محمد عيسى
كما كلّ آذار، فجعت عائلة كوردية في #عفرين# بقتل مستوطن من العرب المستقدمين من مناطق سورية أخرى، بمقتل ابنها القاصر بطريقة وحشية.
وقتل الفتى الكوردي أحمد خالد البالغ 16 عاماً طعناً على يد مستقدم، وألقى جثمانه في البئر عقب الإجهاز عليه.
القاتل عامل بمخبز والد المغدور
وليد مده، عم الضحية، قال لشبكة رووداو الإعلامية، الأربعاء (13-03-2024): ابن شقيقي قتل طعناً بالسكين. هناك آثار طعنات على جسده، وألقي في بئر بعد قتله.
وأوضح أن الجاني من القومية العربية واسمه يامين أحمد إبراهيم وهو من أهالي إدلب الذي استقدم للمنطقة بعد احتلال عفرين.
بشأن سبب القتل، لفت وليد مده أن الجاني يعمل في مخبز والد أحمد الذي كان يعمل بدوره في المخبز، مبيناً أن مشكلة حدثت بين الجاني وصاحب المخبز الأسبوع الماضي قام بطرده على إثرها، فقتل ابنه ثأراً.
عم الضحية تابع أن القاتل اصطحب أحمد إلى خارج عفرين وقتله على طريق تل سلور ثم رمى جثته في بئر، مستطرداً أن الشرطة في عفرين قبضت عليه.
واليوم الخميس، انتشل جثمان الفتى المغدور، وسط حالة من الاستياء لدى الأهالي على هذه الجريمة البشعة.
يقتلون كل كوردي
خالد مدي، والد الضحية، قال لشبكة رووداو الإعلامية، إن ابنه أحمد قتل بدون سبب، لتمنعه الدموع من القدرة على التعبير.
إنهم يقتلون كل شخص كوردي، يقولها مدي، بينما يصيح بمناشدته للأطراف المعنية سواء في تركيا أو الحكومة المؤقتة أو إقليم كوردستان بإنزال عقوبة الإعدام بحق قاتل ابنه.
وبيّن أن قاتل ابنه ينحدر من محافظة حماة ويفوق عمره ال 20، وأنه نفذ الجريمة لوحده وفق المعلومات الأولية.
حول تفاصيل الجريمة، أوضح: استدرج ابني ليوصله إلى المنزل، وبعد أن أوصله، أخبره بأن ينتظر ليبيعه قطعة للدراجة النارية، فقال إنها توجد في منزل أخي بإحدى المزارع الفارغة، وحينما وصلا إلى هناك قام بطعنه بواسطة السكين، وأجهز عليه بعدة طعنات وقطعه إرباً، ثم ألقى به في البئر.
وذكر أن القاتل كان يعمل لديهم داخل المخبز، وقد تم تسريحه عن العمل منذ مدة قصيرة، نظراً لخفة وتيرة العمل في الفترة الأخيرة، مؤكداً أنه لم تكن بينهم أي عداوة.
وذكر مدي، أن القاتل قال في محضر التحقيق إنه أقدم على ارتكاب الجريمة لأن والد المغدور قام بتوبيخه وطرده من العمل، مجدداً على أنه ليست لديه أي خلافات مع القاتل.
والد المغدور، أكد أن القاتل قيد الاعتقال في الوقت الحالي، وأنهم سيقدمون دعوى قضائية ضده كي لا يضيع حقنا، وفق تعبيره.
محاكمكم كاذبة
تقول والدته بقلب مكلوم أريد حقي، يجب أن أرى جنازته قبل أن أزيل خيمة عزاء أحمد، يجب إعدامه، فكيفما رخّص بدم ابني، استرخصوا بدمه أيضاً.
وتتابع خلال فيديو مرسل لرووداو، وهي لا تزال في هول الصدمة: لن أذهب لمحاكمكم لأنها كاذبة، وهي مؤسسة على يد القتلة أنفسهم، مضيفة على الجميع النهوض، الدور القادم عليكم، في إشارة إلى استهداف الكورد في عفرين بشكل مستمر.
وتعيد الحادثة الحالية ما حصل ليلة نوروز 2023، حيث هاجم عدد من عناصر فصيل أحرار الشرقية، عائلة بيشمرك الكوردية في منطقة جنديرس بعفرين، ما أدى إلى مقتل أربعة أفراد من العائلة، فرحدين عثمان 43 عاماً، نظمي محمد عثمان 38 عاماً، محمد عثمان 42 عاماً، محمد فرحدين عثمان 18 عاماً، وأصيب أحد أطفال العائلة.
تركيا تتحمل مسؤولية الانتهاكات
في نهاية شباط الماضي، حمّل تقرير ل هيومن رايتس ووتش، تركيا مسؤولية الانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب المحتملة التي يرتكبها عناصر قواتها والجماعات المسلحة المحلية التي تدعمها في الأراضي التي تحتلها في شمال سوريا، كما وثّق حالات اغتصاب لكورديات واعتقال لأطفال قصّر في عفرين الكوردية.
وارتكبت فصائل الجيش الوطني السوري والشرطة العسكرية الاعتقال والاحتجاز التعسفيَّين، والإخفاء القسري، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، وأخضعت عشرات الأشخاص لمحاكمات عسكرية جائرة في ظل إفلات من العقاب، بحسب التقرير.
كما أبلغت نساء كورديات محتجزات عن تعرضهن للعنف الجنسي، بما فيه الاغتصاب، واحتجز أطفال لا تتجاوز أعمارهم ستة أشهر مع أمهاتهم، في الحالات التي وثقتها هيومن رايتس ووتش، ولجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية التابعة للأمم المتحدة، وغيرها من منظمات حقوق الإنسان.
وارتكبت فصائل من الجيش الوطني السوري والشرطة العسكرية المدعومين من تركيا انتهاكات في مراكز الاحتجاز التي يتواجد فيها أحيانا مسؤولون عسكريون ومخابرات أتراك، وفقا لمحتجزين سابقين قالوا أيضا إن المسؤولين الأتراك شاركوا أحيانا مباشرة في تعذيبهم وسوء معاملتهم، نقل عنهم التقرير.
ولفتت هيومن رايتس ووتش، إلى أنه منذ بدء عملية غصن الزيتون التي نفذتها تركيا في عفرين عام 2018، وعملية نبع السلام في القطاع الممتد بين تل أبيض ورأس العين عام 2019، نزح مئات الآلاف من سكان المنطقة من منازلهم.
لاحقا، أقدمت فصائل الجيش الوطني السوري على عمليات نهب وسلب واستيلاء على الممتلكات على نطاق واسع، ولم يسترد غالبية المتضررين ممتلكاتهم أو يتلقوا تعويضا مناسبا، وفق التقرير.[1]