الإمبراطورية الآشورية (1)
#مهدي كاكه يي#
الحوار المتمدن-العدد: 6016 - 2018-10-07 - 14:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
نبذة تأريخية عن الكورد والآشوريين والعلاقة بينهم (57) – الآشوريون
الإمبراطورية الآشورية (1)
نظراً لِكون هذه السلسلة من المقالات مُكرّسة لِدراسة التاريخ الكوردي القديم و لِوجود دراسات كثيرة ووافية عن تاريخ الحكم الآشوري، يتم في هذه الدراسة تقديم لمحة مختصرة حول تاريخ الآشوريين.
يمكن تقسيم العصر الآشوري الى ثلاث عصور وهي:
1. العصر الآشوري القديم (2000 - 1500 قبل الميلاد): حصل خلال هذه الفترة تدفق المهاجرين الأمّوريين من جهة الغرب الى شمال ميزوپوتاميا. قامت هذه الاقوام بِتأسيس كيانٍ سياسي لها بعد سقوط إمبراطورية أور الثالثة والذي إستمر حتى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد. كما ذكرنا، في الحلقات السابقة، في هذا العصر، حكم المملكة الآشورية ملوك ينتمون الى الأقوام الزاگروسية الى أن سيطر على الحكم (شمشي أدد الأول). في هذه الفترة إتسعت المملكة الآشورية، حيث أنها شملت منطقة الفرات الأوسط التي كانت مدينة (ماري) مركزها، كما أنها ضمّت أجزاءاً من بلاد الشام. تنتهي هذه الفترة الآشورية بإستيلاء الملِك البابلي (حمورابي) على آشور وضمها الى امبراطوريته[1، 2]، إلا أنّ مملكة آشور إستقلت بعد وفاة (حمورابي) .
2. العصر الآشوري الوسيط (1500 – 911 قبل الميلاد): دام هذا العصر حوالي 4 قرون وعاصر الحُكم الكاشي في بابل. شهدت بلاد آشور خلال هذه الفترة تقلبات وتغيّرات سياسية وعسكرية تباينت بين القوة والضعف والإزدهار والركود وبين السيادة والتبعية، حيث إرتبطتْ ظروف وأحداث آشور بالتطورات والأحداث التي سادت منطقة الشرق الأدنى آنذاك. من المصاعب التي عانى منها الحُكم الآشوري خلال هذه الفترة هي حدوث تطورات إقليمية مستجدة، حيث ظهرت في المنطقة قوتان عُظميتان منافستان لِآشور، الأولى مصر بعد تحررها من الهكسوس (1560 قبل الميلاد) والتي إستطاعت خلال خمس قرون أن تمدّ سيطرتها على بلاد الشام حتى وادي الفرات الأعلى، والقوة الثانية كانت الإمبراطورية الحثية التي كان مركز حُكمها الأناضول، والتي نازعت الفراعنة على بلاد الشام ودامت الحروب بينهما لِحوالي قرن كامل. بسبب بروز هاتين القوتين في المنطقة، إنكمشت مملكة آشور خلال هذه الفترة وآثرت السكون وترقّب الأحداث. كما أن ّ المملكة الكاشية (المملكة البابلية الثالثة) كانت تُنازع آشور على السيطرة على حوض بلاد ما بين النهرَين. في هذه الفترة الزمنية أصبحت المملكة الميتانية تُشكّل تهديداً لِآشور، حيث أن الميتانيين بسطوا سيطرتهم على آشور في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد لمدة قرن ونصف القرن، فإمتدت الدولة الميتانية من بحيرة (وان) الى أواسط نهر الفرات الأعلى ومن جبال زاگروس حتى الساحل السوري [3، 4، 5].
عند تسلّم الحُكم الآشوري من قِبل الملك (آشور- اوبالط الأول Ashur-uballit I) ( 1353 - 1318 قبل الميلاد)، نجح هذا الملِك في إرساء دعائم الدولة الآشورية بعد أن تمكّن من القضاء على المملكة الميتانية وضمها لمملكته، إلا أنّ حالة الصعود والهبوط لِمملكة آشور إستمرت الى نهاية هذا العصر[6، 7].
المصادر
1. عامر سليمان. العراق في التاريخ القديم. دارالحكمة للطباعة والنشر، الموصل، 1992، صفحة 199.
2. طه باقر. مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة. الجزء الأول، الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين. الطبعة الأولى، بغداد، 1973، صفحة 481 - 482.
3. جورج رو. العراق القديم. ترجمة وتعليق حسين علوان حسين، بغداد، وزارة الثقافة والإعلام، الطبعة الثانية، 1986م - 1406ﮪ، صفحة 291.
4. طه باقر. مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة. الجزء الأول، الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين. الطبعة الأولى، بغداد، 1973، صفحة 489.
5. عامر سليمان. العراق في التاريخ القديم. دارالحكمة للطباعة والنشر، الموصل، 1992، صفحة 131.
6. المصدر السابق، صفحة 128- 133.
7. طه باقر. مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة. الجزء الأول، الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين، الطبعة الأولى، بغداد، 1973، صفحة 486 -487.
(يُتبع)
[1]