التحديات التي تواجهها كوردستان في ظل الصراع الطائفي في العراق والمنطقة وخيارات التصدي لها -2-
د. مهدي كاكه يي
في الحلقة الأولى تمّ الحديث عن إستحالة العيش المشترك بين الشعوب الشيعية والسُنّية والكوردستانية في العراق ضمن كيان سياسي واحد. لذلك فأن أية محاولة لفرض العيش القسري على هذه الشعوب، سواء كانت من جهات خارجية أو داخلية، ستفشل وهناك طريق واحد لتقرير مصير هذه الشعوب، وهو تأسيسها لكياناتها السياسية المستقلة ليقوم كل شعب بإدارة بلده وإختيار نمط الحياة التي يريدها.
بعد سقوط الحكم البعثي في العراق وفشل هذه الشعوب في العيش المشترك في محاولات مستمرة منذ عام 2003 الى الآن، إكتشف الكثير من مثقفي وسياسيي وعقلاء وعامة المستعربين الشيعة بأنه من المستحيل الحفاظ على الكيان السياسي العراقي الحالي والعيش مع السُنّة والكوردستانيين ضمن هذا الكيان. لذلك بدأت الأصوات الشيعية ترتفع، مطالِبةً بتأسيس إقليم شيعي أو دولة شيعية وتحديد حدود هذه الدولة من قِبل الشيعة أنفسهم قبل أن يتم فرض حدودها من قِبل الآخرين عليهم وقبل أن يتم الإستيلاء على قسم من الأراضي الشيعية وإنكماش الوطن الشيعي. كما أن الكثير من العرب السُنّة أفاقوا من صدمتهم بسبب فقدانهم للسلطة والحكم في العراق ووهم العودة الى الحكم والإنفراد بالسلطة من جديد وأخذوا ينظرون الى الأمور بواقعية ولذلك بدأوا بالتفكير في تأسيس إقليم خاص أو دولة خاصة بهم.
خلال الأيام الأخيرة الماضية جرت تطورات هامة في العراق، حيث قام إرهابيي داعش وعصابات البعث والعشائر السُنّية بالإستيلاء على الموصل وتكريت ومناطق سُنّية أخرى و مُني الجيش العراقي بِهزيمة كبرى وأعلن داعش عن تشكيل الدولة الإسلامية في المناطق التي إستولوا عليها في كل من سوريا والعراق. كما أن الجيش العراقي فرّ مذعوراً من المناطق الكوردستانية المحتلة من قِبل العراق و بذلك تحررت هذه المناطق وعادت الى أحضان كوردستان. كما نرى فأن العراق إنقسم عملياً الى ثلاث كيانات سياسية، كوردستان و الدولة الإسلامية و دولة سومر الشيعية التي تشمل وسط وجنوب العراق بعد أن إنهار الجيش العراقي وإختفى والآن فأن الميليشيات الشيعية هي القوات التي تستند حكومة بغداد عليها في حربها ضد داعش والبعثيين والعشائر السُنّية، بعد إعلان فتوى المرجع الشيعي السيد علي السيستاني بالجهاد للحفاظ على الكيان السياسي العراقي المصطنع.
بالنسبة لِجنوب كوردستان، حصلت تطورات إيجابية كبرى تساعد في تحقيق إستقلال القسم الجنوبي من كوردستان وبناء دولة على جزء من الأراضي الكوردستانية. إسرائيل تدعم بِقوة إستقلال كوردستان وهذا الدعم هو من أهم التطورات الإيجابية التي تساعد على تحقيق إستقلال كوردستان، حيث أن اليهود يسيطرون على مراكز القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من خلال سيطرتهم على الرأسمال العالمي ووسائل الإعلام. كما أن تركيا، لأسباب إقتصادية وسياسية وأمنية لا يسع المجال هنا الخوض فيها، تؤيد إستقلال جنوب كوردستان وهذا تطور كبير آخر، حيث أن تركيا هي المنفذ المهم للإتصال بالخارج للكورستانيين الجنوبيين وأنها كانت أشدّ الدول المحتلة لكوردستان التي وقفت ضد حرية شعب كوردستان وإستقلال كوردستان. يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض إستقلال جنوب كوردستان وأنها في النهاية ستدعم هذه الخطوة وأن عدم رد فعل الأمريكيين تجاه تحرير مدينة كركوك الغنية بالبترول من قِبل القوات الكوردستانية، هو ضوء أخضر لمُضي حكومة جنوب كوردستان في تحقيق مشروع الإستقلال. كما تشير الأنباء بأن كلاً من بريطانيا وفرنسا تؤيد إستقلال كوردستان وأن هذا التأييد مهم جداً للكوردستانيين، حيث أن هاتين الدولتين هما عضوتان دائميتان في مجلس الأمن ولهما نفوذ كبير في العالم.
الى جانب التطورات الإيجابية التي تدعم مشروع الإستقلال الكوردستاني، فأن هناك تحديات كبيرة أمام هذا المشروع التاريخي. إرهابيو داعش وعصابات حزب البعث أعلنوا إنشاء دولة جارة لجنوب كوردستان والتي تُشكل تهديداً كبيراً للأمن الوطني الكوردستاني. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فأن حكومة الملالي في إيران التي تحتل جزء من كوردستان، تبذل كل ما تستطيع لإفشال إستقلال جنوب كوردستان. تستخدم إيران ثلاث وسائل لتحقيق ذلك، أولاً: التدخل العسكري المباشر، وخاصة بإستخدام سلاح الطيران، حيث أن الحرس الثوري الإيراني يساند الآن الحكومة العراقية الشيعية في قتالها لإستعادة المناطق التي إستولى عليها البعثيون والإرهابيون، الى جانب العشائر السُنّية. ثانياً: عن طريق مساندة الأحزاب الإسلاموية الشيعية في العراق للحيلولة دون تفكك الكيان العراقي المصطنع. إذا ما نجحت إيران والقوات الشيعية العراقية في دحر الإرهابيين والبعثيين، فأنهم سيوجهون فوهات مدافعهم وبنادقهم نحو الكوردستانيين في جنوب كوردستان لإحتلال جنوب كوردستان وحرمان شعب كوردستان من التمتع بحريته وإستقلاله. ثالثاً: خلق حرب أهلية في جنوب كوردستان بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني، الذي له علاقة قوية بحكومة طهران بِحُكم جوار منطقة نفوذ الإتحاد الوطني مع إيران. قد يتم جر حزب العمال الكوردستاني من قِبل الإيرانيين الى هذه الحرب والوقوف ضد الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث أن العلاقات بين حزب العمال وإيران جيدة. إذا نجحت إيران في إشعال الحرب الأهلية في جنوب كوردستان، ستكون هذه الحرب من أخطر التحديات التي سيواجهها شعب كوردستان في تحقيق إستقلال القسم الجنوبي من كوردستان.
إن الوضع السياسي والأمني السئ في العراق وبروز معالم حرب إقليمية طائفية في المنطقة، تضع القيادة الكوردستانية في الإقليم أمام تحمّل مسئولياتها الوطنية تجاه شعب كوردستان وتحرير بلاده من الإحتلال الإستيطاني. منذ اكثر من 2500 سنة، اي منذ إنهيار الإمبراطورية الميدية، يناضل شعب كوردستان في سبيل تحرير وطنه من الإحتلال و قدّم الملايين من أبنائه وبناته قرباناً للحرية والإستقلال وينتهز الفرص منذ ذلك الوقت لتحقيق هذا الهدف الذي يتطلع الى تحقيقه كل الكوردستانيين. التحديات الكبرى التي يواجهها شعب كوردستان تُحتّم على حكومة كوردستان أن تتهيأ وتستعد لِصد والتغلب على هذه التحديات من خلال:
1. على القيادة السياسية في جنوب كوردستان أن يرتبّوا البيت الكوردستاني ويوحّدوا صفوفهم وكلمتهم ويرفعوا شعار إستقلال كوردستان. هناك تخوّف من وقوف بعض الأحزاب الكوردستانية المقرّبة من حكومة الملالي في إيران، ضد إستقلال كوردستان والعمل على إضعاف وحدة القيادة الكوردستانية، بتحريض من إيران. كما يجب على الأحزاب الكوردستانية في جنوب كوردستان أن لا تجذبهم فُتات الحكومة العراقية، من مناصب وإمتيازات، بل التمسك بتحقيق إستقلال كوردستان الذي ينتظره شعب كوردستان منذ 2500 سنة وراحت في سبيله أرواح الملايين من خيرة بناته وأبنائه. إن شعب كوردستان شعب واعٍ اليوم وأن أية جهة كوردستانية تقف في طريق وحدته وحريته وإستقلاله ستنتهي سياسياً وتختفي على المسرح السياسي الكوردستاني وستلعنه الأجيال الكوردستانية وسيكون مكانها مزبلة التاريخ.
2. يجب إستثمار الفرصة التاريخية المتاحة الآن للكوردستانيين وتحرير كامل التراب الكوردستاني في جنوب وغرب كوردستان ووضع المصلحة الوطنية الكوردستانية فوق المصالح الحزبية والفئوية وتوحيد وتنسيق النضال بين حكومة إقليم الجنوب وإقليم الغرب وتحرير الأراضي الكوردستانية في الإقليم الغربي، وصولاً الى البحر الأبيض المتوسط ليكون لكوردستان منفذاً بحرياً، يكسر طوق الحصار المفروض عليها من قِبل الدول المحتلة لكوردستان.
3. يجب على حكومة إقليم جنوب كوردستان معاملة كافة مواطني كوردستان بالتساوي، بغضّ النظر عن قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم، لخلق مجتمع كوردستاني متجانس، يتحلى مواطنوه بروح المواطنة والإنتماء الى كوردستان. يجب أن تتحقق كافة الحقوق القومية والثقافية والدينية والمذهبية لكافة القوميات ومعتنقي الأديان والمذاهب من كلدان وسريان وآشوريين وتركمان وعرب وأرمن وكورد وسُنّة وشيعة وإيزديين وشبك وكاكَيين وغيرهم.
4. إن تهيؤ شعب كوردستان لإعلان إستقلال كوردستان هو حدث تاريخي عظيم وفريد في تاريخ شعب كوردستان والذي يتطلب حِراكاً شعبياً عارماً وفعاليات كبرى لجلب إنتباه دول العالم والرأي العام العالمي نحو القضية الكوردستانية وحق شعب كوردستان في التمتع بحريته وإستقلال بلاده، إلّا أنه من المؤسف لحد الآن لم تظهر بوادر فعاليات ونشاطات جماهيرية كوردستانية لِدعم ومساندة وتأييد إجراء إستفتاء شعبي لإستقلال جنوب كوردستان والترحيب بهذا الحدث التاريخي العظيم في حياة شعب كوردستان. يجب تشكيل تنسيقيات وهيئات للقيام بأعمال جبارة يُسمع صداها في كافة أنحاء العالم وتجذب إنتباه دول العالم وحكوماتها وشعوبها. يجب تأسيس هيئات لتنظيم مسيرات ومظاهرات كبرى عارمة في كوردستان والبلدان الغربية وفي كل مكان يتواجد فيه الكوردستانيون وإقامة المعارض والحفلات والمهرجانات وإلقاء المحاضرات وإقامة الندوات وتوجيه إعلامي مركز ومكثف على إستقلال كوردستان. كما يجب تشكيل وفود رسمية وشعبية للإتصال بمختلف زعماء وحكومات وبرلمانات العالم والمراجع الدينية ومجتمعات المجتمع المدني فيها لشرح القضية الكوردستانية وقرار حكومة جنوب كوردستان بإجراء إستفتاء لإستقلال جنوب كوردستان.
إن قيام مجموعة من الكُتّاب والمثقفين الكوردستانيين بتأسيس مركز الإعداد لإستقلال كوردستان و تحديد هيئة تحضيرية لإعداد كرنفال جماهيري مليوني في إقليم جنوب كوردستان لدعم إعلان استقلال كوردستان، هو عمل عظيم يستحق كل التقدير والدعم والمساندة و يجب القيام بالتخطيط لمزيد من المبادرات الجماهيرية الكبرى وإدامتها الى أن يتحقق إستقلال جنوب كوردستان.
5. يجب عدم ربط إستقلال جنوب كوردستان بِنوري المالكي أو غيره من الحكّام الذين يحكمون في بغداد، بل رفع شعار تحرير كوردستان من الإحتلال و إستقلالها. كما ينبغي على حكومة جنوب كوردستان الإمتناع عن المشاركة في الحكومة العراقية وأن يُقدّم البرلمانيون الكوردستانيون المنتخَبون كأعضاء في البرلمان العراقي، إستقالاتهم وإنهاء تبعية جنوب كوردستان للكيان العراقي المصطنع. على الكوردستانيين أن لا تغرّهم المناصب والإمتيازات التي يحصلون عليها في بغداد، بل يجب أن يعملوا ليكونوا أسياداً في وطنهم، كوردستان ويبنوا دولة ديمقراطية حضارية متقدمة، تساهم في تقدم وتطوير الحياة الإنسانية على كوكبنا.
6. يجب تحرير كافة الأراضي الكوردستانية في إقليم جنوب كوردستان من الإحتلال ووضع خطط دفاعية محكمة وناجحة للدفاع عن الحدود الكوردستانية، حيث أن الإقليم مهدّد من قِبل الإرهابيين الإسلامويين وعصابات حزب البعث والقومويين العروبيين. كما أن القوى الإسلاموية الشيعية والمرجع الديني الشيعي السيد علي السيستاني يهددون شعب كوردستان في الإقليم ويقفون بِوجه النضال الكوردستاني في التحرر والإستقلال، بِحُجة الحفاظ على وحدة الكيان السياسي العراقي، حيث أنهم فيما لو نجحوا في القضاء على الإرهابيين الإسلامويين وعصابات حزب البعث والإنتفاضة السُنيّة في العراق، فأنهم سيحاولون إحتلال إقليم جنوب كوردستان، وخاصة المناطق الكوردستانية المحررة في الآونة الأخيرة مثل كركوك وغيرها. الأمر الأخطر في الموضوع هو إحتمال مشاركة الحرس الثوري الإيراني في الحرب ضد كوردستان الى جانب الأحزاب الإسلاموية الشيعية العراقية، رغم أن هذا الأمر قد يكون مستبعداً بسبب وقوف الكثير من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية و كذلك دولة إسرائيل ضد أي إعتداء إيراني محتمل على كوردستان. لذلك يجب وضع خطة عسكرية متقنة لحماية كل شبر من الأراضي الكوردستانية، وخاصة كركوك التي تكون وارداتها البترولية دعامة للإقتصاد الكوردستاني وخاصة في السنوات الأولى بعد إستقلال جنوب كوردستان، حيث لابد أن تعتمد دولة كوردستان فيما بعد على المشاريع الزراعية والصناعية والسياحية كدعائم رئيسية للإقتصاد الكوردستاني. يجب ربط الأنابيب التي تنقل نفط كركوك الى الخارج، بالأنبوب النفطي الكوردستاني بالسرعة الممكنة للقيام بتصدير نفط كركوك الى الخارج لضمان الإستقلال الإقتصادي الكوردستاني والتمكّن من إدارة كافة المناطق الكوردستانية وتوفير العيش الكريم للمواطنين الكوردستانيين وبناء وتطوير كوردستان.
7. يجب عدم السماح مطلقاً للجيش العراقي بالعودة الى المناطق المحررة بِحجة تشكيل قوات مشتركة مع الپێشمەرگە لحماية المناطق التي كانت مشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي. يجب تحرير كافة المناطق الكوردستانية التي إحتلتها القوى الإرهابية. إن إلمامي بالعلوم العسكرية محدود جداً، ومع ذلك أستطيع القول بأن هناك أخطاء عسكرية خطيرة ترتكبها قيادة قوات الپێشمەرگە وهذه الأخطاء تدل على عدم مهنية وكفاءة القادة العسكريين. على سبيل المثال سمحت قوات الپێشمەرگە للجيش العراقي في عام 2010 على ما أعتقد، بإحتلال سلسلة جبال حمرين التي هي الحدود الطبيعية لكوردستان وكذلك ناحيتَي جلولاء والسعدية التابعتَين لقضاء خانقين، وإحتفظ قوات الپێشمەرگە بمدينة خانقين فقط. من الناحية العسكرية فأن مدينة خانقين كانت ساقطة بيد الجيش العراقي، نظراً لوقوعها في منطقة سهلية تحت مرمى المدافع والدبابات العراقية. من السُخرية أن أحد القياديين البارزين للإتحاد الوطني الكوردستاني صرح آنذاك بأن كلاً من المدينتَين المذكورتَين ليست مهمة، بل أن مدينة خانقين هي المدينة المهمة. أولاً، كما تم ذكره أعلاه، فأن مدينة خانقين غير محمية عسكرياً، حيث أنها تفتقر الى خطوط دفاعية إستراتيجية للدفاع عنها، وثانياً فأنه لا يمكن التفريط بِشبرٍ واحد من الأراضي الكوردستانية ولا يحق لأحد أن يتنازل عنه. لذلك ينبغي تحرير كافة الأراضي الكوردستانية، بما فيها سلسلة جبال حمرين الإستراتيجية. إن الظروف الحالية مهيئة للكوردستانيين لتحرير جميع الأراضي الكوردستانية وعليهم القيام بذلك دون أي تهاون أو تأخير.
8. يجب على حكومة كوردستان أن تمنع منعاً باتاً تشكيل ميليشيات في كوردستان، خاصة في المناطق المحررة حديثاً ومنع المظاهر المسلحة وأن تكون قوات الپيشمەرگه هي القوة العسكرية الوحيدة في كوردستان، بالإضافة الى قوات الشرطة والأمن. إن السماح بتشكيل ميليشيات سيُشكّل خطراً كبيراً على الأمن الوطني الكوردستاني.
9. إن الظروف التي تمر بها كوردستان والعراق ومنطقة الشرق الأوسط، تتطلب أن تعلن حكومة إقليم جنوب كوردستان التعبئة العامة و تدريب جميع مواطني كوردستان، القادرين على حمل السلاح والراغبين في التطوع للدفاع عن وطنهم، على مختلف أنواع الأسلحة والمهمات الدفاعية الأخرى مثل الدفاع المدني وإطفاء الحرائق ونقل وتضميد وعلاج الجرحى والمصابين وتوفير الأغذية والأدوية والملاجئ ووسائط النقل وغيرها التي تتطلبها البلاد أثناء الحروب وإندلاع القتال والمعارك.
10. القيام بِسن قانون للخدمة العسكرية الإلزامية وأن تكون مُلزَمة للجنسَين وأقترح أن تكون مدة الخدمة الإجبارية 6 أشهر، حيث يقوم الجندي المكلّف بالتدريب المكثّف على مختلف أنواع الأسلحة والتزوّد بالعلوم العسكرية اللازمة، مع تخصص كل جندي في صنفٍ معيّن من صنوف الجيش. كما يمكن أن تتخصص النساء بشكل خاص في صنوف الطبابة والدفاع المدني و الإسعافات الأولية والإتصالات السلكية واللاسلكية والتموين والمخابرات وما شابه.
11. تسليح الپيشمەرگه والشرطة والأمن بأسلحة وأجهزة عسكرية حديثة ومتطورة. يمكن شراء أسلحة ومعدات عسكرية من إسرائيل ودول وشركات عالمية، لتكون القوات المسلحة الكوردستانية قادرة على الدفاع عن حدود كوردستان وحفظ الأمن الداخلي، حيث تواجه كوردستان مخاطر كبيرة من جانب الدول المحتلة والقوى الإرهابية والطابور الخامس للدول المحتلة لكوردستان.
12. أعتقد أن تدريب قوات الپێشمەرگە في الوقت الحاضر لا يرتفع الى المستوى المطلوب، حيث أن أفرادها يتمتعون بإجازات مددها تبلغ أضعاف حضورهم. في هذه الظروف المصيرية يجب أن تتمتع أفراد الپێشمەرگە بالإجازة لمدة أسبوع واحد فقط شهرياً. كما أن برامج التدريب الحالية سيئة ولا ترقى الى مستوى التحديات التي تتعرض لها كوردستان. يجب التعاقد مع خبراء عسكريين إسرائيليين و أمريكيين وأوروبيين، سواءً عن طريق إبرام إتفاقيات مع حكومات هذه الدول أو إبرام عقود شخصية مع خبراء عسكريين متقاعدين من مواطني هذه الدول. كما أنه فيما لو أن تسليح الپێشمەرگە يعتمد حالياً على الأسلحة التي حصلوا عليها عند إنهيار نظام صدام حسين في عام 2003، فأن هذه الأسلحة هي أسلحة قديمة لا يمكن الإعتماد عليها في حماية جنوب كوردستان والدفاع عن شعبه. عليه يجب شراء أسلحة متطورة من إسرائيل وكذلك من دول أخرى، سواء عن طريق عقد صفقات شراء الأسلحة مع حكومات هذه الدول أو عن طريق شرائها من شركات وجهات في الأسواق العالمية لتوفير أسلحة دفاعية فعالة ضد أي إعتداء سواء عن طريق الطائرات الحربية والطائرات السمتية أو عن طريق القوات البرية.
13. ضمن قوات الپێشمەرگە، يجب تشكيل قوات عسكرية خاصة، تتمتع وحداتها بالمرونة والتنقل والتحرك الدائم واللامركزية في إتخاذ القرارات، للتغلب على التفوق العسكري العددي والنوعي والتسليحي للأطراف المُعادية. عند التفوق العسكري للعدو أو إحتلال مدن وأراضي كوردستانية، لا يمكن القيام بحرب الخنادق وجهاً لوجه، بل يجب إتباع حرب العصابات وحرب المدن. يمكن بناء وحدات عسكرية صغيرة على شكل خلايا تتألف كل خلية من 10 الى 12 فرداً. ينبغي أن تتسلح القوات المسلحة الكوردستانية بأسلحة دفاعية، مثل الألغام و مضادات الآليات المصفحة ومضادات الهليوكوبتر ومضادات الطائرات وبنادق القنص والقنابل اليدوية والمفرقعات وغيرها. ينبغي أيضاً إنتشار القوات المسلحة في أكبر رقعة جغرافية ممكنة لإجبار العدو على نشر قواتها وبالتالي تشتيت قواتها و إضعافها و التغلب عليها. هكذا ترتبط الخلايا مع بعضها و تُشكّل وحدات أكبر، كما في الجيوش النظامية. لذلك ينبغي إعلان التعبئة العامة والقيام بتدريب كافة الكوردستانيين القادرين على حمل السلاح وتعليمهم الصنوف العسكرية المختلفة و حرب العصابات في الجبال والأرياف و حرب المدن ومكافحة الإرهاب.
mahdi_kakei@hotmail.comn
[1]