ولدت الحضارة السومرية من رحم حضارة ايلام الكوردية 4-6
محمد مندلاوي
يزعم كاتب المقال في مقاله أن الصينيين هم من قاموا بالهجوم على الأتراك و قتلوهم و هذا نص كلامه: (ويذكر التاريخ ان قار داغ او جبل الثلج او جبل آق داغ او بوز اتا داغ هو اسم لنفس الجبل.. اسم لجبل واحد التي تقع في قرغزستان محاذية لصين هذا الجبل معروف في تاريخ الحروب بين تورك وصين في العصور الغابرة هذا الجبل الشامخ والقوي حمى النسل التوركي من الهجمات الصينية بعد الهزيمة التورك وانهيار قواتهم امام الصينيين). لم أقم بأية تغييرات على كلماته التي ...؟ المدون في بواطن كتب التاريخ هو خلاف ما يزعم كاتب المقال، حيث نقرأ أن الشعوب المحيطة بالأتراك، كانوا دائماً في حالة الحرب و الدفاع عن النفس ضد الأتراك المتوحشين، هذه المعلومات جاءت في المصادر الكثيرة و متوفرة لمن يريد الإطلاع عليها، منها الموسوعة العالمية، التي تشير إلى بناء سور الصين العظيم لصد هجمات الشعوب الشمالية، و بالأخص من شييونغنو إحدى قبائل من شعب (الهون) هذا الشعب يسمى عند العرب هياطلة (راجع أتيلا)، هؤلاء ال(هياطلة) هم من الأتراك وكان لهم ملك اسمه (أتيلا الهوني) ملك تركي قديم عاش بين سنة (395- 453 م) (Hun the Attila) كان هذا القائد الدموي أقوى حكام الهون الأتراك و أكثرهم دموية، و يضيف الموقع أن بناء أولى الأجزاء من السور الصين تم في عهد حكام تشانغو كان البناء الجديد يسمح لهم بحماية ممتلكاتهم من هجمات الشعوب الشمالية: من (ترك) و (منغول) و (تونغوز) بالأخص من شيونغنو= هيونغ= الهون إحدى القبائل من الشعب (الهون التركي). لقد ذكر (حسن پیر نيا) مؤلف كتاب (تاريخ إيران من البدء حتى انقراض السلالة القاجارية) في صفحة (192) من كتابه المذكور قولاً عن أتيلا : حيث تضع فرسي حافرها يجب أن لا تبقى حياة في تلك الأرض. لقد صدق الشاعر الإنجليزي (شكسپیر) في مقولته المأثورة حيث كلما كان يرى أرضاً خراباً يباباً ينعق فيها الغراب يقول وهو يتنهد : من هنا مر الأتراك. وفي الجانب الآخر أي في إيران نقرأ في المصادر التاريخية أن (أنوشيروان( ملك إيران بنى سور و قلعة (باب الأبواب) (دَربند - Derbend) في منطقة ما تسمى اليوم بجمهورية (داغستان) بالقرب من بحر (قزوين) لدرء أخطار هؤلاء (الأتراك) الذي أشار إليهم (القرآن) المجيد فيما بعد بشعب لا خير فيه وصنفهم من أصناف (يأجوج و مأجوج) الذين يقيمون خلف السد حسب التعبير القرآني، لقد جاء في سورة الكهف آية (94) : قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج و مأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا و بينهم سداً. جاء في تفسير (الجلالين): روى أبو هريرة عن النبي (ص) قال: (ولد لنوح سام و حام و يافث فولد سام العرب و فارس و الروم و الخير فيهم و ولد يافث يأجوج ومأجوج و الترك و الصقالبة و لا خير فيهم و ولد حام القبط و البربر و السودان). هذا الكلام الذي نسرده هو من كتاب سماوي، خير دليل لدحض كلام كاتب المقال (التركيماني) الذي يحاول مصادرة عقول الناس بكلام غير دقيق لا يوجد إلا في خياله، بينما واقع الأتراك الإجرامي و تاريخهم الدموي يقول غير هذا الذي يدعيه الكاتب، في جانب آخر من مقاله يقول أن أهل الرافدين لم يفهموا لغة السومريين، بكل تأكيد لم يفهموا لغة السومريين وهذا سائد إلى يومنا هذا حيث لم يفهم العربي لغة الكوردي و التاريخ يذكر أن (الساميين) جاوروا فيما بعد (السومريين) و هما ينتميان إلى عنصرين مختلفين الأول (سامي) و الآخر (آري) ليس بينهما أية صلة أو تقارب لغوي كيف تريد أن يفهم أحدهم الآخر.
عندما عرف الإنسان نفسه كمخلوق عاقل، بدأ بهجر الكهوف و السكن في البيوت و القرى المسورة، التي شيدها ثم اخترع الإنسان النطق بلغة مفهومة لضروريات و متطلبات الحياة، وأخذ هذا الاختراع العظيم ملايين السنين من عمره، ولإدامة وجوده في الحياة، دجن الإنسان، الحيوان، و استعمل العربة، و الجياد في رحلاته، ولسهولة تنقلاته بين الجبال و الوديان عبد الطرق، ولمتطلبات الحياة و استمرايتها شق الأنهر و حفر الترع، ثم أصبحت العلاقة بين بني البشر فيما بعد تأخذ طابعاً حضارياً حيث يستعير هذا الشعب من الشعب الآخر ما لا توجد عنده من أدوات و أشياء، حيث اخترعها أحدهم قبل الآخر لاحتياجاته الجغرافية أو المناخية، الخ كما يقال الحاجة أم الاختراع، و تأتي اللغة حيث لا تقل أهمية من تلك الاختراعات، حيث أنها وسيلة بني البشر، للتفاهم و التواصل فيما بينهم، و الوسيلة الوحيدة للتعبير عما يجيش في خواطر الإنسان، هي أيضاً الهوية التي تحدد اسم الشعوب و حضارتها حيث تسمي بها جميع الأشياء التي لها علاقة ببني البشر كالتواريخ، و أسماء الأيام، و أسماء الشهور، لتنظيم الحياة و تسمية الأحداث التاريخية التي مرت بها البشرية لكي يدون و يسرد فيما بعد بمسمياتها، و تسمى بها الأدوات و الآلات التي صنعها الإنسان في العصور القديمة،الخ لقد أصاب كبد الحقيقة ذلك الذي قال: أن ممارسة الإنسان للغة هي ممارسته للفكر. الذي أريد أقوله هنا لمن يدعي إدعاءات زائفة، وأي شعب يدعي أنه صاحب حضارة، يجب إن تنموا مفردات تلك الحضارة من صميم و واقع لغته، و تحمل بصماته، لكننا نكرر و نقول ليس عيباً أن يقتبس شعب ما من شعب آخر الكلمات و المفردات لإغناء لغته، هذا ليس عيباً لأنه من متطلبات استمرارية الحياة، لكي يواكب ذلك الشعب الحضارة ولا يتخلف عنها، شريطة أن تكون هذه الاستعارات وفق ضوابط لغوية صحيحة. في عصر التكنولوجيا حيث تسبقنا الشعوب الغربية بأشواط طويلة، نحن مرغمون على استعمال التسميات الغربية التي تطلق على تلك الآلات و الأدوات التي يصنعونها، على سبيل المثال نحن ملزمون نقول (كومبيوتر)،و نقول (موبايل) أو (التليفون) الخ هذه الأسماء و غيرها كثيراً ما نتداولها في حياتنا اليومية هي أسماء غربية، لكن نحن ملزمون أن ننطقها وندخلها في صميم لغاتنا، و لا ضير في ذلك و ليس عيباً، لأن الشعوب الغربية سبقت الشعوب الشرقية في اختراعاتها و صناعاتها بمسافة طويلة و طويلة جداً، لكن العيب هنا هو أن يستعير شعب ما أسماء لأشياء ضرورية غريزية تلد معه من شعب آخر، كأنهم كانوا خُرسٌ و لم تكن لهم لغة ينطقوا بها قبل اتصالهم بالشعب الذي استقوا منه هذه الأسماء، ونقرأ الآن أبناء ذلك الشعب (الأخرس) الذي ينتمي إليه الكاتب، يتشدقون و يقولون نحن أصحاب حضارة عمرها كذا ألف سنة، بينما لغتهم التي يتحدثون بها دون ال (عشرون) بالمائة منها فقط من ابتكاراتهم، وإلا لماذا لا يوجد عندهم اسم ل(الأرض)،؟ قبل عدة قرون عندما توافدوا الأتراك الأوائل إلى (العراق) و (كوردستان) اقتبسوا هذا الاسم و حرفوه إلى (أرازي) بعد أن أصبح عندهم علم اليقين أن تسمية (يير) كما تسمي بها الأرض باللغة التركية لا تفي بالغرض، أو ربما اسم (يير) أيضاً مستعار من لغةً ما نحن نجهلها. أو كلمة (تشكر) أو (الشكر) التي تفتقد إليهما اللغة التركية هذا يؤكد شيء في غاية الأهمية وهو أن الذي أشرنا إليه أعلاه عن وحشية الأتراك يكشف لنا بحق أنهم شعب متخلف، لذا تفتقد لغتهم لهذه الكلمة التي تنم عن (الاقتناع) و (التواضع). أو كلمة (ذكاء) التي اقتبستها اللغة التركية و تقول (زكاء) لماذا ألم يكن عندهم ذكاء؟ حتى وجدوا له ألقي نظرةالآخرين، الذي قلناه و نكرره أن كل شعب صاحب تاريخ و حضارة يجب أن يكون له لغة خاصة به نقية إلى حد ما من الاقتباسات و الاستعارات و الشوائب اللغوية، لكي تسمى لغة قائمة بذاتها كاللغات الحية على كوكبنا و التي تتداول اليوم بين شعوب العالم و لا تشبه اللغة التركية حيث تأخذ من العربية (40) ألف كلمة و من الفارسية ربما أكثر و من اللغات الأوربية، نسبة كبيرة من الكلمات يأخذون منها ما يجدونها تتناسب مع لغتهم، ومن اللغة الكوردية فحدث ولا حرج، كذلك سرقاتهم بطريقة سافرة للأعمال الفنية و الأدبية الكوردية حيث دفع الأمر أن اعترض بعض الأصوات التركية تفضح هذا الأسلوب الرخيص. انظر أدناه و ألقي نظرة على هذا الجزء البسيط من اللغة المتداولة بين الأتراك، التي اقتبسوها من العرب بعد استيطانهم في المنطقة و جلها من صميم اللغة العربية و لم آتي بكلمات كوردية قد يصعب على القارئ العربي من قراءتها و فهم مدلولاتها.
) أبدي (Ebedi- )أبوي (Ebeven- )أبله (Ebleh- ) أبيات (Ebyat - )أجداد- (Ecdat )أفضل- (Efdal )أفكار- (Efkâr )أهل- (Ehil )أهلي- (Ehli )ذوق (zevk )أكبر- (Ekber )أكمل (Ekmel ) ألفاظ - (Elfaz )أنفَس - (Enfes )إنتظار- (İntizar )أساس - (Esas) أشكال- )(Eşkâlأوهام - (Evham )أوّل - (Evvel )أوراق- (Evrak ) أوصاف- (Evsaf )أوسَط - (Evset )أزلي- (Ezeli )أذهان (Ezhan : Zihinler )أصيل - (Asil )إصلاح (Islah - )أية (Ayet - )أذان- ) (Ezanأحوال - (Ahval )أقرِباء- (Akraba )إحياء - (Ihya )أقران (Akran - )ألم) (Elem- آلة (Alet- )أمل- Emel ( )آمين - ( A min )أمين - (Emin )أمير- (Emir )أمّا (Amma- )أصَالة - (Asalet )أثر - (Eser )أصحاب (Ashap ) إكتِفاء (İktifa- )إكتِشاف- (İktişaf )إكتِساب- (İktisap )أنفِعَال - (İnfial )إنكار - (İnkâr )إنتِظام، مُنتَظم (İntizam, Muntazam ) إتّفاق- (İttifak )أجَل - (Ecel )آداب- (Adab )إختِلاف- (İhtilaf )إمكان- (İmkân )أوهام- (Evham )إقرار- ) (İkrar إخبار- (İhbar )أوراق- (Evrak )إفتراء- (İftira )إتّفاق- (İttifak )أجَل - (Ecel )آداب- ( Adap ) إختِلاف- İhtilaf ) جَلال- (Celâl )جَهد(Cehd-
)إمكان- (İmkân )إسبناخ (Ispanak- )أوهام- (Evham )إسهال - (İshal )إستثناء- (İstisna )إستِغفار- (İstiğfar )باطِل (Batıl )بِناءً عليه- (Binan aleyh )بَالِغ- (Bâliğ )بارِز- (Bariz )بَسيط- (Basit )باطِل- ) (Batıl باطِنيّة- (Batıniye )بَدَاهَة (Bedahet )بَلدة- (Belde )بُرهَان- (Burhan )بَركة- (Bereket )بَيان- (Beyan )بُخار- (Buhar )بُهتان- (Bühtan )بُرج- Burç )بَراءَة- ) (Beraatبَرزَخ- ) (Berzah بِدعَة- (Bidat91 )بِناء- (Bina )بَنطلون- (Pantolon )باقي- (Baki )تَبَسُّم- (Tebessüm )تَدبير- (Tedbir )تدارُس (Tedarüs )تَداوي- (Tedavi )تَكبير (Tekbir- )تَكليف- (Teklif )تَلافي- (Telâfi )تَمليك (Temlik )تَنزيلات- (Tenzilat )تَربية- (Terbiyet )تَردّد (Teredd )تَسليم- (Teslim )تَشكُّر- (Teşekkür )تَشهير- (Teşhir )تَولُّد- (Tevellüt )تَقسيم- (Taksim ) تَقصير- (Taksir )تَعليق- (Talik )تَنظيم- (Tanzim )تَرك- (Terk )تَصوير- (Tasvir )تَوسّل- (Tevessül )توسُّط- (Tavassut )تَعزية- (Taziye )تَبريك- (Tebrik )تَبرُّك- (Teberrük )تَعصّب- (Taassup )تَعيين- (Tayin )تاج- (Taç )تَعديل (Tadil )تحكُّم ) (Tahkim تخيّل- (Tahayyül )تَقديم- (Takdim )تَقدير- (Takdir ) تَقيّة- (Takıya )تَقليد (Taklit- )تعجّب) (Taaccüp تعفّف- (Taaffüf )تعهّد- (Taahhüt )جِلد- (Cilt )تعَقُّل- (Taakkul )ثَناء- ) (Senaثَروة- (Servet )ذَات- (Zat )ذَرّة- (Zerre ) ذَكاء (Zekâ )ذَكي- (Zeki
في الفصل الأخير من مقال الكاتب، وضع جدولاً بالأسماء (السومرية) و ( التركية و التركمانية)، و يدعي أن اللغة السومرية هي (التركية و التركمانية) القديمة، نحن بدورنا سنلقي نظرة على هذه الأسماء، و نقارنها باللغة (الكوردية)، و نشير أيضاً للأسماء و الكلمات الكوردية التي استحوذوا عليها الأتراك، مثلما اغتصبوا أرضهم و استحوذوا عليها.
يزعم الكاتب في الجدول الكلمات (السومرية) الذي أشرنا إليه أن اسم (سومر) يعني (أرض الحب) لا أدري من أين جاء به الكاتب؟، حيث يفسر الكلام من رأسه دون الرجوع إلى المصادر، ثم يدعي، أن كلمة (سيوم) بالتركية، تعني الحب، و كلمة (يير) تعني (الأرض)، في الحقيقة عثرة في القاموس التركي على كلمة (يير-yer) و تعني الأرض لكن في نفس القاموس توجد كلمتين أخريتين تعطي نفس معنى ال(أرض) (erz) و زَمين (zemin) لكني لم اعثر على كلمة (سيوم) حتى قمت بتغيير الكلمة بعدة طرق ك(siom,syom, syiom,suyom ,siyom,) الخ لم أعثر على اسم بهذا المعنى لكني لا أجزم ولا أقول لا وجود لمثل هذا الاسم عند الأتراك، لو نفترض جدلاً وجد مثل هذا الاسم، هذا لا يعني شيئاً قط، لأن تشابه الاسم ليس دليلاً على أن مصدره واحد، وإدعاء الكاتب بأن اسم (سومر) يعني ارض الحب ليس له أي قيمة لأن العلماء و المختصين في هذا المجال لم يصرحوا بمثل هذا الكلام لا قديماً و لا حديثاً. نحن الكورد لدينا دلائل و ليس دليل على أن كورد اليوم هم امتداد للسومريين (على سبيل المثال وليس الحصر) مدينة (سَومار- سه ومار -Sewmar) التي تقع بالقرب من مدينة (مه نده لي) لما لا تكن هي موطن (السومريين) و هي تقع في (شمال شرق العراق) و يؤكد علماء التاريخ و الآثار منهم (طه باقر) يقول: أن (السومريين) جاؤوا من (شمال شرق العراق). و اسم مدينة (سَومار) يكون اسم على مسمى، هناك قوم يسمى (سومر) وهنا المدينة تسمى (سَومار) و تسكن فيها عشيرة كردية لليوم تحمل نفس الاسم (سووره مير – سورَمير – (Sûremêr أي الإنسان ذو البشرة الحمراء و حتى الكتاب العرب يقولون في كتاباتهم أن تسمية (السومريين) جاءت نسبةً لاحمرار بشرتهم، لتوضيح ومدلول اسم مدينة (مه نده لي) التي تقع بين (سومر) و (سومار) التي جاءت في كتب التاريخ العربي و الفارسي بهذه الصيغة (مَندَليج- مه نده ليج) أنا كابن المدينة أعطي لنفسي الحق، أن اجتهد و أفسر هذا الاسم كما فسر و اجتهد الآخرون الغرباء عن هذه المدينة، وهم ليسوا من أهلها ولا يجيدون لغة أهلها الكوردية، لكنهم غاصوا في بحر التفسيرات و حاولوا أن يجدوا معنى ذا مدلول قريب إلى العقل و المنطق لاسمها، لقد بحثت في مضمون الاسم و مدلولاته وصلت إلى النتيجة التالية، حيث أن المصادر القديمة تذكرها بصيغة (مَندَليج – مه نده ليج) لما لا يكون الاسم (مَندَجي- مه نده جي) باللغة الكوردية أي (تخلفوا) عن القوم بعد أن واصل (السومريون) مسيرتهم إلى الموطن الأصلي في الجبل أي (سومار) الحالية، حيث تخلف عدد منهم في (لحف الجبل) كما تسمى المدينة في بعض المصادر العربية و شيدوا هذه المدينة التي تسمى اليوم (مندلي- مه نده لي) وهو تحريف لاسم (مَندَجي- مه نده جي) أن الكورد عبر التاريخ عندما كانوا يتلقون ضربات من أعدائهم لن يجدوا غير الجبل صديقاً لهم و يؤويهم و خير دليل على قولنا ما شاهده العالم قبل سنين الجرائم التي قام بها نظام البعث العروبي المجرم من عمليات الأنفال، و استعمال السلاح الكيماوي، في هجماته على الشعب الكوردي، رأى العالم كيف لجأت الملايين من الشعب الكوردي إلى الجبال للنجاة من أيدي القتلة المجرمين، وأثبت الشعب الكوردي للعالم أجمع آنئذ أن الصخر أرحم عليهم من البشر.
يزعم الكاتب بأن هناك تشابه بين اللغة (السومرية) و (التركية و التركمانية)، نحن الكورد لا نقول قط، هناك تشابه بين اللغة (السومرية) و اللغة (الكوردية) لأن كثيراً من اللغات تتشابه و كثيراً من الأشياء تتشابه ولكنها ليست من أصول أو جذور واحدة، لأن التشابه وارد في كل شيء على كوكبنا في اللغة و في صور و صفات بني البشر و بين الحيوانات و بين الأشجار و النبات. الخ نحن الكورد نقول أن اللغة السومرية هي اللغة الكوردية بعينها رغم مرور آلاف السنين عليها و تعرض الأمة الكوردية خلال هذا التاريخ القاسي إلى شتى أنواع سياسات الإبادة و القمع والاضطهاد و التشويه إلا أنه حافظ على حضارته و ثقافته و أصالة لغته، لذا لم نقل السومرية و الكوردية تتشابهان لأن التشابه لا يعطي الحق للشخص أن يدعي ملكية الشيء الذي لدى الآخر ويدعي أن هذا الذي عندك يتشابه مع الذي عندي ولذا من حقي أن اطلب ملكيتها،هل هناك قانون يعطي الحق لأي شعب أن يستولي على تراث و تاريخ غيره بمجرد أنه يتشابه مع تاريخه ويدعي أحقيته له و الانتماء إليه؟! مثلما يدعي الكاتب (التركيماني) حيث يزعم أن السومريين من الجنس التركي أو العكس، لأنه حسب زعمه يوجد تشابه بين بعض الكلمات السومرية و التركية. في سياق المقال كشفنا أن تلك الكلمات التي توجد في اللغة التركية هي في الأصل كلمات كوردية استحوذوا عليها الأتراك ثم يدعون أنها كلمات من اللغة التركية تتشابه مع اللغة السومرية. لنفترض جدلاً ما يدعيه الكاتب أن هناك تشابه بين السومرية و (التركية أو التركمانية) ثم ماذا، نحن بشر نتحدث باللغات متعددة قد تتشابه كلمة من هنا أو كلمة من هناك. على سبيل المثال الشعب (الفنلندي) الكثير من المؤرخين يقولون أنهم و(الهنجاريين - المجريين) من مجموعة اللغات (الأورالية) عرق غير ( آري) بينما توجد كلمات كوردية آرية أصيلة تستعمل عند (الفنلنديين) مثال العدد (100) في اللغة (الكوردية) و لغات (آرية) أخرى يقال له ( سه د – سَد- sed) و في اللغة (الفنلندية) أيضاً (سَد أو سَت) و كلمة (نو) أي الجديد أيضاً (الفنلنديين) يقولون مثل (الكورد) و الشعوب (الآرية) (ny) و كلمة (مه) الكوردية أي نحن في اللغة الفنلندية أيضاً (me) بنفس الصورة و بنفس الطريقة الكوردية و هناك كلمات أخرى كثيرة مشتركة بين الشعب (الكوردي) و الشعوب (الآرية) تستخدمها الشعب (الفنلندي) هل هذا يعطينا الحق أن ندعي (كوردية) (الفنلنديين) أو ننسبهم إلى الجنس (الآري). في جانب آخر من مقاله يقول الكاتب أن اللغة (الآرية) لغة غير التصاقية لا أعلم من أين جاء بهذا الكلام، أن اللغة (الآرية) إذا جردتها من الالتصاق و الامتزاج لا يبقى فيها شيء يذكر، في سياق المقال كتبت نماذج من اللغة التركية وضحت فيها كيف أن اللغة التركية لغة فقيرة و ركيكة، و وضحنا و بيًنا طريقة اللغة (الكوردية) و لغة الشعوب (الآرية) كيفية التصاقهم الكلمات و الأعداد.
يزعم كاتب المقال أن التشابه بين اللغة (السومرية) و اللغتين (التركية و التركمانية) تصل كحد أقصى إلى (350) مفردة، أني أرفض هذا الإدعاء لأن تلك الكلمات أكثرها كوردية المصدر كما وضحنا وسنوضح في سياق المقال. أني أدعو كاتب المقال أن يحصل على قاموس اللغة (السومرية) و يقرأه بحيادية ثم يقارنها باللغة (الكوردية) لأنه يجيد اللغة الكوردية، أنا على يقين سوف تنفتح بصيرته على الكثير من المفردات اللغة الكوردية الأصيلة النابعة من عمق الحضارة و التأريخ الكوردي و التي أوجه التطابق بينها وبين السومرية قد تصل إلى نسبة مئوية عالية جداً وأنا واثق مما أقول، حيث أن الكوردية تتطابق مع السومرية و لا تختلف عنها إلا القدر اليسير، وذلك بسبب التغيير الذي يطرأ على أية لغة عندما تمر عليها آلاف السنين، بالإضافة على القمع و الاضطهاد و التشريد الذي عانى و يعاني منه الشعب الكوردي على أيدي أناس قتلة ينتمون للجنس الأصفر وهم غرباء عن منطقة شرق الأوسط و عن كوردستان.
لنلقي نظرة على الكلمات التي ذكرها الأستاذ في سياق مقاله الذي يزعم إنها (تركية) و (تركمانية):
1- (بالته- بالطه)، يدعي الكاتب أن هذه الآلة تعني (القامة) أو (الطبر). في الواقع أن جميع العراقيين و على وجه الخصوص البغداديين يعرفون أن (ألبالته- البالطه)، التي يستعملها القصاب العراقي ليست هي (قامة) و لا هي (طبر) بل هي إحدى أدوات القطع و الكسر تسمى (بالته - بالطه) مثل (السيف) و (القامة) و (الطبر)، الخ أنها آلة اسمها (بالته – بالطة) و يستعملها بشكل خاص القصابون، لذا نرى الكاتب غير متأكد من كلامه، لذلك نراه يقول أن (البالطه) هي (قامة) أو (طبر) مع العلم الفرق واضح بين الآلتين المذكورتين (القامة و الطبر) و آلة (البالطه) حتى القاموس التركي لا يشير في تعريفه لها بآلتين أو اسمين بل يقول أن كلمة (بالته - بالطه) تعني (الطبر) فقط، لكن الكاتب أضاف لها اسم (القامة) و هذا دليل على أنه غير متأكد هل هذه الآلة هي (قامة) أم (طبر)، كما أسلفنا في تعريفنا لهذه الآلة أنها أكبر و أَسمَك من (القامة)، المعروف في (العراق) أن (الشقي) (أبظاي) كان يحمل هذه الآلة، وإلى اليوم عندما يريد العراقي يوصم أحداً بأنه معتدي أثيم و شقي يقول له (شنو أنت بالطجي). إن (البالطة) كما ذكرت أكبر و أسمَك من (القامة) و أقصر من (السيف)، لو نلغي عقولنا ونقبل بكلام الكاتب، و نصدقه، حيث إن (الشقي - أبظاي) كان يحمل (طبراً) في خاصرته ويتباهى بها، هل هذا معقول أن الإنسان يحمل في خاصرته (طبراً)؟ الدارج أن الإنسان يحمل (سيف) أو (قامة) أو (خنجراً) و ليس (طبراً). إن لآلة (المحراث) أجزاء تشبه الذراع، التي تدخل في الأرض و تحرثها، تسمى في اللغة الكوردية (بالته) وهي أذرع حديدية للمحراث أنها تشبه جداً (ببالته) التي أشار إليها الكاتب، بكل تأكيد أن (بالته) المحراث أقدم بكثير من (بالته) التي تستعمل عند القصابين اليوم، ومن المعروف أن تاريخ الزراعة و الحراثه قديم جداً. بكل تأكيد أن تسمية آلة (البالته) أتت من تصميمها حيث هي تشبه ال(بال) أي (الذراع) حيث تسمى باللغة الكوردية (بال)، وحرف (التاء) هنا قد يكون لاحقة و قد يكون يعني الآلة لقد أشرنا له في مقال سابق أن حرف (التاء) مختصر لاسم الآلة أو الجسم وهو أحيانناً يوضع قبل الاسم و أحيانناً بعده، مثال (تبر) آلة القطع و عرٌب إلى (طبر) يلاحظ أن حرف (التاء) وضع قبل اسم ال(بر) الذي يعني القطع و يصبح الاسم (تبر) آلة القطع، و كذلك (تشك) و في العربية (فأس) يلاحظ أيضا حرف (التاء) قبل اسم (شك) أي الكسر ويعني (تشك) آلة الكسر، وأنها خلاف (التبر) آلة القطع. (في مقال لاحق سوف أكتب بالتفصيل عن معاني و مدلولات حرف التاء الكوردية)
2- يذكر كاتب المقال اسم (انا) أو (ننا) بمعنى الأم وهو اسم الآلهة (عشتار) آلهة السماء لكن هذا الاسم يطلق على (الجدة) أم (الأب) أو أم (الأم) وهي أكبر منزلة من (الأم) لأنها تعتبر أصل العائلة لذا تسمى (نه نه) أي الجدة و في اللغة الكوردية في العصر الحاضر كلمة (نين) و (نه نه) تقال للجدة و للسيدة المرأة الكبيرة في السن عند المخاطبة احتراماً و توقيراً لها وهذه دلالة أن التسمية آتية من تلك المنزلة المقدسة التي كانت تطلق على الآلهة (أنانا – نه نه). ونفس الشيء يجري على اسم إله الشمس عند السومريين حيث يسمى (بابار) لذا نرى اليوم هذه التسمية تطلق على إحدى المقامات الدينية في الديانة (الإزدية) التوحيدية، و كذلك يطلق كاسم على والد (الأب) حيث يسمى (باپیر) و أيضاً يطلق على الرجل الكبير في السن احتراماً و أجلالاً له.
3- ذكر الأستاذ في مقاله اسم (اى – اى) ويقول يعني (القمر) لم أجد هذا الاسم في المصادر رغم أني لا أعلم ماذا يقصد الأستاذ من كتابته بالألف المقصورة هل الاسم هو (اي) أم (آ) على كل حال ليس لهذا الاسم وجود لا بهذه الصيغة ولا بالصيغة الأخرى التي ذكرناها لكن يوجد اسم لإله القمر في السومرية هو (نانار) كما ذكرنا سابقاً حيث هناك اسم مشابه له وهو إله أو سيدة السماء (انانا) و هذا إله القمر (نانار) بما أن اللغة الكوردية لا تفرق بين المذكر و المؤنث لذا نرى السيدة الكوردية تسمى أيضاً (نه نه) و جاءت في إحدى المصادر في الموسوعة الحرة أن (انليل) ولدت من تنهيدة اله الجنة (آن)، إلهة الأرض (كي) بعد ممارستهما للجنس وعندما كان إلهاً شابا طُرد (انليل) من (ديلمون) بيت الآلهة إلى العالم السفلي بعد إن اغتصب فتاة صغيرة اسمها (نينليل)، وتبعته (نينليل) إلى العالم السفلي حيث وضعت مولودها الأول اله القمر (سين) أو (نانار).
4- يقول كاتب المقال (اكر – اغر) بمعنى الثقيل في اللغة (السومرية) لكني لم أعثر على وجود لها في المصادر المهمة كملحمة (كلگامیش) ل( طه باقر) و غيرها، ليس هناك وجود لمثل هذا لاسم لا فی اللغة (السومرية) ولا في اللغة (الكوردية) لا أعلم من أين جاء به الكاتب.
5-يشير الأستاذ إلى كلمة (ار) يقول تعني في (السومرية) الرجل هذا غير صحيح، لا تعني الرجل بل تعني في (السومرية) (لماذا) و تعني نفس المعنى في اللغة (الكوردية) في اللهجتين الكورديتين (الفيلية) و لهجة شنگال (سنجار)، إلى اليوم إذا قام أحدٌ بعمل مشين تجاه الآخر نقل له (ارا) أي لماذا أو نقول (ئه را، ئي، كاره، كردي) أي لماذا قمت بهذا العمل، حتى إخواننا (السوران) تحبباً يطلقون علينا نحن أهل (گرميان) صفة الناطقين ب (أرا) لأنه باللهجة (السورانية) لا يقال (ارا) يقال (بو) هذه هي خاصية اللغة الكوردية تحمل في طياتها الكثير من المرادفات ( (synonim.
6- ذكر الأستاذ كلمة (بار) بمعنى الثمر ويزعم أنها (سومرية) (تركية)، صحيح أنها (سومرية) لكنها ليست (تركية) لأني لم أعثر عليها في القاموس التركي لا بصيغة (بار) ولا بصيغة (بَر)، أنها (سومرية - كوردية) خالصة، وأنها موجودة في فرائد الأدب الكوردي كمثل وهو كالآتي: (دار وه ختى بارگرى سه ر چه ممنى. دار وَختي بار گرى سَر چه ممنى - Darwextî bar girî ser çemminî) و ترجمته: (الشجرة المثمرة تنحي احتراماً و تواضعاً)، و معناه أن الإنسان كلما ارتفع شأنه يجب أن يتواضع، و كذلك المرأة الحامل تسمى (بار دار) bardar) ) أي حامل ثمر زوجها (طفل). الكورد يقولون للشجر عندما تحمل ثمر (بار) و (بَر) وهذا اتضح من خلال المثل أيضاً.
7- ذكر الكاتب كلمة (ايب) لم اعثر على هذه الكلمة لا في (السومرية) ولا في (الكوردية). و لا في (التركية)
8- ثم أشار إلى كلمة (الطير) سماه (كْش أو قُش) من الواضح أن الأستاذ لا يجد حرجاً في التلاعب بالأحرف حيث يحول (الكاف) إلى (قاف) وبالعكس من أفضل تقول لنا (كش- Kiş) أو (قُش- Quş) من المرجح تكون الكلمة (كش) لأن السومريين لم يستعملوا كثيراً حرف (القاف) و هذه الكلمة موجودة في اللغة الكوردية بنفس الصيغة، عندما يُبعد الطير يقال له (كش) لكي يطير و يبتعد، و (قن) الدجاج أو الطير الذي يأوي فيه نسميه (كشكدان) أي مكان ال(كْش)، ومنها جاءت تسمية الغرفة الصغيرة التي تبنى فوق السطح كمخزن لحفظ الأشياء بالعائلة تسمى أيضا (كشكدان)، وهي موضع وكر الطيور أيضاً. يوجد صنف من الطيور الداجنه تسمى باللغة الكوردية (قُش). و أيضاً يوجد نوع من الصقور يسمى (باوه قُش) كما قلنا قُش نوع من الطيور ثم وضع له الكورد سابقة (باوه) لأن هذا الاسم له مدلولات كثيرة في اللغة الكوردية يأتي بمعنى الأب و بمعنى السيد الولي و صاحب الجاه و الآمر الناهي وهذا نراه في الأديان الكوردية القديمة حيث يسبق (باوه) اسم الأولياء و أصحاب الجاه ك(باوه طاهر) و (باوه حافظ) و (باوه يادگار) إلى آخره، بما أن هذا الاسم المقدس يطلق على من دون الإله و فوق عامة الناس، و يطلق عند الشعب الكوردي على الوالد (باوه) لأنه هو الذي يجعل النسل أن يستمر لذا منح هذا الاسم المقدس، لا ننسى أن الإنسان الأول أبو البشر أيضاً حمل هذا الاسم (آدم) وهو يسمى عند الكورد ب(باوه آدم)، و سمي الصقر بهذا الاسم (باوه قُش) لأنه من الجوارح وتهابه جميع الطيور و هو سيد السماء بالنسبة لبقية الطيور.
9- يذكر الكاتب كلمة (آش) أو (آج) يقول بمعنى (افتح) لا اعلم أن كانت هذه الكلمة (سومرية) أم لا لكنها بهذه المعنى غير (تركية) لأن في القاموس التركي (آج) غير موجودة و (آش) وجدتها في القاموس التركي و تعني الطعام وليس كما يزعم الكاتب.
10- ثم يذكر (بى – بو) و يقول بمعنى (هذا)، في الحقيقة جاءت الكلمة في القاموس التركي بهذه الصورة (Bu ) بمعنى (هذا)، لكننا نتساءل لماذا الأستاذ يضيف كلمة أخرى أن كان هو متأكد من وجه التطابق بين الكلمتين (السومرية) و (التركية) من المعروف لدى من يجيد اللغة التركية أن حرف يو (u) في اللغة التركية يأتي بمحل (الضمة) في اللغة العربية بينما الأستاذ كتب الكلمة بهذه الصيغة (بو) بهذه الصورة تتطابق مع الكلمة (بو - bo) الكوردية و التي تعني لماذا. يلاحظ أن الكاتب يدون الكلمات بطريقتين مختلفتين مثال (آش و آج) أو (بي و بو) أو (كش و قوش) الخ هذا يدل على عدم تأكده مما يزعم.
[1]