بيار روباري
ملايين البشر من حول العالم ومن ضمنهم الكرد يرددون مقولة: “لكل فعلٍ ردة فعل”، لكن 99% منهم لم يسألوا أنفسهم يومآ: ماحقيقة هذه المقولة؟ ما أصلها؟ وماذا تعني بالضبط؟. المهم أن نرد د الأشياء كالببغاوات، كي نظهر للأخرين أننا أناسٌ مثقفون!!
أولآ هذه ليست مقولة، وإنما قانون فيزيائي ينص على التالي: لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار، ومعاكسة في الاتجاه“.
ولحدوث ذلك أو تطبيق هذا القانون، لابد من وجود جسمين على الاقل، أحدهما مصدر قوة الفعل، والثاني مصدر ردة الفعل. ونسمي ذلك قانون القوة وليس قانون الحركة، فهو يحدد القوة المؤثرة على الجسم ولكنه لا يحدد حركته.
كان لا بد من المقدمة العلمية والإنطلاق منها وطرح التساؤل التالي:
#معاهدة لوزان# كانت فعلآ قاسيآ في حق الشعب الكردي ومصيره ومصير وطنه كوردستان، السؤال ماذا كانت رد فعل الكردية؟؟
يؤسفنى أن أقول ردة فعل الطرف الكردي كانت صفرآ!!! وهذا مخالف لقانون الفيزياء الطبيعة. هل يعقل ذلك؟ نعم وهذه هي حقيقة المرة. قد تسألون كيف ذلك؟؟
الرد على تساؤلكم سهل وهو كالتالي:
إن معاهدة لوزان قسمت الشعب الكردي وكردستان إلى أربعة أقسام، كان من الطبيعي أن يرد الشعب الكردي وقواه السياسة بشكل موحد على هذه المعاهدة الإجرامية، ورفضها رفضآ كاملآ وعدم الإعتراف
بها وبالحدود التي فرضوها على هذا الشعب، والتوجه لعصبة الأمم والمطالبة بإلغاء المعاهدة المجحفة بحق الإمة الكردية.
بدلآ من ذلك، سلمت القيادات الكردية بالتقسيم، وجزء إلتهى بحاله ولم نشهد تحركآ واحدآ جماعيآ. بعض الكرد من شمال كردستان حمل حاله وذهب إلى لوزان وقال للمتفاوضين:”نحن الكرد لا نريد دولة قومية مستقلة، نحن والأتراك إخوة ونريد العيش معآ في دولة واحدة”. تمامآ كما طلب المقبور مصطفى كمال ذاك الخسيس واللعين منهم.
ليس هذا وحسب بل إلى اليوم وبعد مرور (100) مئة عام على تلك المعاهدة التي كانت خنجرآ في قلب الكرد، لم يتوحد قادة الكرد ويشكلوا هيئة تتحدث بإسم كل الشعب الكردي داخل كردستان وخارجها، ونقل القضية الكردية من المحلية للساحة الإقليمية والدولية، وطرحها على هيئة الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى.
لو كنا نملك قيادات كردية ذات حس وطني كردستاني، لشكلوا حينها وفدآ مشتركآ يمثل الأجزاء الأربعة من كردستان، ويضم الوفد من أشخاص واعين ويتقنون اللغات ويستعينوا بمحاميين ذوي خبرة دولية ولو بالنقود، ويجهزون مطالبهم ومترجمة على الأقل للإنكليزية والفرنسية والألمانية، ويقوموا بزيارة فرنسا وبريطانيا والإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وعصبة الإمم للإعتراض على بنود المعاهدة ورفضها والمطالبة بإقامة دولة كردية مستقلة إسوةً ببقية الشعوب وإعتماد معاهدة سيفر منطلقآ لمطلبهم، ومبادى الرئيس الأمريكي ويلسون. لم يحدث شيئ من ذلك للأسف الشديد.
لليوم القيادات الكردية السياسية جميعها، لم تخرج من عباءة العشيرة، العائلة، الطرق الدينية، المذهبية، المناطقية ، اللهجة، دكاكين حزبية فردية، أسوأ وأخطر على الشعب الكردي من محتلي كردستان أنفسهم. ملايين الكرد اليوم هم عبيد ومريدين لأصاحبي الدكاكين الحزبية، زعماء العشائر، زعماء الطوائف، زعماء المناطق، زعماء الطرق الدينية مثل: الطريقة النقشبندية، القادرية، الحشيشية، البكداشية، السلفية، الإخوانية، .. إلخ. وهناك ملايين من الكرد يخدمون المحتلين التتار، والعربان والفرس عبيدآ وكلاب مسعورة ويحملون السلاح في وجه شعبهم بشكل بكل وقاحة.
بدلآ من تتوحد القوى السياسية الكردية وتحشد الجماهير الكردية وترفض الحدود السياسية التي فرضها المحتلين (الفرنسيين، الإنكليز، التتار)، وتسعى لتوحيد الأجزاء الثلاثة من كردستان التي كانت تحت السيطرة العثمانية وجعلها دولة احدة تضم القسم الأكبر من الشعب الكردي، إنشغل قادة كل جزء بأنفسهم والنتيجة اليوم هو كالتالي:
1- شمال كردستان:
شعبنا في الجزء من كردستان ممزق بين فرق ونحل لا حصر لها.
جماعة حزب العمال الذين يرفضون الأن دولة كردستان!!
الإسلاميين معظمهم كلاب التتار وهم أيضآ يرفضون الدولة الكردية!!
الكرد العلويين أيضآ عملاء للتتار ولكن لحزب أتاتورك اللعين، ولا يهمهم كوردستان. يبحث عن التائه في زواريب النجف.
جماعة بورقايه، يكتفون بما يقول لهم زعيم الطريقة النقشبندية الملا مسعود قدس سره.
2- جنوب كردستان:
هذا الجزء من كردستان مقسم إلى خمسة مشيخات اللهم زيد وبارك على الحارك:
مشيخة البرزاني:
مشيخة الخنوع ومعادة جميع الكرد ومع ذلك تطمح لإقامة دويلة ولكن بشرطين:
الشرط الأول: أن تضم فقط جزءً من جنوب كردستان، لأن الجماعة لا يحبون وجع الرأس.
الشرط الثاني: أن يحكمها أبناء البرزاني وأحفاده.
مشيخة الشيعة:
مشيخة شنيعة تمارس البلطجة والزعرنة ضد الشعب الكردي بأوامر من قادة الحشد المجرم ونوري الهالكي الذي يعملون كإجراء لدى ملالي طهرن وقم. ويسيطرون علي (50%) خمسين بالمئة من أراضي جنوب كردستان ومن ضمنها مدينة كركوك، شيخان، مندلي، حمريمن، تكريت، دويالا، الموصل، ربيعة هذه المستوطنة الحقيرة.
مشيخة الطالباني:
لا تقل سوءً من مشيخة البرزاني المنافسة لها. ملالي طالبان لا يريدون دولة كردستان مكتفين الجماعة بالسليمانية قنوعين وأنصح بافل طالباني أن يسمي نفسه هو و برهم صالح “قنوع”، بعد أن باعوا مدينة كركوك.
مشيخة الإخوان المسلمين:
تسعى هذه المشيخة إلى أخونة المجتمع الكردي، وحال حلبجة والمناطق التابعة ينطق علنآ بذلك. وبل أكثر من هذا، فإن قادة هذه المشيخة الشيطانية القذرة تريد تغيير نسيدنا القومي الكردي “أي رقيب” أيضآ.
مشيخة قريلان في شنكال:
هذه المشيخة دولة مستقلة بنفسها، لكنها صديقة مخلصة للحشد الشنيعي، ويتنازع عليها: حزب العمال، البرزاني، الحشد الشعبي، تركيا، السنة العرب، وأخيرين الإيزديين. ولكنها فقيرة ولا أحد يرغب في صرف الأموال عليها وإعادة بنائها والبحث عن أبنائها وبنتاتها المفقودات!!!
3- غرب كردستان:
هذا الجزء من كردستان هو الأخر مبعثر ومشتت ما بين عدة قوى وحاله لا يسعد صديق إن وجد. ومن هذه القوى:
دويلة حزب الإتحاد الشرق فراتي:
دويلة ترفع على أفريقيا على إداراتها الرسمية، وكل فترة تخرج علينا بإسم جديد، وشعار وعلم جديد وتراجع جديد. وترفض دولة كردستان لأن الدولة القومية خرجت من الموضة حسب قادة هذه المشيخة ويدعون أن زعيهم اوجلان إبتكر “دولة الشعوب الديمقراطية الخلابية” على الطريقة القذافية.
دويلة المكنسة:
لديها عرمرم وإسم هذا الجيش الجرار والخرار “جيش روز”، ولكنه يعمل تحت إمرة المخابرات التركو-برزانية، وهدفها إنهاء دويلة الإتحاد الشرق الفراتي، وتسليمها للتركي والسوركي وتحديدآ الجنرال أبوعمشة الذي جعل من أفرين سويسر الشرق من حيث العدالة والرقي والتقدم وحقوق الإنسان وبناء الحيطان. ولكن الجماعة يريدون دولة كردستان وفوقها قرغيستان وباكستان لأن طموحهم كبير ولا يقبلون بالشيئ الصغير. وليعلم أنهم يرفعون أكبر علم كردي، وتمكنت الدويلة من فتح مكتب ضخم في مستعمرة أبو عمشة (أفرين المحتلة).
دويلة اردوغان:
هذه الدويلة إبتلعت أكثر من نصف مساحة غرب كردستان، وتسعى لإبتلاع البقية الباقية، لأن كردوغان
يعشق الكرد فمصر على ضمهم جميعآ إلى حضنه. فهناك تنافس بس حبي بينه وبين بشار على إحتضان الشعب الكردي!!!
4- شرق كردستان:
لا يوجد شيئ هناك قسم من أبناء يتعاملون مع نظام الملالي القتلة ومنتفعين منه بحجة كلنا ايرانيين!!!
وهناك بعض التنظيمات الساسية ملتهية بحالها ومكان وجودها، حيث ضيق حكام الشيعة في بغداد الخناق عليهم ومعهم مشيخة الطالباني والبرزاني بضغط من ملامي قم القذرين والحرس الثوري الإهاربي.
الخلاصة أيها الكرد، هذا ما حصده لكم القيادات الكردية السياسية والدينية والعشائرية على مدة (100) قرنٍ كامل. لا تلوموا أحد سوا أنفسكم، أنتم الذين طبلتم وزمرتم وصفقتم لؤلاء المفلسين حتى شبعتم فمبروك عليكم تلك القيادات الوضيعة والخسيسة والفاشلة ومعهم 98% ممن يسمون أنفسهم كتابآ وفنانين وإعلاميين ومثقفين مطبلاتية.
المثقف ليس من ألف كتابآ فقط، والفنان ليس من سجل أغنية ومثل في فيلم، والصحفي ليس ذاك الذي كتب مقالآ، وإنما هم الذين يقودون مجمتعهم ويحرضون الناس على التمرد ضد المحتلين الأجانب ومعهم السلطات الكردية الفاسدة والمستبدة وتحدوا الأصنام، ويناضلون من أجل حرية شعبهم وإستقلال بلادهم، ويسعون لإقامة نظام ديمقراطي وتحقيق العدالة الإجتماعية، وكلآ في مجال عمله.[1]