نظام البعث والتجسس 2-
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7885 - 2024-02-12 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
مما قرأ ت عن اكبر عملية اختراق لنظام البعث السوري في حقبة حافظ الاسد تقول الحكاية
من تاريخ التجسس الرسمي في سوريا : مواطنة إسرائيلية في قلب مكتب الأمن القومي السوري!خلال الحرب بين السلطة وعصابات الأخوان المسلمين الإسرائيلية ، عقد حزب البعث مؤتمره القطري السابع (نهاية العام 1979 والأيام الأولى من العام 1980) وقرر تعيين عبد الرؤوف الكسم رئيسا لمجلس الوزراء. ولا تزال السيرة الشخصية لهذا الرجل أحد الألغاز الكبرى في تاريخ سوريا الحديث، إلى حد أنك لن تجد عنه أية معلومات ذات أهمية ، سواء بالعربية أو أو اللغات الأجنبية، إذا ما بحثت في الإنترنت، بخلاف رؤساء وزراء سوريا الآخرين ، قبل الاستقلال وبعده! وليس هذا محض مصادفة! ولعل المعلومات الوحيدة المهمة التي نشرت عنه هي تلك التي نشرت في العدد الرابع من مجلة صوت الديمقراطية ( تشرين الثاني /1991) التي كانت تصدرها لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا، علما بأن العدد المذكور لم يوزع، فقد جرى اعتقال أعضاء المنظمة المذكورة في الوقت الذي انتهت طباعة العدد و قبل توزيعه، فوقعت نسخه كلها في أيدي فرع فلسطين التابع للمخابرات العسكرية ( العدد محفوظ في أرشيف مصادرات المخابرات العسكرية بمكتبة الأسد، باعتبارها مركز الأرشيف الوطني الرسمي، لكن ليس مسموحا للقراء الإطلاع عليه أو غيره من المصادرات من المطبوعات السياسية إلا باستثناء خطي من الجهة التي صادرتها). وسيكون هذا العدد بالذات من صوت الديمقراطية سببا في وضع المسؤول عنها في العزل الانفرادي طيلة فترة اعتقاله التي امتدت لأكثر من تسع سنين. فقد تضمن العدد أيضا قنبلة أمنية أخرى تتعلق بالكشف عن أكبر عملية تهريب ليهود سوريا شملت قرابة ثلاثة آلاف مواطن منهم مقابل 70 مليون دولار هي كلفة عملية التهريب التي كانت بدأت قبل ذلك بسنوات، والتي شارك فيها محمد عيسى دوبا، رئيس فرع المخابرات العسكرية في حلب ( شقيق علي دوبا)، ومدير إدارة الهجرة والجوازات ، ورئيس فرع الهجرة والجوازات في حلب، ومدير فرع الهجرة في باب الهوى على الحدود مع تركيا ، واللواء ماجد سعيد ، رئيس فرع فلسطين في المخابرات العسكرية ...إلخ. وكانت بطلة العملية أستاذة الموسيقا الكندية (ضابطة موساد) جودي فيلد كار Judy Feld Carr التي صادقت هؤلاء الضباط جميعا ، واستقدمت لهم العاهرات والهدايا، فضلا عن ملايين الدولارات. وقد منحت لاحقا من قبل شمعون بيريز وساما من الدرجة الأولى على عملها البطولي الاستثنائي الذي لم يقم به أحد منذ المحرقة اليهودية في العام 1945، كما ورد في مرسوم الوسام![1]