم إلى جمعية التمثيل، ثم عُيّن أميناً للسلطان حسين، وشارك في تأسيس الحزب الديمقراطي، وهو أقل شهرة من أبيه أحمد تيمور باشا، ومن أخيه محمود تيمور، أُولع بالتمثيل، وألّف العديد من الروايات التمثيلية، ومن مؤلفاته:
– وميض الروح.
– حياتنا التمثيلية.
– المسرح المصري.
– الأقاصيص المصرية.
– العصفور في القفص (رواية فكاهية).
– ما تراه العيون (مجموعة قصصية).
وقد عاجلته المنية في القاهرة سنة ( 1921 م).
———————–
4
الأديب القاص محمود تيمور
( 1894 – 1973 م)
هو محمود بن أحمد تيمور باشا، أحد أركان النهضة الثقافية المصرية، ولد بالقاهرة سنة ( 1894 م ) في بيت وجاهة وعلم وأدب وعراقة، هو بيت آل تيمور، وبعد أن أنجز دراسته الثانوية التحق بمدرسة الزراعة، ثم قصد أوربا، واطلع هناك على الأدب القصصي، وتأثر به، وتفرغ من ثم لدراسة الأدب والعمل في حقوله.
وقد بدأ محمود تيمور كتابة القصة بالعامية سنة (1919 م)، ثم غيّر لغته القصصية، وأصبح من حملة لواء العربية الفصحى، ودعي إلى مؤتمرات في بيروت وجامعة بيشاور الباكستانية، ودمشق، وأصبح من أعضاء مجمع اللغة العربية سنة (1949 م)، ومن أعضاء المجمع اللغوي العراقي، والمجمع اللغوي المجري، وعضو المجلس الأعلى للفنون والعلوم العامة.
وكتب محمود تيمور كثيراً في القصة والمسرحية والبحث، وتُرجمت بعض قصصه إلى الفرنسية، والإنكليزية، والألمانية، والإيطالية، والروسية، والصينية، والإسبانية، وامتازت قصصه ورواياته ومسرحياته بتحليل العواطف الإنسانية، إذ كان يستلهم أحداثها من الواقع والبيئة، وكان في تصويره بعيد النظر، فجاء أدبه ذا طابع إنساني.
وإنتاج محمود تيمور غزير زاد على خمسين مؤلفاً، مابين قصص ومسرحيات وروايات ومقالات أدبية، وأبحاث لغوية، وصور، وخواطر، وأدب الرحلات، وأثار أدبه إعجاب النقاد العرب والأجانب، قال عنه الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي في العصر الحديث يخاطبه:
” لا أكاد أصدق أن كاتباً مصرياً وصل إلى الجماهير المثقفة وغير المثقفة كما وصلت إليها أنت “.
وقال أيضاً:
” وإنك لتوفّى حقك إذا قيل : إنك أديب عالمي بأدق معاني هذه الكلمة وأوسعها … وسبقت أنت إلى شيء لا أعرف أن أحداً شاركك فيه في الشرق العربي كله إلى الآن “.
وقال فيه المستشرق المجري جرمانوس:
” يسمو محمود تيمور عن الكاتب الروائي المجرد إلى مصافّ الفلاسفة الأدباء ومعلمي الثقافات، بما يقدّم من أمثلة إنسانية ترقى إلى أهداف رفيعة “.
وجملة القول لقد استطاع محمود تيمور أن يكون رائد القصة العربية، ولذا عُرف بلقب ( شيخ القصة )، ومن كتبه المطبوعة:
– قال الراوي.
– دنيا جديدة.
– نداء المجهول.
– صقر قريش.
– اليوم خمر.
– النبي الإنسان.
– مشكلات اللغة العربية.
– طلائع المسرح العربي.
– كذب في كذب (مسرحية).
– اتجاهات الأدب العربي في السنين المئة الأخيرة.
وتوفي رحمه الله سنة ( 1973 م ) مصطافاً في لوزان بسويسرا، ودفن في القاهرة.
———————–
المصادر
1- خير الدين الزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة السابعة، 1986.
2- عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين، مكتبة المثنى، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1957.
وإلى اللقاء في الحلقة الثامنة عشرة.
[1]