بقلم: الكاتب والمؤرخ الكرديمهدي كاكەيي
في محاضرة له في هولندا يدّعي الدكتور خزعل الماجدي أنّ الفيليين ليسوا كورداً، بل أنهم نبط آراميون. الدكتور خزعل الماجدي هو من المستوطنين العرب في كركوك ولذلك يكره الشعب الكوردي ويُعاديه ويحاول بكل الوسائل طمس وإلغاء وتشويه التاريخ الكوردي. في محاضرته التي نحن بصددها، يحاول سلخ الشريحة الفيلية من الشعب الكوردي، إلا أنّ أشعة الشمس لا يمكن حجبها بالغربال، كما يقول المثل، ولذلك نرى حديثه ملئ بالمغالطات والتناقضات ودون إدراك منه يُفنّد وينسف نظريته المفبركة بنفسه والقائلة إن الفيليين ليسوا كورداً، بل أنهم آراميون. هنا أعقّب على بعض ما جاء في محاضرته من مغالطات وتناقضات.
1. يقول الماجدي (وقد ظهرت في التاريخ الحديث إمارات فيلية جديدة وكلها في العراق وهي (الإمارة النخودية، الإمارة الديرية، الإمارة الزندية).
الرد:
أ. الإمارة النخودية أقيمت في لورستان واستطاعت حكم قسم من العراق لمدة (6) سنوات فقط.
ب. الإمارة الديرية أقيمت في البصرة وحكمت هذه المدينة لوحدها.
ت. الامارة الزندية لم تكن في العراق، أقيمت هذه الإمارة في شرق كوردستان وحكمت كل إيران الحالية. كما أنها حكمت البصرة والبحرين لمدة (4) سنوات فقط.
2. يقول الماجدي: (ويسمون قبائل اللور أو لر فی إيران ويعرفون فی العراق عادة باسم فيليين).
الرد: هنا يناقض الماجدي نفسه ويُفنّد وينسف بنفسه نظريته بأن الفيليين هم نبط آراميون. كلامه هذا يُثبت ان الفيليين هم من الكورد اللور.
أود أن أشير هنا أنه بين حين وآخر يثير بعض المُعلّقين على منشوراتي مسألة كوردية الشريحة اللورّية ولذلك أحب أن أذكر هنا بأنّ اللورّ هم كورد وأنّ الفيليين بِدورهم هم جزء من اللورّ. كما أنني شخصياً أنتمي الى قبيلة (لَك) اللورّية وإذا لم أكن أنا كوردياً، فمَن يكون يا تُرى كوردياً؟!!
3. جاء في المنشور ما يلي: (وذكر نضال الفيلية ضد حكم الدولة البهلوية مستشهداً بما فعلته المرأة الفيلية (قدم خير) وهي بنت الأمير قند القلاوندي من اللر التي ثارت على شاه إيران رضا بهلوي بعدما قتلَ قادة لرستان غيلة).
الرد: هنا ينسف الماجدي نظريته المفبركة أيضاً بإعترافه أن الثائرة الفيلية (قدم خير) هي بنت أمير كوردي من اللورّ.
4. يذكر الماجدي أيضاً ما يلي: (غالبا ما يقترن اسم اللغة للفارسية الوسطى بتسمية اللغة البهلوية).
الرد: اللغة الپهلوية هي لغة كوردية واللهجة الهورمانية الحالية هي نفس اللغة الپهلوية.
5. يذكر الماجدي في جانب آخر من محاضرته ما يلي: (الأفستا المكتوية بلغة فارسية وسطى وبخط آرامي).
الرد: (آڤيستا) الجزء القديم منها (گاتا) مكتوب باللغة الميدية والجزء الحديث منها كتبها الساسانيون باللغة الپهلوية. في زمن المملكة الميدية لم تكن هناك لغة فارسية وسطى، بل كان الفُرس تحت الحكم الميدي ويتكلمون الميدية.
6. وجاء في المنشور ما يلي: (ورأى المحاضر أن الكثير من الفيليين، حالياً، اختار الانتساب، قسراً، للأكراد أملاً في نيل حقوق افضل، ولكي يرموا منهم صفة او تهمة كونهم عجم التي الصقت بهم ظلماً. وقد أصبح اغلب نخبهم في هذا الخيار وأصبح وضعهم القسري الكردي محط سؤال دائم؟)
الرد: تعليقي على هذه الفقرة هو ما يلي: الكورد لم يمتلكوا السلطة منذ سقوط الدولة الساسانية، لذلك لو لم يكن الفيليون كورداً، سوف كانوا يدّعون انهم عرب الذين كانوا ولا يزالون يحكمون العراق أو كانوا يدّعون انهم أتراك خلال فترة الحكم العثماني لنيل حقوقهم. هذا مجرد إدّعاء شخص عروبي عنصري، لا مصداقية له.
نقول للماجدي ولغيره من العنصريين أنّ الفيليين والشرائح الكوردية الأخرى هم أحفاد الإيلاميين والسومريين والميديين، حيث أن أسلاف الكورد كانوا يعيشون في بلاد ميزوپوتاميا (بلاد ما بين النهرَين) قبل هجرة الآراميين إليها بآلاف السنين. إنهم بنات وأبناء سلسلة جبال زاگروس وتوروس، إنهم حفيدات وأحفاد الشمس والنار.[1]