النابحون على ركب القافلة الكوردية
محمود الوندي
خلال الأيام الماضية تعرض الشعب الكوردي مجدداً الى هجمة شرسة في وسائل الأعلام بسبب أنزال العلم العفلقي في أقليم كوردستان من نفس الفئات التي ساندت النظام الصدامي في السابق عند قيامه بعمليات الأنفال وتجفيف الأهوار وأستخدام الأسلحة الكيمياوية في كوردستان وقضاء على الأنتفاضة الشعبانية التي أستخدمت فيها جميع الأنواع الأسلحة ، اليوم تكرار ذلك فأنهم يمارسون إرهاباً فكرياً ويختلقون التهم الباطلة بحق الكورد تارة وبحق الشيعة تارة أخرى ، وأن أفتعال الضجة
وتضخيمها وأصرارهم على التمسك بالعلم النظام الشوفيني والتشبث بالماضي الدموي لا يقبل الشك هم من بقايا أعوان الرئيس المهزوم داخل البرلمان وخارجه ، الذين يحاولون بكل جهودهم الخبيثة والخسيسة لأنتقام من الجماهيرالعراقية وقيادتها الوطنية عرباً وكورداً ( من المعلوم إن العلم النظام البائد وضع عقب أنقلاب شباط الأسود في عام 1963 وليس أختيار الشعب العراقي وأما النجوم الثلاثة ترمزالى وحدة وهمية مصر وسوريا والعراق التي لم تتحق حلم المنشود ولم تعبرالعلم عن الواقع العراقي بأي شكل من الأشكال و أرتكب في ظله أبشع الجرائم بحق الشعب العراقي بجميع أطيافه ) ، وأنبرت هذه الضجة ما هي إلا واحدة من مسلسل التستر على الجرائم التي ترتكب يومياً ضد العزل والأمنين من الشعب العراقي ، وظهروا هولاء على حقيقتهم العنصرية والشوفينية الصارخة في الأشادة بعلم سيدهم بأعتباره يمثل رمز العراق و عروبته .
إتخذ البعض من الكتاب والأعلامين من فلول النظام الساقط والأخرين من العنصرين والشوفينين من أصحاب العمائم المزيفة التي كانت تسبح بحمد صدام حسين في زمن القادسيات الذين يسيرون على نهج ولي نعمتهم وأن يكملوا المشوار قائدهم بطل القادسية المشؤوم وأم المهالك الخاسرة والمخزية وتحت نفس العلم بمهاجمة الشعب الكوردي وبالأخص الزعمين الكوردين مام جلال رئيس الجمهورية العراق وكاك مسعود رئيس أقليم كوردستان وأخذوا يبثون سمومهم كالأفاعي ضدهم وصاروا يرددون نفس الكليشة المملة والأسطوانة المشروخة التي لم تعد غريبة علينا وسمعناها مرات عديدة وتصب جام غضبهم عليهم بكلمات بذيئة وسوقية ، درسوا هذه الكلمات غير أخلاقية في ماكنة البعث الدعائية والتي لا يقبلها أي عراق شريف ووطني .
يدعي أحدهم أن الكورد أهل الغدر لأنه حمل السلاح ضد النظام البائد ( يقصد نظام صدام وحزبه الدموي ) وإرتكب الكثير من جرائم القتل وتسبب في خسائر أقتصادية باهضة ،ويقول عندما تكون الظروف مناسبة سيعلن الكورد الأنفصال والأستقلال دون أن يأخذ الأذن من أحد أي أنه مجبر العيش معنا ، ويقول الثاني الشيء الخطير هو غياب الولاء والأنتماء للعراق من قبل الكورد ولا يمكن سكوت عليه ، ويطلب بترحيل بقية الكورد من مدن : الموصل وكركوك وديالى وبغداد وواسط وباقي المدن العراقية ومن الأفضل منح مدن أربيل والسليمانية ودهوك أستقلالهم وأعلان دولتهم وفك الأرتباط معهم ، يدعي أخركان الكورد طوال التأريخ عبء إقتصادي على العراق ووقف تقديم الأموال لهم من خزينة الدولة العراقية بما يحفظ لنا ثروتنا .
لدي وقفة متواضعة مع هولاء النباحون على ركب القافلة الكوردية : - لوكانوا الكورد أهل الغدر كما تتهمونهم لقتلوا الجنود والضباط الذين أستسلموا لهم في ألأنتفاضة عام 1991 ، علماً كان أقليم كوردستان الملجئ الأمين والمنقذ الحقيقي للذين كانوا يعارضون صدام وحزبه الفاشي وأحتضنت المدن الكوردية عشرات من عوائل العرب والتركمان وغييرهم من القوميات والمذاهب هرباً من جور الأجهيزة الأمنية العفلقية وبطش الطاغية اللعين وكانوا محضى الحب والأحترام من قبل الشعب الكوردي ورموزه الحكيمة ، أحب أذكر هولاء المأجورين لو كانوا الكورد أهل الغدر ولم لجئت اليهم الالأف من عوائل العرب والمسحيين والصابئة هربا من غدر البعثيين وحلفائهم المنتشرين بين تيارات ألأسلامية وجميع مدن كوردستان أمتلأت بعوائل الذين هربوا من مدنكم خوفاً من الذبح والقتل على الهوية والأغتصاب والسرقة ورحب الشعب الكوردي بهم وفتح داره وذراعيه لهم بدلاً أن يقتولونهم أو يخطفونهم مثلكم من أجل المال أو قتلهم على الهوية الطائفية والقومية .
كان سبب رئيسي لحمل الشعب الكوردي السلاح ضد الحكومة الشوفينية الظالمة وقدم شهداء من أبنائه في سبيل الخلاص من القتلة السفلة وتحرير العراق وكوردستان من ظلم وبطش ذلك النظام العفلقي وأسترداد كرامته المهانة ، لقد تبين هولاء لا تروا ولا سمعوا بالمقابر الجماعية والأسلحة الكيمياوية التي أستعملت ضد الكورد أيام سيدهم الساقط ، تأريخ الشعب الكوردي في العراق حافل من الثورات والحركات الوطنية من القرن الماضي ضد الحكومات العنصرية المتعاقبة على الحكم في العراق لأنه كان يعاني من ويلات وقهر وظلم وأرتكبت من المذابح والمجازر بحقه من قبل تلك الحكومات ، قيام تلك الثورات كانت من أجل السلام والحرية وحقوقه المشروعة ، لقد كان الشعار المركزي في قيادة الحركة الكوردية هو الديمقراطية للعراق وتثبيت الحقوق القومية لشعب كوردي وقوميات أخرى داخل العراق وساهمت الأحزاب الكوردية مع معظم القوى الوطنية والأحزاب السياسية العراقية في معارضة النظام البعثي الأستبدادي وعملوا جميعهم من أجل أسقاطه ، كما يساهم الكورد بعد سقوط النظام البعثي مع المخلصين من أخوانهم العرب في بناء عراق ديمقراطي فيدرالي .
ليعلم هولاء الحاقدين والعنصرين والشوفينين بأن الشعب الكوردي معروف بأخلاصه للوطن وبكفاحه ونضاله في سبيل تحريركوردستان والعراق من العفالقة وحثالاتهم وأنه وليس من أجل الإنفصال ورغم محاولتهم قلب هذه المفهوم من خلال أدعائهم مغرضة لتموية البسطاء من الناس بأن الفيدرالية التي يطالب بها الكورد تعني الأنفصال ، مع العلم يجهل هولاء الأغبياء إن الشعب الكوردي كان قبل سقوط صدام شبه دولة مستقلة وهو أختار طوعية خيار الفيدرالية والأنضمام الى العراق الموحد، أتحداهم أن يذكروا أسم قيادي كوردي طالب بأ نفصال كوردستان عن العراق ، كل ما يؤكد القيادات الكوردية عدم السماح بهضم حقوق الشعب الكوردي في العراق الجديد .
أحب أن أذكر هولاء الحاقدين وأصحاب العمائم المزيفة من البعثيين ، إن ترحيل الأكراد من مدن كوردستانية وتعريبها وطرد الأكراد من بغداد ومدن أخرى ، لقد سبقوكم أسيادكم من البعثيين في التطبيق هذه السياسية وفي الوقت كانت الموازين الدولة لصالحهم لتعريب المدن والقصبات والقرى الكوردستانية وتسفير الكورد الفيلية الى إيران لكنهم لم يستطعوا أن ينالوا من عزيمة هذا الشعب وفشلوا رغم قدراتهم وأمكانياتهم العسكرية وخبراتهم الأعلامية ولن يحققوا شيئاً غير الهزيمة والخذلان بعد أن تصدى لهم أبطال وفدائي الشعب الكوردي (البيشمركة ) ، أنتم الآن تريدون تقضون على أمال وأحلام الشعب الكوردي من خلال الكلمات الفارغة والفاشوشية على الفضائيات العربية والمواقع الأنترنيتية .
يقولون هولاء الجهلاء من الأفضل منح مدن أربيل ودهوك والسليمانية حصرياً الأستقلال وأعلان الدولة الكوردية وفك الأرتباط معهم وقطع الأموال عنهم ، أقول لهم يا أغبياء أقرأوا التاريخ جيداً لكي تعرفون الحقيقة فأن مدن السليمانية وأربيل ودهوك ليست وحدهم ضمن أقليم كوردستان العراق ، بل أن أقليم كوردستان يمتد من مدينة بدرة وجصان على أمتداد سلاسل حمرين الى مدينة زاخوا أي الى حدود تركيا ، والأستقلال لا تمنحه أنتم ولا أسيادكم بل يأخذه الشعب الكوردي بنضاله السياسي أو بحركاته المسلحة الشريفة ، كوردستان ليست بحاجة الى مساعدات بغداد عندما تطلبون قطع الأموال عن الشعب الكوردي لأنها مليئة بالخيرات الطبيعة ولديها ما يغنيها ، لقد تبين أنكم لا تعرفون شيئاً عن تأريخ وأقتصاد كوردستان التي تزخر بالخيرات وتكفي شعبها وتزيد ، رغم أسيادكم من المعتوهين سرقوا المال كوردي منذ أكثر من ثمانين سنة ، أما حصة من الميزان الدولة الذي يأخذها الكورد ليس منية من أحد أنها من ثروات كوردستان بكل طوائفه وأنها من نفط مدنها الذي كان تباع في زمن سيدكم الطاغية وتحول الى الأسلحة الفتاكة محرم دولياً لتقتل بها أبنائها وتقصف مدنها وقرائها وقسم من النفط كان يعطيه الطاغية الى الدول العربية مجاناً لدعمه أعلامياً والدفاع عن جرائمه و كانوا يعتبرونها أنجازاً وطنياً .
أحب أفهم هولاء النباحون الذين لم يشفى غليلهم كل ما لقى الكورد من مجازر ومذابح ، رغم مرضكم العنصري والشوفيني التي تعمي بصيركم ،لن تنفعكم تزوير الحقائق في العراق وهذه الكلمات والعبارات والأفكار العنصرية المريضة لا تخدم أبناء الشعب العراقي وسيثير الكثيرين من عرب أصلاء وتركمان شرفاء وكلدوأشور طيبين من أقوالكم الخسيسة والمثيرة للفتن ، في الواقع كلامكم المقرف الشوفيني المريض وهو تماماً مثل دفاع عاهرة عن الشرف والأخلاق والنظافة بأسلوب قذر وحقير،ولا يمنكم مصارعة رياح التغيير نحو الديمقراطية والفيدرالية في العراق الجديد وأنتم تدركون هذه الحقيقة رغم ما تفعلونه للصمود أمام هذه الرياح ، أما كوردستان ليست لقمة سائغة لمن يطلب شراً لها بل أنها معقل الأحرار وستبقى كما كانت شعلة وهاجة لكل الشجعان والمناضلين الذين يدافعون عن مكونات الشعب العراقي.[1]