النظرة الاسرائيلية للازمة السورية 3
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7822 - 2023-12-11 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
ولأن سوريا تُعد من أهم دول الممانعة المتحالفة مع إيران والمناهضة للسياسة الأمريكية في المنطقة، فقد رأت هذه النخب أن سقوط النظام يُسهم في إعطاء إسرائيل حرية الحركة في توجيه الضربات الاستباقية، واستنزاف خصومها بضربات عسكرية موضعية في الأماكن التي ترى فيها ضرورة لتوجيه تلك الضربات دون أن تلزم نفسها باللجوء إلى حروب شاملة. وكذلك توجيه ضربة إلى المحور الراديكالي في إطار المواجهة مع إيران من خلال إبعاد سوريا وتحييدها في أي مواجهة عسكرية معها، مع تفكيك علاقات سوريا المحلية والإقليمية في لبنان وفلسطين، الأمر الذي يسهم في إعادة تكوين خارطة جديدة لمنظومة النظام الإقليمي. وقد عبر عن هذا الرأي العديد من السياسيين الإسرائيليين، مثل وزير الحرب إيهود باراك الذي أكد أن سقوط هذا النظام يُشكل ضربة قوية للجبهة الراديكالية برمتها وفى مركزها إيران وحزب الله.
ومع استمرار موقفها الرسمي الصامت والمبهم، أصدر المستوى المهني ضمن وزارة الخارجية الإسرائيلية، في فبراير 2012، توصية بشأن المسار السياسي الذي يمكن أن تتبعه إسرائيل حيال ما يجري في سوريا. ودعت هذه التوصية إلى ضرورة وضع حد لسياسة الغموض الإسرائيلي إزاء الأحداث في سوريا، والنظر في اتباع سياسات تنسجم مع مواقف الولايات المتحدة وأوروبا، الداعية إلى استقالة الرئيس السوري بشار الأسد من رئاسة سوريا.
وحينما تبنى وزير الخارجية الإسرائيلية آنذاك، أفيغدور ليبرمان، التوصية المطروحة، وأخذ بها إلى طاولة اجتماعات الحكومة الإسرائيلية في سبيل تبنيها، عارض الاقتراح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى عدد آخر من الوزراء، مرشحين الاستمرار على الموقف ذاته دون تغييره. ويبدو أن الإعلان الصريح عن الرغبة في سقوط نظام بشار الأسد من قِبَل نتنياهو ومَن معه كان يبدو مناقضاً بشكلٍ جذريٍ صارخ مع ما يعرفونه فيما يخص حجم الخدمات الاستراتيجية التي قدمها نظام الأسد (الأب والابن) لإسرائيل على مدى أكثر من أربعة عقود، الأمر الذي سيجعل مثل هذا الإعلان موقفاً لا يصب في مصلحة إسرائيل نهاية المطاف.)) منقول))
[1]