عنوان الكتاب: أنماط التدين السوري والقضايا المدنية والسياسية”
مؤسسة النشر: اليوم التالي (TDA)
تأريخ الأصدار: 2022
بعد مضي أكثر من عقد على قيام الثورة السورية 2011، تصاعد النقاش السياسي حول الأيديولوجيات المتصارعة على
تصوراتها لشكل سوريا المستقبل. وكان من أهم تلك النقاشات؛ العلاقة بين الديني والسياسي وموقع الأول ودوره في المجتمع وسياسة الدولة السورية. نقاش لا يزال يتصاعد في ظل “الضبابية” التي ترافق كافة محاولات إيجاد طرق للحل السياسي.
وفي ظل غياب المرجعيات المدنية السياسية، أُفسحت المساحة لرجال الدين والخطاب الديني في الظهور بقوة في المشهد الحياتي والسياسي السوري، وتعويل البعض عليه في إيجاد صيغة من التوافق الشعبي.
يحاول هذا التقرير سبر العلاقة بين التوجه الديني لدى شريحة من السوريين والسوريات (على المستوى الشخصي أو المؤسسي)، بتنوع انتماءاتهم الطائفية والقومية، وتأثير هذا التوجه على تبني بعض الأيديولوجيات السياسية، وكذلك اتجاهاتهم نحو تبني بعض الخيارات السياسية وأسباب تلك التوجهات.
ومع تعاظم دور الدين في الحياة الشخصية والأسرية للسوريين، وظهور نمط من “التمثلات الجمعية” الدينية لدى السوريين وانسحابها على الحياة العامة، وتأثير بعض الشخصيات والمؤسسات الدينية على اتجاهات السوريين نحو الحياة العامة ومنها الحياة السياسية.
واستنادا إلى النقاشات السائدة في الشأن العام، ولاسيما في العلاقة بين اتجاهات السوريين نحو الوضع السياسي الآني والمستقبلي، وتعالي بعض الأصوات التي تطرح العلاقة بين فكرة الدين وهوية المجتمع والدولة؛ تبدو دراسة هذه العلاقة في الوقت الراهن على درجة من الأهمية لما يمكن أن تستشرفه من تصورات الحياة العامة في سورية مستقبلا، من خلال معرفة الجهات الدينية الفاعلة؛ “شخصيات، مؤسسات”، على الرأي العام السوري، وماهي التجاذبات والاستقطابات السياسية ذات المرجعية الدينية “الأكثر تأثيرا” من الجانب الأيديولوجي، بالإضافة للبحث في التوجه الديني كأحد محددات الاتجاهات السياسية لدى السوريين والسوريات.[1]