تدمیر كوردستان وابادة شعب 1 -
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7949 - 2024-04-16 - 01:29
المحور: القضية الكردية
تقع كوردستان كوطن محتل مجزأ دولياً في الشرق الأوسط في موقع جداً استراتيجي على الخارطة السياسية، وان معظم المصادر الأساسية لطاقة المنطقة كائنة في أطار أرض كوردستان النفط، الذي هو أحد المصادر الرئيسية للطاقة بنسبة ماموجود في كوردستان، حيث يمكننا القول بأن أكبر احتياطي للنفط في المستقبل مصدره كوردستان، اضافة الى وجود احتياطي كبير للكبريت والفوسفات والذهب واليورانيوم والحديد والمعادن الأخرى، وكذلك استناداً الى الزراعة ووجود مصادر كثيرة للمياه، كل هذه تظهر غنى أرض كوردستان.
إضافة إلى ما سبق ذكرها، فإن كوردستان بلاد متلاصقة مترابطة تقع وسط شرق الاوسط، وكذلك لها أهمية وغنى متعدد الأبعاد، خاصة في مجال الجيوبوليتيكي حيث أنها تعد إحدى أهم الأقاليم الجغرافية في العالم .
إن كوردستان ذات ستة أبواب، باب ينفتح نحو الأناضول و أوروبا، والباب الثاني نحو قوقاز و روسيا، والباب الثالث نحو آسيا الوسطى، والباب الرابع ينفتح على عالم إيران، والباب الخامس يكون نحو الشام، والباب السادس نحو بلدان الخليج.
ولذلك فأن كوردستان كانت دائماً محط أنظار الدول القوية ونقطة اصطدام القوى التوسعية والاحتكارية لاحتلال أرضها ونهب ثرواتها. لو رجعنا الى التأريخ القديم جداً ك(جالديران و لوزان) اللتين كانتا جريمتين كبيرتين ضد كوردستان والقومية الكوردية وقد أصبحتا سبباً لتجزأة واحتلال كوردستان، لكن لم تمر نتائج تلك الجرائم دون الجواب ورد الفعل، بل ان الشعب الكوردي على امتداد تأريخ التقسيم واحتلال أرضه، بهدف الدفاع عن وجوده وبقائه وطرد المحتلين من أرضه وانشاء الكيان القومي والوطني كان دائماً في تضحيات ثورية ضد المحتلين والمضطهدين، اضافة الى ذلك خلال امتداد وطوال هذه التضحيات الجسام، كانت الأوضاع الدولية والأقليمية والمحلية أيضاً، كان القسم الأعظم مباشرة منها وقفوا ضد حركته التحررية وقسم آخر منهم لم يكونوا على مستوى ثقل واهمية وعظمة الحركة، ولكن الذي يمكن أن يعتز به الكورد الى الآن هو أنه نتيجة لتضحياته البطولية رغم وجود الكثرة الكاثرة من أعدائه الشرسين الهمجيين تمكن ان يحافظ على وجوده كقومية، وتمكن أيضاً الدفاع عن وجوده وبقائه، ويحمي نفسه من الانقراض والفناء. ولاشك ان هذا يعد نقطة لامعة لتأريخ الكورد واكبر مكسب لتضحياته.[1]