#بيار روباري#
مقدمة:
على مدى (12) عشر عامآ أي منذ إنطلاق الثورة السورية في العام (2011) وبروز القضية الكوردية في غرب كوردستان، على الساحة السياسية السورية والإقليمية والدولية بقوة، وتبلور كيان كوردي على الأرض، منذ ذلك الحين ونحن نسمع أبواق المعارضة السورية القومجية والبعثية والإسلاموية وأبواب النظام الأسدي العبارة التالية:
ما هي حدود إقليمكم، وهل تستطيعون تحديد حدوه على الأرض؟؟ وما هي وثائقكم التي تؤكد بأن هذه المناطق التي تسمونها “روزأفا” هي أراضي كوردية؟؟
ويضيفون على ذلك ويقولون: وماذا ستفعلون بالعرب الذين يقيمون في تلك المناطق، وماذا سنفعل بالكورد المقيمين في المدن مثل: دمشق، حماه، حمص، الرستن، الزبداني، الجولان وحوران وغيرها من المدن؟؟
كل هذه التساؤلات مشروعة ومن حق أي إنسان أن يطرحها، وحتى بعض الكورد أنفسهم، يطرحون مثل هذه التساؤلات من باب المعرفة، وكان على القيادة السياسية الكوردية أن تقوم برسم حدود إقليم غرب كوردستان، مع شرح وافي ومدعوم بالوثائق والأدلة التاريخية والأثار، تثبت كوردستانية هذه الأراضي، ونشرها في الإعلام ليطلع عليها الجميع، ومن حق أبناء الكورد أيضآ أن يعرفوا حدود إقليمهم والمناطق التي يضمها، ولكن الإدارة الذاتية لم تقوم بذلك وهذا عمل غير مبررة من الناحية السياسية، لأن في نهاية المطاف على الطرف الكوردي، تقديم مطالبه السياسية وتحديد حدود إقليمه الفيدرالي الذي يطالب به.
الكثيرين من الكورد طلبوا مني تحديد حدود إقليم غرب كوردستان ووضع خريطة توضح ذلك، مرفقة بشرح وافي ودلائل ووثائق تاريخية كون لي دراسات تاريخ مفصلة عن أغلبية المدن الأثرية في غرب كوردستان (سوريا)، وهذه الدراسات منشورة في جميعها في موقع “صوت كوردستان” ويمكن الإطلاع عليها وتتجاوزا عدد صفحاتها (1000) الألف صفحة. لكن بسبب إنشغالاتي لم يتسنى لي الكتابة عن هذا الموضوع، ووضع خريطة دقيقة، ولو كنت أتقن إستخدام برنامج رسم الخرائط لوضعت خريطة دقيقة 100% لغرب كوردستان، وتشمل مواقع كامل المدن والأنهار والجبال والبحيرات، ودونت أسماء جميع المدن والمناطق والأنهار والجبال بأسمائها الأصلية الكوردية وباللغة الكوردية.
المعارضين السوريين (العربان)، طرحوا هذه التساؤلات ليس من باب المعرفة وحل القضية الكوردية في غرب كوردستان حلآ سلميآ، بل من باب إحراج القيادة الكوردية المتمثلة في الإدارة الذاتية لغرب كوردستان، ودفعها لتقديم خريطة هذا الإقليم بشكل رسمي، ليتهموها بالإنفصال وضم أراضي (عربية) للإقليم غرب كوردستان. الإدارة الذاتية لم تقدم على هذه الخطوة، بقناعتي كان ذلك خطأ سياسيآ، لأن في نهاية المطاف، لا بد للطرف الكوردي تحديد مطالبه السياسية والتي تتمحور الفيدرالية وهذا يستوجب منا رسم حدود إقليم غرب كوردستان، لكي يناقش الطرف السوري مطالبنا مع الطرف الكوردي من ضمنها حدود الإقليم الكوردي.
أقطاب المعارضة السورية والنظام الأسدي، بهذه الخطوة أرادوا إحراج الإدارة الذاتية لغرب كوردستان ودفعها إلى الزواية، لأنهم يعتقدون لن تتجرأعلى طرحة خريطة مرسومة واضحة المعالم، تبين حدود الإقليم والمناطق التي يضمها، وأنهم أنفسهم أي القيادة الكوردية لا تعرف حدود الإقليم الذي تتحدث عنه وتطالب به إضافة يخافون من تركيا. طرح هذا الأمر لم يحرج القيادة السياسية الكوردية، بل تعاملت معه بهدوء ولم تتعاطى معه بإنفعال وردة الفعل، ولا أظن أن القيادة الكوردية تجهل جغرافية غرب كوردستان، لربما لا تعلم بالتفاصيل، ولكنها تعتقد أن الموضوع سابق لأوانه، هذا ما أعتقده شخصيآ.
نيابة عن ملايين الكورد في غرب كوردستان، الذين يتجاوز عددهم (8000.000) ثمانية ملايين نسمة والقيادة السياسية الكوردية، سوف أجيب عن كل تلك التساؤلات التي أشرنا إليها أنفآ وسوف أبين حدود إقليم غرب كوردستان للطرف السوري والكوردي على حدٍ سواء، وكل المهتمين بالشأن الكوردي في غرب كوردستان. ولن أطرح شيئ، دون أن أقدم على ذلك الدلائل والوثائق التاريخية التي تؤكد صحة وجهة نظرنا وكوردية هذه المناطق.
ولهذا سوف أعتمد على الأثار والوثائق والنصوص التاريخية، التي تؤكد كوردية المدن والمحافظات التالية: “باخاز، در- زور، رقه، هسك، هلچ، دلبين، ألالاخ“. لماذا هذه المدن والمناطق دون سواها؟ لأن إقليم غرب كوردستان الحالي يضم هذه المحافظات والمدن وليس لسببٍ أخر. والمدن الأثرية والتاريخية مثل: “گوزانا، هموكاران، أوركيش، إيمار، مبوگ، باب، گرگاميش، أرپاد، سپيرا، أوگاريت، رستن، ألالاخ، پاتين، شمألأ، أگرو، دو-مشك، زبداني، الگولان، خوران، .. إلخ”، كتبنا عنها دراسات تاريخية مفصلة عن كل واحدة منها ولم نتجاهلها، ولكن خلافنا مع السوريين يدور بالأساس حول هوية المدن التي ذكرنا بأسمائها الأصلية الكوردية. ولا شك أن هذا الموضوع سيكون طويلآ بعض الشيئ نظر لتاريخية الأمر، ولذلك سنقسم الموضوع لثلاثة أجزاء وننشرها على حلقات، كي لا يمل القارئ الكريم. بالطبع لن ننشر كل التفاصيل التاريخية الخاصة بهذه المدن ولا الكيان السوري، لأننا لسنا بصدد بحث تاريخي محض، وإنما هو مزيج ما بين التاريخي والسياسي والديمغرافي.
ولمعرفة كامل التفاصيل التاريخية عن تاريخ وهوية تلك المدن والكيان السوري والعراقي، بإمكانكم العودة لدراساتنا التاريخية عن تلك المدن والكيانين السوري والعسكري كما ذكرنا سابقآ، وأسماء أهم الأنهار والجبال في كوردستان وإسم منطقة الجزيره والأنبار في جنوب كوردستان.
دعونا نبدأ الجزء الأول بالكيان (السوري) المصطنع، الذي لا يتعدى عمره (100) مئة عام، وإذا ما كان هذا الكيان كورديآ أم عربيآ ولماذا، وما هي الدلائل.
الجزء الأول
الكيان السوري والوجود السامي في شرق المتوسط
يعود تاريخ أقدم غزو سامي لوطن الخوريين الكورد إلى (3500) قبل الميلاد، بحسب المؤرخ اليوناني الشهير “هيرودوت” والذي أطلق سمي بأبو التاريخ. والمجموعة الأولى من المجموعات السامية التي غزت بلاد الكورد كانوا “الكنعانيين” قادمين من اليمن وإيرتيرا، وإستطونوا ما يسمى حاليآ بإسرائيل وفلسطين، ومنها إنتشروا نحو الشمال أي نحو ما يسمى حاليآ لبنان وسوريا. واليهود هم إحدى القبائل الكنعانية أي ليسوا من أهل المنطقة كما يدعون كذبآ، والفلسطينيين والأرمن، هم جزء من شعوب البحر المتوحشة التي غزت المنطقة من الغرب أيام الدولة الهيتية الكوردية، هم أيضآ ليسوا من أهل المنطقة مثل الكنعانيين وبكلام أخر محتلين.
الغزو الثاني لموطن الشعب الكوردي كان من قبل قبيلة سامية أخرى سميت “الأكديين” حوالي (2400)
وإحتلوا بلاد سومر في جنوب كوردستان وإستوطنوا فيها، بعد قضائهم على الدولة السومرية المتقدمة. ثم تفرع عن الأكديين ما أطلق عليهم (الأشوريين والبابليين) وهم ليسوا شعوب على الإطلاق، وتحدثت عن ذلك في دراساتي التاريخية المختلفة. بابل كانت مجرد مدينة وأكثرية سكانها كانوا من الكورد، أما “أسور” أو أشاور كان مجرد شخص عسكري وصل إلى السلطة، ولقب نفسه إلهآ وبنى إمبراطورية عن طريق سفك الدماء وسياسة الأرض المحروقة وأطلق عليها تسمية الإمبراطورية الأسورية، كما فعل “عثمان طغرل” مؤسس الدولة العثمانية، و”إبن سعود” مؤسس الدولة السعودية.
الغزو الثالث، قامت به قبيلة سميت بإسم “الأموريين” وغزت أرض كوردستان في نهاية الألف الثالث قبل الميلاد، وإستوطنوا في شمال ما يسمى اليوم بالأردن وجزء من البادية السورية. ومع الوقت إنتشروا في عمق الأراضي الكوردستانية بعد أن قويت شوكتهم، وإحتلوا أجزاء من سهل الجزيره الفراتية إضافة إلى منطقة أنبار الكوردستانية في جنوب كوردستان.
ملاحظة: كتابة إسم “الجزيره” بالهاء وليس التاء، لأن الإسم ليس عربي وإنما كوردي، ولا علاقة له بي الجزيرة التي يحيط بها الماء، وإنما مأخوذ عن التسمية الكوردية “جي- زيرا”، أي المكان الذهبي، ولنا دراسة حول أصل هذه التسمية ومعناها وسبب إطلاق هذه التسمية على هذه المنطقة، وكيف المحتلين العربان حرفوا الكلمة.
الغزو الرابع، كان من قبل العرب المسلمين الذين غزوا كوردستان من جنوب شرقها ومن جنوب غربها وإحتلوا كامل كوردستان مع الوقت منطقة بعد منطقة، وتم ذلك في الفترة ما بين الأعوام (637-651) ميلادي، إبان الدولة الساسانية الكوردية. وحينها كان كامل شرق وجنوب كوردستان تحت سيطرة الدولة الساسانية، وغرب كوردستان والشمال الغربي تحت سيطرة الدولة البيزنطية المحتلة لكوردستان وإستمر حكم الرومان والبيزنطيين لكوردستان، بدءً من إحتلال إسكندر المقدوني لها في العام (332) قبل الميلاد وحتى طرد المحتلين البيزنطيين من كوردستان على يد المحتلين العرب في العام (633-636) ميلادي، أي دام حكمهم لكوردستان مدة (900) عام.
وخريطة الدولة الساسانية الكوردية المنشورة أعلاه هذه الأسطر، تدحض أكاذيب العربان والمستعربيين وتفضح إدعائهم أن الكيانات المصطنعة التالية: “سوريا، العراق، لبنان، فلسطين، الكويت، البحرين، قطر، الإمارات وشمال عمان” أراضي عربية. إذا حذفنا دولة اليمن وسيناء ومصر من خريطة الدولة الساسانية الكوردية، فهي تشمل كل أراضي كوردستان بين جنباتها، ما عدا جزء صغير في أقصى شمال غرب كوردستان، الذي ظل في يد المحتلين الرومان – البيزنطيين. وهذه الخريطة في الحقيقة هي أدق خريطة لكوردستان التاريخية، أي قبل أن يغزوا العرب المسلمين الهمج والبرابرة لأراضي كوردستان.
فقدت الدولة الساسانية الكوردية سيطرتها على اليمن وعُمان والبحرين في الفترة ما بين الأعوام (629م) إلى (630م) أثناء خلافة “أبو بكر”. وفي العام (633م)، تمكن العرب المسلمين من إحتلال ما يسمى اليوم بي “الحيرة”. وفي نفس العام أي (633م)، هُزم الجيش الساساني أمام جحافل العرب المسلمين التي كان يقودهم خالد بن الوليد في معركة “ذات السلاسل” والتي أعقبتها المزيد من الهزائم للقوات الكوردية الساسانية. وبحلول العام (634م)، أصبح كامل جنوب كوردستان (جنوب العراق) محتلآ من قبل العرب المسلمين. وفي العام (636م)، إحتل المسلمين كامل جنوب كوردستان بعد معركة “المذار”. وأخيراً في العام (637م)، وقعت معركة “القادسية”، التي قتل فيها القائد الكوردي الساساني الشهير “رستم فرخزاد” ومعظم جنود جيشه، والذي كان يقود قوات المسلمين العرب هو السفاح “سعد بن أبي وقاص”، وهرب الملك الكوردي الشاب “يزدجرد الثالث” من العاصمة “سوسة” وإتجه نحو مدينة “الري”، لكن بعد فترة وجيزة، أي في عام (640م)، إستطاع المسلمون السيطرة على قلب الدولة الساسانية، ولم يكن أمام الملك خيار سوى الهرب باتجاه الشرق. ولكن حاكم مدينة “مرو” رفض مساعدة الملك الهارب!!!! ويُعتقد أن الملك “يزدجرد الثالث” قُتل على يد طحان محلي بالقرب من مدينة “مرو” في العام (651م)، في عهد خلافة “عثمان بن عفان”، وهكذا أصبحت الإمبراطورية الساسانية خاضعة للعرب الذين إستوطنوا في جنوب كوردستان وغربها وعربوها وفرضوا دينهم الشرير ولغتهم على الشعب الكوري، بعد قيام الدولة الأموية والتخلي عن إستخدام اللغة الكوردية البهلوية بعد (20) عشرين عامآ، من إستخدامها في الإدارة وحتى عملتها.
والخارطة المنشورة أدنى هذه الأسطر توضح بشكل جلي، ميزان القوى قبل الغزو العربي الإسلامي الهمجي الشامل لكوردستان، ومع ذلك يتبجح العربان ويقولون: العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، الكويت وبقية الكيانات في شرق المتوسط أراضي عربية!! هل رأيتم أوقح من هؤلاء الدجالين والكذابين والقتلى. هناك شخصان أقرا بكوردية كامل المنطقة هما: الكاتب حسن العلوي، والمؤرخ سهيل زكَّار.
الأول رفض قول العرب أن العراق عربي وقال: الكورد كانوا يعيشون قبلنا في هذه الأرض أي العراق بحوالي (6000) ستة ألاف عام.
الثاني قال للسوريين: لا تجادلوا الشعب الكوردي، فالتاريخ يقف معهم وحدود كوردستان تجتاز مدينة “الرستن” بإتجاه الجنوب بكثير، وإمنحوهم بالقليل من الأراضي التي يطالبون بها، وإلا أنتم الخاسرون.
لقد حاول العرب المسلمين غزو شمال غرب كوردستان (الأنضول) ومعها مدينة إسطنبول البيزنطية لكنهم فشلوا في ذلك، ولو أنهم نجحوا في إحتلالهما، لقالوا اليوم وبكل وقاحة أنها أراضي عربية أيضآ والقسطنطينية مدينة عربية أسسها بني يعرب!!! تمامآ كالأوغاد التتار (الأتراك) الذين يدعون اليوم بأن ما تسمى تركيا اليوم أراضي تتارية ومدينة القسطنطينية مدينة تركية!! هل رأيتم عهرآ أكثر من هذا؟؟ والعربان الذين إحتلوا مناطق شاسعة في أسيا وأفريقيا يسمونها اليوم البلدان العربية!! عجيب وغريب كل شعوب الأرض لهم دولة واحدة، إلا الأوغاد العربان والتتار لهم عدة دول!! وترى نفس هؤلاء المحتلين والمستوطنين (العربان والتتار) لأراضي كوردستان، ينددون بالإستعمار الفرنسي والبريطاني وغيرهم من المستعمرين، وفي المقابل يبررون إحتلالهم للدول والشعوب الأخرى ويسمونه إحتلالهم وإجرامهم (الفتوحات).
معنى إسم سوريا:
إن إسم سوريا مأخوذ عن التسمية الكوردية “خور” والتي تعني شمس، وخور هو إسم إله الشمس عند الشعب الكوردي ولذلك سميوا بالخوريين. ورمز الإله خور هو الشمس. ومنها إشتق الكورد كلمة (سور) والتي تعني اللون الأحمر. ومع الوقت أضيفت للتسمية حرف (آ) فأصبح الإسم أخور ومع الوقت إستبدل حرف (الخاء) بحرف (الهاء) وأصبحت التسمية (آهور)، ولتسهيل عملية النطق إستبدل الأكديين حرف (الهاء) بحرف (السين) فأصبحت التسمية “أسور”، ومن هنا سمى الملك الأكدي نفسه “أسور”، وأعلن نفسه إلهآ إقتداءً بالألهة الكوردية وحتى سرق رمز الإله “آهورا” أي الرجل المجنح ووضع الشمس رمزآ على ذلك الرسم. ومن نفس التسمية إشتق مصطلح “السريان” والأسوريين (الأشوريين). وللمعلومات لا يوجد شعب أسوري (أشوري) في التاريخ، كل ما في الأمر أن الملك “أسور” بنى إمبراطورية، وأطلق عليها إسمه كما فعل “عثمان بن طغرل” مؤسس الدولة العثمانية، والملك سعود مؤسس الدولة السعودية.
فإذا كان هناك شعب (عثماني) وشعب (سعودي) في التاريخ، فعندها يمكن لنا تصديق وجود شعب تحت مسمى (أسوري).
Xor: شمس
Xor —- Axor —- Ahor —- Asor: آسور
Asor —- Asiran —- Sirya: سوريا
وتأكيدآ لكلامنا إنظروا لصورة الإله “آهورا مازدا” الكوردي وقارونها بصورة الملك أو الإله “أسور” الذي حرفه العربان إلى (أشور)، وشاهدوا مدى تشبه ذاك المجرم والدموي بالإله الكوردي المحب، وسرقته للرموز الدينية الكوردية.[1]