الثورة السورية في العناية المركزة
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7565 - #29-03-2023# - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
منذ بداية هذا العام 2023 ودبلوماسية النظام وسياساته تتقدم رويدا رويدا,وأصبح بيده أكثر من وسيلة وأكثر من ورقة يتحكم بها من أجل تعويمه..وهذا ليس بخافي عن العيون. والدلائل كثيرة..بالمقابل منصات المعارضة ولنكن دقيقي التحليل فان غالبيتها قد فقدت ذاك البريق, والذي توهجت وتوجت به سنوات 2011 وما تلاها من سنوات ثلاث فقط..حيث ومنذ العام 2015 و ملامح الفشل والتخبط..والصراع على السلطة والبروظة أصبحت في الواجهة..ناهيك عن الفساد الكبير الذي لف معظم هؤلاء من رأسهم الى أساسهم ..وكأنهم عطشى وجوعي للمال والكرسي والجاه..لا بل وللتحكم بعباد الله بذات الطريقة التي كان بها النظام يمارسها..وبصراحة بل تفوقوا على اساليب النظام بكثير..مما دعى العديد من الدول العربية والغربية التي كانت تعطف وتشفق على المعارضة وتمولها بأن أحجمت تلك الدول وقطعت كل ذلك ..وبدأت تلك الدول باستدارة ملحوظة الى النظام وبشوق...ناسية الخطوط الحمراء والصفراء والوعود والتي قطعتها تلك الدول على نفسها عندما قاطعت النظام..نعم هي قاطعت النظام وطردت سفرائه لاسباب عديدة منها .1 - عشرات الالف من الشهداء والجرحى 2 - الكم الهائل من المعتقلات والمعتقلين في السجون واقبية المخابرات. 3 - والتهجير والتشريد لاكثر من نصف سكان البلاد..ناهيك عن 4 - الخراب والدمارالذي لحق بغالبية المحافظات جراء القصف العشوائي للمدن والبلدات والقرى5 - وقبل كل هذا انعدام الحرية والديمقراطية وكم الافواه...امام كل هذا قاطعت الدول العربية وبعض الدول الاجنبية النظام ..ومع هذا فالنظام لم يكل ولم يمل وتابع نهجه الذي سار عليه منذ الساعات الاولى 2011 15 اذار والى الان بل ان بعض المراقبين يؤكدون على ان النظام ازداد وحشية وازداد غطرسة واجراما وارهابا بحق شعبه البقية الباقية في سورية....اذا السؤال على اساس هذه الدول والتي قاطعت النظام ..وقامت بطرد الممثليات والسفراء..نراها الان تتراجع وتنسج خيوط السياسة من جديد مع هذا النظام وعلى اي اساس تبدلت مواقف هذه الدول. ونفضت الغبار عن مباني سفاراتها في دمشق ورفعت اعلامها من جديد على اسطح سفاراتها في عاصمة النظام. والكل يعلم بأن النظام كما هو لم ولن يتبدل..ولكن اذا اردنا الحقيقة فلابد من الاعتراف بأن عوامل عدة وراءهذه التراجهات العربية والغربية..اولها الدعم اللامحدود من قبل الايراني والروسي القوي العلني منذ 2011..ماديا. وعسكريا. ولوجستيا. وسياسيا في كل المحافل .اضافة الى الدعم الصيني ولو بطرف خفي ..والعامل الثاني في عودة تعويم وصحوة النظام ,هو الفشل الذريع والمخيف الذي لحق بالثورة بعد مضي ثلاث سنوات على انطلاقها.. ومنذ ركوب الاسلام السياسي موجتها وتشرزم قواها وصراع قادتها على تولي المناصب ..والتصفيات فيما بينهم ..عدا عن التخوين والتشكيك بين المنصات ومحالة الاقصاء والتهميش . فرغم كل ما حصل للبلاد والعباد فلازال الفكر البعثي مسيطر على عقول المعارضة في الطائفية والفرقة فلا السوري متفق مع السوري . ولاالعربي السوري مع الكردي السوري او السرياني او الارمني .. ولا حتى الكردي مع الكردي ...ايضا فيم بينهم والانتماءات المختلفة لهنا وهناك...فالمعارض في شمال غرب سوريا لا يجرؤ على مخاطبة المعارض في شمال شرق سوريا خوفا من زعل الممول والحاضن التركي ...رغم ان المعارض في شمال شرق سوريا يمد يده باستمرار للقاء وخلق مبادرات لتوحيد الصف .اضف الى ذلك السرقات والاختلاسات التي حصلت بين صفوف الكثير من منصات المعارضة..هذا عامل مهم جدا في تراجع الثورة او لنقل وفاتها .وفي تقدم النظام الى الامام..فبعد 12 عاما بدأنا نرى تراجعا كبيرا في مواقف تركيا تجاه المعارضة ونرى اكثر حالة التقارب المريبة بين انقرة ودمشق, على حساب الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين وعلى حساب الخطوط الحمراء التي رسمتها القيادة التركية . والاجتماع القادم في 3 و4 نيسان وضعت خارطة الطريق له وستكون هناك تنازلات تركية واضحة لصالح النظام . على حساب مكونات الشعوب في شمال وشرق سوريا .. وعلى حساب الشعب السوري بالمجمل .ايضا نشاهد تراجعا واضحا في مواقف السعودية والتي وقفت في البدايات الى جانب الثورة ورسمت خطوطا حمراء وبالبونط العريض.. وهناك العديد من الدول التي حذت حذو الامارات و و و و ..هذا هو التوصيف الحقيقي والفعلي للحالة السورية..ولكن هل يكفي ان نوصف ونصمت نكشف عن الجراح ولا نعمل على تضميدها بعد ان ننظفها ونعقمها جيدا ..ولا بد إذن من التوجه لايجاد العلاج المناسب وبالسرعة القصوى .. واقولها صراحة على المعارضة السورية ان تصافح اليد الصادقة الممدودة من شمال شرق سوريا. والعمل سريعاللقاء الاشفاء السوريين من كل المكونات على طاولة واحدة وهو جلوس السوري مع اخيه السوري تحت اي ظرف. وعلينا مراعاة مايحصل اقليميا ودوليا حولنا .ونبذ الخلافات او تأجيلها..والاتفاق على رؤى محددة ومقبولة للجميع ..ولا بد من الضغط على انفسنا والتنازل لبعضنا البعض حتى نتمكن من اخراج الثورة من غرفة العناية المركزة والا...وإلا سنكتب نعوة وفاتها بأيدينا وتيتي ..تيتي
[1]