الادب الكردي 4
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7726 - #2023-09-06# - 16:49
المحور: القضية الكردية
لأدب الشعبي أو الشفاهي عند الكرد أدب غزير، ومما يؤسف عليه أن المستشرقين كانوا أكثر اهتماماً من المسلمين بجمع الكثير من الأدب الشعبي الكردي ونشره.
ويتمثل غنى هذا الأدب فيما يأتي:
أولاً: في الأمثال والأقوال الشعبية المأثورة والألغاز والأحاجي. يحب الكردي أن يزين حديثه بجمل مسجوعة وموزونة، أو ببعض المأثور من الحكمة تظهر وعيه وقوة ملاحظته. وتزودنا الأمثال أيضاً بملخص مركز لحكمة عملية. ولقد نشر الآلاف من هذه الأمثال. وللدكتور بدرخان السندي كتاب بعنوان: الحكمة الكردية، من مطبوعات بغداد، في أواسط تسعينيات القرن العشرين.
ثانياً: في الأغاني وأشكالها وأنواعها: فهناك أغاني الرقص (ديلوك)، وأغاني الحب (لاوِك)، وأغاني الحرب أو الغناء الحماسي (شر)، وهناك النشيد أو الترتيل الديني (لافيز، لافيزوك، لازه)، وأخيراً هناك النشيد الجماعي (بيريتي أو بيليتي).
والمغنون الكرد فئات: فهناك (دنكبيز) أو (استرانفان) وهو المغني الشهير. يأتي بعده (جيروكبيز) وهو المغني البسيط، الذي يغني حيناً ويروي حيناً آخر، وأكثر ما يكون ذلك في رواية القصص القصيرة. وهناك (مرطب أو مطرب) وهو الغجري المغني والرقاص. ويوجد أيضاً (سازبند) وهو الفنان الموسيقار الذي يسير مع دنكبيز. وأخيراً يأتي (بلورفان) وهو النافخ في الناي.
تنقسم الأساطير الكردية بدورها أقساماً، فهناك القصة (جيروك)، وهناك الأقصوصة (جير جيروك)، والقسمان نثريان موزونان، يرويهما شخص يدعى (جيروكبيز) أو الراوية، وينشدها (دنكبيز أو استرانفان) أو المغني.
وللقصص والحكايات والنوادر علاقة وثيقة بالخيال والعجائب والفكاهة، بحيث تجعل المرء ينسى هموم الحياة ومتاعبها. ولا تتردد الحكايات أو القصص والأقاصيص (التقريعية بخاصة) عن انتقاد أخطاء الأفراد، مهما كانت منزلتهم والقبائل المتنافسة. كما يغرم القصاصون الكرد (بقصص الحيوان التي دائماً ما تحتوي على فضيلة أخلاقية)(1)، على غرار (كليلة ودمنة).
ونظراً لتفشي الأمية بين الكرد، فقد توارثت الأجيال آدابها من الرواة والقصائد والأغاني أغاني الحروب وأقاصيص الحب والملاحم، كملحمة نضال الكرد في قلعة (دُمْ دُمْ) التي تصف مقاومتهم البطولية لجيوش الشاه عباس ملك فارس في القرن التاسع عشر. وملحمة (مم وزين) التي تصف العلاقة الغرامية البريئة بين (مَم) و(زين)(2)، هذه الملحمة التي ترجمها إلى العربية بأسلوب نثري مشرق الدكتور (محمد سعيد رمضان البوطي) تحت عنوان (ممو وزين قصة حب نبتت في الأرض وأينعت في السماء).[1]