الكورد الفيلية : من جحيم الأرض الى الهروب نحو الفضائية الإلكترونية
محمود الوندي
ما أريد الحديث عنه اليوم بالذات هو ما يكتبه بإستمرار بعض الكتاب من إخواننا وزملاءنا على صفحات الجرائد أو الإنترنت ، حول مأساة ومعاناة الكورد الفيلية التي لا تبدو خافية على كل متتبع للشأن العراقي ، حيث تعرض اخواننا على مدى عقودا طويلة الى المجازرة وحالات الاختطاف والتخريب المبرمبج من قبل الانظمة المتعاقبة التي توالت على سدة الحكم في العراق .
وفي هذه المقالة أريد الحديث حول عمليات التهميش والاهمال التي يتعرض لها الكورد الفيلية في الظرف الراهن . ولا أن صحيح كان يوم سقوط الطاغية صدام حسين ونظامه الدموي يوماً عظيماً في التاسع من نيسان سنة 2003 ميلادية ، لقد كان حدثاً تأريخياً مهماً ، واستبشر به الكورد الفيلية كبقية أطياف الشعب العراقي لإنقاذهم من تلك الحقبة المظلمة ، وعودة الإبتسامة على شفاه أطفالهم وأمهاتهم وآباءهم في ظل عراق الحرية والمحبة والتآخي ، تنقلهم من حالة الرعب والفقر والبؤس والغربة الى حالة الأمان والرفاهية ، وكلهم أملاً في إقامة دولة الدستورية قوامها العدل والحرية و الديمقراطية وإرساء العدالة الإجتماعية التي تعيد لهم كامل حقوقهم المشروعة التي سلبت منهم أيام الحكم البائد وعلى رأسها حقهم في المواطنة .
ولكن مع الأسف الشديد لم تفي السلطة الحاكمة بما تمثله من الاحزاب بمختلف تواجهاتها السياسية من الوفاء بوعودها لتمكين الكورد الفيلية من استعادة حقوقهم الوطنية المشروعة ، بعد ان تمت اللإستفادة من أصواتهم في الأنتخابات الأخيرة لصالحهم ، حيث تناسوا كل التعهدات التي قطعوها على أنفسهم قبل وصولهم الى سدة الحكم ، فلم تبادر أي جهة كانت بأي عمل من أجل رفع المظلمة على هذه الشريحة من الشعب ، ولم تعد النظر في حقوقهم ومشاكلهم ، ومعالجة الملفات القانونية العالقة ، وكأن ملفات الكورد الفيلية دخلت خانة المنسيات وتركت فوق الرفوف الى أشعار آخر قد تكون الأنتخابات القادمة موعدا جديدا لفتحها ، الى جانب ذلك هناك بعض من الأوساط السياسية والشخصيات المسؤولة في العراق يحاول طمس الهوية القومية للكورد الفيلية ، لأهداف معروفة خدمة لقوى خفية غير خافية على كل ذي بصيرة وهي ليست ببعيدة عن النظرة العنصرية والشوفينية التي حملتها القوى العنصرية العربية .
ويدرك الجميع في العراق بما في ذلك الاحزاب والتيارات الوطنية ان الاسباب الحقيقة لآلام ومشاكل الكورد الفيلية ناتجة عن مقاومتهم للأنظمة الاستبدادية التي مرت بيها الدولة العراقية وتمسكهم بهويتهم القومية ، ناهيك عن أنتمائهم المذهبي وقوتهم الأقتصادية .
وعندما شعرت هذه الشريحة المجروحة بان مأساتها لم تجد الحل ، ولم يسعى اي كان بجدية لدعمها ولملمة جراحها والإهتمام بشؤونها . خاصة بعد فشل مؤتمرأربيل في تطبق القرارات والبنود المتعلقة بحل مشالكلهم . رغم العديد من النداءات لان اذان المسؤولين مسدودة بدولارات من المال الحرام ، رسمت لنفسها طريقا اخر لينتقل من جحيم الارض الى عالم الفضائية الالكترونية لإيصال صوتها الى الرأي العام العالمي والمحافل الدولية حول مظلوميتها داخل العراق ، وأسترجاع حقوقها المشروعة وكرامتها المهدورة من خلال عقد مؤتمر كبير على الشبكة العالمية للبالتاك الذي دعت اليه صحيفة صوت العراق الالكترونية لتشكيل لجنة منتخبة من الجمعيات المدنية والشخصيات الوطنية المستقلة بهدف جمع الاطياف السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية لأخوتنا الكوردالفيلية للضغط على الحكومة العراقية للاعتراف بقضيتها الوطنية والبحث عن مخرجا مشرفا لها .
وهي في الحقيقة دعوة صادقة وخطوة في الاتجاه الصحيح لبناء صرخ الحقيقي لاعادة الحقوق المشروعة للكورد الفيلية ، إذا استطاعت ادارة صوت العراق والمعنيين بشأن المؤتمر ان يوحدوا المكون الاجتماعي والسياسي للكورد الفيلية بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة . ونأمل ان يشكل المؤتمر كيان سياسي للكورد الفيلية ويوحد صفوفها ويحقق اهدافها وطموحاتها . بودنا ان نشيرالى بعض النقاط والآليات الاساسية لنجاح المؤتمر وخروجه بنتائج ايجابية تحقق مكاسب للكورد الفيلية لعل من اهمها :- ان يكون المؤتمر له الاهداف واضحة المعالم ترتكز على الحقوق المشروعة للكورد الفيلية بما في ذلك الحقوق السياسية والاجتماعية . - ان يختار المؤتمر الاشخاض الاكفاء في ادراة المؤتمر وتكون الانتخابات داخل غرفة البرلمان بصورة علنية وشفافة مع ترجيح المصلحة الكورد الفيلية غيرها من المصالح . - ان تشكل اللجنة القانونية لمتابعة ملفات الكورد الفيلية بصدق واخلاص بعيدا عن المتاجرة وخدمة المصالح الخاص . - العمل باستقلالية في معالجة القضايا الملحة وفتح صندوق تبرعات مالية بأشراف اللجنة الخاصة لدعم عملي لللجنة القانونية المكلفة بمتابعة الملافات ، وعدم تهميش اي طرف داخل المؤتمر لاي سبب من الاسباب .
وللاشارتي فإن هناك المتطلبات الضرورية يجب طرحها على المؤتمر منها : أنشاء مدارس باللغة الكوردية وباللهجة الخاصة لفسح المجال للكورد الفيلية للتواصل مع لغات وثقافات أبائهم وأجدادهم والتعرف على تاريخهم الى جانب نواديهم الثقافية والرياضية والفنية ، بالإضافة الى عمل على تأسيس دور نشر لهم لإصدار صحف ومجلات ورقية وكتب باللغة الكوردية ، وإفتتاح محطات إذاعية وتأسيس قنوات تلفزيونية فضائية باللغة الكوردية لتكون إحدى وسائل قنوات الإتصال بينهم وبين الكورد في أقليم كوردستان ، لتحافظة هذه الشريحة على هويتها ، دعما لروح الأنتماء القومي والعلاقات العاطفية فيما بينهم .
واخيرا ارجو من اصحاب الضمائر الحيه و المخلصه من الكورد الفيليه واصدقائهم أن يبذلوا قصارى جهدهم لنجاح اشغال المؤتمر .[1]