عنوان الكتاب: مشروع الإدارة الذاتية الكردية في سورية
اسم الكاتب: عبد الرحيم سعيد تخوبي
مؤسسة النشر: مركز جسور للدراسات
تأريخ الأصدار: 2021
تُعتبر القضية الكردية من القضايا المركزية ذات التأثير الكبير في سورية، وتتجاوز تأثيراتها الحدود السورية إلى دول جوارها، وعلاقات هذه الدول مع الدول الكبرى، وتُؤثر أيضاً على رسم السياسات الدولية، وطبيعة التحالفات بين الدول.
وتتناول هذه الدراسة مستقبَل المشروع الكردي في سورية، كيف كان؟ وكيف سيكون خلال السنوات القادمة؟ وكيف سيؤثر على القضية السورية عموماً، وعلاقات سورية مع دول الجوار؟ وكيف ستتأثر العلاقات بين الدول الكبرى متأثرةً بمواقفها من المشروع الكردي؟
وتعتبر هذه الجوانب مهمة لأي باحث في الشأن السوري، ولأي قوة سياسية فاعلة في سورية، فمعرفتها تُسهِّل التعامل مع القضية الكردية، ومُراعاة التوازنات الدولية والإقليمية التي تتأثر بهذه القضية، ومحاولة التوفيق بين تلك الجهات ومَصالحهم، لاختيار أفضل طريق وحلّ للتعامل مع هذه القضية.
وبما أن معظم المشاريع الكردية التي نُفذت في سورية بعد عام 2011 كانت من قِبل حزب الاتحاد الديمقراطي والأحزاب المرتبطة به والمُقرَّبة منه، فإنّ الدراسة تتناول مشاريع هذا الحزب على وجه الخصوص، بما أن مشاريع المعسكر المقابل اقتصرت على دعوات ومطالبات وبيانات، باستثناء وجود قوة عسكرية محسوبة عليه في إقليم كردستان باسم بيشمركة روج، والتي لا تزال خارج سورية.
وقد انتهت الدراسة إلى أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي صعد سريعاً في سُلَّم التطبيقات العملية لمشاريعه خلال السنوات ما بين 2012 – 2017، ولكنه عاد وخسر تدريجياً ما بناه خلال تلك السنوات.
كما خلَصت إلى أن بقاء الإدارة الذاتية بوضعها الراهن لأسباب اقتصادية وأمنية مرتبطٌ بعدم توفُّر البدائل المناسبة، سواء من جهة النظام أو من جهة بعض فصائل المعارضة، بالإضافة إلى ارتباطه بمواقف الدول الفاعلة في سورية.
وخلصت الدراسة إلى أن السيناريو الأقرب للتحقق على المدى القريب هو سيناريو استمرار الوضع الراهن، ولكن من الصعب أن يبقى الوضع على ما هو عليه دون تغيير في حال لم تغيّر الإدارة الذاتية سياساتها وطريقة إدارتها للمنطقة، وخاصة إذا بدأ السوريون بالخطوات الأولى للحل السياسي، فحينها ستتوفر بدائل قد يُفضِّلها السكان المحليون على نظام الإدارة الذاتية القائم حالياً.[1]