مشاهير الكرد في التاريخ ( الحلقة 55 ) الشاعر الوزير الحسن بن أسد الفارقي (قُتل سنة 487 ﮪ = 1094م)
د. أحمد الخليل
ابتلاء عجيب!
” التاريخ يكتبه المشعوذون ويقرأه المغفّلون”.
رأي خطر لي ذات مرة وأنا أقلّب صفحات بعض كتب تاريخ الشرق.
ولا أزعم أن هذا الرأي صحيح دائماً، لكنه لا يخلو من الصحة أحياناً.
وإذا تحررنا من أحابيل الشعوذة ودُوار الغفلة وجدنا العجب في تاريخ الكرد.
ومن ذلك العجب أن الكرد ابتلوا عبر التاريخ بدولتين اثنتين أشد الابتلاء.
الأولى هي الدولة الأخمينية الفارسية، والثانية هي الدولة السلجوقية التركمانية.
أما الدولة الأخمينية فتأسست بقيادة كورش الثاني، وسيطرت على مقاليد الأمور في الإمبراطورية الميدية سنة (550 ق.م)، وتظاهرت في أول عهدها بأنها أمينة على مصالح الشعبين الميدي والفارسي، وأبقت على الأنظمة الميدية، واستغلت قدرات الميديين لترسيخ سلطتها، وتوسيع نفوذها، وتحقيق الانتصارات في حروبها (أوضحنا ذلك في حلقات سابقة حول ملوك ميديا)، لكن ما إن أبدى بعض قادة الميد تطلّعهم إلى إحياء الدولة الميدية ثانية حتى ثارت ثائرة الملك الأخميني قمبيز بن كورش الثاني، فجمع كبار قادة الفرس قبيل وفاته، وأبلغهم وصيّته الشهيرة، طالباً منهم نقلها إلى الفرس جميعاً، ومحرّضاً إياهم على عدم السماح للميديين بالعودة إلى السلطة مهما كلّف الأمر، ومهدّداً إياهم بأن لعنته ستحلّ بهم إذا تقاعسوا عن تنفيذ مضمون تلك الوصية.
وكان القائد الفارسي دارا الأول في مقدمة من وضع وصية قمبيز موضع التطبيق، وقام بذلك على محورين هما في الغاية من الأهمية:
1 – المحور الأول أيديولوجي: وتمثّل في إحلال العقيدة الزردشتية محل العقيدة الميثرائية (الأزدائية)، باعتبار أن السلطة الميدية والموغ (الكهنة) الميد وقفوا بالمرصاد للعقيدة الزردشتية، رغم أن زردشت نفسه كان ميدياً، وعدّوها هرطقة وضلالاً، وباعتبار أن الفرس وجدوا في العقيدة الزردشتية أيديولوجيا تخدم أهدافهم في التحرر من القبضة الميدية، وفي تأسيس دولة فارسية إمبراطورية.
2 – والمحور الثاني سياسي: وتمثل في إخضاع الوطن الميدي للحكم الفارسي المباشر، وتهميش القيادات الميدية وإزاحتها جانباً، والقضاء عليها ما لم تعلن الخضوع التام للسياسات الفارسية، إضافة إلى البطش والتنكيل الفظيع بكل ميدي اعتز بأمجاد ميديا، وقاد الميديين في ثورة ضد السلطات الفارسية.
وكانت النتيجة كارثية حقاً على الصعيد التاريخي الشامل.
فقد خسر الميديون تألقهم بين شعوب العالم القديم، وبعد أن كانت شعوب آسيا وأوربا تضرب المثل بقوة الميديين وحضارتهم، وتسمي الملك الفارسي نفسه باسم (الملك الميدي)، صارت مَهمّة الشعب الميدي تزويد الخزانة الفارسية بالأموال، وتزويد الجيش الفارسي الإمبراطوري بالمقاتلين والخيول، ودخل الوطن الميدي ظلمات التعتيم المتعمَّد، وتحوّل الميديون (وصار اسمهم الكرد بعدئذ) إلى ريفيين ورعاة رحّل في بطون الأودية وسفوح الجبال، منقطعين عن ركب التطور الحضاري بشكل شبه كامل، وغير معروفين بهوية وطنية وثقافية وقومية مستقلة.
وأما الدولة السلجوقية فابتُلي بها الكرد بعد حوالي ألف وخمسمئة سنة من ابتلائهم بالفرس الأخمين، وقد نهجوا نهج الفرس تقريباً، إذا تخلوا عن الشامانية بعد أن هجروا موطنهم في تركمانستان الحالية، واعتنقوا الإسلام، واتخذوها أيديولوجيا للتوسع والفتح، وسيطروا – تحت راية الإسلام- على البلاد من أفغانستان شرقاً إلى العراق غرباً، وبما أن طموحهم كان منصبّاً على الوصول إلى سواحل شرقي البحر الأبيض المتوسط، كان يهمّهم جداً أن يسيطروا على الوطن الميدي (كردستان)، وهذا ما فعلوه.
بلى، إن السلاجقة قضوا على أربع دول كردية كانت تتعاصر وتتجاور في كردستان بدءاً من الجنوب الشرقي إلى الشمال الشرقي هي: الدولة العَنازية في حُلوان (جنوب شرقي العراق)، والدولة الرَّوادية في أذربيجان، والدولة الشَّدادية في أرّان (مقسّمة بين أذربيجان وأرمينيا وجورجيا)، والدولة المروانية (الدّوستكية) في مناطق الجزيرة العليا (جنوب شرقي تركيا)، وكان من الممكن لإحدى هذه الدول أو لجميعها أن تصبح مع الأيام نواة لنهضة ثقافية ووطنية كردية، تماماً كما أصبحت الدولة السامانية إطاراً سياسياً وإدارياً واقتصادياً، ساعد على إحياء الثقافة الفارسية ممثَّلة في اللغة الفارسية وفي ملحمة (الشاهنامه) للفردوسي.
واستكمل العثمانيون التركمان- وقد خرجوا من عباءة السلاجقة- ما بدأته الدولة السلجوقية ضد الكرد، لا بل ذهبوا أشواطاً واسعة في مشروع تهميش الكرد وتغييبهم عن الساحة الحضارية في غربي آسيا، فتنكروا رويداً رويداً لبنود الاتفاقية التي عقدها السلطان سليم الأول مع زعماء الكرد بمساعي الشيخ إدريس بدليسي سنة (1515 م)، وقضوا على الإمارات الكردية التي كانت تنعم بالحكم الذاتي، ولما حل الأتراك الاتحاديون في السلطة، مع بداية القرن العشرين، قضوا على كل ما يشير إلى الهوية الكردية، وما زالت تلك السياسات تُمارس بعناد غريب إلى يومنا هذا.
ونتناول الآن سيرة واحد من مثقفي الكرد الذين عاصروا توسع السلاجقة في كردستان، وكان له موقف متميّز ضد التسلط السلجوقي، فدفع حياته ثمناً لوطنيته وإخلاصه، إنه الشاعر الوزير أبو نصر الحسن بن أسد الفارقي، فماذا عنه؟
على حافة الهاوية
في سنة (247 ﮪ) فتك المماليك الأتراك بالخليفة العباسي المتوكل على الله، وولّت عهود خلفاء بني العباس الأقوياء (السفّاح، المنصور، المَهدي، الهادي، الرشيد، الأمين، المأمون، المعتصم، الواثق)، وسيطر العسكريون الترك على مقاليد الأمور في بغداد، وأخذوا الخليفة العباسي رهينة في القصر، واحتكروا القرار السياسي، فتراخت قبضة الحكومة المركزية، ووجدت بعض الشعوب الفرصة متاحة لنيل قسطها من الإدارة الذاتية، وقد هبّ العنصر الفارسي من جديد، ممثَّلاً في الأسرة البُوَيْهيّة الدَّيْلَمية، وسيطر على الأمور في بغداد، في حين أقام العرب الحمدانيون دولة لهم في شمالي سوريا، وأقام العقيليون العرب إمارة لهم في الموصل وأطرافها.
وفي الوقت ذاته أقام الدوستكيون الكرد إمارة لهم في مناطق بُوتان وهَكاري (جنوب شرقي تركيا حالياًً)، وكان الأمير باز/باد (حسين بن دُوسْتك) الحَميدي أول من تجرّأ على إقامة ذلك الكيان الكردي في تلك المنطقة، وهو فيما أراه شبيه جداً بالزعيم الميدي دياكو الذي ثار في وجه الآشوريين، ودفع باز روحه ثمناً لنهجه الاستقلالي ولمشروعه الوطني، وقُتل قرب الموصل، خلال معركة خاضها ببسالة ضد هجوم كبير شنّه عليه الحلف البويهي العقيلي الحمداني سنة (380 ﮪ = 990 م) (تاريخ الفارقي، 52-59. الكامل في التاريخ، 9/12، 13، 24، 27، 35. تاريخ ابن خلدون، 6/902. الدولة الدوستكية، 1/54).
ولم يمت المشروع الوطني بمقتل الأمير باز، فقد استكمل أبناء الأمير مروان الحميدي مشروع خالهم الأمير باز، وأفلحوا في توسيع رقعة الإمارة رويداً رويداً، ونهضوا بها سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وتحوّلت الإمارة إلى مملكة ذات شأن على يدي الملك نصر الدولة أحمد بن مروان (حكم بين 401 – 453 ﮪ = 1011 – 1061 م)، واعترفت بها سياسياً القوى الكبرى الثلاث في ذلك العصر: الدولة الرومية (البيزنظية) في القسطنطينية، والخلافة العباسية في بغداد، والخلافة الفاطمية في القاهرة (تاريخ الفارقي، ص 10، 109، 110، 121. الكامل في التاريخ، 9/73. الدولة الدوستكية، 1/156 – 161).
لكن الأمور سرعان ما تغيّرت بعد أن دخل السلاجقة التركمان بغداد سنة (447 ﮪ )، وقضوا على النفوذ البويهي الشيعي الميول، بدعوة من الخليفة العباسي السني طبعاً، وأصرّ السلطان طُغْرُلْبك على استكمال المشروع التوسعي السلجوقي، وهو الوصول إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، من خلال التمدد غرباً نحو آسيا الصغرى، وجنوباً وغرباً نحو بلاد الشام، وما كان ذلك المشروع ليتحقق إلا بالهيمنة على كردستان أرضاً وشعباً وثروات.
وكان الملك الكردي نصر الدولة أحمد بن مروان قد صبّ اهتمامه على الترف والبذخ، ووضع ثقته في التوازنات السياسية الإقليمية، ولم يعمد إلى بناء قوة مسلّحة قادرة على مواجهة الخطر الخارجي، ولم يعدّ شعبه إعداداً متكاملاً للدفاع الوطن في ساعة المحنة، وشرع يداري السلطان السلجوقي طُغرلبك، ويقدّم له الأموال الكثيرة له، ووجد نفسه في النهاية مضطراً إلى إعلان التبعية للسلاجقة.
وازداد وضع الدولة الدوستكية سوءاً بعد وفاة الملك نصر الدولة سنة (453 ﮪ)، وتلاه في الملك من بعده ولده نظام الدين، ونافسه أخوه الأمير سعيد مستعيناً بالسلاجقة، لكن نظام الدين استطاع أن يكسب عطف الوزير السلجوقي نِظام المُلْك، وبتدبير من هذا الوزير أبقاه السلطان السلجوقي أَلْب أَرْسلان أميراً، ومنحه لقب سلطان الأمراء، وهذا يعني أن الدولة تقلّصت من مملكة إلى إمارة في نهاية الأمر (تاريخ الفارقي، ص 199).
وبعد وفاة الملك نظام الدين سنة (472 ﮪ) خلفه في الإمارة ابنه ناصر الدولة منصور، وكان سيئ التدبير، فتعرضت الدولة في عهده لكثير من القلاقل الداخلية، ولم يستطع الصمود طويلاً أمام التهديد السلجوقي المتواصل بقيادة السلطان مَلِكشاه بن ألب أرسلان، وبعد صراع مرير سقطت آمد (دياربكر) في أيدي السلاجقة، ثم سقطت العاصمة ميّافارقين، وتبعتها جزيرة بوتان (جزيرة ابن عمر)، حدث ذلك سنة (478 ﮪ = 1086 م) على الأرجح، ونُفي الأمير ناصر الدولة إلى قرية في العراق تُدعى (حَرْبى) (تاريخ الفارقي، ص 208 – 214). وكان الشاعر أبو نصر شاهداً على تلك الأحداث الخطيرة، وقبل أن نتابع مواقفه دعونا نلق نظرة على شاعريته.
أبو نصر شاعراً
أجمعت المصادر على أن أبا نصر الحسن بن أسد بن الحسن هو من أبناء مدينة مَيّافارقين (فارقين = سليڤان Slivan) الواقعة في جنوب شرقي تركيا، ولذلك عُرف بلقب (الفارقي)، وليست ثمة معلومات عن بدايات حياته، وإنما يبدأ المؤرخون بالحديث عنه مع أمرين اثنين ساهم فيهما الرجل بقوة: الأول وقوفه ضد رعونة حكم الأمير ناصر الدولة على الصعيد الداخلي. والثاني وقوفه ضد الاحتلال السلجوقي على الصعيد الخارجي؛ وسيأتي الحديث عن الأمرين لاحقاً. وإن كل من كتب عن أبي نصر أكد أنه كان مشهوراً بالشعر في عصره، وأشاد بموهبته الشعرية، وقال ياقوت الحموي (معجم الأدباء، 8/54 – 55):
” أبو نصر شاعر رقيق الحواشي، مَليح النَّظْم، متمكّن من القافية، كثير التجنيس، قلما يخلو له بيت من تَصنيع وإحسان بديع “.
كما أشاد القدماء بثقافة أبي نصر في النحو واللغة عامة، وبمؤلفاته في هذا المجال، قال ياقوت (معجم الأدباء، 8/56 – 57 ) في ذلك:
” وكان نَحْوياً رأساً، وإماماً في اللغة يُقتدى به، وصنّف في الآداب تصانيف تقوم له مقام شاهدَيْ عَدْل بفضله، وعِظَم قدره منها كتاب (شرح اللُّمَع)، كبير، كتاب (الإفصاح في شرح الأبيات المُشكِلة) “.
وقد أورد السيوطي في كتابه (بغية الوعاة، 1/500) ما أورده ياقوت، وقال القِفْطي (ت 624 ﮪ) في كتابه (إنباه الرواة 1/329- 330) ذاكراً مزايا أبي نصر:
” مَعْدِنُ الأدب، ومنبعُ كلام العرب، فاضلُ مكانه، وعلاّمة زمانه، له النثر الرائع، والنظم الذائع، والنحو المُعْرِب عن مُشكل الإعراب، وله التصنيف البديع في شرح (اللُمَع)، إلى غير ذلك، مما ليس لأديب في مثله طمَع… وشعره سائر في الآفاق تتناشده رِفقة الرفاق“.
وقال القفطي في مكان آخر من كتابه (إنباه الرواة 1/330):
” الحسن بن أسد بن الحسن، أبو نصر الفارقي النحوي الشاعر، من أهل مَيّافارِقين، وكان ذا أدب غزير، وفضل كبير، وله كتاب (شرح اللُّمَع)، أجاد فيه وزاد، وأورده زائداً عن المراد، وإذا أنعم الناظر فيه النظر، وجده قد شرح كلام ابن جنّي المجموع بكلام المبسوط، وأوجز في العبارة، حتى صار كالإشارة، وإذا أردت تحقيق هذا فانظر كلامه فيه على الكلام والقول تجده قد اختار ما ورد في صدر كتاب (الخصائص)، وإذا نظرت إلى كلامه في العوامل وجدته قد اختار الكلام على الحروف في (سر الصناعة)”.
وقال القفطي أيضاً (إنباه الرواة 1/332):
” … وله أشعار كثيرة ومقطّعات يعتمد في أكثرها التجنيس، إلى أن صار له بذلك أنسة تامة، وعناية عامة، وله كتاب في الألغاز مشهور “.
وخير دليل على نبوغ أبي نصر في الشعر خبر رواه ياقوت، وخلاصته أنه جاء إلى بلاط الأمير المرواني ناصر الدولة منصور في ميّافارقين شاعر من العجم يُعرَف بالغَسّاني، وكان من عادة الأمير إذا قدِم عليه شاعر أن يُكرمه، ولا يجتمع به إلا بعد ثلاثة أيام، ليستريح الشاعر من سفره، ويُصلح شعره. ولم يكن الغسّاني قد أهدّ قصيدة قبل سفره، ثقةً منه بقَريحته، فأقام ثلاثة أيام يحاول تأليف بيت واحد فلم يفلح، وخجل من أن يلقى الأمير بغير شعر، فأخذ قصيدة من شعر أبي نصر، ونسبها إلى نفسه، وأنشدها في بلاط الأمير. وكان بعض رجال البلاط خبيراً بشعر أبي نصر، فأخبر الأمير بذلك، فغضب الأمير، وأمر بمكاتبة ابن أسد، يأمره أن يرسل إليه القصيدة بخطه؛ قال ياقوت معجم الأدباء، 8/58 – 59 ):
” فخرج بعض الحاضرين فأنهى القضية إلى الغسّاني، وكان هذا بآمِد. وكان له غلام جَلْد، فكتب من ساعته إلى ابن أسد كتاباً يقول فيه: إني قَدِمت على الأمير، فاُرتِج عليّ قولُ شعر مع قدرتي عليه، فادّعيتُ قصيدة من شعرك استحساناً لها وعجباً بها، ومدحتُ بها الأمير، ولا أُبعِد أن تُسأل عن ذلك، فإن سئلتَ فرأيُك الموفَّق في الجواب. فوصل غلام الغسّاني قبل كتاب ابن مروان، فجَحَد ابن أسد أن يكون عرف هذه القصيدة، أو وقف على قائلها قبل هذا. فلما ورد الجواب على ابن مروان عَجِب من ذلك، وأساء إلى الساعي وشتمه، وقال: إنما قَصدُكم فضيحتي بين الملوك، وإنما يَحمِلكم على هذا الفعلِ الحسدُ منكم لمن أُحسِنُ إليه. ثم زاد في الإحسان إلى الغسّاني، وانصرف إلى بلاده “.
ومن شعر أبي نصر في وصف الشمعة:
ونَديمةٍ لي في الظلام وحيدةٍ
مِثْلي مُجاﮪدةٍ كمثل جِهادي
فاللونُ لوني، والدموع كأدمعي
والقلبُ قلبي، والسُّهادُ سُهادي
لا فرقَ فيما بيننا لو لم يكن
لَهبي خفيّاً وهْو منها بادي
(معجم الأدباء، 8/65).
وكان أبو نصر حريصاً في شعره على التجنيس، ومن ذلك قوله:
بِنتُم فما كَحَل الكَرى
لي بعد وَشْك البَيْن عَيْنا (البصر)
ولقد غدا كَلَفي بكم
أُذُناً عليّ لكم وعَيْنا (الرقيب)
فأَسَلْتُ بعد فراقكمْ
من ناظرِ بالدمع عَيْنا (النبع)
أمسيتُ في حبي لها
عبداً أُضامُ، وكنت عَيْنا (السيد)
كانت تُناصفنا بِصا
في الوُدّ لا وَرِقاً وغَيْنا (الذهب)
(معجم الأدباء، 8/662 – 64).
وقال في الصداقة والأصدقاء:
وإخوانٍ بَواطنُﮪمْ قِباحٌ
وإن كانت ظَواهِرُهمْ مِلاحا (من الملاحة: الحسن)
حسِبْتُ مياهَ وُدّهمُ عِذاباً
فلمّا ذُقتُها كانت مِلاحا (من الملوحة)
(معجم الأدباء، 8/66).
وله في الغزل:
هَوِيتُ بديعَ الحسن للغصن قَدُّهُ
وللظبي عيناه، وخدّاه للوَرْدِ (الورد: الزهر الأحمر)
غزالٌ من الغِزلان، لكنْ أخافه
وإنْ كنتُ مقداماً على الأَسَد الوَرْدِ (الورد: في لونه حمرة).
(معجم الأدباء، 8/67-68).
وقال في الغزل أيضاً:
بَعُدتَ، فأما الطرفُ مني فساهدٌ
لشوقي، وأما الطَّرْفْ منك فراقدُ (راقد: نائم)
فسَلْ عن سُهادي أنجُمَ الليل، إنها
ستشهدُ لي يوماً بذاك الفَراقِدُ (النجوم)
(معجم الأدباء، 8/71).
وقال في الحكمة:
تَجلَّدْ على الدهر، واصبرْ لكل ما
عليك الإلهُ من الرزق أَجْرى
ولا يُسْخِطَنّكَ صَرْفُ القَضاء
فتَعْدَمَ إذْ ذاك حظّاً وأَجْرا
(معجم الأدباء، 8/73).
مثقف .. ومشروع
المثقفون في كل عصر صنفان:
– صنف يكتفي بالبعد النظري في الثقافة، ولا يملك مشروعاً اجتماعياً أو وطنياً واضحاً، ولا يوظّف كفاءاته الثقافية وقدراته الفكرية لتجسيد ذلك المشروع على الصعيد العملي الجماهيري.
– وصنف آخر تتجاوز اهتماماته الثقافية الجانب النظري، فيتحرك في الحياة وفق مشروع إصلاحي أو تثويري أو تحريري ما، ويكون صاحب قضية ما، ويعمل لأجل تلك القضية بإخلاص وشجاعة، وقد يدفع حياته في سبيل تلك القضية؛ وهذا الصنف من المثقفين هو الذي يسهم في صناعة مصير المجتمعات وتواريخ الأمم.
ويبدو من سيرة الشاعر أبي نصر- رغم قلة ما وصلنا من معلومات عنه- أنه كان من الصنف الثاني، ولعل اهتماماته هذه كانت من أسباب بقائه عزباً طوال حياته، وأول ما ذكره المؤرخون عن أبي نصر قيادته حركة داخلية شبه انقلابية ضد حكم الأمير ناصر الدولة المرواني، وكان هذا الأمير مختلفاً بشدة عن والده الملك نظام الدين، وعن جده الملك نصر الدولة، من حيث الاهتمام بمصالح الرعية، والحرص على توفير أسباب الحياة الهادئة لهم، ومن حيث بناء علاقات سياسية متوازنة مع الأطراف الخارجية، وقد وصفه الفارقي (تاريخ الفارقي، ص 213) قائلاً:
” وكان يُجرى منه سوء الري والتدبير بدركات السلطان أشياء من اللجاج ومخالفة الأمراء والسلطان وأصحابه ما لا يليق بالصبيان، وما كان يقبل من أحد من أصحابه، ولعمري هكذا يكون آخر الدول وانقراضها “.
والحقيقة أن ثمة تخبّطاً عند المؤرخين في سرد الأحداث التي ساهم فيها أبو نصر، وخلاصة ما يخرج به المرء مما جاء في المصادر التاريخية أن أبا نصر كان صاحب مشروع سياسي اجتماعي، ولذلك كان شغفاً بالسياسة، ولعله كان يجد في نفسه الكفاءة لأن يقوم بإصلاحات إدارية فيها النفع للجماهير، وكان أهل ميّافارقين يعرفون فيه تلك النزعة السياسية، وكانوا غير راضين عن نهج ناصر الدولة في الحكم، ويحاولون الخلاص منه، فتوجّهوا إلى أبي نصر، وحرّضوه على الثورة ضد سلطة الأمير ناصر الدولة، وعلى أن يتولّى الحكم بدلاً منه، فأجابهم أبو نصر إلى ذلك، وحشد ناصر الدولة الجيش للقضاء على الانقلاب، فعجز عن ذلك، فاستعان بالسلطان السلجوقي مَلِكشاه، فأرسل إليه السلطان جيشاً، وشاءت التقادير أن يكون ذلك الجيش بقيادة الغسّاني الشاعر. قال ياقوت الحموي (معجم الأدباء، 8/ 57- 59):
” وكان [الغسّاني] قد تقدّم عند نظام المُلك والسلطان، وصار من أعيان الدولة، وصَدَقوا في الزحف على المدينة حتى أخذوها عَنْوة، وقُبض على ابن أسد، وجيء به إلى ابن مروان فأمر بقتله، فقام الغسّاني وشدّد العناية في الشفاعة فيه، فامتنع ابن مروان امتناعً شديداً من قَبول شفاعته، وقال: إن ذنبه وما اعتمده من شقّ العصا يوجب أن يُعاقَب عقوبةَ مَن عصى، وليس عقوبةً غيرُ القتل. فقال: بيني وبين هذا الرجل ما يوجب قَبول شفاعتي فيه، وأنا أتكفّل به ألاّ يَجْرِيَ منه بعدُ شيءٌ يُكرَه. فاستحيا منه وأطلقه له. فاجتمع به الغسّاني وقال له: أتعرفني؟ قال: لا والله، ولكنني أعرف أنك مَلَك من السماء، مَنّ الله بك عليّ لبقاء مُهجتي. فقال له: أنا الذي ادّعيتُ قصيدتك وسترتَ عليّ، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان. فقال ابن أسد: ما رأيت ولا سمعت بقصيدة جُحِدتْ فنَفعتْ صاحبَها أكثرَ مِن نفْعِها … فجزاك الله عن مروءتك خيراً. وانصرف الغسّاني من حيث جاء “.
قال ياقوت (معجم الأدباء، 8/61):
” وأقام ابن أسد مدّة ساءت حالُه، وجفاه إخوانه، وعاداه أعوانه، ولم يُقدِم أحد على مقاربته ولا مُرافدته، حتى أضرّ به العيش، فعمل قصيدة مدح بها ابن مروان، وتوصّل حتى وصلت إليه. فلما وقف ابنُ مروان عليها غضب وقال: ما يكفيه أن يَخلُص منا رأساً برأس حتى يريد منا الرِّفد والمعيشة! لقد أذكرني بنفسه، فاذهبوا به فاصلبوه. فذهبوا به فصلبوه “.
وهذا يعني أن أبا نصر دفع حياته ثمناً لقضية وطنية داخلية.
ونعتقد أن الأمور اختلطت على ياقوت الحموي، أو على من نقل عنه ياقوت، وصحيح أن أبا نصر كان على خلاف حاد مع الأمير ناصر الدولة، بشأن الأمور الداخلية، لكنه كان على وفاق معه في الأمور الخارجية التي تمس مصير الإمارة المروانية، وكان ينسّق معه عند الضرورة لرد الاحتلال السلجوقي، ودفع حياته ثمناً لهذه القضية؛ وقد أوضح الفارقي (ابن الأزرق أحمد بن يوسف ت 577 ﮪ) ملابسات هذا الأمر، مع الأخذ في الحسبان أنه أقرب – زمنياً ومكانياً- إلى الأحداث التي دارت في الدولة المروانية من ياقوت (ت 626 ﮪ)، وهو ابن ميّافارقين، وأكثر دراية بأوضاعها وبتاريخ الدولة المروانية عامة، وإليكم ما رواه.
ضد السلاجقة
مر قبل قليل أن السلاجقة غزوا أراضي الدولة المروانية بدءاً من عهد سلطانهم الأول طُغرلبك، واستكملوا مشروع الغزو في عهد سلطانهم الثاني أَلْب أرسلان وفي عهد سلطانهم الثالث مَلِكشاه، وسيطروا على أراضي الدولة المروانية سيطرة تامة، ونفوا آخر أمرائها ناصر الدولة منصور إلى قرية (حَرْبى) بالعراق، ويستفاد مما كتبه ابن الأزرق الفارقي (تاريخ الفارقي، ص 230) أنه لما توفي السلطان السلجوقي مَلِكشاه سنة (485 ﮪ = 1093 م) وصل الخبر إلى ميافارقين، “فاختبط الناس بها، وماجوا واختلفوا “، وانقسم سكان ميّافارقين إلى فريقين:
– فريق وطني، لم يكن راضياً عن الخضوع للحكم السلجوقي، وكانوا ينتظرون الفرصة المناسبة للثورة ضد المحتلين، ولما وصلهم خبر وفاة السلطان ملكشاه بادروا إلى إشعال الثورة، وشاعت الاضطرابات في المدينة.
– وفريق مؤيد للحكم السلجوقي، ومستفيد منه، وناقم على الحكم المرواني، وكان يرى أن السلامة هي في الخضوع للسلاجقة.
واتفق زعماء الفريق المؤيد للسلاجقة على أن يرسلوا وفداً إلى السلطان بَرْكيارُوق بن ملكشاه، يستدعونه كي يأتي ويستلم البلاد، أو يرسل نائباً عنه ليحكمها، وكتبوا له من جملة ما كتبوا ” فهي بلاد أبيك “. غير أن بركياروق كان منشغلاً بتثبيت أركان سلطته الجديدة، فلم يجب عن الرسالة، وطال الأمر، فاجتمع الفريق المؤيد للسلاجقة، ووقع اتفاقهم على أن يكون الحاكم هو الشيخ أبو سالم يحيى بن الحسن بن المحور، ثقة منهم بدينه وعقله، وألزموه بذلك، وأجلسوه في القصر مُكرها، وسلموا إليه مفاتيح البلد، (تاريخ الفارقي، ص 230- 232).
ولما طال الأمر، ولم يصل السلطان بركياروق إلى ميّافارقين، ولم يرسل أحداً من قِبله، اختلف الناس وماجوا ثانية، ووجد الفريق الوطني أن ميزان القوى ليس في صالح الفريق المؤيد للسلاجقة، فقرروا التحرك بسرعة، وتواصلوا مع الأمير ناصر الدولة المنفي في قرية (حَرْبى) بالعراق، ودعوه إلى العدة للوطن، واستلام السلطة من جديد، ولم يفوّت ناصر الدولة الفرصة، ولا سيما أنه كان يتحرّق شوقاً إلى العودة للوطن، وإحياء الحكومة المروانية من جديد، ” فصعد إلى الجزيرة، ومَلَكها وأقام بها “(تاريخ الفارقي، ص 232).
وخلال عودته كان ناصر الدولة قد أعاد سيطرته على آمد والمناطق التابعة لها، أما ميّافارقين عاصمة الدولة الدوستكية، فكانت لا تزال خارج سيطرته، وكان من الضروري أن يدخل ناصر الدولة عاصمة الإمارة ليعيد الأمور إلى نصابها، وخلال ذلك كان الخلاف قد تعمّق بين الفريق الوطني والفريق السلجوقي في المدينة، وعزم الفريق الوطني على دعوة ناصر الدولة إلى دخول المدينة، وتمليكه البلاد. لكن الفريق المؤيد للسلاجقة، وقفوا ضد قرار الفريق الوطني، وبرروا ذلك بأن حكم البيت المرواني (الدوستكي) كان ظلوماً، وأن السلاجقة أكثر عدلاً وإحساناً وإكراماً لأهل المدينة (تاريخ الفارقي، ص 232).
وهكذا انقسم زعماء ميّافارقين على أنفسهم، وراح كل فريق يشدّ عامة الناس إلى جانبه، ويعزّز موقفه ويقوّي مركزه، وفي وسط تلك الأزمة الوطنية برز الشاعر الأديب الحسن بن أسد، ونفهم مما رواه الفارقي وغيره أن ابن أسد لم يكن رجلاً مغموراً، وإنما كان معروفاً بين أهل مدينته خاصّتهم وعامّتهم، بل كان يعدّ من طبقة الخاصة، وكان من الوطنيين المتشدّدين، والمناوئين للاحتلال السلجوقي، وكان له تلامذة وأتباع يأخذون بآرائه وينهجون نهجه، وكان ابن أسد يعرف أن العامة مركز الثقل في المشكلات، وأنهم يحسمون الأمور لصالح فريق دون آخر، فبثّ أتباعه بين الجماهير، ونشر أفكاره، ودعا إلى التحرير من السيطرة السلجوقية، فالتفّت حوله الجماهير، واتخذته قائداً، فقادها إلى السيطرة على المدينة، وتخليصها من قبضة الفريق المؤيد للسلاجقة، ولخّص الفارقي ذلك قائلاً (تاريخ الفارقي، ص 232- 233):
“واجتمع إليه جماعة من السوقة والرَّعاع والشباب والجُهّال، وحصل يدور في المدينة ويحفظ السور“.
وعلم ناصر الدولة وهو في آمد بما فعله الفريق الوطني في ميّافارقين، وجرت المراسلات بينه وبين أبي نصر الحسن بن أسد، ويسّر له ابن أسد الدخول إلى المدينة سنة (486 ﮪ = 1094 م)، قال الفارقي (تاريخ الفارقي، ص 235- 236):
” فنفذ [ناصر الدولة] إلى الشيخ أبي نصر بن أسد، ووعده بالجميل، وطيّب قلبه، فأجابه واستدعاه واتفقت ميافارقين خالية من الأكابر والمقدمين، فوصل ناصر الدولة في أول سنة ست وثمانين وأربع مائة، وسلّم إليه ابن أسد ميّافارقين، فدخلها واستوزر ابن أسد، ولقّبه محيي الدولة، وصعد إليه الشيخ أبو الحسن ابن المحور، فأمّنه على نفسه وماله ومن يلوذ به “.
وبينما كانت هذه الأحداث تدور في أراضي الدولة المروانية، وكان السلطان بركياروق بن ملكشاه منشغلاً بأموره في الجناح الشرقي من الدولة السلجوقية في العراق وشرقي كردستان، وفارس، وأذربيجان)، تحرّك أخوه تاج الدولة تُتُش ملك بلاد الشام من دمشق، واتجه شمالاَ وشرقاً، وشرع يُعدّ العدّة للسيطرة على أراضي الدولة المروانية، وكان من الطبيعي أن ينتعش أعضاء الفريق السلجوقي في ميّافارقين ثانية، ويجدوا في السلطان تاج الدولة منقذاً لهم من قبضة ناصر الدولة ووزيره الشيخ أبي نصر، بعد أن أهمل السلطان بركياروق دعواتهم المتكررة لإنقاذهم، فتوجّه بعضهم إلى تُتش، ” فأكرمهم، فقالوا له: قد حفظنا لك البلد، وأنت أخو السلطان [بركياروق]، وما نريد غيركم. فقال: تصبرون أياماً ونسير إلى آمد، ثم إلى مَيّافارقين “(تاريخ الفارقي، ص 234).
وأنجز تاج الدولة تُتُش وعده، فهاجم نصيين، وأعمل في أهلها السيف، وقتل فيها خلقاً كثيراً، ونهب وسبى، وارتكب هو وجنده الفظائع، ثم سار إلى آمد، والفريق السلجوقي معه، فحاصرها حصاراً شديداً، وسيطر عليها عَنوة، ثم سار إلى مَيّافارقين عاصمة الإمارة المروانية، وحيث مقر الأمير ناصر الدولة، ” وكان معه [تتش] خلق عظيم، فراسل أهل البلد، وخوَّفهم مما جرى على أهل نصيبين “.
وكان ناصر الدولة أعجز من أن يقف في وجه القوة السلجوقية الهائلة والعاتية، وزاد الأمر سوءاً أن الطابور الخامس المتمثل في الفريق المؤيد للسلاجقة من زعماء المدينة خرجوا عن صمتهم، وأعلنوا انحيازهم إلى تتش، وانتهز الأمير ناصر الدول الفرصة، فخرج خفية من أحد أبواب المدينة، ولجأ إلى المخيّم السلجوقي مستجيراً بحاجب الملك تتش، وبوزيره أبي النجم، وسقطت ميّافارقين في أيدي السلاجقة سنة ست وثمانين وأربعمائة، بعد أن حكمها ناصر الدولة خمسة أشهر فقط (تاريخ الفارقي، ص 236- 237).
وهكذا خسر الفريق الوطني معركة التحرير، وتوفي الأمير ناصر الدولة في السنة نفسها، أما وزيره ابن أسد فكان من الطبيعي أن يهرب من المدينة، ويختفي عن الأنظار، خوفاً من انتقام السلطان تُتش، وانتقام الفريق المؤيد للسلاجقة، واستقر تُتش بميافارقين، وأحسن إلى أهلها، وأسقط عنهم الأعشار والضرائب، وبعد حين قصد ابن أسد السلطان تتش، ومدحه بقصيدة غرّاء، قال الفارقي (تاريخ الفارقي، ص 238):
” فلما لقي السلطانَ وأنشده القصيدة، وأُعجب بها، وأُعجب الناس شعره، فقال بعض الحاضرين: يا مولانا، تعرف هذا؟ فقال: من هو؟ فقال: هو الذي أقام بميّافارقين، وما وقف حتى وصلت، وغلب على رأي البلد، فأمر وجمع الغوغاء والجهّال، واستدعى ابن مروان، وسلّم إليه ميّافارقين. فأمر [تتش] بضرب عنقه، فقُتل بحران في سنة سبع وثمانين وأربعمائة “.
وقد أكّد القفطي في كتابه (إنباه الرواة 1/331) ما رواه ابن الأزرق الفارقي، وذكر أن أبا نصر لم يُقتل بأمر من الأمير ناصر الدولة، وإنما بأمر من تاج الدولة تتش، بسبب وقوفه ضد الاحتلال السلجوقي، وذكر أن الخلاف دبّ بين أبي نصر وأهل ميّافارقين، “وجرت أحوال قضت له بالانفصال على غير جميل، وخاف سطوة السلطان، فخرج عنها إلى حلب، وأقام مدة، ثم حمله حب الرياسة والوطن، فعاد طالباً لها، ولما حصل بحرّان، قبض عليه نائب السلطان وشنقه” سنة سبع وثمانين وأربعمائة.
المراجع
ابن الأثير: الكامل في التاريخ، دار صادر، بيروت، 1979م.
ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1999م.
عبد الرقيب يوسف: الدولة الدوستكية في كردستان الوسطى، مطبعة اللواء، بغداد، الطبعة الأولى، 1972م.
الفارقي: تاريخ الفارقي، تحقيق عبد اللطيف عوض، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، 1959 م.
القفطي: إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الأولى، 1986م.
ياقوت الحموي: معجم الأدباء، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
للمزيد من المعلومات انظر:
– الذهبي: تاريخ الإسلام (حوادث سنة 487 ﮪ).
– الزركلي: الأعلام.
– السيوطي: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة.
– ابن شدّاد: الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام و الجزيرة.
وإلى اللقاء في الحلقة السادسة والخمسين
د. أحمد الخليل في 17-05-2008
[1]