هل تبقى قضية الكورد الفيلية دون حل جذري ؟
محمود الوندي
في هذه المقالة لا اتحدث عن معاناة ومصائب الكورد الفيلية وتعرضهم الى أكبرالحملات من الجرائم المختلفة ما تهتز الأبدان ، هي صفحة سوداء في سجل الجرائم التي اقترفت بحقهم منذ تأسيس الدولة العراقية وعلى ايدي الانظمة المتعاقبة التي توالت على سدة الحكم ، وخصوصا في عهد النطام البائد ، لقد كتبت مئات بل الاف المقالات في العديد من مواقع الصحف الالكترونية والصحف الورقية حول تلك الجرائم التي أصبحت معروفة للقاصي والداني ومنها الأحزاب التي تحكم العراق الآن ، ولا اريد ان اتحدث عن دورهم في تنمية الاقتصاد العراقي والتجارة ، ولا اتحدث عنهم في ميادين السياسية والثقافية والاجتماعية والحياتية والعلمية والرياضة والفنية ، ولا اتحدث ما قدموا مئات الضحايا والشهداء من أجل العراق ، وكانوا في مقدمة المخلصين لسيادته ووحدة أراضيه وطموحه نحو الديمقراطية .
لكن اريد ان أوضح في هذا المقال ما استطيع فهمه عن معضلة الكورد الفيلية والرؤيا والحقائق التي تضمرها الحكومة العراقية والقوى السياسية ومنها الدينية الذين يقودون الدولة العراقية بعد سقوط النظام البائد لكي يغنوا الموضوع ويجعلوه واضحاً للإنسان العراقي ، وكشف نوايا الحكومة الجديدة اتجاه الكورد الفيلية بعدم استرداد حقوقهم واملاكهم وهويتهم القانونية ، وكما اوضح عن محنة الكورد الفيليية هي تهميش ولا مبالات في النظام الحالي ، والتي تحاول البعض سقوط طموحاتهم واحلامهم !!! ، فليس من العدل ان تظل الحكومة العراقية تؤجل ، وتماهل ، وتماطل بتحقيق مطالبهم المشروعة بعد أغداق الوعود عليهم في المواطنة والحقوق .
برغم هولاء المظلومين أنهم محسوبين على القوتين الرئيستين في البلاد الذين لهم يد عليا في حكم العراق لا تستطيعان حل مشاكلهم وأنقاذهم من محنتهم ، بسبب بعض ضعاف النفوس من قيادات الاحزاب والمسؤولين في الدولة فرصتهم التاريخية في السرقات والرشاوي بظل فوضى عارمة وكبيرة عمت العراق ، وترنحت آمال الكورد الفيليون كما ترنحت آمال العراقيين واهملت مطالبهم ولم أستعادة ما سلب من حقهم لانشغال هؤلاء المسؤولين للكسب الحرام التي لم تشبع بطونهم ولم تملئ جيوبهم وبعد خمسة سنوات !!! ورغم ذلك ما زالوا ينتظرون الفرج .
وما زالت الكورد الفيلية رقما منسيا في ادراج الحكام الجدد حيث ظلوا بمراتب المواطنة من الدرجة الثانية في العراق الجديد الذي يسمى زورا عراق ديمقراطي ، وبقوا في هامش اهتمامات المسؤولين في الحكومة والبرلمان ، الذين وضعوا مصالحهم المعنوية ومطامعهم المادية فوق جراح الكورد الفيلية ، وما زالت تواجه بنفس الإجراءات السابقة وبنفس المعاملة السيئة والخسيسة في الدوائر المختصة ، بالاضافة تعرضهم الى العنف الطائفي والتعصب العنصري في بغداد ومدن اخرى في وقت الحاضر . الذي اضطر كثير من عوائلهم للهجرة الى أقليم كوردستان . لقد انتهاء صبرهم من هذه التصرفات المشينة وطال انتظارهم باسترجاع ما سلب منهم ، ورغم الصيحات والمنادات المتركزة من قبل المثقفين والمنظمات الانسانية والديمقراطية داخل العراق وخارجه ، للأسف هؤلاء الحكام لم يسمعوا تلك الصيحات والمنادات ، لأن أذانهم مسدودة بدولارات من المال الحرام .
هنا يتسأل كل أنسان شريف ، متى تقوم قادة العراق الجديد أعمالا تتطابق مع ما يصرحون ويمرحون به من أقوال جميلة ورنانة في مناسبات رسمية وغير رسمية تجاه الكورد الفيلية وقضاياهم العالقة ؟ وللأسف لا تستجيب الحكومة لنداءات الإستغاثة هذه الشريجة وانصاف مظلومتهم وتلثم جراحهم ورفع المظالم عنهم ، ورغم انها تستطيع لإصدار القرارات وسن القوانين الجديدة لكي يضع لهم حد نهائي لمعاناتهم وألامهم وان يضمن حلول جذرية لمشاكلهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية وبشكل خاص لتحقيق طموحاتهم وتعيد لهم حقوقهم المغتصبة ، بدلا ان يشبعوهم من التصريحات والعهود والوعود من قبلهم التي تكال عليهم بالأطنان واغداق الوعود الكاذبة عليهم في المواطنة والحقوق والواجبات واستعادة ما سلب منهم وبالاخص عندما يحتاجون الى أصواتهم في الانتخابات في تثبيت مواقعهم في الحكومة والدولة .
ومن جهة اخرى يقع الخطأ والاهمال على الكورد الفيلية انفسهم لعجزهم على التكاتف والتعاون فيما بينهم وتشكيل القوة لهم من جميع الانتماءات والافكار ان كانت المذهبية او القومية او العلمانية لتوحيد صفوفهم او تشكيل الجبهة القوية ، ويعقدون مؤتمراً او أجتماعاً موسعاً لهم ومن خلاله تشكيل وفدا قويا وتمكننا ، ويعمل بالاخلاص لاجل مظلومية الكورد الفيلية واستراجاع ما سلب منهم ، وفي هذه الحالة يستطيع الوفد مواجهة المسؤولين العراقيين ويطالب بحقوق الكورد الفيلية المغتصبة في الماضي والحاضر من ضمن القانون والدستور . ويستطيع ان يخاطب الوفد ايضا باسم الكورد الفيلية جميع المنظمات المدنية وجميع القوى المحبة للسلام والحرية بمؤازرة ودعم قضيتهم والحصول على حقوقهم المغتصبة في الحالة لم تستجيب الحكومة العراقية لمطالبهم . ومن ناحية اخرى بعض الشخصيات من الكورد الفيلية ظهروا على الساحة السياسية بواسطة الاحزاب واستغلوا قضيتهم من اجل المصلحة الشخصية الضيقة وعدم المبالات لغييرهم .
ليس من المعقول ستظل قضية الكورد الفيلية في العراق أزلية ضائعة بين حانة ومانة ؟ ولم تعيد لهم حقهم بالمواطنة وتعوضهم عن الحيف الذي الحقه النظام البائد بهم . وانا باعتقادي لو كانت لدى الكورد الفيلية فوة من المليشيات او دعم من احدى الدول الاقليمية لقد حصلوا على حقوقهم المغتصبة بالقوة مثل باقي الجهات المسلحة والمدعومة ، ولن تبقى قضية الكورد الفيلية دون حل جذري .[1]