سقوط شنگال وزوممار، أسبابها وعواقبها والتصدي لها
د. مهدي كاكه يي
إن إقليم جنوب كوردستان يواجه تحديات خطيرة، تتطلب توفير مستلزمات التصدي لها والخروج منها منتصراً. عدم قدرة الپێشمەرگە على حماية شعب وأرض كوردستان كانت متوقعة ولا يعود هذا العجز لأسباب آنية، بل أنه مرتبط بالخلل الكبير الموجود في إدارة شئون الإقليم والذي بحاجة ملحة لتصحيح هذا الخلل الذي يتطلب القيام بإجراءات وإصلاحات جذرية كبرى. أشك برغبة وقدرة القيادات السياسية الحالية للإقليم على تنفيذ هذه الإصلاحات لِكون هذه القيادات هي قيادات عائلية وعشائرية كلاسيكية متخلفة، غير مؤهلة وعاجزة عن خدمة شعب كوردستان وقيادته الى حيث الحرية والإستقلال والتطور والتقدم والرفاهية.
أشير هنا الى مفاصل الخلل الموجود في إدارة إقليم جنوب كوردستان وبإختصار شديد، حيث حددتُ هذا الخلل بالتفصيل في الدراسات المنشورة لي.
1. إنعدام قيادة سياسية موحدة: ها قد مرت 23 سنة على إنشاء إقليم جنوب كوردستان ولا يزال الإقليم عملياً له قيادتان سياسيتان تتمثلان في الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني، حيث يمتلك كل منهما ميليشياته الحزبية الخاصة به وقواته الأمنية وميزانيته. هكذا نرى أنه رغم مرور 23 سنة على الحكم الكوردستاني في الإقليم، لا تزال الإدارة فيه مقسمة عملياً بين الحزبَين الحاكمَين وأن هناك إدارتَين متنافستَين و متصارعتَين لهذين الحزبَين، دون الإحساس بالمسئولية الوطنية التي تستوجب توحيد الإدارتَين عملياً ليتم القضاء على المراكز المتافسة المتصارعة لتوحيد القرارات والأوامر والبرامج والإستراتيجيات في إدارة الإقليم.
2. الهيمنة الحزبية: لا يزال الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني يتدخلان في كل صغيرة وكبيرة في شئون حكومة الإقليم وأنهما الحاكمان الفعليان وأن البرلمان والحكومة هما ديكوران، لا حول لهما ولا قوة. يتدخل أفراد هذين الحزبَين في شئون السلطات التنفيذية والقضائية والبرلمان ومنظمات المجتمع المدني، وهذا يعني إنعدام مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية وشعبية مستقلة، غير خاضعة لسلطة الحزبَين. هذا الأمر يخلق الفوضى في إدارة الإقليم وفي وضع برامج عمله وإستراتيجياته وتنفيذ مهامه.
3. الهيمنة العائلية: إن الحزبَين الحاكمَين في الإقليم في الحقيقة هما واجهتان لحُكم عائلتَين، تسيطران عملياً على الحكم و تتحكمان بمصير سكان الإقليم وتقومان بتحديد السياسات والإستراتيجيات والخطط والبرامج والعلاقات الخارجية وتهيمنان على جميع مفاصل مؤسسات الإقليم، بما فيها الشركات والإستثمارات الأهلية. من هنا يظهر مدى خطورة سيطرة هاتَين العائلتَين المتنافستَين والمتصارعتَين على مقدرات الإقليم والتي تتسبب في إنتشار الفساد المالي والإداري والمحسوبية وتحكّم أفراد العائلتَين بِمصير الإقليم. إن هؤلاء الأفراد يفتقدون الى الكفاءة والتجربة والممارسة والمؤهلات والتي تقود الى الفشل و تسير بِسكان إقليم جنوب كوردستان الى حيث الإبادة و الهزائم وتُبقي كوردستان محتلة.
4. الفساد الإداري والمالي: إستحواذ العائلتَين المذكورتَين والقيادات الحزبية التي تخدمهما على مقدرات الإقليم، خلقت فساداً مالياً وإدارياً خطيراً، حيث أن أفراد العائلتَين وقيادات حزبَيهما مشغولون بِجمع الغنائم ونهب وسرقة أموال الشعب وإحتكار الشركات العاملة في الإقليم وكذلك الإستثمارات الجارية فيه وإحتكار المناصب والوظائف والإمتيازات وبناء القصور والڤلل ومحاربة المواطنين غير الحزبيين وغير الموالين لهم في رزقهم، بينما تعيش غالبية سكان الإقليم في فقر وعوز، يبذلون جهودهم أن يوفروا لقمة العيش لهم ولأسرهم. بهذا الإستحواذ على السلطة والثروة، عزل حكام الإقليم أنفسهم عن الشعب وفقدوا ثقته بهم وموالاته لهم.
5. هيمنة الدول المحتلة لكوردستان: إن تقسيم الإقليم الى منطقتَين للنفوذ ووجود مركزَين للسلطة والقوة والنفوذ والتنافس والصراع بين هاتين السلطتَين على النفوذ والثروة، قسّمت الإقليم الى منطقتَين، إحداهما للنفوذ التركي والثانية للنفوذ الإيراني، وبذلك أصبح الإقليم ساحة مفتوحة للمخابرات التركية والإيرانية و تابعاً إقتصادياً وسياسياً لهاتَين الدولتَين اللتين تحتلان شمال وشرق كوردستان. هكذا فأن كافة أسرار وإستراتيجيات وخطط الإقليم هي تحت أيدي هاتَين الدولتين ودول أخرى معادية. كما أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني يدور في فلك السياسة التركية، بينما الإتحاد الوطني الكوردستاني يدور بدوره في فلك السياسة الإيرانية. نتيجة تقاطع المصالح التركية والإيرانية في المنطقة ونظراً لسياسة فرق تسد التي تتبعها الدول المحتلة لكوردستان، فأن سياسة هذين الحزبين تتقاطع ولا يستطيعان توحيد الإدارتَين و خلق حُكم القانون والمؤسسات ورسم إستراتيجية موحدة ومصدر قرار واحد وبناء جيش مهني موحد للدفاع عن كوردستان.
6. قوات الپيشمرگه
أ. عدم تأسيس جيش كوردستاني: لا يزال الپيشمرگه عبارة عن ميليشيات حزبية، دون أن يتم تأسيس جيش كوردستاني مهني موحد، يكون ولاؤه لكوردستان وليس للأشخاص والأحزاب. لِنقارن الإقليم بهذا الصدد مع إسرائيل، لنتعرف على البون الشاسع بين ما أنجزته إسرائيل و الإقليم في هذا المجال. بعد أسابيع من الإعلان الرسمي لتأسيس دولة إسرائيل، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بن غوريون بِحل جميع المنظمات اليهودية المسلحة في إسرائيل، مثل منظمة الهاجاناه و منظمة شتيرن و منظمة الإرجون، و المنظمة الأخيرة كان يقودها مناحيم بيگن، و ذلك لتأسيس جيش الدفاع الإسرائيلي. عندما كانت سفينة ألتالينا في طريقها الى إسرائيل، مُحملة بأسلحة تعود لمنظمة الإرجون الصهيونية، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بن غوريون بإغراق السفينة المذكورة في البحر لمنع إستمرار تواجد الميليشيات المسلحة في البلاد. في جنوب كوردستان، بعد مرور 23 عاماً على الحكم الكوردستاني لا يزال كل حزب له ميليشياته، و أن حكام جنوب كوردستان لم يؤسسوا لحد الآن جيشاً مهنياً موحداً ليدافع عن مصالح سكان الإقليم ويكون ولاؤه لكوردستان وليس للأحزاب. كيف يستطيع الپيشمرگه أن يدافعون عن كوردستان في الوقت الذي يفتقرون الى قيادة عسكرية موحدة ويستلمون أوامر متناقضة ومتضادة من أحزابهم؟!
ب. إفتقار الپيشمرگه للمهنية العسكرية: بسبب كون الپيشمرگه مجرد ميليشيات حزبية و إختيار أفرادها على أسس الولاء الشخصي والعائلي والعشائري والحزبي، يفتقد معظم الپيشمرگه الى الكفاءة والشروط المطلوبة التي تؤهلهم ليكونوا مدافعين مهنيين عن كوردستان. هناك الكثير من ضباط الپيشمرگه الذين هم أمّيون لا يعرفون القراءة والكتابة، و هناك ضباط لم يدخلوا الى أية دورة عسكرية وتم منحهم رُتب عسكرية لِكونهم حزبيين. كيف يستطيع الضابط الأُمّي والضابط الذي لم يخضع للتدريب العسكري و لم يتلقَ دروساً عسكرية ولا إلمام له بالعلوم العسكرية، أن يضع الخطط العسكرية ويقود جنوده وينتصر في الحرب؟
كما أن القيادات العسكرية هم من قادة الحزبَين الحاكمَين الذين لا إلمام لهم بالعلوم والفنون العسكرية، بل قد يكونون من الپيشمرگه الذين شاركوا في الثورات الكوردستانية المسلحة ولهم خبرات في حرب الأنصار (حرب العصابات). إن الكوردستانيين الآن يديرون إقليم الجنوب ولهم أسلحة ثقيلة ولذلك فأن الحروب التي يخوضونها هي حروب جبهوية وحروب المدن والشوارع التي تختلف كلّياً عن حرب الأنصار المبنية على الكرّ والفرّ أي أُضربْ وإهربْ. الپيشمرگه وقياداتها العسكرية الآن بحاجة الى التدريب العصري للتزوّد بمختلف العلوم والفنون العسكرية الحديثة في مجال الأسلحة والتدريب والتموين والمخابرات والدفاع المدني وإدارة الحروب وتأمين سلامة المدنيين والإتصالات والحروب النفسية والدعائية ودور الإعلام وغيرها من الأمور المتعلقة بالعلوم العسكرية.
ج. التدريب والتسليح والتموين: يفتقد الپيشمرگه الى الإنخراط في دورات عسكرية مهنية لتعليمه العلوم والفنون العسكرية والتدريب على مختلف أنواع الأسلحة وينعدم الإنضباط العسكري في صفوف الپيشمرگه. كما أنه لا يتم التدريب اليومي للپيشمرگه للإحتفاظ بلياقتهم البدنية والتواصل مع الفنون والعلوم العسكرية. لم تُهئ القيادة السياسية والعسكرية المستلزمات التي يحتاج إليها الپيشمرگه والتي تتطلبها الحروب من تدريب مكثف متواصل وفتح دورات عسكرية ذات مستويات عالية لتخريج پيشمرگه، مُسلّحين بالعلوم والفنون العسكرية المتطورة وكذلك وضع خطط التموين.
كما أن الپيشمرگه يعيشون في حالة يُرثى لها، حيث يعيشون في فقر وعوز، لا يتم منحهم رواتبهم بإنتظام وشهرياً لإعالة أنفسهم وأُسرهم، حيث يستلمون الرواتب بين فترة وأخرى، أي أنهم قد يستلمون الراتب بمعدل مرة واحدة كل شهرَين وهذا يعني أنهم يستلمون نصف الراتب المُعيّن لهم. كيف يستطيع الپيشمرگه الجائع والقلِق على توفير مصدر رزقه وضمان عيشه وعيش عائلته، أن يحارب ويحقق النصر في ساحة المعركة؟
لم أرَ أو أسمع في حياتي بأن الجندي المتطوع في الجيش يجب عليه شراء ملابسه العسكرية وسلاحه على نفقته الشخصية، دون أن تقوم الدولة بذلك! لا نذهب بعيداً فأن أحد أبناء أخي تطوّع وأصبح پيشمرگه عند الحزب الديمقراطي الكوردستاني. قبل إلتحاقه بصفوف الپيشمرگه، تم إخباره من قِبل وحدته العسكرية بأن عليه شراء ملابسه العسكرية وسلاحه على نفقته الشخصية وهكذا إضطر أن يقوم بذلك قبل إلتحاقه بالپيشمرگه.
في الوقت الذي يعيش معظم شعب كوردستان وأفراد الپيشمرگه في فقر ومحرومون من رواتبهم ويعانون من الجوع والمرض والقلق على معيشتهم وحياتهم، فأن پرلمان كوردستان أقرّ بمنح كل عضو پرلمان مبلغاً قدره 30 ألف دولار لتأثيث بيته أي ما يعادل حوالي 37 مليون دينار! هذا يعني بأن المبلغ الممنوح لأعضاء پرلمان كوردستان يبلغ 3,33 مليون دولار والذي يساوي أكثر من 4 مليارات دينار. هذا بالإضافة الى الرواتب والمخصصات الضخمة التي يتقاضاها الپرلمانيون والوزراء وأصحاب الدرجات الخاصة والمسئولون الحزبيون، بالإضافة الى رواتب حماياتهم الضخمة. كما أن الوزراء وأعضاء الپرلمان، بعد إنتهاء دوراتهم الپرلمانية و فترة توزيرهم، يتقاضون رواتب تقاعدية ضخمة من أموال الشعب وبمرور الوقت يصبح لدينا جيشاً عرمرماً من الوزراء والپرلمانيين المتقاعدين الذين يمتصون خزينة الإقليم ويفرّغونها، في الوقت الذي تدّعي حكومة الإقليم بعدم توفر الأموال لدفع رواتب الموظفين و الپيشمرگه.
من جهة أخرى، فأن قوات النخبة والخاصة المسئولة عن حماية القيادات الكوردستانية، تمتلك أسلحة وذخائر حربية حديثة وكافية، قياساً بتلك التي تتوفر لدى باقي الوحدات العسكرية. كما أن غالبية أفراد هذه القوات الخاصة مؤلفة من أفراد عوائل وعشائر القيادات السياسية الكوردستانية، كما هو الحال عند الأنظمة الدكتاتورية التي فيها يحكم القائد الأوحد والعشيرة والحزب. هذا يشير الى أن القيادات الكوردستانية تُكرّس جهودها في حماية نفسها وحكمها وفي نفس الوقت تقوم بِحرمان القطعات الأخرى من الپيشمرگه من إمتلاك أسلحة متطورة وكافية، خوفاً من أن تقوى وتصبح ذات نفوذ، تهدد حكم القيادات السياسية الكوردستانية، بحيث قد تسيطر على الحكم والسلطة.
لقد مرت 23 سنة وخلال هذه السنوات الطويلة، لم تنتهز القيادات الكوردستانية هذه الفترة الطويلة لبناء البُنية التحتية للإقليم وخلق مقومات الأمن الوطني الكوردستاني من خلال الوصول الى الإكتفاء الذاتي في الغذاء والطاقة والحاجيات الأخرى وفي المجال العسكري لضمان الدفاع عن كوردستان في هذه المنطقة الملتهبة التي نعيش فيها. بعد سقوط حكم البعث في العراق، توفرت لدى القيادات الكوردستانية أموالاً طائلة، لو تم إستثمارها في خلق أمن وطني كوردستاني، كان بالإمكان التصدي لكافة الأخطار المحيطة بِشعب كوردستان وضمان إستقلال كوردستان، إلا أن المصالح الشخصية والعشائرية والحزبية طغت على ساحة الإقليم على حساب المصالح الوطنية الكوردستانية. لِنقارن حكومة الإقليم بِحكومة حماس في غزة، المحاصرة براً وبحراً وجواً من قِبل إسرائيل. تبلغ مساحة قطاع غزة 360 كيلومتر مربع فقط، بينما تبلغ سكانها أكثر من مليونَين نسمة (تُقدّر مساحة إقليم جنوب كوردستان بحوالي 000 80 كيلومتر مربع ونفوسها بِحوالي 8 ملايين نسمة). رغم الحصار المفروض على القطاع وقلة موارده والكثافة السكانية العالية له، فأن الفلسطينيين إستطاعوا صنع أو توفير آلاف الصواريخ والمدافع و قاموا ببناء عشرات الأنفاق تحت الأرض، بعضها يصل عمقها الى حوالي 30 متراً تحت الأرض، لإستخدامها كقنوات للتسلل الى إسرائيل ولخزن الأسلحة فيها وإستخدامها كملاجئ للقيادات الفلسطينية. هذه هي الجهود الجبارة للفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم والحرب ضد إسرائيل، فأين مثل هذه الجهود عند القيادة الكوردستانية في الإقليم؟ من خلال طبيعة كوردستان الجبلية الوعرة والإمكانيات البشرية والمالية الضخمة للإقليم ومن خلال وضع إستراتيجية دفاعية متكاملة، تستطيع قيادة الإقليم أن يجعل من الإقليم حصناً منيعاً لا يستطيع محتلو وأعداء كوردستان إختراقه.
إن إنسحاب پيشمرگه الحزب الديمقراطي الكوردستاني قد يعود الى ضغوطات تركية على قيادة الحزب للسماح لإرهابيي داعش بالسيطرة على المنطقة وعزل قوات إقليم غربي كوردستان وتسهيل غزو الحسكة من قِبل داعش. قد يكون سبب الإنسحاب هو ترك قوات الإتحاد الوطني الكوردستاني وقوات غربي كوردستان وحيدة في ساحة المعركة لتتعرض لِهجمات داعش وبالتالي إضعاف هذه القوات أو إبادتها. هناك إحتمال آخر بأن قوة داعش كانت أكبر من قوة الپيشمرگه العائدين للحزب الديمقراطي الكوردستاني بسبب التسليح المتواضع لهؤلاء الپيشمرگه وقلة ذخائرهم الحربية والنقص في المؤن وهذا يُعرّض القيادة السياسية والعسكرية للحزب المذكور للمساءلة وتحمّل مسئولية هذا الإهمال والفشل.
قبل التحدث عن كيفية مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهها كوردستان، من المفيد الإشارة الى أنه حتى لو تم القضاء على داعش في المنطقة، وخاصة في العراق، فأن الحكومة العراقية الشيعية ستعمل على إلغاء النظام الفيدرالي في العراق وفرض شروطها على كوردستان وإحتلالها. إنه بعد أحداث سقوط مدينة شنگال وزوممار وغيرها، يظهر بأن قدرة وجاهزية الپيشمرگه للدفاع عن الإقليم مشكوك فيهما بسبب النقص في الرعاية والتدريب والتسليح والأهم بسبب عدم توحدهم في جيش مهني، يأتمر بأوامر قيادة واحدة ويكون ولاؤه للوطن، لا للأفراد والعشائر والأحزاب. إستعانة قيادة الإقليم بالحكومة العراقية في حربها ضد داعش، دليل واضح على ضعف قوات الپيشمرگه وإذا لم تتم معالجة النواقص التي تشل قدرة الپيشمرگه وجاهزيتهم، فأنه في المستقبل، بعد أن تتفرغ الحكومة العراقية من مشكلة داعش، فأنها ستكون قادرة على فرض شروطها على الإقليم أو إحتلاله.
الآن ما العمل لمواجهة التحديات الخطيرة التي يواجهها الإقليم بعد هزائم شنگال وزوممار و غيرها من المناطق؟ مساهمة قوات حزب العمال الكوردستاني وقوات غربي كوردستان أصبحت واقعاً على الأرض، ولذلك من الواجب تشكيل قيادة كوردستانية مشتركة ودمج قوات الأقاليم الكوردستانية وتشكيل جيش وطني كوردستاني الذي نأمل أن يتم فيما بعد جعله جيشاً كوردستانياً مهنياً، ولاؤه يكون لكوردستان وليس لحزب أو أحزاب ويتم قبول الإنتساب إليه على أساس المواطنة والمؤهلات، بدلاً من الإنتماء الحزبي و الآيديولوجية. هل يستطيع الحزب الديمقراطي الكوردستاني التخلّي عن إرتباطاته ومصالحه مع تركيا؟ هل يستطيع الإتحاد الوطني الكوردستاني التخلّي عن إرتباطاته ومصالحه مع إيران؟ هل يقوم الكوردستانيون بالتصدي للمحاولات التركية والإيرانية لبث التفرقة بين الأحزاب الكوردستانية لمنعها من التوحّد وإكتساب القوة والمنعة؟ شخصياً أشك في ذلك وأأمل أن يكون تقديري خاطئاً بهذا الصدد كما أأمل أن لا تندلع حرب داخلية بين الأحزاب الكوردستانية المتنافسة وتُضعف النضال الكوردستاني وتشلّه.
mahdi_kakei@hotmail.com
[1]