الكورد... ينتظرون ربيعهم
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7702 - #2023-08-13# - 11:55
المحور: القضية الكردية
تغيب القضية الكردية .. او بالاحرى يتم تغييب الكرد عن العديد من الاستحقاقات الدولية والاقليمية وبما يختص بالشأن الكردي ..والقضية الكردية التي كانت ولا زالت تشكل إحدى أبرز القضايا العالقة في سوريا قبل اندلاع أزمتها المستمرة . واحد الاسباب الرئيسية لعدم الوصول الى حل شامل وعادل للازمة السورية, هو غياب الحل العادل والشامل والدائم للقضية الكردية . والسبب هنا يعود للعنجهية والعنصرية, والفوقية القومية للانظمة التركية والبعض من الانظمة العربية .. نعم كثيرة هي الاستحقاقات السياسية و التي شهدت العديد من الاجتماعات والمؤتمرات الدولية والتي تتحدث عن الشأن السوري بشكل عام ومنها الشأن الكردي على وجه الخصوص من دون أي تمثيل لوفد كردي خاص، حتى في لجان كتابة الدستور الجديد، لرسم ملامح سوريا المستقبل، وذلك بسبب الفيتو العربي السوري والتركي والذي يرفض أي وجود للقضية الكردية على أراضي تركيا بشكل علني وصريح وعنيف. وعلى الاراضي في سوريا بشكل مبطن وخجول نوعا ما .. والدول المجاورة لها، خصوصاً في سوريا التي ترى أنقرة أن أي حل لهذه القضية في شمالها الشرقي، والتي تشترك في حدودها الجنوبية معها، سينعكس بشكل مباشر على وضعها الداخلي، وهو ما يحول دون مناقشة المسألة الكردية في أروقة الاجتماعات الدولية الخاصة بسوريا.
ولنبقى في جوهر القضية الكردية على الاراضي السورية. فهي ليست فقط ,تعاني من الفوقية والعنجهية البعثية على مدى 70 عاما..بل وأيضا بسبب الغباء السياسي للعديد من الاحزاب الكردية والتي تنتهج الفكر الاناني والسطحي في معالجة القضية الكردية , والاهتمام بقضايا الجوار على حساب القضية الأم وهي سوريا .وايضا فإن العديد من الاحزاب الكردية تريد الانفراد بتمثيل الشعب الكردي والتكلم باسمه وتسعى جاهدة لمصادرة حرية باقي الاحزاب في العمل السياسي هذا عوضا عن توحيد كلمة الكرد في كل الاقاليم وايجاد مرجعية واحدة تكون الممثل الشرعي للشعب الكردي والذي بات يفوق عدده ال 50 مليون نسمة على مستوى العالم أجمع ...
ولبعض الاحزاب الكردي مساوىء لا تعد ولا تحصى على كافة الاصعدة واولها الصعيد السياسي من ناحية الديالكتيك والحوار والاسلوب المفترض ان يكون سيد الحوار وعدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب وهذه ايضا وراثة عن الاحزاب الاخرى..بما معناه ان ايصال مفهوم المظلومية الكردية للعالم ليس فقط عن طريق اللغة الكردية وان تطورت كثيرا برامج الترجمة للغات .. وتكاثر وتوالد وانشقاقات الاحزاب الكردية عن بعضها البعض بشكل ملفت للنظر ليست حالة سياسية صحيحة ..بل هي حالة مدمرة للوجود الكردي .. وكثيرة هي الاحزاب الكردية والتي تطبعت بفكر ومناهج بعض الاحزاب العربية المحلية والاقليمية من ناحية الغوغائية والشمولية .بل وحتى الديكتاتورية في التعاطي مع الجمهور الكردي...حتى اصبحنا نرى التعامل الفوقي من بعض القيادات في الاحزاب الكردية والتي تتعالى على المواطن الكردي ذاته..فالكردي الدمشقي والكردي الحموي او الحمصي ليسوا أقل قومية وليسوا أقل محبة ودفاعا عن القضية الكردية من الكردي في قامشلي والحسكة وان كان لا يجيد لغته الام فهذا ليس ذنبه لهذا اشدد على القول بانه ليس من حق أي كردي مصادرة حق كردي أخر وليس من حق اي حزب كردي ان يتكلم باسم كل الشعب الكردي قاطبة .....فالجمهور الكردي واعي ومثقف وبات يعرف الحقائق والتفاصيل في كل الزوايا ..هذا الجمهور الطيب الأصيل والذي يتطلع الى ضرورة وجود قيادة ومرجعية حقيقية تعمل وتنادي بصدق من اجل حل عادل للقضية الكردية.. مع الاعتراف بوجود بعض الاحزاب الكردية والتي تعمل بصدق وبدون ضجيج لتحقيق او انجاز بعض المكاسب للشعب الكردي ولكن على مستوى الخارطة الكردية العامة فهي احزاب ضعيفة لا تتجاوز قوتها صفحات الجريدة التي تصدرها ..لتبقى هذه الاحزاب تنادي بواد والجمهور الكردي بواد أخر ..ولن أكون مبالغا إذا قلت بمنتهى الصراحة بأن مايؤخر إيجاد حل عادل وشامل للقضية الكردية , هي الاحزاب الكردية ذاتها..لعدة أسباب منها على سبيل المثال لا الحصر اختراق الانظمة الحاكمة في سوريا وتركيا وايران والعراق لهذه الاحزاب..ثانيا محاولة كل حزب ان يتبوأ المشهد السياسي الكردي لوحده وينفرد بالقرار وبتمثيل الجمهور الكردي ,وهذا لن يحصل أبدا مادامت هذه الاحزاب لم تصل الى فكر وعقل المواطن الكردي بشكل حقيقي..ومادمت اتكلم عن الكرد في سوريا لندخل في بعض التفاصيل والتي يكاد العديد من الجمهور الكردي السوري يجهلها يقطن أكراد سوريا، وهم مجموعة متمايزة عرقياً ولغوياً، مناطق قريبةً من الحدود التركية والعراقية، على الرغم من أن مدناً أخرى عدة في أجزاء أخرى من البلاد، خصوصاً دمشق وحلب، تقطنها مجموعات كردية كبيرة أيضاً. للمزيد من الدقة، فإن المنطقة التي يسكنونها لا تمثّل إقليماً، سواء سياسياً أو جغرافياً، وهم على العكس من نظرائهم في العراق، لم يتمكنوا من الحصول على حكم ذاتي لهم في ظل النظام البعثي؛ فحتى أغلب المناطق الكردية في الشمال الشرقي تتخللها مناطق مختلطة من السنّة العرب، والأشوريين، والأرمن، والتركمان والأيزيديين، وحُرم الكرد من حقوقهم طوال عقود وجُرّد أكثر من 300 ألف كردي خلال حكم حزب البعث من جنسيتهم، وتستمر المظلومية بغياب تمثيلهم .. وأعود للقول بأن السبب الرئيس في اطالة عمر هذه المظلومية .هو ان عدد كبير من الاحزاب الكردية مخترق من قبل النظام السوري وبعدة طرق ووسائل .. وان هذه الاحزاب تتشارك في المنبع الفكري والثقافي مع العديد من الاحزاب العربية ذات الفكر القومي والعنصري الشمولي الاقصائي والديكتاتوري لباقي الحركات السياسية على الارض السورية وهذا ايضا احد اسباب تراجع الجهود لايجاد الحل المناسب للقضية الكردية .. ولابد من تفسير بسيط للحالة العنصرية لبعض الاحزاب الكردية وهو التمسك بالهوية القومية التعصبية البحتة مما يدف البعض الاخر للنفور والمعادة بدلا من الاحتواء وفرض اصول التعايش.. حتى ان بعض الاحزاب الكردية تتعامل بعنصرية فجة مع ابناء الكرد انفسهم إن كانوا من محافظات أخرى أو مع البعض من الكرد ممن لم يتمكنوا من اتقان التحدث باللغة الكردية لاسباب عديدة منها الاضطهاد او الملاحقات الامنية للكرد في دمشق وحماة وحمص وباقي المناطق.. لذلك نجد احيانا ان الكرد في الجزيرة يتعاملون بريبة وجفاء بل وحذر مع الكرد من باقي المناطق ومن يغذي هذه الافكار الاقصائية والعنصرية انما هي بعض الاحزاب الكردية بفكرها وثقافتها العنصرية.. وهذا بفضل الاختراق لهذه الاحزاب.. وهذا دليل اخر على ذلك .ومن حق المواطنةالكردية والمواطن والشاب الكردي ان يتسائلوا اين هو الحل والذي تتضائل فرص وجوده يوما بعد يوم .بينما نجد ولادة احزاب كردية جديدة كل يوم وكلها تنادي وتتكلم باسم الجمهور الكردي .. والجمهور الكردي ذاته لا يعرف اسما واحدا من أعضاء هذه الاحزاب..لا لشىء وانما هذا المواطن الكردي سئم ووصل الى درجة الملل والقرف من هذا التعامل السياسي الغبي لهذه الاحزاب وبات هذا الجمهور بانتظار الربيع الكردي.
[1]