بيار روباري
ما يجري حاليآ من إحتلال وغزو لأراضي على مقاطعة “ناغورنو كاراباخ” التي يبلغ مساحتها حوالي (4,403 كم²) وسكانها نحو (160.000) الف نسمة، من قبل جحافل الأذريين الغازيين وعمليات القتل الممنهجة والتهجير القصري لسكانها من الأرمن أساسآ وقلة من الكورد، سياسة إستعمارية تتارية قديمة وليست وليدة اليوم. إن هذه السياسة الإستعمارية الخبيثة والإجرامية، يعود تاريخها إلى (808) ثمانمائة عام، عندما غزا جحافل أجداد هؤلاء التتاريين الحاليين (العثمانيين، الأتراك، الأذريين) بغزو غرب أسيا برمتها وإحتلالها في العام (1215) وميلادي ومن ضمنها أراضي كوردستان.
سياسة الإستيطان السرطانية التتارية وعمليات التتريك للأقوام الأخرى وصهرهم في البوتقة التتارية، وتهجيرالناس من بيوتهم وقراهم ومدنهم وقتلهم وسلب أراضيهم وممتلكاتهم بدأت مع السلاجقة وإستمرت مع الإمارة العثمانية اللقيطة والدموية، التي أسسها عثمان بن أرطغرل في العام (1299) ميلادي، في أقصى شمال غرب كوردستان بمنطقة «سوگوت» المتاخمة لمدينة “أسكي شهر” الحالية، والتي كانت محتلة من قبل المحتلين الرومان والبيزنطيين. وأول مدينة هاجمها “أرطغرل” كانت مدينة “أسكي شهر” وإحتلها وضمها إلى مملكت،ه وهكذا تمكن من السيطرة على كل المدن التي أنشأها المحتلين البيزنطية في كوردستان أي شرق بحر مرمرة ومضيق الدردنيل نتيجة ضعف الدولة البيزنطية بسبب حروبها في أوروبا وصراعتها الداخلية، وفي الأخير تمكن أحفاد “أرطغرل” من ثم محاصرة مدينة القسطنطينية أي إسطنبول الحالية وإحتلالها بالقوة عبر سياسة الأرض المحروقة.
إذا، لا شيئ جديد على الإطلاق فيما يحدث بمقاطعة ناغورنو كاراباخ، ولا في الصور والمناظر الواردة من هناك، فهؤلاء الوحش البشرية التتارية، لم يغيروا من سياستهم الإحتلالية السرطانية الإجرامية هذه ولا مليمترآ واحدآ(1)، حالهم حال العربان محتلي كوردستان والفرس. إنظروا إلى جرائمهؤلاء الوحوش في كوردستان على مدى أكثر من (800) عام. مثل جرائم:
“ديرسيم، پالو، أرارات، آمد، الجزيره، أفرين، سريه كانيه، گريه سپي، شنگال، أزاز، گر گاميش، باب” وغيرها الكثير الكثير.
أضف إليهم إحتلال قبرص والقسطنطينية والبوسنة واليونان ومصر وبلغاريا ورومانيا واليونان وأرمينيا وجزيرة القرم. إن جرائم هؤلاء الوحوش لا تعد ولا تحصى وتحتاج لألاف الكتب، حالهم حال العربان، الذين إحتلوا دولآ عديدة ومنها كوردستان وإستطونوا فيها كالسرطان تحت لافتة الدين الكاذب والشرير، ولم يكن ذلك سوى إحتلال وإستيطان بغيض وإجرامي. والأهم من كل ذلك مذابح الدولة العثمانية بحق الأقلية الأرمنية التي كانت تعيش في شمال كوردستان، والتي راح ضحيتها أكثر من (1000.000) مليون إنسان بريئ، لا ذنب لهم، إنما كان ذلك مجرد إنتقام خسيس من موقف قادة الأرمن، الذين وقفوا مع روسيا ضد الدولة العثمانية أثناء حروبهما الطويلة.
إقليم “ناغورنو كاراباخ” يحده من الغرب أراضي جمهورية كوردستان الحمراء، ومن الجهات الثلاثة الأخرى يحدها أراضي أذربيجان الحالية، وليس للإقليم حدود مشتركة مع دولة أرمينيا الحالية، ولو لا القضاء على الجمهورية الكوردية، لما تمكن الغزاة التتار من إبتلاع هذا الإقليم الذي غالبية سكانه كانوا من الأرمن، ومعهم بعض الكورد.
ولفهم ما حدث ويحدث لا بد من التوقف عند عدة محطات تاريخية وسياسية من خلال إلقاء الضوء عليها والتوقف عند أسباب فشل الدولة الأرمنية في حماية إقليم “ناغورنو كاراباخ” وسكانه الأرمن والكورد، الذين بلغ تعدداهم حوالي (160.000) ألف نسمة، والدروس التي يجب على الكورد والأرمن واليونانيين التعلم منها، ومن هذه المحطات:
1- إلتهاء القيادات السياسية الأرمنية بنهب المال والمناصب وأهمالها للخطر المحدق بشعبها بعد سقوط الإتحاد السوفيتي:
للأسف الشديد القيادات السياسية الأرمنية وزعامتهم، بعد سقوط الإتحاد السوفيتي، إنصب كل إهتمامهم على نهب المال العام وسرقة كل مما يمكن سرقته والوصول للسلطة وأخر همهم كان تحسين الجبهة الداخليةةوابناء عوامل القوة، وأهملوا كليآ الخطر المحدق بشعبهم بداخل أرمينيا وفي إقليم “ناغورنو كاراباخ”، الذي إحتلته التتار قبل يومين وهجروا مئات ألاف الناس. ليس هذا وحسب، بل تناسوا كل
تجارب شعبهم المريرة والمؤلمة والطويلة، مع الأوغاد المحتلين التتار، وتناسوا بأن الروس لا أمان لهم على الإطلاق ولن يدافعوا عنهم فقط لأنهم مسيحيين أرثوذكس مثلهم!! ويذكرونني هؤلاء القادة بالعديد م قادة الكورد الحاليين في جنوب كوردستان وغربها.
قسم كبير منهم على مدى ثلاثين عامآ لم يفعلوا شيئ سوى النهب والسلب وسرقة الأراضي والدخول في صفقات مشبوه مع القيادات التتارية، وشراء القصور وتهريب المال للخارج، وعندما ههاجمهم تنظيم داعش الإرهابي لم يصمدوا أمامه ساعة واحدة!! ولولا دعم الغرب ومقاتلي حزب العمال المتمرسين في القتال، لأريتم مسعود البرزاني وصهره الأرعن وأبنائه ينقادون كالجرذان على يد مقاتلي داعش ويمثل بهم أمام الملأ.
يبدو لي أن القيادات الأرمنية الساسية عديمي الإحساس ولم يتعلموا شيئ مت تجارب شعبهم مع العصابة التتارية التي تحكم أذربيجان والعصابة التتارية التي تحكم تركيا، وكلا البلدين أراضي كوردية وجزء أصيل من كوردستان التاريخية، ولم تقم القيادات الأرمنية الخسيسة بما يجب عليها القيام به سواءً على المستوى العسكري، الأمني وتأمين السلاح والذخيرة المتطورة، وتعزيز حدود الإقليم وتدريب الكوادر وتأمين ممرات برية تربط الإقليم مع الدولة الأرمنية، كون الإقليم محاط من الجهات الأربعة من قبل القوات المعادية، قبل وصول الإمور إلى ما وصلت إليه الأن.
2- معاداة قادة الأرمن للشعب الكوري وتحميله وزر جرائم العثمانيين بحق الأرمن:
لو كان للقيادات الأرمنية عقلٌ سليم ويفهمون في السياسة، لأدركوا بأن الكورد لا علاقة لهم بما حدث لهم على يد الدولة العثمانية. الكورد كانوا يجندون بالقوة في صفوف الجيش العثماني، ومشاركتهم في القتال لا يعني أنهم مسؤولين عن المذبحة التي حدثت للأرمن على يد القوات العثمانية. هذا هراء ولا أساس له من الصحة وكان على القيادات الأرمنية أن لا تقع في هذا الخطأ الكبير، ويعادون الشعب الكوردي، مع العلم أن التتار همم أعداء الشعبين الكوردي والأرمني.
ملايين الكورد في غرب كوردستان خدموا في الجيش البعثي الإجرامي على مدى مئة عام. هل يجوز أن تحمل إسرائيل ما وقع لها في حرب تشرين عام (1973) على يد السوريين لأبناء الشعب الكوردي؟؟ الجواب بالطبع لا.
وهذا التفكير العقيم دفع بهؤلاء الحمقى والأغبياء إلى معادة الشعب الكوردي في كل مكان ومحفل في العالم، وأخذوا بالتحريض ضد الشعب الكوردي، ولم يجنوا من ذلك سوى الخزي والعار والهزيمة. لا بل البعض منهم أخذ يطالب بمدينة أغري، وآمد، وان، جزيره، ماردين وحتى إقليم ألالاخ (إسكندرون)، والإدعاء أنها أراضي أرمنية وسوف يحررونها من المحتلين الكورد!!! فلا تستغربوا هزيمة هولاء أمام
أعدائهم التتار.
3- رفض القادة الأرمن دعم جمهورية كوردستان الحمراء:
لو كان لدة قادة الأرمن السياسيين، بعدُ نظر وعقلية إستراتيجية، لكانوا دعموا وبكل قوة جمهورية كوردستان الحمراء بقيادة رئيسها “وكيل مصطفى” الذي توفي في بلجيكا قبل سنوات، ليس حبآ في الكورد ولا دعمآ لقضيتهم، بل لأجل مصلحتهم الإستراتيجية وبعيدة المدى وذلك لسببين:
السبب الأول:
القادة الأرمن في يريفان كانوا يدرركون حق الإدراك صعوبة لا بل إستحالة الدفاع عن إقليم “ناغورنو كاراباخ” في حال سقطت جمهورية كوردستان الحمراء وإحتلالها من الأوغاد التتار وإحاطتهم بإقليمهم الصغير من الجهات الأربعة. ولكن بسبب حقدهم الأعمى ضد الشعب الكوردي، منعهم من رؤية الحقيقة والخطأ الجسيم الذي إرتكبوه حينها أي في العام (1992) ميلادي. وينطبق على السياسيين الأرمن المثل العربي الشهير القائل: “اوكلت يوم اوكل الثور الابيض”.
كان عليهم دعم جهورية كوردستان الحمراء بكل السبل، لو أرادوا فعلآ حماية إقليم “ناغورنو كاراباخ” ويدفعوا بإتجاة الفيدرالية بين الإقليم والجمهورية الكووردستانية ومن ثم بناء دولة كونفيدرالية مع أرمينيا نفسها. وبذلك كانوا حموا أنفسهم وأنقذوا جهورية كوردستان الحمراء وإقليم “ناغورنو كاراباخ” بدلآ من ضياعهما دون أي مبرر سوى العنجهة والحقد وعدم المسؤولية.
السبب الثاني:
الأن الخطر أصبحت أرمينيا نفسها مهددة بعد بإحتلال تتاري (أذربيجاني) بعد ضياع جهورية كوردستان الحمراء وإقليم “ناغورنو كاراباخ” اللذان إحتلهما نفس العدو والغازي والمدعوم من تتار تركيا. لمن لا يعلم، أرمينا تقع بين فكي كماشة. فمن جهة الشرق والجنوب والجنوب الغربي بإستثناء مسافة قصيرة يحيطها أذربيجان، ومن الغرب تركيا العدو اللدود للشعب الأرمني والكوردي. بمعنى أخر حوالي 85% من حدود أرمينيا هي مع أذربيجان وتركيا، ومع ذلك لم يفعل قادة الأرمن شيئ لحماية أمنهم القومي وهم شعب صغير لا يتعدد عدد سكانه (3000.000) ومساحة بلدهم لا تتعدى (29,743) كيلومتر مربع، وهذا يعني أنه بلد صغير بكل المعايير، ولا يمكن له مجابهة بلد يفوقه ثلاثة مرات مساحة وتعداد سكانه يفوق (8000.000) ثمانية ملايين نسمة ويمتلك نفط وغاز وشبكة علاقات مع كل الدول وخاصة تركيا وإسرائيل، وكليهما يدعمان باكو بأحدث الأسلحة والمعلومات الإستخباراتية، وتملك ساحل طويل على بحر قزوين. في المقابل أررمينا دولة فقيرة يحيط بها عدد من الأعداء ولا تملك أية سواحل ولا نفط ولا غاز ورهنت نفسها للدب الروسي الذي لا أمان له على الإطلاق والدليل إحتلال منطقة أفرين وكاراباخ.
والأن رئيس أذربيجان علييف يهدد بفتح ممر بري بين شطري أذربيجان بالقوة وغلق حدود أرمينيا مع إيران، هذا كله بفضل خساسة قادة الأرمن وإلتهائهم بالأموال والسرقات والكرسي على الطريقة الأسدية والبرزانية الوسخة. هكذا نتائج يمكن لأي شعب أن يحصدها إذا تولى قيادته مجموعة من الإنتهازيين واللصوص والعرصات وعديمي الأخلاق وخالي المسؤولية، تمامآ كعصابة الأسد وعصابة البرزاني والطالباني الذين إقضى بهم قادة الأرمن.
4- رفض قادة أرمينيا دعم الثورة الكوردية في شمال كوردستان وإستقبال زعيمها “عبدالله اوجلان” ومنحه حق اللجوء:
بسبب الحقد الأعمى وقصر النظر وعدم إدراكمهم للخطر الداهم الذي يهددهم، رفض قادة أرمينيا دعم الثورة الكوردية بالسلاح والعتاد وفتح معسكرات جيشها للمقاتلين الكورد بالتدريب على السلاح ومن ثم الإنتقال إلى شمال كوردستان عبر طرق مختلفة، ووههذا أضعف الطرف الأرمني والكوردي على حدٍ سواء. في المقابل رأينا كيف قادة تركيا قدموا كل الدعم لأذربيجان مع العلم أنهم شيعة!!
لو أن أرمينيا قدمت السلاح المطلوب مثل صواريخ “تاوا” مضادة للطيران ولو بحدوده الدنيا على سبيل المثال (200) صاروخ، وضعفهما من الصواريخ المضادة للدبابات والمدرعات من نوع (كورنيت)، ومناظر ليللية وذخيرة وراجمات صواريخ، لقلب الكورد ميزان الحرب لصاحهم في شمال كوردستان منذ زمن بعيد، وكان تركيا إلتهتت بنفسها ورضخت لحقوق الشعب الكوردي، وهذا في مصلحة أرمينا بالدرجة الأولى ولما تجرأت أساسآ تتار أذربيجان بالهجوم على جهورية كوردستان الحمراء، ولا إقليم “ناغورنو كاراباخ” ولا تهديد أرمينا اليوم، لكنهم جنبوا ولم يقدموا شيئ حالهم حال القادة اليونانين القذرين الذين غدروا بقائد ثورة الشعب الكوردي في شمال كوردستان السيد اوجلان الممسجون في جزيرة أميرلي دون وجه حق ونتيجة غدر القيادات اليونانية وتكالب قوى الشر عليه.
عندما يتسلق سياسيين صغار سدة الحكم في أي بلد، من الذين لا يفكرون سوى بمصالحهم الشخصية،
فلا تستغربوا بأن يصل الحال بأرمينيا إلى ما هي عليه واليونان التي أفلست وهددها الوغد اردوغان بأنهم سيأتونها في ذات ليلة بدون ضوء القمر ويلقونونهم درسآ قاسيآ ويذكرونهم بالماضي القريب عندما كانوا يحتلون اليونان. وأعتقد القادة اليونانين أجبن من أن يردوا على اردوغان، وكل هم سرقة قوة الناس والثراء على حساب الشعب. إن وضع الصومال الإقتصادي أفضل من إقتصاد اليونان، وليحمدوا الإتحاد
الذي أنقذهم من الجوع والتفتت بكل معنى الكلمة.
ورفض الحثالة الحاكمة في أثينا منذ عشرات السنوات منح السيد “اوجلان” حق اللجوء ودعم الثورة الكوردية، مع العلم كلا الطرفين الكوردي واليوناني يجابهون نفس العدو الغدار الذي يتحل جزء كبير من أراضي كوردستان، كما يحتل مدينة القسطنطينية والمنطقة التابعة لها برمتها.
5- موقف الدول الغربية تجاه أرمينيا وروسيا:
نظرآ لغباء قادة الأرمن من السياسيين، صدقوا أن الروس سيهبوا للدفاع عنهم وعن إقليم حدود وسكان ناغورنو كاراباخ، لأنهم وقعوا مع روسيا إتفاق تعاون وأنهم مسيحيين أرثوذكس مثلهم، ولذا سيفضلونهم على التتار. يا للحماقة والسذاجة السياسية، كيف يمكن لسياسي عاقل أن يصدق بأن الروس سيتخلون عن مصالهم الإقتصادية الضخمة والجيوسياسية مع أذربيجان، من أجل عيون الأرمن المسيحيين!!! الواضح أن قادة الأرمن لم يتعلموا شيئآ على الإطلاق من تجاربهم المريرة مع الأوغاد الروس.
أما فيما يتعلق بالموقف الغربي، فهو يتصف بالنفاق والدجل، وكل لا أرمينيا وشعبها لا تساوي مصالح إحدى شركاتهم البترولية والغازية، ودعكم من الكلام الرخيص الذي أطلقه بعض السياسيين الأوروبيين على إستحياء. العالم يحكمه المصالح وليس العواطف، ومصالح الغرب وإسرائيل مع أذربيجان حيث البترول والغاز والعداوة مع ايران رغم كلا الدولتان يحكمهما المذهب الشنيعي (الشيعي).
في الختام، نحن أبناء الشعب الكوردي أكثر الشعوب في العالم إحساسآ بمأساة الأرمن من سكان إقليم “ناغورنو كاراباخ” وتعاطفآ معهم، وذلك لثلاثة أسباب هي:
1- تعرض الشعب الكوردي لنفس المصير مئات المرات وأخرها كان في أفرين العام (2018) وشنكال وفي العام (2020) في غريه سبي وسريه كانية في غرب كوردستان.
2- المنفذ واحد تتاري وفي شنكاكل كاب عروبيآ وتركمانيآ.
3- التتار عدونا وعدو الأرمن على حدٍ سواء.
وبقناعتي ككاتب كوردي، إن الخطر زاد على أرمينيا كدولة، وسنجد قريبآ أو بعد سنوات هجومآ أذريآ أو لربما هجومآ مزدوجآ بدعم تركي مستتر، واحد من الشرق والأخر من الغرب لفصل أرمينيا عن ايران وربط غرب أذربيجان بشرقها، ولن تحرك روسيا ساكنآ ولا الغرب على الإطلاق. وهذا سيحدث سواءً اليوم أو في المستقبل، لأن تركيا والدول التتارية الأخرى تسعى وبقوة لربط قلب أسيا مع البحر المتوسط، وهذا له فوائد إقتصادية ومالية وتجارية ضخمة وخاصة خطوط النفط والغاز وخط التجارة البرية الرخيصة.
السؤال: هل سيغير قادة أرمينيا من تفكيرهم العقيم، ويتخلصون من حقدهم الأعمى وينفتحوا على الشعب الكوردي، وتحديدآ في شمال كوردستان وغربها؟؟
أنا أشك في ذلك لأن من يضع صورة جبل “أغري” أو أرارات الكوردي على وثائقه الرسمية ويقول ليلآ ونهارآ، أنه جزء من أرمينيا، لا يمكن للشعب الكوردي التعاون معه ومواجهة الوحش التتاري معآ. بس يتخلص العنصريين الأرمن من حقدهم الأعمى وطمعهم في أراضي كوردستان، عندها يمكن لنا الحديث
عن التعاون المشترك وليس قبل ذلك.
الأمر الغريب لم نسمع صوت القيادات الكوردية خلال كل هذه المأساة الجارية، فمن جهتي أدين هذا الغزو التتاري البربري والوحشي لإقليم “ناغورنو كاراباخ”، مثلما أدنا إحتلالهم لجمهورية كوردستان الحمراء والإحتلال التتاري الكتري لمدينة أفرين وسريه كانية وكريه سبي والباب ومدينة گرگاميش.[1]