الكوردي السوري أين هو 4
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7149 - #30-01-2022# - 09:38
المحور: القضية الكردية
سؤال لطالما راودني كثيرا وأغلب الظن أنه كان بمخيلة الكثيرين من الكورد السوريين الذين يعيشون على ارضهم في سوريا ..فمنذ أن وعيت على العمل السياسي وأنا ارى وأسمع عن الكورد في العراق وتركيا وايران وسوريا ..اسمع عن عذاباتهم ومعاناتهم مع الانظمة المستبدة الطاغية وبالطبع انني كنت اتلمس واحس بشكل مباشر عن عذابات ومعاناة الكوردي السوري وإن كانت لاتظهر للعيان بشكل واضح بسبب التعتيم وكمية التهميش الكبيرة التي كانت الانظمة تفرضها على الكورد بشكل عام وعلى الكورد في سوريا والعراق على وجه الخصوص ...وكان تنظيم البعث في العراق وبلاد الشام بلا شك ينفذ سياسة العنف والقسوة والتهميش والاقصاء بل وللقتل والنفي ان استطاع الى ذلك سبيلا..وهو لا يقصر في هذا وقرأت كثيرا عن ما يتعرض له الكورد في سوريا.
إن كرد سوريا هم أكبر أقلية عرقية في سوريا حيث يشكلون حوالي أكثر من 15% من سكان البلاد ومعظمهم من المسلمين السنة، وبعضهم من اليزيديين إضافة إلى عدد قليل من المسيحيين والعلويين الكرد... فهي قومية مثل كل القوميات امتسب معتنقي هذه القومية الى أديان عدة
ويتمركز الكرد في سوريا في المنطقة الواقعة على الحدود السورية العراقية التركية حيث يقطنون الجزيرة العليا وأقليم دجله ومدينة القامشلي في لواء الخابور وولاية الحسكة كما يتواجدون في ولاية حلب حيث توجد جبال الأكراد، تحديدا منطقة عفرين وكوباني. وقسم لابأس به في دمشق حارة الاكراد وريف دمشق وحمص وحماة والساحل.. وسنعرف القليل من التفاصيل المهمة والتي قد تكون غائبة عن الكورد انفسهم .... وكون تاريخ الكورد في سوريا بات معروفا للاغلبية فسأبدأ من أحداث القامشلي 2004 بعد حادث في ملعب كرة القدم في القامشلي، قتل 5 أشخاص وجرح أكثر من 160 خلال أيام من الاحتجاجات على الظلم والقهر والديكتاتورية والرمان من أبسط الحقوق بدأت في 12 مارس. ولكن قوات الأمن السورية كعادتها في مواجهة شعلها الاعزل استخدمت الذخيرة الحية ضد المدنيين الكرد بعد اشتباكات اندلعت خلال مباراة كرة القدم بين المشجعين الأكراد للفريق المحلي والمشجعين العرب لفريق زائر من مدينة دير الزور. وذكرت وقتها الصحافة الدولية أن تسعة أشخاص قتلوا يوم 12 مارس. ووفقا لمنظمة العفو الدولية اعتقل مئات الأشخاص، معظمهم من الكرد، بعد أعمال احتجاجية على اسلوب التفرقة العنصرية الذي استخدمته قوات الامن . وقد تعرض المعتقلون الكرد للتعذيب وسوء المعاملة، وتم طرد بعض الطلبة الكرد من جامعاتهم، بسبب مشاركتهم في احتجاجات سلمية.
وقد امتدت الاحتجاجات إلى جميع المدن الكردية في سوريا والمدن الكبرى الأخرى، حيث جرت بعض المظاهرات السلمية أيضا في أحياء كردية في كل من دمشق وحلب. و حصلت أيضا احتجاجات كبيرة في المناطق الكردية عام 2008 بعد مقتل 3 أشخاص كانوا يحتفلون بعيد النوروز في #20-03-2008#
وتوالت بالتصاعد الاحتجاجات السورية 2012 في أعقاب الثورة التونسية والثورة المصرية، أعلن#04-02-2011# يوما الغضب في سوريا من قبل نشطاء من خلال الفيسبوك. وقد شارك الكرد في تلك الاحتجاجات منذ بدايتها . في #07-11-2011# ، اغتيل المعارض الكردي مشعل تمو من قبل النظام البعثي السوري وفقاً لما ذكره ابنه مارسيل في برنامج تلفزيوني اسمه مشعل الحرية عرض على قناة العربية. خلال موكب جنازة تمو في اليوم التالي في مدينة القامشلي، فتحت قوات الأمن السورية النار على حشد من أكثر من 10000 من المشيعين مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص.
واذا ما استعرضنا حقوق الإنسان الكوردي في سورية وفقا لمنظمة هيومان رايتس واتش، فإنه لا يمكن استخدام اللغة الكردية في المدارس في سوريا، ولا يسمح لهم بتعلم لغتهم في المدارس أو إنشاء مدارس للغة الكردية، ويحظر نشر الكتب وغيرها من المواد المكتوبة كالصحف أو المجلات باللغة الكردية.
وعلى سبيل نكتة المواطنة..... في عام 1962، تم تجريد 20 في المئة من السكان الكرد في سوريا من الجنسية السورية، مما أثار مخاوف بين جماعات حقوق الإنسان. ووفقا للحكومة السورية حينها وهو كذب وزور وبهتان ، كان سبب هذا التشريع هو تسلل مجموعات من كرد تركيا إلى محافظة الحسكة في عام 1945. حيث زعمت أن الكرد أتوا من البلدان المجاورة، وخاصة تركيا، وعبروا الحدود إلى الأراضي السورية بصورة غير شرعية، وأن هؤلاء الكرد استقروا تدريجيا، في مدن مثل عامودا والقامشلي حتى أصبحوا الأكثرية في بعض احياء هذه المدن. وزعمت الحكومة أيضا أن الكثير من الكرد استطاعوا أن يسجلوا أنفسهم في سجلات رسمية بشكل غير قانوني، وتكهنت الحكومة أيضا أن الكرد أتوا إلى سوريا لكي يستقروا ويحوزوا على الممتلكات العربية السورية... وهذا الكلام هزلي مضحك جملة وتفصيلا ولكن نظام البعث في العراق وبلاد الشام هذه هي سياسته في كل زمان ومكان
نتيجة لمكافحة الحكومة السورية من زيادة في الهجرة غير الشرعية، قررت الحكومة السورية إجراء تعداد عام في #05-10-1962# في محافظة الحسكة، وقد شمل الإحصاء 100000 كردي سوري، وقد تم تجريد 15000 كردي من الجنسية السورية.
ووفقا لمنظمة هيومان رايتس واتش فقد إن الكرد المجردون من الجنسية هم محرومون من الحقوق المدنية حيث أنه لا يحق لهم التملك أو السفر أو التوظيف الرسمي وغير ذلك من الحقوق المدنية. ومرسوم التجنيس ايضا عليه ملابسات حقوقية وانسانية كبيرة
فبعد ا نتفاضة 2011 أصدر النظام بتاريخ #07-04-2011# مرسوما والقاضي بمنح الجنسية السورية للمسجلين كأجانب في سجلات الحسكة. وتمت تسوية أوضاع عشرات الآلاف من الكرد السوريين خلال أيام وذلك قبل المهلة المحددة للجنة المكلفة بدراسة إحصاء العام 1962، وذلك بتقدم غير المجنسين إلى لجنة محافظتهم بطلبات التجنيس خلال مهلة لا تتعدى الستين يوماً، كما تنص التسوية على تقديم الاعتراضات للقضاء لمن لم يرد اسمه في لوائح غير المجنسين، وحسب مصادر محلية فقد تجاوز عدد من سيمنحون الجنسية المئة ألف شخص. وبات كمنحة من حكومة دمشق لمواطنين اجانب... وهذه مهزلة من مهازل النظام بحق مواطنيه ... موضوع الكورد في سورية.
[1]