العَلَم الوطني الكوردستاني، رموزه وشعاره وألوانه
د. مهدي كاكه يي
لمناسبة يوم العَلَم الكوردستاني الذي يصادف 17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، أود أن أتحدث عن دلالات علم كوردستان ورموزه وشعاره وألوانه، حيث أنّ هذا العلم أصبح اليوم رمزاً لدولة كوردستان التي يُنتظر تأسيسها وعلماً مُعتمَداً من قِبل غالبية شعب كوردستان، حيث ترفرف عاليةً في كافة أنحاء كوردستان.
في سنة 1998، قام كلٌ من مهرداد إيزادي (Mehrdad Izady) و بيچان ألياسي (Bijhan Eliasi)1 بإعداد وثيقة عبارة عن تصميم للعلم الوطني الكوردستاني الحالي حسب المعايير الدولية للعلم. لقد تمّ على الفور الإقرار به من قِبل مركز العَلم الدولي. في سنة 1999، إعتمد پرلمان إقليم جنوب كوردستان هذا النموذج من العلم ليكون العلم الرسمي لكوردستان. في سنة 2009، قرر پرلمان إقليم جنوب كوردستان أن يكون 17 كانون الأول يوماً للعلم الوطني الكوردستاني، يتم الإحتفاء به في كل سنة في جميع أنحاء كوردستان.
[[article_title_text]]
يتألف علم كوردستان من ثلاث مستطيلات أفقية. ألوان هذه المستطيلات من الأعلى الى الأسفل هي الأحمر و الأبيض و الأخضر. يبلغ عرض العلم ثُلثَي طوله. يتوسط العلم شعار عبارة عن شمس صفراء اللون. الشمس لها 21 شعاعاً متساوياً في الحجم والشكل. الشمس تقع بشكل تام في منتصف العلم. الشمس موضوعة في العلم بحيث يمر الخط العمودي المار بمنتصف الشمس، من خلال أعلى نقطة لها.
اللون الأحمر الذي يؤلّف القسم العلوي من العلم الكوردستاني يرمز الى النضال الكوردستاني المخضّب بالدماء. اللون الأبيض في وسط العلم يرمز الى إيمان شعب كوردستان بالسلم والسلام. الجزء السفلي ذو اللون الأخضر يرمز الى جمال طبيعة كوردستان وخصوبة تربتها والزراعة والخضار فيها. الشمس والعدد (21) لهما أهمية ثقافية ودينية كبرى في العقيدة الدينية اليزدانية2. في الديانة الميترائية التي تتجلى في الديانة اليزدانية والتي هي الديانة الأصلية للشعب الكوردي، الشمس هي رمز إله الشمس (ميترا). يعتقد معتنقو الديانة اليزدانية بأن فترة الحمل لجميع الشخصيات الدينية اليزدانية المقدسة تستغرق 21 يوماً فقط. كما أنه في العقيدة اليزدانية فأن روح الإنسان المتوفي تنتقل الى جسم شخص آخر من خلال تناسخ الأرواح بعد 21 يوماً من وفاته. لذلك إختار الپروفيسور مهرداد إيزيدي (21) شعاعاً للشمس التي تتوسط علم كوردستان الحالي، كرمز لولادة الأمة الكوردية وولادة هويتها ونهضتها وحضارتها من جديد، كما هي في العقيدة اليزدانية. هكذا فأن الأشعة الواحدة والعشرين لِشمس العَلَم الكوردستاني ليست لها علاقة بالتاريخ الميلادي كما يظن الكثير من الناس و لا علاقة لها بِعيد نوروز، عيد رأس السنة الكوردستانية الذي يصادف الحادي والعشرين من آذار.
الدين اليزداني هو دين كوردي قديم جداً، إعتنقه الشعب الآري قبل أكثر من 4000 سنة. من الجدير بالذكر أن اليزدانية هي أقدم بكثير من الزردشتية وأن الدين الزردشتي قد أخذ الكثير من مبادئه وطقوسه من الدين اليزداني، بل أنه عندما بدأ زردشت بنشر دينه في كوردستان، لاقى معارضة كبيرة من أهالي المنطقة الذين كانوا يعتنقون الدين اليزداني، لذلك إضطر زردشت أن يترك منطقته (مدينة ورمێ أورمية) ويهاجر الى خراسان، حيث قام هناك بنشر دينه. الفرس إعتنقوا الدين الزردشتي وإستغلوه لأهداف سياسية لإستلام الحكم وبناء دولة لهم. أود أن أشير أيضاً بأن الديانات الكوردية القديمة مثل الإيزدية والهلاوية (العلوية) والشبك والدروز واليارسانية (كاكەيى) هي فروع للدين اليزداني وأن فلسفة و طقوس وآداب هذه الأديان تكاد تكون متطابقة مع بعضها، بإستثناء إختلافات طفيفة جداً بينها التي حصلت نتيجة التباعد الجغرافي الذي يعزلهم عن البعض وتشتت معتنقيها الناتج عن إحتلال كوردستان من قِبل عدة دول.
المصادر
1. http://www.kurdistanica.com/?q=node/19
2. http://www.institutkurde.org/en/kurdorama/the_national_flag_of_kurdistan.php
[1]