الإيزديون هم جزء لا يتجزأ من الشعب الكوردي
د. مهدي كاكه يي
يحاول محتلو كوردستان تشتيت الشعب الكوردي بعد أن فشل في إبادة الشعب الكوردي وتعريبه وتفريسه وتتريكه. بكل أسف هناك بعض الإيزديين الساذجين ينفذون مؤامرة محتلي كوردستان وقسم منهم يقوم بهذا العمل الخياني كَردّ فعل لأحداث شنگال المأساوية وكأنّ الشعب الكوردي هو المتهم بالتسبب في هذه المآسي، ناسين أو متناسين بأن الإيزديين هم شريحة كوردية. على سبيل المثال، ينشر هؤلاء كتابات مثل تاريخ الكورد لم يتجاوز 400 سنة وتاريخ الإيزدية يتجاوز 7000 سنة، رغم ذلك يُقال بأن الإيزديين هم كورد في محاولة منهم لِسلخ الإيزديين عن الشعب الكوردي.
من البديهي أن الإنسان خُلِق قبل ظهور الأديان. الإنسان هو الذي أوجد الأديان. الكورد قد أوجدوا الدين الإيزدي وأن الكورد أقدم من الديانة الإيزدية، حيث أنها ديانة كوردية. لا يمكن لهؤلاء تزوير التاريخ والنَيل من الشعب الكوردي العريق. الكتب الدينية الإيزدية مكتوبة باللغة الكوردية وهذا يدحض تخرصات واكاذيب أعداء الشعب الكوردي الذين يدّعون أن الإيزديين قومية مستقلة.
هناك حملة شرسة تحاول سلخ الإيزديين عن الشعب الكوردي وترتفع من هنا وهناك أصوات نشازة تطالب بإنشاء إقليم مستقل للإيزديين وإدارتهم لشئونهم بأنفسهم وكأنما الإيزيديين شعب لا يُشكّل جزءاً من شعب كوردستان. طيب إذا يُشكّل الإيزيديون واليارسانيون والهلاويون والهوراميون والفيليون والسورانيون والبهدينانيون والزازا واللور شعوباً مستقلة وكل شريحة من هذه الشرائح تؤسس إقليماً مستقلاً لنفسها، ماذا يبقى من الشعب الكوردي وماذا يبقى من كوردستان؟ إنها محاولات تُشكّل خطراً كبيراً على الشعب الكوردي ويجب الوقوف بوجهها وإفشالها.
تم ذكر الكورد في وثيقة تاريخية قديمة تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد والتي هي عبارة عن لوحَين من الحجر نقش عليهما نص سومري، سبق ل(إرنانا)، الوزير الأكبر للملك السومري سوشين (2037 – 2029 ق. م.) أن أمر بوضعهما تحت قاعدة الباب العائد لمعبد جديد تم بناؤه في جرسو (تيللو) في جنوب العراق. بعد أن يذكر (إرنانا) سلسلة من ألقابه ومناصبه، يذكر بأنه محافظ عسكري لأربيلوم (أربيل)، ومحافظ كل من خماسي وكره خار (قره خان/ جلولاء)، وكذلك القائد العسكري لأهالي سو وبلاد كوردا (كوردستان الكبرى). إن هذه المناطق التي يذكرها الوزير السومري كلها تقع ضمن كوردستان الحالية. وفي فترة كتابة النص، كان يسكن أسلاف الكورد الهوريون في معظم أنحاء كوردستان. كانت منطقة (قره خار) المذكورة، والواقعة في أعالي نهر ديالى، تعتبر من أحد أهم مراكز الهوريين السياسية. من الجدير بالذكر أن هذين اللوحَين المتواجدَين حالياً في متحف اللوفر في باريس، قد تم التنقيب عنهما من قِبل بعثة فرنسية في (تيللو) في جنوب العراق. قام كل من البروفيسور (مانفريد ميللر) و البروفيسور (أولسنر) بترجمته إلى اللغة الألمانية. هكذا فأن هذه الوثيقة السومرية تشير الى الوجود الكوردي في كوردستان قبل أكثر من 4000 سنة.
قبل حوالي 2400 سنة، يذكر (زینفون) إسم الكورد ويُسمّيه (كاردۆخی) و قبل حوالي 2000 سنة، يذكر (سترابو) إسم الكورد قائلاً: بالقرب من نهر دجلة هي المناطق التي تعود لل(گوردیایی) الذين كان يُطلَق عليهم في السابق إسم كاردوخي.
فيما يخص أصل الكورد، أوليا چلبي المولود في إسطنبول في سنة 1611 أو 1616 ميلادية يذكر ما يلي: حسب قول الرحالة المقدسي (إسمه محمد بن أحمد بن أبي بكر المقدسي والمعروف بإسم شمس الدين المقدسي، مولود في القدس سنة 947 ميلادية وصاحب الكتاب المشهور أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم)، أنه بعد طوفان نوح، تم في البداية إعمار مدينة (جودي) ومن ثم إعمار قلعة شنگار (سنجار) وبعد ذلك (ميافارقين). كان الملك (كوردوم) هو مالك مدينة جودي وكان من أمة نوح، عاش لمدة ستمائة سنة وتجوّل في كافة أنحاء كوردستان. عندما وصل الى مدينة (ميافارقين)، (تقع مدينة ميافارقين في شمال شرق مدينة آمد ديار بكر بين نهرَي دجلة والفرات)، أحبّ هذا الملك مناخ المدينة وإستقرّ فيها هناك. كان له أبناء وأحفاد كثيرون، حيث قاموا بإيجاد لغة خاصة بهم والتي هي ليست اللغة العربية ولا الفارسية ولا العبرية ولا الدرية، وهذه اللغة تُسمّى اليوم اللغة الكوردية و يتم التكلّم بها في كوردستان. هكذا يخبرنا الرحالة المقدِسي قبل 1067 سنة عن الوجود الكوردي في كلٍ من (جودي) و (شنگار) و(ميافارقين) ويخبرنا أيضاً عن وجود اللغة الكوردية.
[1]